العنوان: اين كنت في الحرب؟ اعترافات جنرالات الصراعات اللبنانية
اسم المؤلف: غسان شربل
دار النشر: رياض الريس للكتب والنشر
الطبعة الثانية، بيروت 2011
السعر: 15 دولار اميركي
* * * * *
بقلم حسين عبد الحسين
لا اعرف ان كانت تسمية كتاب تصلح لهذه المطبوعة اوللمقابلات التي اجراها الصحافي غسان شربل، في زمن ماضي، مع اربعة من رموز الحرب الاهلية اللبنانية هم ايلي حبيقة وسمير جعجع ووليد جنبلاط وميشال عون. لا ادري كذلك لما اطلق شربل كلمة "اعترافات" على هذه المقابلات، فهي تخلو من اي جديد، وهي تشبه الاف المقابلات التي يسمعها اللبنانيون والعرب على الفضائيات اللبنانية والعربية ليل نهار. حتى ان الجزء المتعلق بعون ليس مقابلة فعليا، ولا يعدو كونه رؤية شربل للاحداث التي رافقت بروز نجم عون حتى هروبه الى السفارة الفرنسية وبقائه فيها، مع تصريح من هنا او من هناك من عون اثناء وجوده في السفارة، وقبل رحيله الى المنفى.
كان ممكنا لشربل لو انه حاول تأليف كتاب حول المرحلة التي يحاول الحديث عنها، والتي تشمل فترة اندلاع الحرب الاهلية في لبنان في العام 1975، وحتى انتهائها مع توقيع اتفاق الطائف في العام 1989، ان يوظف جهدا في مقارنة المقابلات الثلاثة التي قدمها، وان يضعها في سياقها لاعادة تركيب الاحداث في نص متماسك مبني على وجهات نظر من كانوا متخاصمين في زمن الحرب. ثم ان ثلاثة من "الجنرالات"، اي جعجع وجنبلاط وعون، ما زالوا في المشهد السياسي اللبناني، ومواقفهم تمثل رؤيتهم للاحداث في فترة ماضية، والارجح انها لا تمثل ما قد يقولونه اليوم.
ختاما للقراء من غير اللبنانيين، او من اللبنانيين من غير المتابعين اليوميين للوضع السياسي اللبناني، لا جدوى من قراءة هذا الكتاب، فهو مليء باسماء اشخاص من دون مقدمات واحداث من دون تواريخ، اي ان شربل يتوقع من جميع قراء هذا الكتاب ان يكونوا من المطلعين على المشهد السياسي اللبناني، منذ العام 1975، بأدق تفاصيله. اما من هم من غير المطلعين على التفاصيل، فالاسماء والاحداث لا تعني لهم شيئا، بل قد يدفعهم الكتاب الى الملل.
هذا الكتاب هو عبارة عن عدد من المقابلات التي تم استخلاصها من الارشيف في اوقات مختلفة، لا ترابط واضح بينها وبين احداثها وناسها وتواريخها سوى ان الجنرالات الاربعة هم من السياسيين اللبنانيين.
ثم ان هناك جنرالات كثر غير الاربعة هؤلاء، مثلا نبيه بري قائد ميليشيا حركة امل، ممن لم يتم تقديمهم في هذا الكتاب. اختيار هؤلاء السياسيين دون غيرهم وتصويرهم على انهم جنرالات الحرب قد يدفع البعض الى الاعتقاد ان هؤلاء وحدهم من كانوا مسؤولين عن الحرب الاهلية اللبنانية، وهذا طبعا بعيد عن حقيقة وواقع تلك الحرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق