اوباما وزعماء قمة الثمانية يتابعون ركلات الترجيح لمباراة نهائي كأس نوادي اوروبا التي فاز بها تشيلسي على بايرن ميونيخ اثناء لقائهم الاخير في كامب دايفيد |
حسين عبدالحسين
المجلة
يقول معاصرو الرئيس السابق بيل كلينتون انه كان متابعا نهما لاستطلاعات الرأي الاميركية، وكان غالبا ما يتخذ القرارات التي يعتقد انها تحظى بأكبر نسب موافقة شعبية. حتى ان كلينتون، والذي تضعه استطلاعات الرأي اليوم في أعلى مراتب الرؤساء التاريخيين شعبية، وقع “بروتوكول كويوتو” للحد من الانبعاث الكاربوني المسبب للانحباس الحراري للكوكب بسبب مساندة اغلبية الاميركيين للاتفاقية، على الرغم من انه كان يعلم ان توقيعه لا يكفي لوضعها حيز التنفيذ من دون مصادقة الكونغرس الذي كان معارضا لها.
الرئيس باراك اوباما، والذي طلب الكثير من المشورة والمساندة من كلينتون في سنته الاولى في الحكم، يسير في نفس طريق كلينتون لناحية متابعته الدقيقة للرأي العام الاميركي واتخاذ القرارات التي تحظى بشعبية دون غيرها.
ولأن استطلاعات الرأي الاميركية في السنة المنصرمة اظهرت ان ثلاثة في المائة فقط من الاميركيين يهتمون بالسياسة الخارجية لبلادهم، ولأن الاستطلاعات نفسها تظهر ان قرابة ثلثي الاميركيين يعتقدون ان على منظمة الامم المتحدة تحديد اجندة السياسة الدولية، وانه على الولايات المتحدة التجاوب مع هذه المنظمة لا تجاوزها والعمل من خارجها، يلتزم اوباما تفادي السياسات الاحادية الجانب، التي اتقنها سلفه جورج بوش، ويلزم فريقه بالتنسيق المضني، الى حد السذاجة احيانا، مع باقي عواصم العالم.
السياسة الخارجية “المتعددة الاطراف” التي يلزم اوباما نفسه وادارته باتباعها بشدة تلقى صدى ورواجا لدى الاميركيين عموما، الذين لا يؤيدون بقاء بلادهم بعيدة عن شؤون الدول الاخرى فحسب، بل يعتقدون بأكثرية الثلثين ان الامم المتحدة لا تقوم بواجبها كاملا لحفظ السلام العالمي، ويطالبون باعطائها صلاحيات اكثر ودعما اكبر من الدول الاعضاء، كي تتمكن من القيام بمهمات دولية كانت واشنطن، حتى الامس القريب، هي التي تتصدر دول المعمورة في القيام بها.
غضب الاميركيين على الامم المتحدة ليس حديثا، ويشمل الاميركيين من اليمين كما من اليسار، اذ يكرر الحزبان الجمهوري والديمقراطي مطالبتهما باصلاح المنظمة.
وفي الوقت الذي يندر فيه ان يرى المراقبون اجماعا داخل الكونغرس، غالبا ما يظهر التوافق بين الاعضاء من الحزبين حول تخفيض كمية المبالغ المالية التي ترصدها بلادهم للمنظمة، وهذه الاموال تشكل اغلبية الاموال المتوافرة لها للقيام بمهماتها المتعددة حول العالم.
وكان السفير جون بولتون، مبعوث الولايات المتحدة الى الامم المتحدة في زمن بوش الابن، ادلى بتصريح قارب الفكاهة، ومازال الاميركيون يتداولونه حتى اليوم. ما قاله بولتون مفاده ان في مبنى السكرتاريا العامة للامم المتحدة في مدينة نيويورك 38 طابقا، “لو اطحنا بعشرة طوابق منها لما تغير شيئا في اداء المنظمة”.
من وجهة نظر الاميركيين واوباما، مع او من دون اصلاح الامم المتحدة، لا توجد حماسة لعودة بلادهم الى دورها العالمي السابق، اذ ان لدى الاميركيين شعورا انهم انفقوا الكثير من الاموال وبذلوا الكثير من الدماء، وان كلها ذهبت سدى من دون ان تؤدي الى تحسين صورة بلادهم حول العالم. كذلك، تعتقد غالبية الاميركيين انه لا يتوجب على بلادهم لعب دور “شرطي العالم”، لذا تظهر الاستطلاعات ان اقل من ربع الاميركيين يكترثون لمواضيع حقوق الانسان حول العالم، وان هؤلاء اجابوا ان حماية حقوق الانسان تأتي في مرتبة متأخرة من اولوياتهم وبعيدة كثيرا عن شؤونهم الداخلية التي يتصدرها موضوع الوظائف، ثم مكافحة الارهاب في الداخل، فتقليص استيراد الطاقة، ثم تقليص الالتزامات العسكرية للولايات المتحدة حول العالم.
اين سوريا في استطلاعات الرأي الاميركية؟ على الاغلب انها غائبة تماما، وفي ضوء هذا الغياب، من غير المتوقع ان يستخدم اوباما في القريب المنظور ايا من وسائل القوة التي تملكها بلاده حصرا لترجيح كفة الثوار السوريين على بشار الاسد.
طبعا هذا لا يعني ان اوباما والاميركيين عموما لا يتعاطفون مع السوريين وثورتهم. ولكن التعاطف شيء، والقيام بخطوات لتخليص السوريين من كابوسهم شيء آخر. وحتى يتغير المزاج الاميركي، لن تأتي الولايات المتحدة لنجدة السوريين، ولن يبدي اوباما اي اهتمام بالشأن السوري اكثر مما يبديه حاليا، لا قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 نوفمبر، ولابعدها على الارجح.
يقول معاصرو الرئيس السابق بيل كلينتون انه كان متابعا نهما لاستطلاعات الرأي الاميركية، وكان غالبا ما يتخذ القرارات التي يعتقد انها تحظى بأكبر نسب موافقة شعبية. حتى ان كلينتون، والذي تضعه استطلاعات الرأي اليوم في أعلى مراتب الرؤساء التاريخيين شعبية، وقع “بروتوكول كويوتو” للحد من الانبعاث الكاربوني المسبب للانحباس الحراري للكوكب بسبب مساندة اغلبية الاميركيين للاتفاقية، على الرغم من انه كان يعلم ان توقيعه لا يكفي لوضعها حيز التنفيذ من دون مصادقة الكونغرس الذي كان معارضا لها.
الرئيس باراك اوباما، والذي طلب الكثير من المشورة والمساندة من كلينتون في سنته الاولى في الحكم، يسير في نفس طريق كلينتون لناحية متابعته الدقيقة للرأي العام الاميركي واتخاذ القرارات التي تحظى بشعبية دون غيرها.
ولأن استطلاعات الرأي الاميركية في السنة المنصرمة اظهرت ان ثلاثة في المائة فقط من الاميركيين يهتمون بالسياسة الخارجية لبلادهم، ولأن الاستطلاعات نفسها تظهر ان قرابة ثلثي الاميركيين يعتقدون ان على منظمة الامم المتحدة تحديد اجندة السياسة الدولية، وانه على الولايات المتحدة التجاوب مع هذه المنظمة لا تجاوزها والعمل من خارجها، يلتزم اوباما تفادي السياسات الاحادية الجانب، التي اتقنها سلفه جورج بوش، ويلزم فريقه بالتنسيق المضني، الى حد السذاجة احيانا، مع باقي عواصم العالم.
السياسة الخارجية “المتعددة الاطراف” التي يلزم اوباما نفسه وادارته باتباعها بشدة تلقى صدى ورواجا لدى الاميركيين عموما، الذين لا يؤيدون بقاء بلادهم بعيدة عن شؤون الدول الاخرى فحسب، بل يعتقدون بأكثرية الثلثين ان الامم المتحدة لا تقوم بواجبها كاملا لحفظ السلام العالمي، ويطالبون باعطائها صلاحيات اكثر ودعما اكبر من الدول الاعضاء، كي تتمكن من القيام بمهمات دولية كانت واشنطن، حتى الامس القريب، هي التي تتصدر دول المعمورة في القيام بها.
غضب الاميركيين على الامم المتحدة ليس حديثا، ويشمل الاميركيين من اليمين كما من اليسار، اذ يكرر الحزبان الجمهوري والديمقراطي مطالبتهما باصلاح المنظمة.
وفي الوقت الذي يندر فيه ان يرى المراقبون اجماعا داخل الكونغرس، غالبا ما يظهر التوافق بين الاعضاء من الحزبين حول تخفيض كمية المبالغ المالية التي ترصدها بلادهم للمنظمة، وهذه الاموال تشكل اغلبية الاموال المتوافرة لها للقيام بمهماتها المتعددة حول العالم.
وكان السفير جون بولتون، مبعوث الولايات المتحدة الى الامم المتحدة في زمن بوش الابن، ادلى بتصريح قارب الفكاهة، ومازال الاميركيون يتداولونه حتى اليوم. ما قاله بولتون مفاده ان في مبنى السكرتاريا العامة للامم المتحدة في مدينة نيويورك 38 طابقا، “لو اطحنا بعشرة طوابق منها لما تغير شيئا في اداء المنظمة”.
من وجهة نظر الاميركيين واوباما، مع او من دون اصلاح الامم المتحدة، لا توجد حماسة لعودة بلادهم الى دورها العالمي السابق، اذ ان لدى الاميركيين شعورا انهم انفقوا الكثير من الاموال وبذلوا الكثير من الدماء، وان كلها ذهبت سدى من دون ان تؤدي الى تحسين صورة بلادهم حول العالم. كذلك، تعتقد غالبية الاميركيين انه لا يتوجب على بلادهم لعب دور “شرطي العالم”، لذا تظهر الاستطلاعات ان اقل من ربع الاميركيين يكترثون لمواضيع حقوق الانسان حول العالم، وان هؤلاء اجابوا ان حماية حقوق الانسان تأتي في مرتبة متأخرة من اولوياتهم وبعيدة كثيرا عن شؤونهم الداخلية التي يتصدرها موضوع الوظائف، ثم مكافحة الارهاب في الداخل، فتقليص استيراد الطاقة، ثم تقليص الالتزامات العسكرية للولايات المتحدة حول العالم.
اين سوريا في استطلاعات الرأي الاميركية؟ على الاغلب انها غائبة تماما، وفي ضوء هذا الغياب، من غير المتوقع ان يستخدم اوباما في القريب المنظور ايا من وسائل القوة التي تملكها بلاده حصرا لترجيح كفة الثوار السوريين على بشار الاسد.
طبعا هذا لا يعني ان اوباما والاميركيين عموما لا يتعاطفون مع السوريين وثورتهم. ولكن التعاطف شيء، والقيام بخطوات لتخليص السوريين من كابوسهم شيء آخر. وحتى يتغير المزاج الاميركي، لن تأتي الولايات المتحدة لنجدة السوريين، ولن يبدي اوباما اي اهتمام بالشأن السوري اكثر مما يبديه حاليا، لا قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 نوفمبر، ولابعدها على الارجح.
هناك تعليق واحد:
الله يعينكم على المجهوووووووووووووود :)
إرسال تعليق