واشنطن - من حسين عبدالحسين
تفاعلت قضية لقاء السناتور الديموقراطي عن ولاية كونيتيكت كريس مورفي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على هامش مشاركة الاثنين في منتدى ميونيخ السنوي للقضايا الدفاعية، الأسبوع الماضي. ودعا الرئيس دونالد ترامب الى محاسبة مورفي، وكذلك وزير الخارجية السابق جون كيري، للقائهما ظريف من دون علم الإدارة الاميركية.
وقال ترامب انه يتوجب محاسبة الرجلين بموجب «قانون لوغان»، الذي يحرّم اتصال الاميركيين بحكومات دول غير صديقة، وهو القانون نفسه الذي كان الديموقراطيون طالبوا بمحاكمة مستشار الأمن السابق مايكل فلين بموجبه، بعدما تسربت تقارير عن اتصال الاخير بسفير روسيا السابق في واشنطن سيرغي كيسلياك أواخر العام 2016.
ويبدو أن مورفي يسعى لتبوؤ منصب وزير خارجية في حال استعاد الديموقراطيون البيت الأبيض من الجمهوريين، العام المقبل، على غرار كيري، الذي كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قبل أن يعيّنه الرئيس السابق باراك أوباما وزيراً للخارجية في 2015.
ومورفي عضو في لجنة العلاقات الخارجية نفسها، التي يرأسها حاليا السناتور الجمهوري جيمس ريش. وإقامة مورفي علاقات جيدة مع الإيرانيين يعزز من إمكانية توليه منصب وزير خارجية، خصوصاً ان فاز بترشيح الديموقراطيين للرئاسة، كما هو متوقعاً حتى الآن، السناتور المستقّل بيرني ساندرز، الذي يتمتع بعلاقات ممتازة مع أصدقاء إيران في الولايات المتحدة، ويعد بقلب سياسة ترامب تجاه طهران في حال وصوله الى البيت الابيض.
ورداً على تغريدة ترامب، التي دعا فيها الى محاكمته بتهمة التواصل مع إيران، غرّد مورفي بأن «ايران أعادت إطلاق برنامجها النووي، وأطلقت النار على جنودنا، وزادت من دعم الميليشيات الموالية لها في المنطقة».
وتوجه الى ترامب بالقول: «سياستك تجاه إيران فشل كارثي، ولعلمك، أنا عضو اللجنة الفرعية المسؤولة عن الشرق الأوسط والمنبثقة عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ووظيفتي حرفياً هي لقاء زعماء إقليميين».
على أنه يبدو أن مورفي شعر بفداحة الخطأ الذي ارتكبه، فسارع الى تبرير اللقاء، والى تقديم كل التفاصيل حول فحوى محادثاته مع ظريف. وأوضح أن سبب لقاء ميونيخ كان لمعرفة ما إذا كان الوزير الإيراني «يعتقد أن عملية انتقام إيران لاغتيال أميركا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني انتهت».
وفي محاولة إثبات وطنيته، أعلن السناتور الديموقراطي، انه حاول معرفة ما إذا أصبح من الواضح «بنسبة مئة في المئة، أنه إذا قامت أي جماعات في العراق مرتبطة بإيران بمهاجمة قوات الولايات المتحدة في العراق، سيتم اعتبار ذلك تصعيداً غير مقبول».
وتابع مورفي، في مقالة نشرها على موقع «ميديوم»، انه يسعى لمساعدة من ظريف في اليمن: «قلت له إنني أعلم أنه ليس من قبيل المصادفة أن الارتفاع الأخير في الهجمات التي قام بها الحوثيون في اليمن بدأ مباشرة بعد مقتل سليماني، وأن إيران يجب ألا تدع الحوثيين يضيعون فرص السلام».
وأشار مورفي الى أنه فاتح الوزير الإيراني حول ضريبة اثنين في المئة التي يفرضها الحوثيون، بما في ذلك على المساعدات الإنسانية التي توزعها الولايات المتحدة وغيرها من الجهات المانحة في اليمن. وأبلغ مورفي ظريف أن الحوثيين علّقوا هذه الضريبة، لكنه يبدو «تعليقا موقتاً»، وهو ما حمل إدارة ترامب على النظر في وقف هذه المساعدة.
«زعم ظريف»، حسب السناتور، انه «سمع بالمشكلة نهاية الأسبوع الماضي، ووعد بالعمل على حلها، ذكّرني ايضاً بأنه لا يسيطر على الحوثيين».
وختم مورفي انه تحادث مع ظريف حول «قضية الأميركيين المحتجزين في إيران»، وأن الوزير الإيراني أعرب عن استعداده لمناقشة «التبادل»، وهو ما يظهر مدى انعدام خبرة مورفي، أو على الأقل تواطؤه مع أصدقاء طهران في أميركا، إذ ان «التبادل»، هو مطلب إيراني سبق لظريف أن كرره علناً، وصوّره بمثابة وسيلة لبناء الثقة بين البلدين على طريق حوار ممكن بينهما.
جدير ذكره، أنه سبق لكيري أن التقى ظريف، أبان إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران في 2018، وكانت نصيحة الوزير الأميركي السابق للمسؤول الإيراني أن «الأنسب»، انتظار نهاية ولاية ترامب وخروجه من البيت الأبيض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق