واشنطن - من حسين عبدالحسين
المصاعب التي يواجهها الرئيس دونالد ترامب داخلياً، والتي كان آخرها إعلان الكونغرس الذي يسيطر عليه حزبه الجمهوري تأجيل خطة إعادة تأهيل البنية التحتية الأميركية بتكلفة تريليون ونصف التريليون دولار إلى العام المقبل، دفعته إلى محاولة تحقيق إنجازات في السياسة الخارجية يمكنه تقديمها لناخبيه كجزء من سجل إنجازاته، المتواضع نسبياً.
من الانجازات التي يسعى إليها ترامب تجديد محاولته رأب الصدع الخليجي تحت عنوان أولوية الصراع مع إيران. وفي هذا السياق، بعدما كان متوقعاً أن يستقبل الرئيس الأميركي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منتصف الشهر الجاري، وبعدما كان مقرراً أن يرحب بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بعد ذلك بأسبوع أو اكثر بقليل، أضاف البيت الابيض إلى جدول استقبالات الرئيس لقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منتصف الشهر المقبل.
ومع أن الملفات التي يسعى ترامب لمناقشتها مع الزعماء الخليجيين الثلاثة متنوعة ومتشعبة، إلا أنه يأمل في إقناعهم بالتوصل إلى تسوية تنهي الأزمة المندلعة بينهم منذ يونيو الماضي.
ونقلت مصادر أميركية مطلعة عن مسؤولين في البيت الابيض قولهم إن «12 مايو (المقبل) هو موعد انقضاء المهلة المحددة للتوصل إلى تعديل للاتفاقية النووية مع ايران»، وإن الرئيس ترامب يرغب في «ترميم الجبهة الأميركية» استعداداً لكل الاحتمالات، وفي طليعتها لإمكانية إعادة فرض عقوبات على إيران لإجبارها على تعديل الاتفاقية.
وأضافت المصادر أنه «يصعب على أميركا مواجهة إيران فيما ينقسم حلفاؤها على بعضهم البعض ويستنجد بعضهم بطهران على الآخر»، وهو ما يجعل من التوصل إلى تسوية خليجية أولوية تتساوى في أهميتها مع أولوية مواجهة إيران وتعديل الاتفاقية النووية معها.
على أن المسؤولين الأميركيين يعون تعقيدات التوصل إلى تسوية، ويحاولون تفادي «خيبة الأمل» التي مُني بها الرئيس الأميركي بعد اتصاله بالزعماء الثلاثة في محاولة لإبرام تسوية، لم تحصل، في سبتمبر الماضي.
وأوضحت المصادر أن «الوساطة الكويتية ما تزال الحل الانسب»، وهي تقضي بالتزام قطر بمطالب السعودية والامارات، باستثناء البنود التي تعتبرها قطر سيادية ، مثل المطالبة بإغلاق قناة «الجزيرة» الفضائية.
وتابعت أنه «من ناحية المبدأ، لا تتدخل الولايات المتحدة في ما تبثه أي وسيلة إعلامية أميركية أو حول العالم»، وانه «حتى عندما كانت (الجزيرة) تبث أشرطة لإرهابيين اعتبرتها واشنطن في حينها تهديداً للأمن القومي الأميركي»، لم تتدخل الولايات المتحدة في الموضوع.
لكن «بما أن (الجزيرة) قناة ممولة بالكامل من حكومة قطر»، لا بد من الممولين الإيعاز للقناة بالتراجع عن الانتقادات الحادة بحق جيرانها، ولا بد لإعلام جيرانها من التعامل مع الدوحة بالمثل.
وختمت المصادر أن «الوساطة الأميركية المتجددة ستبدأ من ضرورة وقف الهجمات الإعلامية المتبادلة بين الطرفين، وهي النقطة نفسها التي طالبت الكويت الطرفين بالانطلاق منها».
وفي حال تمت التسوية الخليجية، تقول المصادر الأميركية، فإن ترامب سيدعو زعماء الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي إلى لقاء قمة في ضيافته في البيت الأبيض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق