واشنطن - من حسين عبدالحسين
الكنائس الغربية واليهود، ردت مصادر في واشنطن على التقرير الذي أوردته «الراي» نقلاً عن الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، الذي رجح اندلاع حرب بين حزبه واسرائيل هذا الصيف، بالقول انه «إذا اندلعت الحرب، وعلى غرار العام 2006، فلن تكون اسرائيل هي من يطلق رصاصة الحرب الاولى، لكنها لن تتوانى في الدفاع عن نفسها في حال تعرضت لهجوم».
ويعتقد المسؤولون الأميركيون بأن الدولة العبرية لا تنوي شن حرب على لبنان، وان السياسة الاسرائيلية لم تعد تتلهى بفروع «الحرس الثوري الايراني»، بل صارت ترى ان «المواجهة الوحيدة المطلوبة هي مواجهة الحرس الثوري والنظام الايراني نفسه... في ايران».
ويرى المتابعون الاميركيون انه «قد يحاول نظام الملالي في ايران تشتيت الانتباه عن المصاعب الاقتصادية، التي يواجهها بسبب تجدد العقوبات الاميركية، عن طريق فتح حروب جانبية».
كما يعتقد المتابعون في العاصمة الاميركية ان «حرب العام 2006 نفسها كانت لتشتيت الانتباه عن المصاعب التي كان يواجهها حزب الله وحليفه الرئيس السوري بشار الأسد على اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري».
ورصد المسؤولون مصاعب اقتصادية جمة يواجهها «حزب الله» بسبب شح الاموال الايرانية، وهي مصاعب صارت تطول الدولة اللبنانية نفسها.
لا مخرج من المأزق الاقتصادي الذي تغرق فيه ايران وحليفاها، الأسد في سورية و«حزب الله» في لبنان «من دون تخلي إيران عن نشاطاتها الخبيثة المزعزعة للاستقرار في المنطقة»، حسب المسؤولين الأميركيين، الذين يضيفون: «لسنا نحن وحدنا من نرى ذلك، بل كل الاطراف الدولية المعنية بمنطقة الشرق الاوسط».
ويوضح المسؤولون انه حتى روسيا، التي يفترض انها في عداد حلفاء طهران «تنخرط حاليا في مواجهة، ليست علنية بالكامل، مع ايران على... الاراضي السورية». وفي هذا السياق، جاءت الضربة الجوية التي وجهتها المقاتلات الاسرائيلية لمعمل صواريخ في محافظة حماة السورية، في 13 ابريل، وهو معمل يتم فيه انتاج صواريخ «ام 600»، وهي النسخة السورية لصواريخ «فاتح» الايرانية.
ويشير المسؤولون الى ان الغارة المذكورة لتأكيد افتراق روسيا عن ايران في سورية، فالدفاعات الجوية الروسية، التي يفترض انها أغلقت الاجواء السورية امام أي مقاتلات معادية، بما فيها الاسرائيلية، لم تتحرك لوقف الاسرائيليين اثناء الغارة. ويقولون انه، عملا بالبروتوكول المتفق عليه في السماء السورية، ابلغت تل أبيب، موسكو، نيتها شن الغارة المذكورة قبل وقت قصير من وقوعها.
النقاشات في العاصمة الاميركية تشي بأن الاهتمام الاسرائيلي لم يعد منصباً على «حزب الله» ولبنان، كما في الماضي، بل صار ينحصر بالتركيز على «ضرب الرأس»، اي «الحرس الثوري»، الذي صنفته الولايات المتحدة تنظيماً ارهابياً قبل اسابيع، وتنوي مواصلة زيادة الضغط الاقتصادي والسياسي والديبلوماسي على هذا التنظيم، وعلى النظام الايراني بأكمله، رغم من تحذيرات بعض الاصوات «الصديقة لطهران» في العاصمة الاميركية من مغبة ان تدفع سياسة ادارة الرئيس دونالد ترامب تجاه طهران الى مواجهة عسكرية مباشرة معها.
هل ينخرط «حزب الله» في حرب ضد اسرائيل في حال وقوع مواجهات بين اميركا و«الحرس الثوري»؟ حتى الآن، يجمع المسؤولون والخبراء الاميركيون على ان طهران ستستعين «بكل اصولها في المنطقة» في حال اندلاع مواجهة معها، لكن هذا لا يعني حرباً جانبية بين اسرائيل ولبنان، كما في الماضي، وكما ألمح اليها نصرالله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق