واشنطن - من حسين عبدالحسين
تسارعت امس تطورات الموقف في سورية مع كشف وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر احتمال مشاركة قوات خاصة من السعودية والإمارات على الارض لمحاربة «داعش»، الامر الذي حذر منه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف معتبرا ان ذلك لو حصل ينطوي على خطر اندلاع «حرب عالمية جديدة». لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بدا غير معني بهذا التحذير مؤكدا للاعلاميين المواكبين لاجتماع ميونخ للأمن في المانيا ان «هدفنا هو إزاحة (الرئيس السوري بشار) الأسد في سورية... وسنحقق هذا الهدف لاعادة الاستقرار لان داعش لن يهزم الا باسقاطه».
واعتبر الجبير في مؤتمر صحافي في ميونخ امس أن «الأسد ساهم في ظهور تنظيم (الدولة الإسلامية) داعش بإخراجه المجرمين من سجونه»، مؤكدا أن «بيئة داعش الخصبة في سورية ستزول مع رحيل الاسد»، وان «داعش هو منظمة إرهابية لا تقوم على أي دين او اخلاق، والقول بأنها منظمة إسلامية مناف للحقيقة».
وتقاطع كلام الجبير مع اعلان الأسد للمرة الاولى ان التدخل العسكري البري التركي والسعودي في سورية ممكن، مشيرا الى ان قواته ستواجه هذا التدخل.
واضاف الاسد في مقابلة حصرية مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في مكتبه في دمشق: «المنطق يقول إن التدخّل غير ممكن لكن الواقع يتناقض أحياناً مع المنطق، خصوصاً عندما يكون لديك أشخاص غير عاقلين في قيادة دولة ما، فهذا احتمال لا أستطيع استبعاده لسبب بسيط وهو أن (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان شخص متعصّب، يميل للإخوان المسلمين ويعيش الحلم العثماني». وهاجم المملكة العربية السعودية مشيرا الى إن مثل هذه العملية «لن تكون سهلة بالنسبة لهم بكل تأكيد وبكل تأكيد سنواجهها».
وأوضح ان «المعركة الآن في حلب ليست لاستعادة حلب لأننا كدولة موجودون فيها، ولكنها لقطع الطريق بين حلب وتركيا»، مشيراً الى ان «تركيا هي الطريق الأساسي للإمداد الآن بالنسبة للإرهابيين»، مضيفا ان «الحالة الحالية المتمثلة في الإمداد المستمر للإرهابيين عبر تركيا، وعبر الأردن تعني بشكل بدهي أن يكون زمن الحل طويلاً، والثمن كبيراً».
وفي بروكسيل، قال كارتر بعد محادثات مع مسؤولين سعوديين وإماراتيين، في بروكسيل، : «سنحاول أن نتيح الفرص والقوة، وخصوصاً للعرب السنّة في سورية، الذين يريدون استعادة أراضيهم من داعش، لا سيما الرقة. لا نبحث عن بديل لهم (المعارضة السورية) كما أننا لا نبحث عن بديل للقوات العراقية. لكننا نتوق إلى تمكينهم بقوة وأن نساعدهم في تنظيم أنفسهم».
واضاف ان «الرياض وأبو ظبي ستستأنفان مشاركتيْهما في الحملة الجوية التي تقودها واشنطن ضد (داعش) والإمارات يمكن أن تقوم بدور مهم في العراق بأن تساعد في تدريب القوات المحلية وخصوصاً البيشمركة».
وتزامن تصريح كارتر، مع تحذير خطير من التدخّل العسكري الخارجي في سورية، أطلقه مدفيديف، موضحاً أن تلك الخطوة تنطوي على خطر اندلاع «حرب عالمية جديدة»، و في تصريحات لصحيفة «هندلزبلات» الألمانية، قال رئيس الوزراء الروسي: «يجب أن يفكر الأميركيون وشركاؤنا العرب ملياً... هل يريدون حرباً دائمة؟ سيكون من المستحيل كسب حرب كهذه بسرعة، لاسيما في العالم العربي حيث يقاتل الجميع ضد الجميع. على كل الأطراف الجلوس إلى طاولة التفاوض بدلاً من إطلاق حرب عالمية جديدة».
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ان هجوماً برياً لقوات محلية وأخرى قادمة من دول عربية، سيكون «حاسماً» للقضاء على «داعش» في سورية والعراق.
إلى ذلك، وبعد يوم طويل وشاق من المفاوضات، التي شاركت فيها 16 دولة، صدر أول من أمس، بيان ميونيخ الختامي، متضمناً 3 محاور، أولها «تأكيد وصول المساعدات الانسانية» إلى السوريين المحاصرين بسبب الأعمال القتالية، وثانيها التوصّل الى «وقف للاعمال العدوانية» في عموم سورية في غضون أسبوع، باستثناء تنظيميْ «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة» والمناطق الخاضعة لهما، التي أكد البيان أن الأمم المتحدة ستحدّدها وتبيّن الجهات التي ستصنّف «إرهابية» ليستمر قصفها، وثالثها «دفع عملية الانتقال السياسية» قُدماً.
وأمس، قال ناطق باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي، إن المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا «حريص أشد الحرص على عقد جولة جديدة من محادثات السلام»، لكنه أشار إلى أن خطط استئناف المحادثات لا تزال «غائمة».
وتابع أن الحبر «لم يجف بعد» على اتفاق ميونيخ «والوضع غائم للغاية»، موضحاً أن دي ميستورا سيُطلع مجلس الأمن على أحدث التطورات في 17 الجاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق