اعتبر سفير الولايات المتحدة المعين الى الكويت ماتيو تولر ان «الكويت في موقع ملائم للتعامل مع تحديات الحقبة الجديدة في الشرق الاوسط».
كلام السفير الجديد جاء اثناء جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، اول من امس، للمصادقة على تعيينه واربعة سفراء آخرين الى مصر وقطر والامارات العربية المتحدة وكازاخستان.
الجلسة تحولت الى مناسبة للاشادة الاميركية بالديموقراطية الكويتية، على الرغم من ابداء التحفظ تجاه ملف «الاتجار بالبشر».
وقال رئيس الجلسة السناتور الديموقراطي عن ولاية بنسلفانيا بوب كايسي ان «الكويت سباقة في موضوع الديموقراطية في الخليج»، الا انه مازال هناك الكثير لفعله، بحسب كايسي، في ملف «الاتجار بالبشر»، اذ للسنة الرابعة على التوالي، يظهر تقرير وزارة الخارجية ان الكويت تقبع في الخانة الثالثة، او الاسوأ، لناحية التعاطي مع هذا الموضوع او تداركه.
وطالب كايسي حث الحكومة الكويتية على محاسبة جميع المرتكبين تجاوزات في هذا الملف، «حتى من بين المواطنين الكويتيين».
بدوره، قال تولر ان في القوانين الكويتية الحالية «ثغرات تسمح باستغلال العمالة الوافدة، وخصوصا الخادمات الاسيويات في المنازل». ووعد بالعمل مع الحكومة الكويتية على تحقيق تقدم ما في هذا الشأن.
وتولر هو ديبلوماسي منذ 25 عاما وسبق ان خدم بابتعاثين الى الكويت، وعاصر ثلاثة سفراء عملوا فيها، هم ادوار غنيم وريان كروكر وريتشارد لوبارون، وهو ينتقل اليها قادما من منصبه الحالي كقائم اعمال في سفارة بلاده في القاهرة.
هذه المعرفة التي اكتسبها تولر من خدمته السابقة في الكويت جعلت منه، على حد تعبيره، واحدا «ممن ساهموا في بناء الاسس التي تستند اليها علاقة الولايات المتحدة بالكويت اليوم».
وكديبلوماسي عاصر الفترة التي سبقت ورافقت وتلت الثورة المصرية، يقول تولر ان منطقة الشرق الاوسط تستعد للدخول في حقبة جديدة. ولان «الكويت تتمتع بتقليد دستوري يسمح بانفتاح في الخطاب السياسي ومشاركة دستورية في الحكم، فهي في موقع ملائم للتعامل مع تحديات الحقبة الجديدة».
واضاف تولر: «لقد سمحت الانتخابات البرلمانية بزيادة دور المرأة في الحياة السياسية». لذا، وعد تولر «بمساعدة الكويت في تعزيز هذه المكتسبات (الديموقراطية) وتوسيعها».
وتابع: «لطالما كانت الكويت صديقة وشريكة وحليفة ذات اهمية فائقة في المنطقة لمصالح الولايات المتحدة». وقال انه في السنوات الماضية، كان للكويت دور مركزي في عمل القوات الاميركية في العراق، واليوم صار دورها محوريا في عمليات الانسحاب الاميركي من هناك.
واعتبر تولر انه كسفير في الكويت، سيعمل بالتنسيق مع السفارة الاميركية في بغداد على تحسين العلاقات الكويتية - العراقية كجزء من المساهة في اندماج المنطقة مع بعضها البعض.
وختم السفير المعين بالقول: «نشترك مع الحكومة الكويتية في مصلحتنا في القضاء على العناصر المتطرفة، واذا ما تمت المصادقة على تعييني فسأعمل على بناء التعاون بيننا لمكافحة الارهاب وما يتضمن ذلك من مشاركة في المعلومات وزيادة في برامج التدريب».
ومن المتوقع ان تصادق اللجنة على تعيين السفراء الخمسة في اولى جلساتها المخصصة للـ «اعمال» المقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق