واشنطن - من حسين عبدالحسين
وفقا لما نشرته «الراي» قبل أيام، أكد المسؤولون الأميركيون أن تعزيزاتهم في الخليج تقتصر على قوات دفاع ورصد واستطلاع، كما أكدت التقارير أن البيت الأبيض أصدر أوامر مشددة بعدم نشر قوات هجومية أو إعطاء انطباع هجومي، وأفادت التقارير بأنه رفض نشر أي قوات هجومية، ووافق على نشر ألف جندي فقط من 5 آلاف كانت اقترحتهم وزارة الدفاع (البنتاغون).
وقال نائب رئيس الأركان، الجنرال بول سيلفا، إن التعزيزات الأميركية الأخيرة هي «رصد واستطلاع» يمكنها المساعدة والتحذير من أي هجمات إيرانية مقبلة، و«يمكنها الرد اذا ما اقتضى الأمر ضد اي هجوم على قواتنا». وتضمنت التعزيزات الأميركية صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، ومقاتلات «اف 15 ايه» القادرة على الطيران لفترات طويلة دون الحاجة لإعادة تخزين الوقود، وهو ما يفيد طلعات المراقبة التي تستغرق فيها المقاتلات أوقاتاً طويلة في الجو.
واعتبر سيلفا أن هدف التعزيزات الأميركية هو اقناع إيران أن أميركا سترد هذه المرة على أي هجوم إيراني ضد أهداف أميركية، وقال إن «الإيرانيين يعتقدون أننا لن نرد، ولهذا نحن نحاول أن نكون واضحين في رسائلنا»، إن من خلال التعزيزات العسكرية، أو في التصريحات الأميركية العلنية، أو عبر الوسطاء السويسريين والعراقيين.
وتابع نائب رئيس الأركان الأميركي القول إن «تاريخنا في المنطقة هو أننا حذّرنا اننا سنرد، ولم نرد، وستكون حسابات خاطئة من قبل الإيرانيين إن اعتقدوا أن الامر سيبقى على ما كان عليه في الماضي».
في الاثناء، عمدت الحكومة الأميركية إلى تطوير البروتوكولات المطلوبة لأي عمليات رد أميركية ضد هجمات إيرانية في الخليج، وفي السياق، شرح سيلفا للصحافيين أن أميركا ستتعامل مع نوعين من الهجمات الإيرانية، واحدة ضد أهداف غير أميركية عائدة لاصدقاء أميركا وحلفائها، وأي رد ضد هذا النوع من الهجمات يشترط موافقة الدولة التي تعرضت للهجوم وانخراط الحلفاء في عملية الرد. أما النوع الثاني، فيكون على شكل هجوم إيراني ضد اهداف أميركية، مثل القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، أو السفن الأميركية، الحربية منها والمدنية، أو البعثات الديبلوماسية. أي هجوم إيراني ضد أهداف أميركية سيستدعي رداً أميركيا أحادياً ضد إيران.
على أن الجنرال الأميركي شدد على أن واشنطن لن تبالغ في رد الفعل، وستسعى ليكون متناسباً مع حجم الهجوم الإيراني، وقال: «علينا أن نكون حذرين فنرد بشكل مناسب».
وعرّج سيلفا على الهجوم على ناقلة النفط اليابانية في خليج عمان، الأسبوع الماضي، وقال إن الدلائل القاطعة ليست بحوزته وانما في حوزة وكالات الاستخبارات، لكنه اعتبر أن الدليل الأساس هو سرعة الإيرانيين في فك اللغم الذي لم ينفجر على الناقلة: «حقيقة انهم كانوا قادرين على نزع اللغم عن جانب السفينة بسرعة وبأمان يعني أن اللغم هو من تصميمهم، وانهم هم الذين زرعوه، وهم الذين استعادوه حتى لا يشكل دليلاً على قيامهم بالهجوم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق