| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
تداول متابعو الشرق الأوسط في العاصمة الاميركية مقالة نشرتها صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، بقلم السفير الاميركي السابق في تل أبيب دانيال شابيرو، حذّر فيها الاسرائيليين من التورط في حرب ضد «حزب الله» اللبناني.
وتحدث شابيرو عن ذكرياته، إبان عمله في الفريق الديبلوماسي للرئيس السابق باراك أوباما، وعن زيارة قام بها الى رئيس حكومة لبنان المستقيل سعد الحريري في بيروت، وكيف تم إجبار الاخير على التقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد في العام 2010.
إلا ان ما أغفله شابيرو هو انه كان واحداً من اثنين ممن شكلا أول وفد أميركي زار دمشق في العام 2009، والتقى الأسد، كجزء من سياسة أوباما التي كانت تقضي بـ «الانخراط مع الأسد»، بهدف إبعاده عن ايران. وكان شابيرو من أكبر مؤيدي هذه السياسة.
ويقول المتابعون انه بعدما رأت دول المنطقة أن «واشنطن أوباما» متجهة نحو إعادة علاقاتها مع الأسد، قامت هي بإعادة هذه العلاقات كذلك، وفي ذلك السياق جاء انفتاح السعودية على الأسد في العام 2010.
ويضيف المتابعون ان شابيرو، وهو لم يتمتع بصداقة مع الاسرائيليين أثناء فترة عمله سفيراً أميركياً في تل أبيب بسبب العلاقة التي كانت متوترة دائماً بين أوباما والاسرائيليين، يعتقد خاطئاً أن إسرائيل قد تذهب إلى حرب في لبنان، فيما الدولة العبرية سعيدة لهدوء حدودها مع لبنان، وهي تفعل ما يمكنها لمنع الحزب اللبناني من إقامة بنية تحتية محاذية لهضبة الجولان السوري، الذي تحتله اسرائيل.
ويعتقد المراقبون الاميركيون أن «الضربات الوقائية» التي تشنها إسرائيل ضد أهداف تابعة لـ «حزب الله» في سورية هي ضربات بهدف تفادي الحرب، لا إشعالها، وهو ما يستبعد فرضية تأهب الاسرائيليين لحرب للقضاء على الحزب في لبنان.
في سياق متصل، تباحث عدد من المسؤولين السابقين من دول شرق أوسطية متعددة، في ما يعرف بمفاوضات «المسار الثاني»، حول القوة العسكرية التي ستخوض الحرب ضد الميليشيات الموالية لايران في منطقة الشرق الاوسط. وقال بعض المشاركين ان المؤتمرين أجمعوا انه «عاجلاً أم آجلاً»، قد تجد الدول المعادية لايران نفسها في موقع مواجهة مسلحة ضد الميليشيات الإيرانية، وان مواجهة من هذا النوع تحتاج إلى مقاتلين.
لإسرائيل جيشها الذي تستخدمه في الغالب دفاعياً، ومن المستبعد ان يشارك في حرب هجومية، حسب تصور شابيرو. أما الدول الباقية المواجهة لايران، فلا قوّات لديها لخوض معركة من هذا النوع. هناك بعض الميليشيات المؤيدة لبعض الدول في المنطقة لكنها أضعف من أن تخوض مواجهة مع الميليشيات الايرانية المنتشرة في العراق وسورية ولبنان.
وكان الاسرائيليون يأملون ان تقوم الولايات المتحدة بنشر قواتها على الحدود العراقية - السورية لمنع اتصال الهلال الممتد من طهران الى بيروت، عبر العراق وسورية. لكن المؤسسة العسكرية الاميركية، كنظيرتها الاسرائيلية، لا شهية لديها لخوض حروب بالنيابة عن الآخرين، وهي مستعدة للقتال فقط للدفاع عن المصالح القومية الاميركية.
ويقول بعض المشاركين في المؤتمر ان من الافكار التي تم اقتراحها تشكيل قوات عربية مشتركة، إلا أن هذه الفكرة، المقترحة منذ زمن للمشاركة في الحرب السورية ضد الميليشيات الموالية لايران، تبدو متعثرة وغير قابلة للتنفيذ.
من سيواجه ميليشيات إيران في المنطقة؟ المتابعون والمؤتمرات في العاصمة الاميركية تسعى للبحث عن إجابة، من دون أن توفق في ذلك حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق