واشنطن - من حسين عبدالحسين
في اليوم الأول لإرسال الولايات المتحدة للقوة البحرية «يو اس اس لينكولن» إلى الخليج، بدت واشنطن في موقف حازم، إذ توعد مستشار الأمن القومي جون بولتون ايران بـ«قوة لا تلين» في حال تعرضت القوات الاميركية لأي أهداف تابعة للولايات المتحدة أو حلفائها. وقبل نهاية اليوم، نقل مراسل التلفزيون الاسرائيلي وموقع «اكسيوس» باراك رافيد خبراً حصرياً مفاده أن التحرك البحري الأميركي جاء بناء على معلومات استخباراتية إسرائيلية حول نية إيران مهاجمة أهداف تابعة لأميركا أو حلفائها في الخليج والمنطقة.
لكن الحزم الأميركي ارتطم بعثرات سياسية لاحقاً، وراح المعنيون بالسياسة الخارجية في واشنطن يتساءلون إن كانت القوات البحرية الأميركية تحركت وفقاً لمعلومات استخباراتية من إسرائيل، حصراً. وراح المعنيون يبحثون عن موقف وكالات الاستخبارات الأميركية حول الموضوع، وإن كانت أي من الوكالات الأميركية السبع عشرة قد رصدت تهديدات إيرانية مشابهة.
وفي وقت بدا أن الاستخبارات لا يسعها تأكيد التهديدات التي نقلتها إسرائيل إلى واشنطن، تحول الحزم الأميركي إلى إحراج، إذ من غير المعقول أن تتحرك أساطيل الولايات المتحدة وفقاً لاستخبارات دولة حليفة، بدون رأي أو تأكيد من الاستخبارات الأميركية.
وتفادياً للإحراج، أعلنت ادارة الرئيس دونالد ترامب أن وصول القوة البحرية الى الخليج جاء وفقا لطلب «القيادة الوسطى» في الجيش الأميركي، تحسباً لأي هجوم يمكن ان تقوم به إيران، بما في ذلك تنفيذها تهديدات بعض ضباطها العلنية، من قبيل إغلاق مضيق هرمز، الذي يربط الخليج ببحر العرب، أمام حركة الملاحة وخصوصاً في وجه ناقلات النفط.
لكن بعض المعنيين رأوا أن الخطوة الأميركية لم تأتِ بهدف التصعيد، وأن إرسال حاملة طائرات أميركية إلى الخليج لا يحصل بين ليلة وضحاها، بل هو أمر يحتاج إلى تنسيق وإعداد مسبق، وأن الغالب أن البيت الابيض رأى في الخطوة العسكرية الروتينية فرصة لبناء تصعيد سياسي عليها، فكان تهديد بولتون لإيران، وتسريب الإسرائيليين ان التحرك الأميركي جاء بسبب معلوماتهم.
ووفق التقديرات الاستخباراتية الأميركية السابقة، فإن لدى إيران خطة للرد ضد أي اعتداء عسكري عليها، ولكنها خطة تتضمن مواجهة غير مباشرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، بما في ذلك قيام كل المليشيات الموالية لإيران في المنطقة بضرب أهداف تابعة لأميركا وحلفائها، فيشن «حزب الله» اللبناني هجوماً ضد اسرائيل، وكذلك تفعل الفصائل الفلسطينية في غزة، وتشن المليشيات العراقية هجمات ضد القوات الأميركية في العراق، ويطلق الحوثيون صواريخهم على السعودية.
وبسبب سياسة إيران القاضية بالمواجهة العسكرية غير المباشرة ضد أميركا، استبعد الخبراء والعاملون السابقون في وكالات الاستخبارات مواجهة إيرانية - أميركية عسكرية مباشرة، فطهران تعرف أنها مواجهة خاسرة، وأن نقاط قوتها هي في الحروب غير المباشرة، وعلى أراضٍ غير إيرانية.
إذاً ما هدف تظاهر أميركا واسرائيل وكأن التصعيد العسكري ضد ايران جاء عن عمد؟ لا إجابات في العاصمة الاميركية، خصوصا ان لا سياق لمواجهة عسكرية، على الأقل من الجانب الايراني، فإعلان الرئيس حسن روحاني تراجع إيران عن بند او اكثر في الاتفاقية النووية بين ايران والمجتمع الدولي لا يشي بأن طهران اختارت المواجهة العسكرية، بل يشير الى ان الجمهورية الاسلامية تعتقد ان خياراتها التصعيدية غير العسكرية ما تزال متوفرة، من قبيل التراجع عن بعض بنود الاتفاقية النووية، أو حتى التراجع عن كل الاتفاقية وإعادة الانخراط في تخصيب اليورانيوم بشكل كامل. بعد ذلك، لكل حادث حديث.
لكن الحزم الأميركي ارتطم بعثرات سياسية لاحقاً، وراح المعنيون بالسياسة الخارجية في واشنطن يتساءلون إن كانت القوات البحرية الأميركية تحركت وفقاً لمعلومات استخباراتية من إسرائيل، حصراً. وراح المعنيون يبحثون عن موقف وكالات الاستخبارات الأميركية حول الموضوع، وإن كانت أي من الوكالات الأميركية السبع عشرة قد رصدت تهديدات إيرانية مشابهة.
وفي وقت بدا أن الاستخبارات لا يسعها تأكيد التهديدات التي نقلتها إسرائيل إلى واشنطن، تحول الحزم الأميركي إلى إحراج، إذ من غير المعقول أن تتحرك أساطيل الولايات المتحدة وفقاً لاستخبارات دولة حليفة، بدون رأي أو تأكيد من الاستخبارات الأميركية.
وتفادياً للإحراج، أعلنت ادارة الرئيس دونالد ترامب أن وصول القوة البحرية الى الخليج جاء وفقا لطلب «القيادة الوسطى» في الجيش الأميركي، تحسباً لأي هجوم يمكن ان تقوم به إيران، بما في ذلك تنفيذها تهديدات بعض ضباطها العلنية، من قبيل إغلاق مضيق هرمز، الذي يربط الخليج ببحر العرب، أمام حركة الملاحة وخصوصاً في وجه ناقلات النفط.
لكن بعض المعنيين رأوا أن الخطوة الأميركية لم تأتِ بهدف التصعيد، وأن إرسال حاملة طائرات أميركية إلى الخليج لا يحصل بين ليلة وضحاها، بل هو أمر يحتاج إلى تنسيق وإعداد مسبق، وأن الغالب أن البيت الابيض رأى في الخطوة العسكرية الروتينية فرصة لبناء تصعيد سياسي عليها، فكان تهديد بولتون لإيران، وتسريب الإسرائيليين ان التحرك الأميركي جاء بسبب معلوماتهم.
ووفق التقديرات الاستخباراتية الأميركية السابقة، فإن لدى إيران خطة للرد ضد أي اعتداء عسكري عليها، ولكنها خطة تتضمن مواجهة غير مباشرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، بما في ذلك قيام كل المليشيات الموالية لإيران في المنطقة بضرب أهداف تابعة لأميركا وحلفائها، فيشن «حزب الله» اللبناني هجوماً ضد اسرائيل، وكذلك تفعل الفصائل الفلسطينية في غزة، وتشن المليشيات العراقية هجمات ضد القوات الأميركية في العراق، ويطلق الحوثيون صواريخهم على السعودية.
وبسبب سياسة إيران القاضية بالمواجهة العسكرية غير المباشرة ضد أميركا، استبعد الخبراء والعاملون السابقون في وكالات الاستخبارات مواجهة إيرانية - أميركية عسكرية مباشرة، فطهران تعرف أنها مواجهة خاسرة، وأن نقاط قوتها هي في الحروب غير المباشرة، وعلى أراضٍ غير إيرانية.
إذاً ما هدف تظاهر أميركا واسرائيل وكأن التصعيد العسكري ضد ايران جاء عن عمد؟ لا إجابات في العاصمة الاميركية، خصوصا ان لا سياق لمواجهة عسكرية، على الأقل من الجانب الايراني، فإعلان الرئيس حسن روحاني تراجع إيران عن بند او اكثر في الاتفاقية النووية بين ايران والمجتمع الدولي لا يشي بأن طهران اختارت المواجهة العسكرية، بل يشير الى ان الجمهورية الاسلامية تعتقد ان خياراتها التصعيدية غير العسكرية ما تزال متوفرة، من قبيل التراجع عن بعض بنود الاتفاقية النووية، أو حتى التراجع عن كل الاتفاقية وإعادة الانخراط في تخصيب اليورانيوم بشكل كامل. بعد ذلك، لكل حادث حديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق