حصاد اليوم من قناة الجزيرة - الاثنين 13 حزيران (يونيو) 2011 تعليق النائب اللبناني وليد جنبلاط على تشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي
ان احدى اكبر المآسي في لبنان والعالم العربي تظهر عندما يتحدث مسؤول مثل وليد جنبلاط، الذي ورث زعامته عن ابيه واجداده والذي يستعد لتوريثها الى ابنه من بعده، عن مبدأ تداول السلطة. جنبلاط تولى زعامة المذهب الدرزي في العام 1977، ومنذ ذلك الحين شارك في الحرب الاهلية اللبنانية كزعيم ميليشيا مسلحة، ثم ساهم في اقتسام مغانم السلطة بعد الحرب واثناء السيطرة السورية على لبنان، ثم انقلب ضد سوريا وتحول الى بطل استقلالي وعضو تحالف 14 آذار، ثم عاد ادراجه لينتقل الى التحالف الذي يقوده "حزب الله".
ولأن وليد جنبلاط يستخف بذكاء اللبنانيين ويهزأ بعقولهم، نراه في هذا الفيديو يتحدث عن الفريق الآخر، اي 14 آذار، وكأنه لم يكن يوما في صفوف قادته. ثم يغالي في مديح الرئيس السوري بشار الاسد، في وقت السوريين يسقطون تمثيل الاسد وابيه وصورهما في عموم سوريا.
اما لماذا ما يزال جنبلاط "يقبع" على رأس الطائفة الدرزية وتاليا يحافظ على زعامة موهومة، فالسبب انه -- كجميع زعماء لبنان الاخرين -- اوهم افراد طائفته بان خطرا ما يحدق بهم، وأنه الوحيد القادر على حمايتهم من هذا الخطر، على الرغم من ان الحماية التي يتحدث عنها يبدو انها لا تعدو غير كونها مرادفا للاستسلام السياسي.
ختاما، اجمل ما في جنبلاط ان لا انصار تحالفه السابق في "14 آذار" يكنون له اي احترام او مودة، ولا تحالفه الحالي يخالون ان في الرجل اي شيء يستحق احترامهم او منحه ثقتهم. والسؤال هو، ان كان جنبلاط يهزأ بعقول اللبنانيين، ويتفنن في اللعبة المذهبية، ولا يحترمه اي من التحالفين، لماذا لا يلحق بالتونسي زين العابدين بن علي وبالمصري حسني مبارك وغيرهما؟ الاجابة تكمن في تواضع تفكير اللبنانيين، وخصوصا من بين انصاره، والتزامهم بما يعتقدونه مصلحتهم فيما هو في الواقع سر بلائهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق