واشنطن - من حسين عبدالحسين
زار رئيس سويسرا يولي ماورر نظيره الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، وانضم بذلك الى لائحة الوسطاء الدوليين الساعين الى تسوية الأزمة المتفاقمة بين الولايات المتحدة وإيران.
ومنذ انقطاع العلاقات بين واشنطن وطهران في العام 1979، تلعب سويسرا دور الوسيط الرسمي بين البلدين، وتستضيف مكتب تمثيل مصالح كل منهما لدى الآخر.
والوساط السويسرية هي الثانية على الأقل، في غضون اسبوع، على اثر مجهود مشابه بادرت اليه قطر، مع زيارة قام بها وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن الى طهران، السبت الماضي.
وفيما يرى ترامب أن الإيرانيين سيذعنون ويطلبون الحوار، صرّح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بان بلاده لن تبادر الى طلب الحوار من واشنطن.
وفي وسط السباق بين الديبلوماسية واستعدادات أساطيل أميركا وقاذفاتها الاستراتيجية في الخليج، استضاف البيت الأبيض وفداً من الكونغرس يحمل اسم «مجموعة الثمانية»، وهو يضم قادة الحزبين من المشرعين من مجلسي النواب والشيوخ، وقدم لهم العاملون في مجلس الأمن القومي ايجازاً مغلقاً وسرياً حول المعلومات الاستخباراتية التي دفعت واشنطن الى تعزيز قواتها في الخليج.
وبسبب سرية المعلومات، امتنع أعضاء الكونغرس عن التعليق عن ماهية المعلومات الاستخباراتية الأميركية، واكتفى بعضهم بالقول ان «التقارير الاستخباراتية تتمتع بمصداقية» ، لكن بعض الديموقراطيين منهم اردفوا القول ان ادارة ترامب « تبالغ في ردة فعلها».
وفي وقت لاحق، سرت في اوساط تقارير مفادها بان التهديدات الايرانية التي تقلق واشنطن هي عبارة عن قيام طهران بتثبيت صواريخ على متن قوارب سريعة، وان هذه الخطوة، مقرونة بتصفير اميركا صادرات طهران النفطية وتهديدات الاخيرة باغلاق مضيق هرمز، شكلت تهديدا دفع اميركا الى المسارعة للتحسب له.
تلى الاستعدادات الأميركية نشر صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا مفاده بأن وزارة الدفاع (البنتاغون) أعدت للبيت الأبيض خطة عسكرية لمواجهة ايران تتطلب مشاركة 120 ألف جندي أميركي، وهو رقم يناهز عدد القوات الأميركية التي اجتاحت العراق في العام 2003. الا ان وزارة الدفاع ردت بأنها لم تقدم أي خطط عسكرية حول ايران، وان لديها خططاً متعددة تسحبا لأي طارئ.
ومن يعرف خبايا المؤسسة العسكرية الأميركية يعرف ان لديها خططا لاجتياح اي بلد في العالم، بما في ذلك جارة اميركا الشمالية وحليفتها كندا.
ورغم ان معظم التوقعات تشير الى ان اي مواجهة عسكرية مع ايران لن تتضمن اجتياحا بريا، الا ان جنرالات اميركا يتوقعون ان تسارع طهران الى اقفال هرمز لحظة اندلاع اي مواجهة بينهما، وان مهمة القوات الاميركية هي فتح هذا المضيق فورا، وهو ما يتطلب حكما قيام قوات اميركا باحتلال جزر قشم وهنكام وهرمز ولاراك الايرانية، وحتى بندر عباس على البر الايراني.
وعلى عكس الغارات الجوية وصواريخ «كروز»، تتطلب مشاركة قوات اميركية عملاً لوجستياً واسعاً، وتكاليف عسكرية باهظة اكبر من «اموال الطوارئ» المرصودة سنوياً لوزارة الدفاع، والاموال الاضافية تتطلب حكما موافقة كونغرس تسيطر على مجلس النواب فيه غالبية من الديموقراطيين، وهؤلاء سيسعدهم تحويل الأمر الى مبارزة سياسية مع ترامب، وتصويره على انه كسر وعده للاميركيين بانهاء حروب اميركا المكلفة حول العالم.
لهذا السبب، بدا ترامب متردداً في الانخراط في اي حرب مع الايرانيين، وعمدت الدوائر المقربة منه الى تسريب تصريحات مفادها بأن الرئيس مستاء من مستشاريه «الصقور»، وفي طليعتهم مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير خارجيته مايك بومبيو.
لكن ترامب لا يرغب الظهور في موقع الرئيس الضعيف، وهو لذلك سمح لفريقه بالاستعداد للحرب وكأنها ستقع غداً، وجاء في هذا السياق قيام اميركا باخلاء الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في بغداد، وهو اجراء لم تقدم عليه حتى يوم كان تنظيم «داعش» يقترب من اجتياح العاصمة العراقية صيف العام 2014. كما نفى الرئيس الأميركي، وجود خلاف مع مستشاريه.
وأكد الجمعة، «أنها (التقارير الإخبارية) توجه رسائل بأنني غاضب من فريقي. إنني لا أشعر بغضب من أعضاء فريقي. واتخذ قراراتي. مايك بومبيو يؤدي مهمة جليلة، وبولتون يؤدي مهمة جليلة».
ووعد ترامب خلال حملته الرئاسية في 2016 بالابتعاد عن الصراعات الخارجية بعد ما وصفه بحروب باهظة التكلفة في أفغانستان والعراق.
لكنه أوضح أيضا أنه سيقوم بما يلزم لحماية المصالح الأميركية في الخارج.
في هذه الأثناء، الغى بومبيو جدول لقاءاته الذي كان مقررا في الأسابيع الماضية، فلم يزر برلين، بل استبدلها ببغداد. ويقول المطلعون على فحوى لقاءاته مع المسؤولين العراقيين الى ان بومبيو توافق معهم على حيادية العراق، وحملهم مسؤولية امن الديبلوماسيين الأميركيين والمستشارين العسكريين المنتشرين فيه.
ويضيف هؤلاء أن العراقيين عرضوا وساطة مع إيران، لكن بومبيو شكرهم وابلغهم ان واشنطن ستعلمهم ان هي احتاجت لوساطتهم.
وفي موسكو، حاول بومبيو اقناع الرئيس فلاديمير بوتين بضرورة مساندته لأي مواجهة عسكرية أميركية ضد طهران.
واللافت، حسب المصادر الأميركية، ان بوتين لم يعارض ضرب ايران، لكنه توجه الى المسؤول الأميركي بسلسلة من المطالب مقابل موافقة روسية، تصدرها مطالبته برفع العقوبات عن موسكو، وهي تكلفة سياسية لا مقدرة لترامب على تحملها، حتى لو هو أراد ذلك.
في وسط صورة أميركية داخلية ودولية معقدة، يبدو صعباً التكهن بإمكانية اندلاع حرب، لكن الحسابات الخاطئة قد تكون الطريق الأسرع لتصعيد ليس في حسبان أي منهما، على الأقل حتى الآن، خصوصا مع انسداد الأفق السياسي أمام ترامب في حال إصرار الإيرانيين على امتناعهم عن طلب الحوار، وهو ما يحرم الرئيس الأميركي مخرجاً يحفظ له ماء الوجه، ويسمح له بإعادة أساطيله وقاذفاته الى قواعدها.
ومنذ انقطاع العلاقات بين واشنطن وطهران في العام 1979، تلعب سويسرا دور الوسيط الرسمي بين البلدين، وتستضيف مكتب تمثيل مصالح كل منهما لدى الآخر.
والوساط السويسرية هي الثانية على الأقل، في غضون اسبوع، على اثر مجهود مشابه بادرت اليه قطر، مع زيارة قام بها وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن الى طهران، السبت الماضي.
وفيما يرى ترامب أن الإيرانيين سيذعنون ويطلبون الحوار، صرّح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بان بلاده لن تبادر الى طلب الحوار من واشنطن.
وفي وسط السباق بين الديبلوماسية واستعدادات أساطيل أميركا وقاذفاتها الاستراتيجية في الخليج، استضاف البيت الأبيض وفداً من الكونغرس يحمل اسم «مجموعة الثمانية»، وهو يضم قادة الحزبين من المشرعين من مجلسي النواب والشيوخ، وقدم لهم العاملون في مجلس الأمن القومي ايجازاً مغلقاً وسرياً حول المعلومات الاستخباراتية التي دفعت واشنطن الى تعزيز قواتها في الخليج.
وبسبب سرية المعلومات، امتنع أعضاء الكونغرس عن التعليق عن ماهية المعلومات الاستخباراتية الأميركية، واكتفى بعضهم بالقول ان «التقارير الاستخباراتية تتمتع بمصداقية» ، لكن بعض الديموقراطيين منهم اردفوا القول ان ادارة ترامب « تبالغ في ردة فعلها».
وفي وقت لاحق، سرت في اوساط تقارير مفادها بان التهديدات الايرانية التي تقلق واشنطن هي عبارة عن قيام طهران بتثبيت صواريخ على متن قوارب سريعة، وان هذه الخطوة، مقرونة بتصفير اميركا صادرات طهران النفطية وتهديدات الاخيرة باغلاق مضيق هرمز، شكلت تهديدا دفع اميركا الى المسارعة للتحسب له.
تلى الاستعدادات الأميركية نشر صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا مفاده بأن وزارة الدفاع (البنتاغون) أعدت للبيت الأبيض خطة عسكرية لمواجهة ايران تتطلب مشاركة 120 ألف جندي أميركي، وهو رقم يناهز عدد القوات الأميركية التي اجتاحت العراق في العام 2003. الا ان وزارة الدفاع ردت بأنها لم تقدم أي خطط عسكرية حول ايران، وان لديها خططاً متعددة تسحبا لأي طارئ.
ومن يعرف خبايا المؤسسة العسكرية الأميركية يعرف ان لديها خططا لاجتياح اي بلد في العالم، بما في ذلك جارة اميركا الشمالية وحليفتها كندا.
ورغم ان معظم التوقعات تشير الى ان اي مواجهة عسكرية مع ايران لن تتضمن اجتياحا بريا، الا ان جنرالات اميركا يتوقعون ان تسارع طهران الى اقفال هرمز لحظة اندلاع اي مواجهة بينهما، وان مهمة القوات الاميركية هي فتح هذا المضيق فورا، وهو ما يتطلب حكما قيام قوات اميركا باحتلال جزر قشم وهنكام وهرمز ولاراك الايرانية، وحتى بندر عباس على البر الايراني.
وعلى عكس الغارات الجوية وصواريخ «كروز»، تتطلب مشاركة قوات اميركية عملاً لوجستياً واسعاً، وتكاليف عسكرية باهظة اكبر من «اموال الطوارئ» المرصودة سنوياً لوزارة الدفاع، والاموال الاضافية تتطلب حكما موافقة كونغرس تسيطر على مجلس النواب فيه غالبية من الديموقراطيين، وهؤلاء سيسعدهم تحويل الأمر الى مبارزة سياسية مع ترامب، وتصويره على انه كسر وعده للاميركيين بانهاء حروب اميركا المكلفة حول العالم.
لهذا السبب، بدا ترامب متردداً في الانخراط في اي حرب مع الايرانيين، وعمدت الدوائر المقربة منه الى تسريب تصريحات مفادها بأن الرئيس مستاء من مستشاريه «الصقور»، وفي طليعتهم مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير خارجيته مايك بومبيو.
لكن ترامب لا يرغب الظهور في موقع الرئيس الضعيف، وهو لذلك سمح لفريقه بالاستعداد للحرب وكأنها ستقع غداً، وجاء في هذا السياق قيام اميركا باخلاء الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في بغداد، وهو اجراء لم تقدم عليه حتى يوم كان تنظيم «داعش» يقترب من اجتياح العاصمة العراقية صيف العام 2014. كما نفى الرئيس الأميركي، وجود خلاف مع مستشاريه.
وأكد الجمعة، «أنها (التقارير الإخبارية) توجه رسائل بأنني غاضب من فريقي. إنني لا أشعر بغضب من أعضاء فريقي. واتخذ قراراتي. مايك بومبيو يؤدي مهمة جليلة، وبولتون يؤدي مهمة جليلة».
ووعد ترامب خلال حملته الرئاسية في 2016 بالابتعاد عن الصراعات الخارجية بعد ما وصفه بحروب باهظة التكلفة في أفغانستان والعراق.
لكنه أوضح أيضا أنه سيقوم بما يلزم لحماية المصالح الأميركية في الخارج.
في هذه الأثناء، الغى بومبيو جدول لقاءاته الذي كان مقررا في الأسابيع الماضية، فلم يزر برلين، بل استبدلها ببغداد. ويقول المطلعون على فحوى لقاءاته مع المسؤولين العراقيين الى ان بومبيو توافق معهم على حيادية العراق، وحملهم مسؤولية امن الديبلوماسيين الأميركيين والمستشارين العسكريين المنتشرين فيه.
ويضيف هؤلاء أن العراقيين عرضوا وساطة مع إيران، لكن بومبيو شكرهم وابلغهم ان واشنطن ستعلمهم ان هي احتاجت لوساطتهم.
وفي موسكو، حاول بومبيو اقناع الرئيس فلاديمير بوتين بضرورة مساندته لأي مواجهة عسكرية أميركية ضد طهران.
واللافت، حسب المصادر الأميركية، ان بوتين لم يعارض ضرب ايران، لكنه توجه الى المسؤول الأميركي بسلسلة من المطالب مقابل موافقة روسية، تصدرها مطالبته برفع العقوبات عن موسكو، وهي تكلفة سياسية لا مقدرة لترامب على تحملها، حتى لو هو أراد ذلك.
في وسط صورة أميركية داخلية ودولية معقدة، يبدو صعباً التكهن بإمكانية اندلاع حرب، لكن الحسابات الخاطئة قد تكون الطريق الأسرع لتصعيد ليس في حسبان أي منهما، على الأقل حتى الآن، خصوصا مع انسداد الأفق السياسي أمام ترامب في حال إصرار الإيرانيين على امتناعهم عن طلب الحوار، وهو ما يحرم الرئيس الأميركي مخرجاً يحفظ له ماء الوجه، ويسمح له بإعادة أساطيله وقاذفاته الى قواعدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق