حسين عبد الحسين
المجلة
لم يجد رئيس حكومة العراق نوري المالكي متسعا من الوقت ليشارك في اجتماع أربيل الذي كان يهدف الى التوصل الى حلول للأزمات الداخلية للبلاد والذي انعقد بحضور رئيس كتلة العراقية اياد علاوي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ورئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ورئيس الجمهورية جلال طالباني وزعيم كتلة الاحرار مقتدى الصدر.
لكن المالكي، الذي يطلق على نفسه لقب “رجل القانون”، وجد لنفسه الكثير من الوقت ليقوم بزيارة الى طهران، من دون اصطحاب وزير الخارجية هوشيار زيباري حسبما تقتضي اصول الحكم.
وفي طهران، استمع المالكي الى تهاني مرشد الثورة علي خامنئي بـ “نجاح المقاومة العراقية” في دحر الاحتلال الاميركي، ومن ثم الى نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي حول ضرورة توحيد ايران والعراق في كيان واحد. بعد ذلك، زار المالكي رجل الدين محمود الشهرودي، عضو “مجلس تشخيص مصلحة النظام” الايراني، والذي يعمل كذلك مرشدا لحزب المالكي “الدعوة الاسلامية”.
ولكن كيف يستمر المالكي في الحكم من دون ان يعير اهتماما للقاء أربيل الذي يمثل الحاضرون فيه اكثرية البرلمان وبوسعهم الاطاحة بالمالكي وحكومته؟ الاجابة ليست في أربيل ولا في طهران، بل في واشنطن.
تقول مصادر البيت الابيض إن البرزاني زار واشنطن قبل أسابيع قليلة وعقد لقاء مع الرئيس باراك اوباما مع بند واحد على جدول الاجتماع بين الرجلين: الإطاحة بالمالكي. وتضيف المصادر نفسها ان البرزاني قدم الى اوباما “شواهد” تثبت ان المالكي يعمل بكد ليصبح ديكتاتورا في العراق من دون منازع، وان البرزاني عبّر عن خشيته من تزويد الولايات المتحدة، مع حلول العام 2014، مقاتلات “ف – 16″ للجيش العراقي، الذي يأتمر بأوامر المالكي، وان اسلحة كهذه قد تسمح لبغداد بضرب الكرد كما فعل حكامها السابقون.
بيد ان الغريب في الأمر أن اوباما أصر امام أهم حليف لواشنطن في العراق، البرزاني، لا على التمسك بالمالكي فحسب، بل الإطاحة بكل من يعارضه. وقام اوباما بالاتصال علنا بالمالكي في الاسبوع الذي حضر اثناءه البرزاني الى العاصمة الاميركية للتأكيد على تمسكه برئيس الحكومة العراقي.
“ما هو مذهل هو تعدد التقارير التي تشير الى ان الادراة تعتقد ان المشكلة الفعلية في العراق، على المدى الطويل، هي (كتلة) العراقية وان على واشنطن ان تحاول شق صف هذه الكتلة واقناع (ما يسمى بـ) التقدميين فيها، بالاضافة الى الاحزاب الكردية، بالانضمام الى المالكي في حكومة اكثرية اصغر من حكومة الوحدة الوطنية السخيفة التي اصرت عليها الادارة في العام 2010″، حسب تقرير أعده الباحث في مركز بروكينغز كينيث بولاك ونشرته مجلة “ذي ناشونال انترست”.
ومن يعرف بواطن الامور في واشنطن يعلم ان بولاك هو من المقربين من “مستشار الامن القومي” توم دونيلون، وان انتقاده لأوباما في الموضوع العراقي يأتي على الغالب حرصا على المصلحة الاميركية لا من باب الهجوم السياسي على اداء الرئيس او فريقه.
ويصف بولاك تصرفات المالكي، التي تؤيدها واشنطن، بالكارثية، ويتوقع ان تقود العراق “من ازمة الى ازمة، وتاليا الى حرب اهلية، او ديكتاتورية غير مستقرة، او دولة فاشلة”. ويقترح بولاك ان تقوم بلاده بإقناع المالكي “بإيقاف حملته ضد القيادة السنية” في العراق.
لماذا يدعم اوباما المالكي على الرغم من اعتقاد اقرب المقربين من ادارته ان في دعم واشنطن لرئيس الحكومة العراقي واستمراره في السلطة كارثة محققة للعراق في المستقبل المنظور؟ ولماذا يدعم اوباما المالكي الذي يربط حزبه بأحد ابرز اركان النظام الايراني المدعو الشهرودي؟
الأجوبة غير متوفرة حاليا، ولكن غالب الظن ان خطأ اوباما تجاه العراق هو جزء من السياسة الخارجية للرئيس الاميركي، التي ترتكب اخطاء مشابهة في سوريا وفي معالجة الملف النووي الايراني، وفي ملف السلام، وملفات كثيرة اخرى. هذا الارتباك الأوبامي في السياسة الخارجية جعل عددا من الباحثين الاميركيين، من الديمقراطيين والجمهوريين، يشبهونه بالرئيس الديمقراطي جيمي كارتر، الذي اندلعت اثناء ولايته الثورة في ايران في العام 1979، وهو من الرؤساء القلائل ممن خسروا رهانهم على عودتهم الى البيت الابيض لولاية ثانية، جزئيا بسبب فشله الذريع في سياسته الخارجية.
لم يجد رئيس حكومة العراق نوري المالكي متسعا من الوقت ليشارك في اجتماع أربيل الذي كان يهدف الى التوصل الى حلول للأزمات الداخلية للبلاد والذي انعقد بحضور رئيس كتلة العراقية اياد علاوي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ورئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ورئيس الجمهورية جلال طالباني وزعيم كتلة الاحرار مقتدى الصدر.
لكن المالكي، الذي يطلق على نفسه لقب “رجل القانون”، وجد لنفسه الكثير من الوقت ليقوم بزيارة الى طهران، من دون اصطحاب وزير الخارجية هوشيار زيباري حسبما تقتضي اصول الحكم.
وفي طهران، استمع المالكي الى تهاني مرشد الثورة علي خامنئي بـ “نجاح المقاومة العراقية” في دحر الاحتلال الاميركي، ومن ثم الى نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي حول ضرورة توحيد ايران والعراق في كيان واحد. بعد ذلك، زار المالكي رجل الدين محمود الشهرودي، عضو “مجلس تشخيص مصلحة النظام” الايراني، والذي يعمل كذلك مرشدا لحزب المالكي “الدعوة الاسلامية”.
ولكن كيف يستمر المالكي في الحكم من دون ان يعير اهتماما للقاء أربيل الذي يمثل الحاضرون فيه اكثرية البرلمان وبوسعهم الاطاحة بالمالكي وحكومته؟ الاجابة ليست في أربيل ولا في طهران، بل في واشنطن.
تقول مصادر البيت الابيض إن البرزاني زار واشنطن قبل أسابيع قليلة وعقد لقاء مع الرئيس باراك اوباما مع بند واحد على جدول الاجتماع بين الرجلين: الإطاحة بالمالكي. وتضيف المصادر نفسها ان البرزاني قدم الى اوباما “شواهد” تثبت ان المالكي يعمل بكد ليصبح ديكتاتورا في العراق من دون منازع، وان البرزاني عبّر عن خشيته من تزويد الولايات المتحدة، مع حلول العام 2014، مقاتلات “ف – 16″ للجيش العراقي، الذي يأتمر بأوامر المالكي، وان اسلحة كهذه قد تسمح لبغداد بضرب الكرد كما فعل حكامها السابقون.
بيد ان الغريب في الأمر أن اوباما أصر امام أهم حليف لواشنطن في العراق، البرزاني، لا على التمسك بالمالكي فحسب، بل الإطاحة بكل من يعارضه. وقام اوباما بالاتصال علنا بالمالكي في الاسبوع الذي حضر اثناءه البرزاني الى العاصمة الاميركية للتأكيد على تمسكه برئيس الحكومة العراقي.
“ما هو مذهل هو تعدد التقارير التي تشير الى ان الادراة تعتقد ان المشكلة الفعلية في العراق، على المدى الطويل، هي (كتلة) العراقية وان على واشنطن ان تحاول شق صف هذه الكتلة واقناع (ما يسمى بـ) التقدميين فيها، بالاضافة الى الاحزاب الكردية، بالانضمام الى المالكي في حكومة اكثرية اصغر من حكومة الوحدة الوطنية السخيفة التي اصرت عليها الادارة في العام 2010″، حسب تقرير أعده الباحث في مركز بروكينغز كينيث بولاك ونشرته مجلة “ذي ناشونال انترست”.
ومن يعرف بواطن الامور في واشنطن يعلم ان بولاك هو من المقربين من “مستشار الامن القومي” توم دونيلون، وان انتقاده لأوباما في الموضوع العراقي يأتي على الغالب حرصا على المصلحة الاميركية لا من باب الهجوم السياسي على اداء الرئيس او فريقه.
ويصف بولاك تصرفات المالكي، التي تؤيدها واشنطن، بالكارثية، ويتوقع ان تقود العراق “من ازمة الى ازمة، وتاليا الى حرب اهلية، او ديكتاتورية غير مستقرة، او دولة فاشلة”. ويقترح بولاك ان تقوم بلاده بإقناع المالكي “بإيقاف حملته ضد القيادة السنية” في العراق.
لماذا يدعم اوباما المالكي على الرغم من اعتقاد اقرب المقربين من ادارته ان في دعم واشنطن لرئيس الحكومة العراقي واستمراره في السلطة كارثة محققة للعراق في المستقبل المنظور؟ ولماذا يدعم اوباما المالكي الذي يربط حزبه بأحد ابرز اركان النظام الايراني المدعو الشهرودي؟
الأجوبة غير متوفرة حاليا، ولكن غالب الظن ان خطأ اوباما تجاه العراق هو جزء من السياسة الخارجية للرئيس الاميركي، التي ترتكب اخطاء مشابهة في سوريا وفي معالجة الملف النووي الايراني، وفي ملف السلام، وملفات كثيرة اخرى. هذا الارتباك الأوبامي في السياسة الخارجية جعل عددا من الباحثين الاميركيين، من الديمقراطيين والجمهوريين، يشبهونه بالرئيس الديمقراطي جيمي كارتر، الذي اندلعت اثناء ولايته الثورة في ايران في العام 1979، وهو من الرؤساء القلائل ممن خسروا رهانهم على عودتهم الى البيت الابيض لولاية ثانية، جزئيا بسبب فشله الذريع في سياسته الخارجية.
هناك تعليق واحد:
الله يأخد الظالم
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وارخنا من بينهم سالمين
إرسال تعليق