واشنطن - من حسين عبدالحسين
أكدت السعودية، أنّها لا تسعى إلى حرب، لكنّها حذرت من أنها ستدافع عن نفسها ومصالحها «بكل قوة وحزم»، ودعت في الوقت نفسه إلى عقد قمّتَين «طارئتين»، خليجيّة وعربيّة.
ووجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة إلى قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة في 30 مايو، للبحث في الاعتداءات التي حصلت أخيرا في منطقة الخليج.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي في الرياض، أمس، إنّ الممكلة «لا تريد حرباً ولا تسعى لذلك وستفعل ما بوسعها لمنع قيام هذه الحرب، وفي الوقت ذاته تؤكّد أنّه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب، فإنّ المملكة ستردّ على ذلك بكلّ قوّة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها».
ودعا الجبير إلى «التحلي بالحكمة وأن يبتعد النظام الإيراني ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء وتجنيب المنطقة المخاطر».
وفي واشنطن، تولّد انطباع لدى المراقبين من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، بأنه «تمخض الجبل فولد فأرا»... وذلك بعد قيام ادارة دونالد ترامب بنشر أساطيل الولايات المتحدة وقاذفاتها المخيفة في الخليج، فيما بدا استعداداً لحرب صار يبدو جلياً ان الرئيس الاميركي عارض اندلاعها، وأبدى امتعاضه من مساعديه، وفي طليعتهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، لدفع الامور باتجاه الحرب مع ايران.
ولحفظ ماء الوجه، قامت واشنطن بإصدار بيان مقتضب وغامض، فيه ان القوات الأميركية قررت ان تتوزع على دول خليجية مجاورة لايران لمواجهة أي هجوم يمكن ان تشنه طهران ضد جيرانها، لكن المناورة السياسية الأميركية لم تنجح في تفادي الخسارة السياسية الفادحة التي مني بها ترامب، أمام مؤيديه كما معارضيه.
وسمعت «الراي» من مسؤولين أوروبيين كبار في العاصمة الأميركية، انهم حاولوا ثني واشنطن عما اعتقدوه «سياسة ارتجالية» لا ثمار منها. وقال ديبلوماسي أوروبي ان «ترامب لم يبلَ بهزيمة ديبلوماسية وسياسية فحسب، بل ان ايران اخذت مقاساته»، وهي عبارة متداولة في واشنطن للاشارة الى ان خصوم ترامب في العالم راقبوا كيفية تعامله مع الأزمة وردود فعله ليحددوا نقاط ضعفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق