واشنطن - من حسين عبدالحسين
حسم فريق وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس الأركان جوزف دانفورد النقاش المندلع داخل البيت الابيض، على مدى الأيام الاربعة القليلة الماضية، لمصلحتيهما، فاقتصرت العملية العسكرية - التي شنتها أمس الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على ارتكاب قواته مجزرة في دوما بالسلاح الكيماوي - على استهداف «مواقع مرتبطة ببرنامج الأسد الكيماوي» حصراً، من دون توسيع العملية لتطال قوته الجوية أو بنيته التحتية العسكرية، أو الميليشيات المتحالفة معه.
ووفقاً لما كانت أوردته «الراي»، ساد انقسام داخل الفريق الرئاسي حول شكل الضربة وأهدافها، وهو انقسام أدى إلى تأجيلها. وفي أثناء النقاش، طالب فريق داخل الإدارة بقيادة مستشار الأمن القومي جون بولتون بتوجيه ضربة عسكرية قاسية للأسد، تشمل تدمير قوته الجوية بالكامل، وتستهدف الميليشيات الموالية لايران المتحالفة معه. لكن ماتيس ودانفورد عارضا التصعيد في سورية خوفاً من ردود فعل إيرانية، وقالا إن توسيع العملية العسكرية يحتاج إما إلى سحب القوات الأميركية المنتشرة في العراق وسورية، وإما تعزيزها بأعداد كبيرة بشكل لا يلقى موافقة سياسية أو شعبية في أميركا.
وحسب مصادر أميركية مطلعة، فإن بولتون أراد استهداف قوة الأسد الجوية بشكل يجعله أكثر اعتماداً على روسيا منه على إيران، وأراد أن تشمل الضربة مواقع تابعة للإيرانيين داخل سورية. وبعد أكثر من ثلاثة اجتماعات لمجلس الأمن القومي، وأيام طويلة من المشاورات مع الحلفاء في لندن وباريس، تبنّى الرئيس دونالد ترامب رؤية ماتيس ودانفورد المحافظة، وتم الاتفاق على أن تكون الضرية لمواقع الأسد الكيماوية أقسى وأكبر من ضربة العام الماضي، التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص، رداً على هجوم خان شيخون الكيماوي آنذاك.
وقال ترامب، في الخطاب الذي وجهه إلى الشعب الأميركي، إن الحملة ستكون «مستدامة»، وهو ما أثار حيرة المتابعين الأميركيين، فسأل الصحافيون ماتيس أثناء مؤتمره الصحافي الذي تلى الضربة، فأجاب ان «مستدامة» تعني أن الحلفاء سيضربون الأسد مجدداً إذا ما قام باستخدام أسلحة كيماوية مستقبلاً، ولكن ضربة أمس كانت «طلقة لمرة واحدة». وحاول ماتيس ودانفورد التشديد على أن ضربة أمس كانت أكبر «كمّاً ونوعاً» مقارنة بضربة العام الماضي. ووصف ماتيس الضربة بالثقيلة، ووصفها بأنها ضعف ما كانت عليه ضربة العام الماضي.
في المقابل، لم تنفذ روسيا تهديدها بالرد على «أي ضربة عسكرية أميركية» ضد قوات الأسد، فتساقطت الصواريخ الأميركية على أهداف في سورية، حسبما وعد ترامب، رغماً عن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
وقال مسؤولو وزارة الدفاع ان القيادة الوسطى بالجيش الأميركي، في مركز قيادتها في قاعدة العديد بقطر، اتصلت بالقيادة الروسية إبان شن الضربة، وأبلغتها عن المجال الجوي الذي ستعمل به فوق سورية، من دون أن تحدد لها الأهداف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق