استحوذت دراسة وضعها البروفسور في جامعة جورجتاون دانيال بيمان بعنوان «ستة خيارات سيئة في سورية»، تتناول السيناريوات المتاحة للولايات المتحدة في سورية بعد 5 سنوات من اندلاع الأزمة، على اهتمام الاوساط السياسة الاميركية، وخصوصا المرشحين للرئاسة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي
الخيار الاول هو «لندعها تحترق»، وهو خيار مبني على اعتبار الاميركيين انهم لم يفهموا يوما منطقة الشرق الاوسط، وان من الافضل لهم الابتعاد عن هذه المنطقة وممارسة سياسة العزلة الاميركية تجاهها. على ان هذا الخيار ليس خاليا من المضاعفات، اذ ان الأزمة السورية قد تمتد الى الدول المجاورة، وقد يؤدي تزايد المأساة الانسانية الى تصاعد الضغط على واشنطن للتدخل.
الخيار الثاني، هو «تدخل عسكري واسع النطاق»، في افضل الحالات يكون بالاشتراك مع حلفاء الولايات المتحدة الاوروبيين والعرب. بموجب هذا السيناريو، «تسحق» الولايات المتحدة والحلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). بعد ذلك، يتم السماح للمهجرين السوريين بالعودة الى ديارهم، وهو ما من شأنه التخفيف من الاحتقان الاقليمي. ويتساءل بيمان: هل يمكن لخطوة من هذا النوع النجاح خصوصا وسط المعارضة الواسعة لها حول العالم؟ وكيف يكون شكل التدخل، خصوصا انه عملية تتطلب التزاما على مدى عقود (وهذا حيث يمكنها ان تتحول الى فوضى)؟
الخيار الثالث، هو العمل مع الحلفاء من اجل القضاء على «داعش»، وهو الخيار الاكثر شعبية بين الاميركيين، وهو يتطلب الاعتماد بشكل اساسي على الضربات الجوية، لكن هذه لا يمكنها وحدها القضاء على «داعش» من دون مشاركة قوات ارضية، ولا يبدو ان القوات المحلية المتوفرة قادرة على ان تقوم بالمهمة. اما القوات المحلية القادرة على محاربة «داعش»، فهي لا ترقى ان تكون حليفة لأميركا.
الخيار الرابع، هو «العمل مع الشيطان الذي نعرفه»، اي الأسد ونظامه، لكن المشكلة تكمن هنا في ان حلفاء اميركا الكبار، مثل السعودية وتركيا، لن تقبلان ذلك، وان التعامل مع الأسد سيؤدي الى تأجيج الشارع السني، وربما يرفع من شعبية «داعش»، هذا من دون التطرق الى المشكلة الاخلاقية التي تكمن في التعامل مع «مرتكب مجازر».
الخيار الخامس، هو اقامة منطقة حظر جوي او مناطق آمنة، وهو خيار من شأنه تأمين الحماية للمدنيين بتكلفة اقل بكثير من تكلفة الاجتياح الكامل. مشكلة هذا الخيار، يقول بيمان، انه يتطلب دخول أميركا الحرب لتدمير الدفاعات الجوية للأسد، وبعد ذلك قد يتطلب توفير قوات ارضية لضبط الأمن في المناطق الآمنة، اذ يمكن لقوات المعارضة ان ترتكب جرائم بحق السكان، او ان تتخذ من هذه الاراضي مناطق آمنة لتشن هجمات ضد دول الجوار او الغرب.
الخيار السادس، هو «احتواء العنف»، مع ما يتطلب ذلك من التدخل عسكريا لضبط ايقاع المتحاربين على الارض السورية، وتأمين الحاجات الانسانية للمهجرين. لكن هذا الخيار، حسب الاكاديمي الاميركي، هو ضمادة اكثر منه شفاء للمشكلة السورية.
في السياق نفسه، أطل مهندس العملية السياسية في افغانستان والعراق وسفير أميركا السابق الى الأمم المتحدة زلماي خليلزاد، وكتب في افتتاحية انه حان الوقت لمرشحي الرئاسة الاميركيين البدء بالتفكير بخيار الاطاحة بنظام الأسد. وعدد خليلزاد مزايا الاطاحة بالنظام والمشاكل التي ستنجم عنه، لكنه اعتبر انه خيار يجب البدء بالحديث عنه.
وبين بيمان وخليلزاد، يعقد المرشحون الاميركيون للرئاسة جلسات مع خبراء ومعارضين سوريين، الذين يقولون ان مواقف المرشحين حول سورية اقوى منها في الجلسات من اطلالاتهم العلنية. اما السبب في ذلك، فيعزوه المراقبون الى تخوف المرشحين من تأثير اي موقف يدلون به حول الأزمة السورية على فرص انتخابهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق