| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
علمت «الراي» من مصادر مطلعة على مجرى لقاء القمة بين الرئيس باراك أوباما والعاهل الاردني عبدالله بن الحسين، ان أوباما قدم استنتاجا مفاده انه «يستحيل الحسم العسكري في سورية»، وان المعارك الدائرة حاليا هي بمثابة تشتيت للانتباه عن المعركة الأهم وهي المعركة ضد التنظيمات المتطرفة، خصوصا تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).
واضافت المصادر ان الملك الاردني سمع، اثناء اللقاء الذي انعقد في البيت الابيض اول من امس، اعتقاد واشنطن انه «على الرغم من التقدم الذي احرزه تحالف روسيا وايران و(الرئيس السوري بشار) الأسد»، الا ان «الولايات المتحدة مازالت تشكك في مقدرة هذا التحالف حسم الحرب لمصلحته والقضاء على المجموعات المسلحة المعارضة للأسد، المعتدلة والمتطرفة على حد سواء».
ولفتت المصادر الى انه فيما كان لقاء القمة منعقدا بين الرجلين، كانت قوات الأسد وروسيا وايران تجهد لاستعادة طريق الامداد الحيوي خناصر - اثريا، الذي انتزعه «داعش» قبل ايام، والذي يربط قوات النظام في حماة بمدينة حلب.
واكدت المصادر الاميركية انها ليست المرة الاولى التي ينتزع فيها تنظيم «داعش» طريق الامداد هذا، وانه في المرة الاولى كلّفت استعادته تحالف الأسد موارد بشرية ومادية كبيرة، متوقعة ان تتكرر الخسائر في صفوف الأسد اثناء معركة استعادة الطريق للمرة الثانية.
وتعتقد المصادر الاميركية ان مشكلة الأسد مازالت هي نفسها، وتتعلق بنقص في عدد المقاتلين، رغم مشاركة قوات شيعية لبنانية وعراقية وافغانية في صفوفه. وتضيف ان «ما فعلته روسيا هو انها ضاعفت القوة النارية للأسد، لكن الأسد كان متفوقا اصلا بالقوة النارية قبل بدء الحملة الجوية الروسية» في 30 سبتمبر الماضي.
كذلك، تشير المصادر الى ان خسائر الأسد ارتفعت كثيرا بسبب الاسلوب الجديد الذي فرضه عليه الروس، والذي يقضي بقيام قوات راجلة باقتحام المناطق بعد ان تدكها المقاتلات والمروحيات الروسية، بدلا من استخدام دبابات ومدرعات في الاقتحام. سبب اعتماد المشاة للاقتحام هو نجاح المعارضين السوريين بتكبيد قوات الأسد المدرعة خسائر فادحة باستخدامها صواريخ «تاو» الاميركية المضادة للدروع، وهو ما اجبر الروس على تعديل خطة الاقتحام والاستناد الى المشاة، لكن هذا يعني خسائر برية اكبر في صفوف المهاجمين.
هذا هو التقييم الذي سمعه الوفد الاردني الذي زار العاصمة الاميركية على مدى الايام الثلاثة الماضية برئاسة الملك عبدالله وعضوية نجله ولي العهد الحسين، الذي شارك في اللقاء مع أوباما في المكتب البيضاوي.
وقالت المصادر ان الاردنيين سمعوا من الاميركيين ان الرئيس أوباما مازال متمسكا برؤيته القائلة ان الرئيس فلاديمير بوتين يتصرف في سورية من موقع ضعف، وان بوتين يدرك ان الأسد يعاني عجزا كبيرا يقارب الانهيار، وأن الحملة الجوية الروسية بامكانها المساهمة في صمود قوات الأسد لأجل محدد، لكن ذلك يتغير في غضون أشهر.
وتابعت المصادر الاميركية ان أوباما أبدى امام ضيفه الاردني اعتقاده ان «كل حملة عسكرية تتمتع بمكاسب في المراحل الاولى من هجومها، فيما يراقب المدافعون اسلوب المهاجمين ويطوّرون وسائل دفاعية جديدة مضادة تكبح الهجوم في ما بعد وتحوله الى مستنقع».
ربما يعلم بوتين ذلك ويخشاه ويحاول التوصل الى حل سياسي، في وقت يبدو وكأنه في قمة ادائه العسكري. «ولكن ما لم يتوقف القتال، لا يمكن تأكيد بقاء الأسد او استمرار الحملة الجوية الروسية بالكثافة الحالية الى ما لا نهاية»، هذا هو الاستنتاج الذي قدمه أوباما الى العاهل الاردني، حسب المصادر المتابعة للقاء.
هل يرى بوتين ما يراه أوباما في سورية، وهي الرؤية التي استعرضها امام ضيفه الاردني؟ ام ان بوتين يعتقد انه يمكن لتحالفه ان يحسم المعركة في سورية وان يجبر المعارضة وحلفاءها الدوليين على الاستسلام، ان كان بالديبلوماسية ام بالقوة العسكرية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق