| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
حتى صباح الخميس، كانت استطلاعات الرأي تشير الى حتمية نجاح مت رومني في فوزه في الانتخابات التمهيدية لولاية كارولينا الجنوبية، المقررة اليوم، ما يضعه في موقع ممتاز لاقتناص ترشيح حزبه الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل. الا انه مع مرور الساعات، بدأت بعض الاستطلاعات تشير الى تقدم مفاجئ لرئيس الكونغرس السابق نيوت غينغرتش، الذي حل رابعا في انتخابات ولايتي آيوا ونيوهامبشير.
ويملي النظام الداخلي على المرشح الفوز بـ 1144 من اصل 2286 تمثل مجموع عدد المندوبين في الولايات الـ 50، للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، ليواجه الرئيس الحالي باراك اوباما. وحتى الآن يتصدر رومني بـ 14 مندوبا حصدها من فوزه في نيوهامبشير وحلوله ثانيا في آيوا، يليه رون بول بـ 10 مندوبين بحلوله ثالثا في آيوا وثانيا في نيوهامبشير، ثم ريك سانتوروم بثمانية حصدها من فوزه في آيوا، فغينغرتش بمندوبين فقط.
ولن يقوم «الحزب الديموقراطي» باجراء اي انتخابات مماثلة جريا على العادة القاضية بأن يقوم الحزب الذي يحتل موقع الرئاسة، اي الديموقراطي في هذه الحالة، بترشيح الرئيس تلقائيا لولاية ثانية، او نائبه في حال استنفد الرئيس ولايتيه.
رومني، رجل الاعمال الثري ومحافظ ولاية ماساشوستس السابق والبالغ من العمر 64 عاما، يدير ماكينة انتخابية تصعب منافستها، ساعدته على الاستمرار في مواقع متقدمة منذ بداية معركة الترشيح. هذه الماكينة اعلنت نيتها تحقيق ثلاثة انتصارات في الولايات الثلاثة الاولى من شأنها ان تضع رومني في مواقع متقدمة جدا بعيدة عن منافسيه، ما يجعل الطريق متعثرا امامهم لجمع التبرعات لتمويل حملاتهم، ما يجعل منه تاليا المرشح الوحيد القادر على الاستمرار.
الا انه لقوة الماكينة الانتخابية حدود لا يمكنها تخطي الجاذبية الشخصية للمرشح، والتي يبدو ان رومني يفتقدها، اذ تكثر الانتقادات الموجهة اليه على انه رجل ثري، ابن رجل ثري، لا يتفهم هموم الطبقة الوسطى. كذلك، يقوم خصوم رومني باتهامه بالتقلب في مواقفه السياسية بين ليبرالية، اثناء زعامته لماساشوستس ذات الاغلبية الموالية للحزب الديموقراطي، و«غير يمينية بما فيه الكفاية» منذ محاولته الاولى للفوز بترشيح حزبه في العام 2008 عندما خسر امام السناتور جون ماكين.
اركان الحزب الجمهوري، الذين يعتبرون في مجالسهم الخاصة ان اوباما في وضع ممتاز يجعل من الصعب هزيمته، سارعوا الى تبني رومني كمرشح لحزبهم خوفا من ان تؤدي مواجهة طويلة الامد بين المرشحين الجمهوريين الى اضعافهم في مواجهة بعضهم البعض بدلا من تسخير قدراتهم لاضعاف الرئيس الحالي. كذلك، يعتقد كبار الحزب الجمهوري ان مواجهة رئيس يستعد لولاية ثانية لا تستأهل اقحام نجوم الجمهوريين الصاعدين، من امثال ماركو روبيو وجب بوش وكريس كريستي، بل ينبغي الحفاظ على هؤلاء لانتخابات 2016، والتي يرجح ان تكون اكثر يسرا في وجه الجمهوريين لاستعادة البيت الابيض.
ولكن رغم تبني كبار الجمهوريين، من امثال ماكين، لرومني، الا ان نقاط ضعف الاخير لم تسعفه بل دفعته على ارتكاب سلسلة من الهفوات، تصدرتها اجابات عديدة مرتبكة اثناء المناظرات الرئاسية، والكشف عن انه يسدد 15 في المئة فقط من مدخوله كضريبة دخل، في وقت يترتب على المواطن العادي حوالي 35 في المئة.
اما غينغرتش، السياسي المخضرم البالغ من العمر 68 عاما والذي شارك في ما يعرف بثورة «ريغان» وبعدها اطلق ثورة جمهورية مشابهة في وجه الرئيس السابق بيل كلينتون، كان هو المستفيد الاول من هفوات رومني، فغينغرتش متحدث بارع جدا، وفي كل مناظرة، يرتفع رصيده الشعبي اكثر فأكثر.
على ان غينغرتش بدأ حملته الرئاسية بطريقة متعثرة جدا، فهو ذهب في رحلة استجمام الى اليونان برفقة زوجته الثالثة، بعد طلاقه من اثنتين سبقتاها وهو ما لا تستسيغه القاعد اليمينية المحافظة للحزب الجمهوري، ما دفع بفريقه الانتخابي الى تقديم استقالة جماعية بدا وكأنها قضت تماما على طموحاته الرئاسية.
غينغرتش لم يتراجع واستمر بترشيحه مستندا الى ادائه القوي في المناظرات الرئاسية، فتصدر استطلاعات الرأي قبل انتخابات آيوا باسبوع، ما دفع بماكينة رومني والمرشحين الآخرين الى انفاق عشرات ملايين الدولارات ثمنا لحملات اعلانية ودعاية تلفزيونية عملت على التشهير به، ففقد غينغرتش صدارته وبدا وكأنه تلاشى نهائيا هذه المرة.
لكن كما في المرة السابقة، لم يتراجع غينغرتش، بل شن حملة اعلانية مضادة ضد رومني، مستفيدا من خمسة ملايين دولار قدمها صديق له صاحب كازينو في لاس فيغاس، ترافق ذلك مع استمرار اداء غينغرتش المميز في المناظرات.
وفي خضم الحملات الانتخابية في كارولاينا الجنوبية، اطل غينغرتش على مناصريه الذين يزدادون مع مرور الساعات ليحذرهم من ان انتخاب مرشح «معتدل» لا يمكنه الاطاحة بأوباما، مقدما نفسه مرشحا «محافظا» وحيدا يمكنه الحاق الهزيمة بالرئيس الاميركي في نوفمبر، وهي احتمالية لا يبدو ان اي من اركان الحزب الجمهوري يعتقدون بامكانية حدوثها، لذا استمروا في تأييدهم لرومني.
آخر استطلاع للرأي اجراه معهد راسموسن المعروف، ابان كتابة هذه السطور، اظهر غينغرتش متقدما للمرة الاولى على رومني في ولاية كارولاينا الجنوبية بـ 37 نقطة مئوية في مقابل 35 لرومني. ومما ساهم في ارتفاع شعبية غينغرتش انسحاب المرشح المحافظ الآخر ومحافظ ولاية تكساس ريك بيري، بعد اداء ضعيف على مدى الاشهر الماضية. وقام كل من بيري والمرشحة السابقة لمنصب نائب رئيس سارة بالين، وهي ايقونة مجموعة «حفلة الشاي» اليمينية المتشددة، بدعوة الحزبيين في الولاية للتصويت لمصلحة غينغرتش.
وفي حال فوز غينغرتش بالانتخابات التمهيدية، سيحصد صوت 11 مندوبا من اصل 25 مخصصة لهذه الولاية، فيما يفوز بمندوبين اثنين كل من يحل اولا في كل واحدة من مقاطعات الولاية السبع.
وسيؤدي فوز غينغرتش في حال حدوثه الى خلط للاوراق، فيشهد ارتفاعا في كمية التبرعات المالية لحملته، وهي اموال سيحتاجها حتما في الجولة الرابعة من الانتخابات التمهيدية المقررة في ولاية فلوريدا في 31 يناير الجاري.
الا ان اي هزيمة محتملة لرومني لا يتوقع ان تؤثر في استمرار حملته، التي ستقاتل انتخابيا حتى اللحظة الاخيرة، في وقت مازال رومني يتمتع بحظوظ مرتفعة جدا لاقتناص الترشيح، وحتى باحتمالية تحقيق الفوز في كارولاينا الجنوبية.
ويملي النظام الداخلي على المرشح الفوز بـ 1144 من اصل 2286 تمثل مجموع عدد المندوبين في الولايات الـ 50، للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، ليواجه الرئيس الحالي باراك اوباما. وحتى الآن يتصدر رومني بـ 14 مندوبا حصدها من فوزه في نيوهامبشير وحلوله ثانيا في آيوا، يليه رون بول بـ 10 مندوبين بحلوله ثالثا في آيوا وثانيا في نيوهامبشير، ثم ريك سانتوروم بثمانية حصدها من فوزه في آيوا، فغينغرتش بمندوبين فقط.
ولن يقوم «الحزب الديموقراطي» باجراء اي انتخابات مماثلة جريا على العادة القاضية بأن يقوم الحزب الذي يحتل موقع الرئاسة، اي الديموقراطي في هذه الحالة، بترشيح الرئيس تلقائيا لولاية ثانية، او نائبه في حال استنفد الرئيس ولايتيه.
رومني، رجل الاعمال الثري ومحافظ ولاية ماساشوستس السابق والبالغ من العمر 64 عاما، يدير ماكينة انتخابية تصعب منافستها، ساعدته على الاستمرار في مواقع متقدمة منذ بداية معركة الترشيح. هذه الماكينة اعلنت نيتها تحقيق ثلاثة انتصارات في الولايات الثلاثة الاولى من شأنها ان تضع رومني في مواقع متقدمة جدا بعيدة عن منافسيه، ما يجعل الطريق متعثرا امامهم لجمع التبرعات لتمويل حملاتهم، ما يجعل منه تاليا المرشح الوحيد القادر على الاستمرار.
الا انه لقوة الماكينة الانتخابية حدود لا يمكنها تخطي الجاذبية الشخصية للمرشح، والتي يبدو ان رومني يفتقدها، اذ تكثر الانتقادات الموجهة اليه على انه رجل ثري، ابن رجل ثري، لا يتفهم هموم الطبقة الوسطى. كذلك، يقوم خصوم رومني باتهامه بالتقلب في مواقفه السياسية بين ليبرالية، اثناء زعامته لماساشوستس ذات الاغلبية الموالية للحزب الديموقراطي، و«غير يمينية بما فيه الكفاية» منذ محاولته الاولى للفوز بترشيح حزبه في العام 2008 عندما خسر امام السناتور جون ماكين.
اركان الحزب الجمهوري، الذين يعتبرون في مجالسهم الخاصة ان اوباما في وضع ممتاز يجعل من الصعب هزيمته، سارعوا الى تبني رومني كمرشح لحزبهم خوفا من ان تؤدي مواجهة طويلة الامد بين المرشحين الجمهوريين الى اضعافهم في مواجهة بعضهم البعض بدلا من تسخير قدراتهم لاضعاف الرئيس الحالي. كذلك، يعتقد كبار الحزب الجمهوري ان مواجهة رئيس يستعد لولاية ثانية لا تستأهل اقحام نجوم الجمهوريين الصاعدين، من امثال ماركو روبيو وجب بوش وكريس كريستي، بل ينبغي الحفاظ على هؤلاء لانتخابات 2016، والتي يرجح ان تكون اكثر يسرا في وجه الجمهوريين لاستعادة البيت الابيض.
ولكن رغم تبني كبار الجمهوريين، من امثال ماكين، لرومني، الا ان نقاط ضعف الاخير لم تسعفه بل دفعته على ارتكاب سلسلة من الهفوات، تصدرتها اجابات عديدة مرتبكة اثناء المناظرات الرئاسية، والكشف عن انه يسدد 15 في المئة فقط من مدخوله كضريبة دخل، في وقت يترتب على المواطن العادي حوالي 35 في المئة.
اما غينغرتش، السياسي المخضرم البالغ من العمر 68 عاما والذي شارك في ما يعرف بثورة «ريغان» وبعدها اطلق ثورة جمهورية مشابهة في وجه الرئيس السابق بيل كلينتون، كان هو المستفيد الاول من هفوات رومني، فغينغرتش متحدث بارع جدا، وفي كل مناظرة، يرتفع رصيده الشعبي اكثر فأكثر.
على ان غينغرتش بدأ حملته الرئاسية بطريقة متعثرة جدا، فهو ذهب في رحلة استجمام الى اليونان برفقة زوجته الثالثة، بعد طلاقه من اثنتين سبقتاها وهو ما لا تستسيغه القاعد اليمينية المحافظة للحزب الجمهوري، ما دفع بفريقه الانتخابي الى تقديم استقالة جماعية بدا وكأنها قضت تماما على طموحاته الرئاسية.
غينغرتش لم يتراجع واستمر بترشيحه مستندا الى ادائه القوي في المناظرات الرئاسية، فتصدر استطلاعات الرأي قبل انتخابات آيوا باسبوع، ما دفع بماكينة رومني والمرشحين الآخرين الى انفاق عشرات ملايين الدولارات ثمنا لحملات اعلانية ودعاية تلفزيونية عملت على التشهير به، ففقد غينغرتش صدارته وبدا وكأنه تلاشى نهائيا هذه المرة.
لكن كما في المرة السابقة، لم يتراجع غينغرتش، بل شن حملة اعلانية مضادة ضد رومني، مستفيدا من خمسة ملايين دولار قدمها صديق له صاحب كازينو في لاس فيغاس، ترافق ذلك مع استمرار اداء غينغرتش المميز في المناظرات.
وفي خضم الحملات الانتخابية في كارولاينا الجنوبية، اطل غينغرتش على مناصريه الذين يزدادون مع مرور الساعات ليحذرهم من ان انتخاب مرشح «معتدل» لا يمكنه الاطاحة بأوباما، مقدما نفسه مرشحا «محافظا» وحيدا يمكنه الحاق الهزيمة بالرئيس الاميركي في نوفمبر، وهي احتمالية لا يبدو ان اي من اركان الحزب الجمهوري يعتقدون بامكانية حدوثها، لذا استمروا في تأييدهم لرومني.
آخر استطلاع للرأي اجراه معهد راسموسن المعروف، ابان كتابة هذه السطور، اظهر غينغرتش متقدما للمرة الاولى على رومني في ولاية كارولاينا الجنوبية بـ 37 نقطة مئوية في مقابل 35 لرومني. ومما ساهم في ارتفاع شعبية غينغرتش انسحاب المرشح المحافظ الآخر ومحافظ ولاية تكساس ريك بيري، بعد اداء ضعيف على مدى الاشهر الماضية. وقام كل من بيري والمرشحة السابقة لمنصب نائب رئيس سارة بالين، وهي ايقونة مجموعة «حفلة الشاي» اليمينية المتشددة، بدعوة الحزبيين في الولاية للتصويت لمصلحة غينغرتش.
وفي حال فوز غينغرتش بالانتخابات التمهيدية، سيحصد صوت 11 مندوبا من اصل 25 مخصصة لهذه الولاية، فيما يفوز بمندوبين اثنين كل من يحل اولا في كل واحدة من مقاطعات الولاية السبع.
وسيؤدي فوز غينغرتش في حال حدوثه الى خلط للاوراق، فيشهد ارتفاعا في كمية التبرعات المالية لحملته، وهي اموال سيحتاجها حتما في الجولة الرابعة من الانتخابات التمهيدية المقررة في ولاية فلوريدا في 31 يناير الجاري.
الا ان اي هزيمة محتملة لرومني لا يتوقع ان تؤثر في استمرار حملته، التي ستقاتل انتخابيا حتى اللحظة الاخيرة، في وقت مازال رومني يتمتع بحظوظ مرتفعة جدا لاقتناص الترشيح، وحتى باحتمالية تحقيق الفوز في كارولاينا الجنوبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق