حسين عبد الحسين
قال جون هانا، مدير مكتب نائب الرئيس السابق ديك تشيني، ان «الولايات المتحدة لزّمت سياستها حول لبنان الى السعودية، ولكننا لم نعرف انها ستكون كارثة».
كلام المسؤول السابق، واحد اعمدة اليمين الاميركي حاليا، جاء اثناء جلسة مغلقة عقدتها «جمعية الدفاع عن الحريات» تحت عنوان «الذكرى السادسة لاغتيال الحريري: ما هو التالي في لبنان»، وشارك فيها الباحث في الجمعية طوني بدران والباحثة في «معهد الولايات المتحدة للسلام» منى يعقوبيان.
وقال هانا: «نحتاج الى سياسة في لبنان. نحتاج الى ان نسمي انقلاب (حزب الله) غير الدموي باسمه، وان نعود الى الديبلوماسية لبناء تحالف مع فرنسا والسعودية والامم المتحدة». واضاف: «الولايات المتحدة لزّمت سياستها حول لبنان الى السعودية، ولكننا لم نعرف انها ستكون كارثة».
وتابع هانا ان «السيناريو الافضل هو اعادة بناء تحالف 14 مارس شعبيا، ليترافق مع التحالف الدولي». وقال: «لا اعتقد انه لا يمكن الطلب من المليون الذين خرجوا الى الشارع في 14 آذار 2005 العودة الى التظاهر مجددا».
واستطرد هانا للحديث عن مصر، فقال: «ما حدث في مصر غيّر سياسة (الرئيس باراك) اوباما، وسيكون الهم الاول لدى الرئيس من الان وصاعدا ان ينجح في تحقيق هبوط ميسر هناك».
بدورها حاولت يعقوبيان الايحاء بأن انقلاب النائب وليد جنبلاط في منحه اصواتاً محازبيه من النواب الى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بدلا من رئيس الحكومة الانتقالية سعد الحريري، هو «جزء من استمرار جنبلاط في القفز بين مواقفه المتناقضة».
الا ان احد الحاضرين لفت نظر يعقوبيان الى ان «العنف لم تتم ممارسته على جنبلاط الخائف والمتذبذب فحسب، بل على رئيس جمهورية (لبنان) ميشال سليمان، الذي تم اجباره على تأخير موعد الاستشارات النيابية الملزمة حتى يسنح لحزب الله الوقت الكافي لفرض ميقاتي بالقوة على بقية النواب والحصول على اكثرية».
ووافق هانا بعض الحاضرين، وقال انه «لا يخفى على احد ان سلاح «حزب الله» هو المشكلة في السياسة اللبنانية، ان جاء ذلك من خلال فرض رئيس جمهورية مسيحي او تعيين رئيس حكومة سني». ثم تحدثت يعقوبيان واعتبرت ان ميقاتي مستقل، وهو سبق ان قال انه لن يقدم على الغاء التعاون اللبناني مع المحكمة من دون الحصول على اجماع. ودعت يعقوبيان واشنطن الى «الافادة من وجود سفير لها في دمشق لمباشرة الحوار مع السوريين حول دورهم في لبنان».
الا ان الحاضرين مرة اخرى حاولوا لفت نظر يعقوبيان الى ان «كتلة ميقاتي في البرلمان تتألف من نائبين او اربعة على الاكثر»، وانه «في وقت لا يمكن لسياسيين من وزن جنبلاط التمتع باستقلالية ويجبرون على السير حسب تعليمات «حزب الله» تحت طائلة استخدام العنف»، وتتوقع يعقوبيان من ميقاتي ان يكون مستقلا.
واجابت الباحثة الاميركية ان السبيل الوحيد لادارة اوباما هو الانتظار للحكم على مواقف ميقاتي وافعال حكومته.
اما بدران، فانتقد سياسة «الانتظار التي مارستها الولايات المتحدة، ومازالت تطبقها مع ميقاتي»، وتساءل عن «جدوى الانتظار حتى يقوم ميقاتي بتنفيذ طلبات «حزب الله»، ثم ما العمل؟» بدران اعتبر انه على رغم ضعفه، فان «بيد ميقاتي ورقة رابحة واحدة، وهي تلويحه باستقالته، وهو ما سيجعل مهمة تحالف «حزب الله» اصعب في العثور على بديل سني يتمتع بالحد الادنى من المصداقية». وتوقع بدران ان تقوم واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على مصالح ميقاتي في حال قام الاخير «بتنفيذ لائحة مطالب حزب الله».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق