| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي
تحدثت واشنطن بألسنة متعددة حول موضوع قيام مقاتلات تركية بإسقاط مقاتلة روسية على الحدود التركية - السورية. ففي وقت قال ناطق باسم وزارة الدفاع ان الموضوع شأن تركي - روسي لا دخل للولايات المتحدة فيه، أكد الرئيس باراك أوباما في اتصاله مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان وقوف الولايات وحلف شمال الأطلسي، خلف «حق» تركيا في الدفاع عن نفسها. وكان لافتا أن أوباما لم يعلن وقوف التحالف الى جانب تركيا في أي مواجهة عسكرية محتملة ضد الروس، بل اكتفى بالحديث عن حق الاتراك في الدفاع عن سيادة بلادهم.
نأي أوباما بنفسه وبحكومته عن الخطوة التركية برز أولا اثناء مؤتمره الصحافي المشترك الذي عقده في البيت الأبيض مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي يزور بدوره روسيا ويلتقي رئيسها فلاديمير بوتين اليوم. وقال أوباما: «كما أوضح فرانسوا، اولويتي هي التأكد من ان هذه (الحادثة) لن تؤدي الى تصعيد (تركي - روسي)، على أمل ان تكون هذه لحظة يأخذ فيها كل الأطراف خطوة الى الوراء حتى يقرروا الطريقة الأفضل لخدمة مصالحهم».
وكرر أوباما دعمه المتردد لتركيا في اتصال هاتفي مع اردوغان للنقاش في اسقاط الاتراك للمقاتلة الروسية. ففي البيان الذي وزعه البيت الأبيض حول ما ورد في الاتصال، أشار البيان الى ان أوباما «عبّر عن دعم الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لحق تركيا في الدفاع عن سيادتها».
وأضاف البيان ان أوباما واردوغان «اتفقا على ضرورة تبريد الوضع والسعي الى ترتيبات تؤكد ان هذه الحوادث لن تحصل مستقبلا».
وعلمت «الراي» من مصادر الإدارة الأميركية ان واشنطن باشرت عبر قنواتها العسكرية المفتوحة مع موسكو السعي لاحتواء الحادثة، وقالت المصادر ان «السماء السورية تعج بالمقاتلات»، وان «آخر ما تحتاجه المنطقة هو سوء تفاهم او حوادث تؤدي الى التصعيد وتفاقم المواجهات». وأضافت المصادر ان أوباما طلب من هولاند ان يؤكد لبوتين ان واشنطن لا تسعى لتصعيد الموقف، وأنها مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة، بالتنسيق مع الاتراك، لاحتوائه.
في هذه الاثناء، قال مسؤولون في الكونغرس من متابعي الشأن السوري ان تقييم السلطات الأميركية للمواجهة التركية الروسية على الحدود السورية يتعلق بتضارب حول فرض النفوذ. وقال هؤلاء ان «تركيا تسعى لتثبيت مناطق آمنة على حدودها مع سورية»، وان المنطقة التي سقطت فيها المقاتلة الروسية هي نفس المنطقة التي سبق ان سقطت فيها مقاتلة تابعة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بسبب اقترابها من الحدود مع تركيا وتهديدها منطقة يسيطر عليها ثوار متحالفون مع انقرة.
وكان بعض الخبراء الاميركيين أشاروا الى تصريح ادلى به أوباما، الأسبوع الماضي، وقال فيه ان روسيا وإيران تحتاجان الى بضعة شهور حتى تتأكدا من عقم عملياتهما العسكرية في سورية، وان التسوية السياسية هي المخرج الوحيد لقواتهما من المستنقع السوري. فهل كان سقوط المقاتلة الروسية أولى بوادر التأكيد لبوتين ان سورية مستنقع عسكري يمكنها ابتلاع قواته وامتصاص قدرات بلاده وان أفضل المخارج المتوافرة له هي القبول بالتسوية السياسية التي تقضي بخروج الأسد من الحكم كمدخل للقضاء على داعش؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق