حسين عبد الحسين
المجلة
في حلقة نقاش، انعقدت يوم الجمعة ما قبل الماضي في مركز أبحاث “مركز التقدم الأميركي” وحضرها نفر قليل من الخبراء، لم يجد ارفع مسؤول اميركي مكلف الملف العراقي حرجا عند قوله ان على واشنطن ان تتفهم ان حليفها رئيس حكومة العراق نوري المالكي هو في “موقف صعب” تجاه الضغط الإيراني عليه.
انتوني بلينكن قال إن على الولايات المتحدة ان تدرك ان المالكي وقف في وجه “بعض الضغوط الايرانية” عليه، في الموضوع السوري مثلا، وان هذه ايجابية تحسب للمسؤول العراقي. طبعا بلينكن كان يتظاهر بالحذاقة، وكأنه يقول لمستمعيه انه يعرف اكثر مما يعرفون في الموضوع العراقي، وان عليهم ان يثقوا بأن المالكي حليف واشنطن، حتى لو تصرف في مواضع معينة بحسب مصالح ايران.
في تلك اللحظات، تهامس بعض المستمعين تهكما على ملاحظة بلينكن حول ضرورة مراعاة ولاء المالكي لايران. قال احدهم للآخر: “يوم الاثنين (قبل اربعة ايام من الحلقة النقاشية) اتصل معلمه (نائب الرئيس جو) بايدن بالمالكي راجيا ان يقوم العراق بوقف خط امدادات الأسلحة الذي مدته طهران الى دمشق، عبر المجال الجوي العراقي”.
في نفس اليوم الذي كان بلينكن يتحاذق فيه في أحد مراكز أبحاث العاصمة الاميركية، أصدر المالكي بيانا نفى فيه أن يكون قد سمح بتمرير “السلاح في اي اتجاه ومن اي مصدر”. وقال المالكي ان “العراق ماض في تطبيق سياسته القائمة على تجفيف منابع العنف والسلاح بصورة عامة، وخاصة بالنسبة للحالة السورية”.
وتابع البيان ان بغداد “وضعت آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في ارضه وسمائه تحمل بضائع وسلعا إنسانية وليس سلاحا، وذلك للتأكد من تنفيذ سياسته الرافضة للتسليح والدفع باتجاه ايجاد حل سياسي للوضع في سوريا يسهم في الحفاظ على مصالح وأهداف الشعب السوري، ويجنبه المزيد من إراقة الدماء”.
يوم الاثنين رشحت معلومات استخباراتية اميركية تؤكد أن ايران ارسلت بالفعل شحنات اسلحة الى سوريا. وقال أحد المسؤولين الاميركيين ان “طهران ارسلت ما بين 10 و20 شحنة من الأسلحة على متن طائرات اليوشين – 76، وهي طائرات شحن تابعة للخطوط السورية”، وان الأسلحة، التي بلغ مجمل وزنها اكثر من ثلاثين طنا من الأسلحة، تضمنت “قذائف هاون، وطلقات نارية، وصواريخ ومضادات للطائرات، التي يتم استخدامها ايضا لاستهداف المدنيين السوريين ومنازلهم”.
يوم الاثنين ايضا، كرر مسؤول اميركي رفيع، رفض الكشف عن اسمه، لمجلة “فورين بوليسي” القول إن “الحكومة العراقية تعمل بحسن نية” وان على “الولايات المتحدة ان تبدي حساسية لموقف المالكي الضعيف، وحاجته للابقاء على علاقات جيدة مع ايران”.
منطق مسؤولي ادارة الرئيس باراك اوباما حول ضرورة تفهم علاقات المالكي الجيدة مع ايران، يشي بأن البلاهة الاميركية تذهب أبعد من بلينكن، وبأن ما يحاول المسؤولون في واشنطن على تصويره وكأنه حذاقة في التعاطي مع الملف العراقي، لا يعدو كونه حماقة، والا كيف نفسر انعقاد قمة جامعة الدول العربية في بغداد لمناقشة تنحي بشار الأسد عن السلطة، فيما الطائرات الايرانية تمر فوق رؤوس المسؤولين العرب، في طريقها الى قوات الأسد، لقتل المزيد من الأبرياء السوريين في عموم سوريا؟
في حلقة نقاش، انعقدت يوم الجمعة ما قبل الماضي في مركز أبحاث “مركز التقدم الأميركي” وحضرها نفر قليل من الخبراء، لم يجد ارفع مسؤول اميركي مكلف الملف العراقي حرجا عند قوله ان على واشنطن ان تتفهم ان حليفها رئيس حكومة العراق نوري المالكي هو في “موقف صعب” تجاه الضغط الإيراني عليه.
انتوني بلينكن قال إن على الولايات المتحدة ان تدرك ان المالكي وقف في وجه “بعض الضغوط الايرانية” عليه، في الموضوع السوري مثلا، وان هذه ايجابية تحسب للمسؤول العراقي. طبعا بلينكن كان يتظاهر بالحذاقة، وكأنه يقول لمستمعيه انه يعرف اكثر مما يعرفون في الموضوع العراقي، وان عليهم ان يثقوا بأن المالكي حليف واشنطن، حتى لو تصرف في مواضع معينة بحسب مصالح ايران.
في تلك اللحظات، تهامس بعض المستمعين تهكما على ملاحظة بلينكن حول ضرورة مراعاة ولاء المالكي لايران. قال احدهم للآخر: “يوم الاثنين (قبل اربعة ايام من الحلقة النقاشية) اتصل معلمه (نائب الرئيس جو) بايدن بالمالكي راجيا ان يقوم العراق بوقف خط امدادات الأسلحة الذي مدته طهران الى دمشق، عبر المجال الجوي العراقي”.
في نفس اليوم الذي كان بلينكن يتحاذق فيه في أحد مراكز أبحاث العاصمة الاميركية، أصدر المالكي بيانا نفى فيه أن يكون قد سمح بتمرير “السلاح في اي اتجاه ومن اي مصدر”. وقال المالكي ان “العراق ماض في تطبيق سياسته القائمة على تجفيف منابع العنف والسلاح بصورة عامة، وخاصة بالنسبة للحالة السورية”.
وتابع البيان ان بغداد “وضعت آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في ارضه وسمائه تحمل بضائع وسلعا إنسانية وليس سلاحا، وذلك للتأكد من تنفيذ سياسته الرافضة للتسليح والدفع باتجاه ايجاد حل سياسي للوضع في سوريا يسهم في الحفاظ على مصالح وأهداف الشعب السوري، ويجنبه المزيد من إراقة الدماء”.
يوم الاثنين رشحت معلومات استخباراتية اميركية تؤكد أن ايران ارسلت بالفعل شحنات اسلحة الى سوريا. وقال أحد المسؤولين الاميركيين ان “طهران ارسلت ما بين 10 و20 شحنة من الأسلحة على متن طائرات اليوشين – 76، وهي طائرات شحن تابعة للخطوط السورية”، وان الأسلحة، التي بلغ مجمل وزنها اكثر من ثلاثين طنا من الأسلحة، تضمنت “قذائف هاون، وطلقات نارية، وصواريخ ومضادات للطائرات، التي يتم استخدامها ايضا لاستهداف المدنيين السوريين ومنازلهم”.
يوم الاثنين ايضا، كرر مسؤول اميركي رفيع، رفض الكشف عن اسمه، لمجلة “فورين بوليسي” القول إن “الحكومة العراقية تعمل بحسن نية” وان على “الولايات المتحدة ان تبدي حساسية لموقف المالكي الضعيف، وحاجته للابقاء على علاقات جيدة مع ايران”.
منطق مسؤولي ادارة الرئيس باراك اوباما حول ضرورة تفهم علاقات المالكي الجيدة مع ايران، يشي بأن البلاهة الاميركية تذهب أبعد من بلينكن، وبأن ما يحاول المسؤولون في واشنطن على تصويره وكأنه حذاقة في التعاطي مع الملف العراقي، لا يعدو كونه حماقة، والا كيف نفسر انعقاد قمة جامعة الدول العربية في بغداد لمناقشة تنحي بشار الأسد عن السلطة، فيما الطائرات الايرانية تمر فوق رؤوس المسؤولين العرب، في طريقها الى قوات الأسد، لقتل المزيد من الأبرياء السوريين في عموم سوريا؟