سقبا (سوريا) (رويترز) - عند مدخل بلدة سقبا بريف دمشق يرفرف العلم السوري القديم بألوانه الخضراء والبيضاء والسوداء مما يوضح انها لم تعد تحت سيطرة قوات الرئيس بشار الاسد.
وقال مقاتل ملثم "بلطجية الاسد ليسوا هنا. طردناهم قبل ثلاثة ايام."
وأضاف ان زملاءه في الجيش السوري الحر هم القوات الوحيدة في البلدة التي يقطنها 95 الف شخص وتقع بالقرب من ضواحي هاراستا وحمورية وكفربطنا وعين ترما.
ويتمركز العشرات من المقاتلين الملثمين عند زاوية كل شارع حاملين البنادق الالية والقذائف الصاروخية في دلالة قوية على التحدي لوجودهم على مسافة تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قلب العاصمة السورية.
ويكافح الاسد انتفاضة مستمرة منذ عشرة اشهر اصبحت مسلحة على نحو متزايد مع تحول معارضين ومنشقين على الجيش ضد قواته واستيلائهم -غالبا لفترات وجيزة- على بلدات ومناطق أو قطاعات من الاراضي.
وأصبحت شوارع سقبا مهجورة ولم تفتح سوى بضعة محال تجارية ابوابها يوم الجمعة وهو يوم عطلة في سوريا واليوم الرئيسي للمظاهرات المناهضة للاسد.
وقال العقيد اسامة الذي قدم نفسه على انه قائد الجيش الحر "نحن هنا لحماية المحتجين. الناس يجب ان تتظاهر بحرية ولن نسمح لقوات الاسد باطلاق النار عليهم. سنصدهم عندما يصلون الى هنا."
وقال رجل يحمل قذيفة صاروخية ان جميع المقاتلين من المنشقين على الجيش الذين اخذوا اسلحتهم معهم عندما انشقوا. ويواجه هؤلاء الاشخاص قوات الامن التي يقولون انها تستخدم قذائف المورتر ضد البلدة.
وقال مقاتل ملثم اخر وهو يتحدث بفخر واضح "حاولوا احتلال المدينة. كان كابوسا عندما كانوا هنا..سرقوا منازلنا ومتاجرنا. ارهبونا وارهبوا نساءنا. اضطررنا لقتالهم."
وعندما دخل المقاتلون ميدان الشهداء الذي اعيد تسميته حديثا ترافقهم مجموعة صغيرة من الصحفيين الاجانب استقبلهم الناس بحرارة وحملوهم على اكتافهم ولوحوا بالعلم القديم الذي يعود الى حقبة ما قبل استيلاء حزب البعث الذي ينتمي اليه الاسد على السلطة قبل نحو 50 عاما.
ونظرت نساء من شرفات منازل عليها اثار الطلقات النارية على مئات الاشخاص الذين كانوا يهتفون في الميدان. وصفقت بعض النساء المنتقبات من فوق الاسطح وانضم الاطفال الى المظاهرة.
ويتزايد الغضب ضد بشار الاسد البالغ من العمر 46 عاما. ولدى الكثير من الاشخاص روايات عن اشقاء او ابناء عمومة قتلوا او اعتقلوا على ايدي قوات الامن.
ورددت المتظاهرات هتافات تطالب باسقاط بشار. وقال أحد المتظاهرين "انا هنا لاقول يسقط بشار. لا نريده . انا لا أريده ...لانه يقتل الناس."
وبدا ان قوات المعارضة تبسط سيطرتها الكاملة على البلدة ويكيل الناس الثناء عليهم. وردد المتظاهرون هتافات يدعون فيها الله الى حماية الجيش الحر ويصفون جيش الحكومة السورية بالخائن وطالبوا بحظر جوي على غرار الحظر الذي فرض فوق ليبيا.
وشكا الناس من انقطاع الكهرباء وقال البعض ان هناك نقصا في الامدادات.
وقال ساكن في الخمسينات من عمره "كلنا هنا يد واحده. طعامي لكل البلدة. نتقاسم كل شيء."
ويتوق الناس لسرد قصصهم لكن البعض كان يشعر بالانزعاج لرؤية الصحفيين. وصاح أحد الاشخاص قائلا "الان وبعد ان ترحلوا سياتون ويذبحوننا جميعا. لماذا اتيتم .."
وصاحت مجموعة من الشبان الغاضبين "هل ترون السلفيين .." في اشارة الى اسلاميين مدعومين من الخارج تنحي عليهم السلطات باللائمة في قتل 2000 من الجنود والشرطة. وقال "هل ترون الارهابي.....ابلغوا العالم اننا نعاني."
وهتف الناس قائلين "الشعب يريد اعدام الرئيس."
ولم تكن هناك اي دلالة على وجود قوات امن في انحاء البلدة التي تدل شوارعها ومتاجرها وجدرانها ونوافذها التي عليها اثار الاعيرة النارية على القتال الذي جرى هناك.
وقال سكان ان الانشطة التجارية توقفت في سقبا المشهورة بانتاج الاثاث الخشبي خلال الشهرين الماضيين. وقال أحد الاشخاص "نتظاهر كل يوم."
ووصف الناس ما قالوا انها مشاهد رعب عندما كانت قوات الامن السورية في البلدة حيث وصلوا من دون سابق انذار وبدأوا في اطلاق النار على الناس.
وقال شخص اسمه محمد قاسم "قتلوا الناس بدون تمييز . قتل شقيقي سالم ريحان الذي كان عمره 52 عاما وله خمسة ابناء قبل اربعة اشهر مع اصدقائه. لم يفعل شيا."
وأضاف "كانت زوجته على وشك الولادة في المستشفى عندما سمعت نبأ موته."
وقال مقاتل ملثم من الجيش الحر ان 12 دبابة حاولت دخول البلدة قبل ثلاثة ايام. وقال "منعناهم. حاربناهم ولقناهم درسا."
واضاف "ربما يحاولون اجتياح البلدة في اي لحظة الان.نحن مستعدون لهم ولن ندعهم يدخلون هنا. سنقاتل حتى اخر رجل وطفل."
ويقول السكان بفخر ان بلدتهم هي ثاني بلدة تثور بعد اندلاع الانتفاضة ضد الاسد في بلدة درعا الجنوبية في مارس اذار العام الماضي.
وقال ساكن اخر "نريد سقوط النظام وحظر للطيران وسنتمكن بعد ذلك باسبوع واحد من السيطرة على سوريا."
وقال رجل ان قوات الامن لا تزال تحتجز جثث معارضين ولم يسلموها الى ذويهم.
وقال "قتلوا جمال قوتلي الذي كان عمره 48 عاما وما زالوا يحتفظون بجثته منذ اربعة اشهر. يطلبون 200 الف جنيه (نحو 3000 دولار) مقابل تسليم الجثة."
وجابت جنازة الناشط مازن ابو الدهب (23 عاما) الذي قتله قناص يوم الخميس انحاء الميدان وسط هتافات التأييد للجيش الحر.
وأمسك الحشد فجأة برجلين وبدأوا في ضربهما واتهموهما بانهما "عملاء امنيين". ولم يتضح ما الذي حدث لهما.
ولدى مغادرة الصحفيين البلدة قام مقاتلو الجيش الحر باعادتهم عدة مرات قائلين ان القناصة ينتشرون في المنطقة.
وبعد ساعات قليلة من مغادرتهم قال ناشطون ان قتالا اندلع في ضاحيتي زملكا وعين ترما.
من مريم قرعوني
هناك تعليقان (2):
موضوع رائع
thnx
إرسال تعليق