حسين عبد الحسين
لا يفوّت مؤيدو النظامين الإيراني والسوري فرصة إلا ويشيرون الى ان نظامي علي خامنئي وبشار الأسد، صامدان في مواجهة شعوبهما والغرب، بفضل تحالف دولي يشمل، الى جانب طهران ودمشق، كلا من موسكو وبكين، والدليل هو الفيتو المزدوج للدفاع عن الأسد في مجلس الأمن، وبقاء بعض الاستثمارات الصينية في ايران، على الرغم من العقوبات الدولية. هذا في التحليل.
لكن في الوقائع صورة مختلفة، اذ أوردت صحيفة “الشرق” الايرانية أن شركة الغاز الصينية الحكومية، قررت الانسحاب من المرحلة الحادية عشرة من مشروع تطوير حقل غاز فارس في الجنوب الايراني، وأعادت 30 خبيرا صينيا الى بلادهم، وأوقفت عمل مكتبها في العاصمة الايرانية طهران.
وفي نفس الاثناء، اشارت أنباء إلى نية الصينيين استثمار 15 مليار دولار في شركة نيكسن الكندية، وفي شركات طاقة اخرى بريطانية وهولندية.
راسيل ميد، الكاتب السياسي البارز الذي غالبا ما يطل عبر صفحات “فورين افيرز” المرموقة، تلقف الخبر فورا، وكتب على مدونته على موقع مجلة “ذي اميريكان انترست” ان “التكنولوجيا، والاستقرار السياسي، والاحتياطي الهائل من النفط والغاز، تقدم اليوم اميركا الشمالية (اي الولايات المتحدة وكندا) كمكان افضل للاستثمارات النفطية من دول متعددة في الشرق الأوسط التي يكبر فيها الخطر الجيوبوليتيكي، او دول مثل روسيا والارجنتين وفنزويلا، حيث خطر عدم الاستقرار السياسي كبير جدا”.
واضاف ميد ان “النفط والغاز داخل الأرض قيمتهما اكبر في الدول التي تتمتع باستقرار جيوبوليتيكي، ولديها حكومات معروفة المصير”.
وتوقع ميد أن تقوم عدد اكبر من شركات الطاقة العملاقة حول العالم بالابتعاد عن المناطق غير المستقرة ذات الاحتياطي الكبير، والبحث بدلا منها عن مناطق تتمتع باستقرار، يمكنها ان تصب فيها استثماراتها البالغة مليارات الدولارات.
على ان اللافت في الموضوع ايضا، ان الاستثمارات الصينية في شركات الطاقة التي تدير الاحتياطات النفطية والغازية حول العالم، لن تؤدي بالضرورة الى تدفق النفط او الغاز الى السوق الصينية، نظرا للتكلفة التي قد تتكبدها بسبب عملية النقل اوالجر، بل من المرجح ان تعمد هذه الشركات، على الرغم من دخول الحكومة الصينية كشريكة في الملكية، الى ارسال مبيعاتها الى الاسواق التي تحقق لها اكبر قدر من الارباح، وفي حالة الشركة الكندية، الارجح ان السوق الاميركية هي التي تؤمن الارباح الاكبر.
قد يكون من المفيد ان يتذكر انصار النظامين السوري والايراني، انه كما لا يأتي الغرب الى منطقة الشرق الاوسط كرمى لعيون هذه الحكومة العربية او تلك، بل سعيا للدفاع عن مصالحه وتحقيقها، كذلك الشرق، مثل روسيا والصين، لا تهتمان في اقامة تحالفات دولية عبثية للدفاع عن خامنئي أو الأسد، بل تسعيان وراء مصالحهما، وهنا لا يبدو ان النظام السوري سيستمر في تأمين الكثير منها لا لموسكو ولا لبكين، مع استمرار اهتزازه على وقع التقدم الذي يحققه معارضوه.
هناك 3 تعليقات:
Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)
شكراً على الموضوع ... :)
شكرا ع الموضوع
إرسال تعليق