واشنطن - من حسين عبدالحسين
واصل نائب الرئيس السابق المرشح للرئاسة جو بايدن اداءه المخيب للآمال في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، فخرج بخفي حنين في ثاني انتخابات للحزب في ولاية نيوهامبشير، ولم تصل نسبة اصواته، العشرة في المئة المطلوبة للفوز بمقعد من المقاعد الـ24 التي تشغلها الولاية في مؤتمر الحزب الديموقراطي.
بدوره، حاز السناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، أكبر نسبة اصوات، وقدم اداء قوياً للمرة الثانية على التوالي، بعدما حلّ ثانياً في الجولة الاولى في ولاية أيوا، بفارق ضئيل جداً، عن المرشح بيت بوتيجيج، الذي واصل اداءه القوي، ونازع ساندرز في نيوهامبشير على المركز الاول.
وحسب تقييمات شبكة «سي إن إن»، تتيح نتائج انتخابات أيوا ونيوهامبشير، لكل من بوتيجيج وساندرز حصد دعم تسعة مندوبين في المؤتمر المقبل للحزب الديموقراطي في الصيف، حيث سيتم اختيار المرشح عن الحزب في الانتخابات المقبلة.
أما مفاجأة الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية، فكانت السناتور الديموقراطية عن ولاية مينيسوتا آيمي كلوباشار، التي حصدت قرابة 20 في المئة من اصوات الولاية، وحلّت في المركز الثالث، متفوقة على زميلتها في مجلس الشيوخ السناتور عن ولاية ماساشوستس اليزابيث وارن، التي عانت من ليلة مأسوية، على غرار بايدن، ولم تحز على عشرة في المئة في الاصوات، وتالياً، أي من مبعوثي الولاية الى المؤتمر الحزبي.
وما يزيد في طين وارن بلة، انها تمثل الولاية المجاورة تماما لنيوهامبشير، وهو ما يعني أنها كان من المفترض ان تقدم عرضاً قوياً، وهذا ما لم يحصل.
من ناحيتهما، أقر المرشحان رجل الأعمال أندرو يانغ، الذي تعهد منح كل بالغ أميركي ألف دولار شهرياً خلال حملته للانتخابات التمهيدية، والسناتور عن كولورادو مايكل بينيت بمواجهة الحقيقة، وأعلنا الانسحاب من السباق الثلاثاء بعد نتائج مخيبة.
وقال يانغ: «تعلمون أنا رجل حسابات، والواضح الليلة من الأرقام اننا لن نفوز بهذا السباق».
وتخشى «المؤسسة الحاكمة» في الحزب الديموقراطي فوز ساندرز، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديموقراطي، بترشيح الحزب. وتعتقد انه ينتمي الى اقصى اليسار، وانه سيكون من اليسير على الرئيس دونالد ترامب وصمه بوصمة الاشتراكية، وتالياً التغلب عليه في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.
وشكر ساندرز في كلمة ألقاها أمام مؤيديه سكان هامبشير على دعمه، مشدداً على أن فوزه سيكون «بداية نهاية» الرئيس الجمهوري.
ومثل سناتور فيرمونت المخضرم (78 عاماً)، فان وارن من المحسوبين على اقصى اليسار، رغم أنها تتمتع بعضوية في الحزب الديموقراطي.
اما المرشحون الثلاثة الذين ينتمون الى يسار الوسط، فهم بوتيجيج وكلوباشار وبايدن. وحتى الماضي القريب، اعتقد كثيرون ان بايدن هو المرشح الاوفر حظاً للفوز بترشيح حزبه، منهم ترامب نفسه، الذي خشي ان يتغلب بايدن عليه في الانتخابات الرئاسية، فحاول تعليق المساعدات العسكرية الاميركية الى اوكرانيا لحملها على اصدار بيان تعلن فيه مباشرتها في التحقيقات بحق نجل بايدن، هنتر، الذي عمل لفترة عضو مجلس ادارة شركة الطاقة الاوكرانية «بوريزما».
ومحاولة ترامب هي التي دفعت مجلس النواب الى خلعه، وهو القرار الذي أدى الى محاكمته وتبرأته امام مجلس الشيوخ.
وبايدن الذي كان يتوقع النتيجة على ما يبدو، ألغى أمسية حزبية وكان عند صدور النتائج في ولاية كارولينا الجنوبية.
وقال لأنصاره: «سمعنا من أول ولايتين من 50 ولاية. اثنتان منها. ليس الأمة كلها، وليس نصفها، وليس ربعها». وأضاف: «بالنسبة لي هذا جرس الافتتاح، ليس جرس الإغلاق».
وكان يوم الاقتراع قد بدأ بتساقط خفيف للثلوج. وأدلى الناخبون بأصواتهم في شكل تقليدي عبر الاقتراع السري.
وتراجعت نسبة التأييد لبايدن من 26 إلى 17 في المئة منذ نهاية يناير، بحسب استطلاع وطني أجرته جامعة كوينيبياك.
وأظهر الاستطلاع ايضاً، أن الملياردير مايكل بلومبرغ جاء في المرتبة الثالثة مع تأييد 15 في المئة، ما يشير إلى تغير محتمل في النتائج عندما يلقي رئيس بلدية نيويورك السابق بكامل ثقله خلف حملته.
ومع متاعب بايدن، يبدو ان حظوظ الوسطيين صارت تراوح بين بوتيجيج وكلوباشار، الأول يعاني من انعدام خبرته بسبب صغر سنه، اذ يبلغ من العمر 37 عاماً، فيما لم تقدم كلوباشار، حتى انتخابات نيوهامبشير، اداء مقنعاً.
ورغم ندرة المبعوثين الذين يحصل عليهم المرشحون من الفوز في ولايتي أيوا ونيوهامبشير، إلا ان الفوز في واحدة منهما او كليهما من شأنه ان يقدم دفعاً معنوياً، وتاليا تبرعات مالية أكبر، ما من شأنه ان يقدم دفعاً اكبر للمرشحين في الولايتين المقبلتين - نيفادا الاسبوع المقبل، وساوث كارولينا، الاسبوع الذي يليه - قبل ان يذهب الحزب لانتخابات «ثلاثاء السوبر»، الذي تختار فيه 14 ولاية ومنطقة - ما يوازي 1344 مبعوثاً - مرشحها للرئاسة.
وفي محاولة لكسب أصوات المنشقين عن بايدن، يركز بلومبرغ على «الثلاثاء الكبير» في الثالث من مارس، وسينفق مبلغا قياسياً من 260 مليون دولار من أمواله الخاصة على الحملة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق