| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
يتشارك الخبراء والمسؤولون الاميركيون تقريرا صادرا عن «معهد دارسة الحرب»، اعده العميل السابق في «الاستخبارات العسكرية» جوزف هوليداي، وجاء فيه ان ثوار سورية نجحوا على مدى الاسابيع القليلة الماضية في توسيع رقعة المناطق التي يسيطرون عليها، خصوصا شمال البلاد.
ويقول التقرير انه «في يونيو، قام (الرئيس السوري بشار) الاسد بتجميع قواته وشن هجوم على مناطق ريف حلب الشمالية، وان حملته نجحت الى حد كبير، ولكن مع حلول يوليو، خسر النظام سيطرته على حلب، ما اجبر قوات النظام على التخلي عن ريف المدينة لخوض معركة مع الثوار للسيطرة على المدينة نفسها».
وتابع انه في اطار استعداد قوات الاسد لشن هجوم على حلب مع حلول الشهر الحالي «عمد النظام الى تعزيز قواته بسحب القوات الامنية المرابضة في محافظة ادلب، مخلفا وراءه وجودا عسكريا خفيفا تمثل في بقاء حواجز عسكرية معزولة وبعيدة عن بعضها البعض، ما سمح للثوار باستعادة السيطرة بالكامل على ادلب».
التقرير خص بالذكر منطقة جبل الزاوية في الجنوب الشرقي لمحافظة ادلب، وقال ان المنطقة هناك تشهد نشاطا متزايدا للثوار منذ خريف العام الماضي وان «الثوار في هذه المنطقة اظهروا مرارا قدرتهم على تنظيم صفوفهم على نطاق واسع، وان يتنقلوا مسافات بعيدة، وان يشنوا عمليات هجومية ذات فاعلية».
واشار التقرير الى ان السيطرة على جبل الزاوية وجسر الشغور سمحت لـ «الجيش السوري الحر» بشن هجمات خلال شهر يونيو ضد «مقاطعة الحفة الجبلية القريبة من اللاذقية»، مضيفا ان «قرب التمرد المسلح من معاقل العلويين على الساحل تهدد النظام في عقر داره».
وعن حمص، قال التقرير ان «نظام الاسد حافظ على سيطرته على المدينة منذ ان استولى عليها في مايو 2012، ولكن الثوار حافظو على معاقل لهم شمال المدينة (الرستن) وجنوبها الغربي (القصير)». وتابع ان الثوار نجحوا في صد محاولات جيش النظام لاختراق معاقلهم في حمص، ما دفع قوات الاسد الى قصف هذه المناطق بشكل عنيف ومتواصل.
وتحدث التقرير عن دمشق، فقال انه «في يوليو 2012، نجح متمردو دمشق في توجيه ضربة مزدوجة الى النظام باغتيالهم 4 من كبار الضباط الامنيين، واستيلائهم على اقسام من وسط المدينة».
وكان «الجيش السوري الحر» تبنى في 18 يوليو تنفيذ عملية ادت الى مقتل آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد، في تفجير مبنى «الأمن القومي»، وقتل اثناءها ايضا وزير الدفاع داود راجحة ومعاون نائب رئيس الجمهورية حسن توركماني، ورئيس «مكتب الأمن القومي» هشام اختيار.
وقال التقرير: «مع ان النظام نجح في استعادة السيطرة على دمشق في غضون اسبوع، قضى الهجوم المفاجئ على امكانية استخدام النظام قوات النخبة التابعة له في اماكن خارج العاصمة وفي نواح مختلفة من البلاد».
وختم التقرير بالاشارة الى انه في محافظة درعا الجنوبية، لم ينجح الثوار في السيطرة الكاملة على اي مساحات تذكر، لكنهم نجحوا بالقيام بعمليات ضد قوات الاسد من قبيل اقامة كمائن وشن غارات على مواقع تابعة للجيش النظامي.
ومن المتوقع ان يعمل هاليداي على تحديث تقريره يوم السبت، وهو ما يبدو ان عددا كبيرا من الخبراء ومسؤولي الشرق الاوسط في الادارة ينتظرونه بفارغ الصبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق