واشنطن - من حسين عبدالحسين
على الرغم من انحسار التوتر الذي ساد مع إيران إبان وصول تعزيزات أميركية الى الخليج، لا تزال القوات الأميركية في الخليج والعراق في حالة تأهب أكثر من العادة، إذ يعتقد القادة العسكريون ان الخطر الإيراني لم ينحسر بعد، وأن إمكانية شنّ طهران أو حلفائها هجمات ضد أهداف ومصالح أميركية ما زالت قائمة.
وتتزامن المخاوف الأميركية مع تصريحات ايرانية تصعيدية، اذ ظهر مرشد الثورة علي خامنئي حاملاً بندقية أثناء اطلالته بمناسبة حلول عيد الفطر، فيما ادلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف بتصريحات لشبكة «اي بي سي» الأميركية قال فيها إن العقوبات التي أعاد فرضها الرئيس دونالد ترامب على بلاده «بمثابة عدوان» يتطلب رداً إيرانياً.
ووسط الهدوء الحذر، تقدمت الى الواجهة قنوات الديبلوماسية، يتصدرها شينزو آبي، الذي يزور إيران غدا الاربعاء، ليصبح اول رئيس حكومة ياباني يزور طهران منذ العام 1979. وعلى الرغم ان طوكيو لا تقوم عادة بمبادرة ديبلوماسية على المسرح الدولي، إلا ان قرب آبي من ترامب، شخصياً، والعلاقة الجيدة التي تتمتع بها طوكيو مع طهران، وضعت اليابان في موقع حيادي جيد للقيام بدور وساطة.
واليابان ليست من الدول الموقعة على الاتفاقية النووية، لكنها أحد اكبر زبائن ايران النفطيين، وهي عمدت على مدى الأشهر الماضية إلى استبدال الطاقة الايرانية بشرائها طاقة من دول منتجة غيرها، بسبب العقوبات الأميركية.
وفي وقت تعتذر المصادر الأميركية عن تقديم أي تفاصيل حول مطالب اميركا إلى ايران، قدمت الديبلوماسية الاوروبية تصوراً لأهداف المفاوضات مع طهران، في حال حصولها. ويقول ديبلوماسي فرنسي رفيع المستوى، إن الاهداف التي توافق عليها ترامب والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اثناء لقاء بينهما على هامش الذكرى السنوية الـ 75 لانزال النورماندي في الحرب العالمية الثانية، هي أربعة: الأول هو تحويل البنود، التي كانت تنتهي صلاحيتها في السنوات العشر المقبلة، في الاتفاقية النووية مع ايران الى بنود دائمة لا تنتهي صلاحيتها. والهدف الثاني تقليص ومراقبة برنامج ايران الصاروخي البالستي. أما الهدف الثالث، فهو «وقف نشاطات ايران المزعزعة في المنطقة، بما في ذلك وقف تمويل وتسليح وتدريب طهران لميليشيات مؤيدة لها خارج اراضيها».
وأضاف الفرنسيون بند «التوصل الى سلام في المنطقة»، وهو بند تتضارب الآراء حول المقصد منه، ولكن غالبية المتابعين يعتبرون انه يعني توصل إيران الى تسوية وعلاقات جيدة مع جيرانها العرب، بما يكفل إنهاء حرب اليمن وتثبيت الاستقرار في العراق.
وعلى الرغم ان طهران ذكرت انها هي التي تضع شروطا قبل بدء المفاوضات، وهي شروط يتصدرها رفع أميركا العقوبات، إلا ان واشنطن لا تبدو في عجلة من امرها للتفاوض. وسبق لترامب ان أعلن انه نجح «في وضع الإيرانيين حيث نريدهم». كما قام بتزويد الرئيس السويسري يولي مورر، اثناء زيارة الاخير لواشنطن قبل اسبوعين، بأرقام بدالة البيت الابيض، وقال ترامب لضيفه «هذه أرقامي، ليتصل بي الإيرانيون عندما يقررون التفاوض».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق