واشنطن - من حسين عبدالحسين
أنعش الفوز الساحق الذي حققه نائب الرئيس السابق المرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن، في الانتخابات التمهيدية في ولاية ساوث كارولينا الجنوبية، آماله في منافسة السناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، الذي كان فاز في اثنين من الانتخابات التمهيدية الثلاثة الأولى.
وبفوزه أمس، قلّص بايدن الفارق في عدد الموفدين المطلوبين للفوز بالترشيح بينه وبين المتصدر ساندرز، الذي حاز على 56 موفداً حتى الآن، الى تسعة فقط.
وتزامن أداء بايدن القوي مع عاصفة من التبرعات بلغت أربعة ملايين دولار في 24 ساعة، وأنقذت ماكينته الانتخابية التي كانت على شفير الإفلاس، مقارنة بساندرز، الذي يتمتع برصيد مالي كبير، مصدره طائفة من المؤيدين وقاعدة شعبية متماسكة، وان كانت قاعدة لا تتعدى ثلث أعضاء الحزب الديموقراطي.
وعزا الخبراء فوز بايدن الى أن غالبية الناخبين الديموقراطيين في ولاية ساوث كارولينا، هي من السود الأميركيين، وهؤلاء يعبّرون عن ولائهم لبايدن بسبب قربه من الرئيس السابق باراك أوباما.
وعشية انتخابات هذه الولاية، كان السؤال الأكبر هو إن كانت كتلة السود ستتمسك ببايدن، على الرغم من أدائه الضعيف في الانتخابات التمهيدية الثلاثة الأولى، أو إن كانت ستنضم الى موجة ساندرز، التي تجتاح قطاعات كبيرة داخل الحزب في عموم الولايات الخمسين.
ونال بايدن 61 في المئة من اصوات السود، فيما اقتصرت حصيلة ساندرز على 15 في المئة، فيما توزعت بقية اصواتهم على المرشحين الثلاثة المتبقين: توم ستاير، وبيت بوتيجيج واليزابيث وارن. ومع تفوق بايدن بين السود، ارتفعت حظوظه في الفوز في بقية الولايات التي تتمتع بوجود محازبين من السود. أما في حصيلة موفدي الولاية، فنال بايدن 39 موفداً وحصل ساندرز على 15.
وفي السياق، أعلن الملياردير ستاير، الذي حل ثالثاً، خروجه من السباق، رغم إنفاقه اكثر من 20 مليون دولار في حملته.
ويأتي انتصار بايدن قبل يوم من انتخابات «الثلاثاء العظيم»، غداً، والذي يشهد انتخابات تمهيدية للحزب الديموقراطي في 14 ولاية، اكبرهما سكانياً وفي عدد الموفدين، كاليفورنيا وتكساس، وهما تتمثلان بـ415 و228، على التوالي، ويبلغ مجموع موفدي الولايات الأربعة عشر 1357 موفداً من أصل 1991 مطلوبة لضمان ترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، ومنافسة مرشح الجمهوريين الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي، إلى أن ساندرز سيتفوق على بايدن في انتخابات الغد، على أن التفوق لن يكون حاسماً، إذ إن الولايات تمنح موفديها بشكل نسبي، ما يعني أن بايدن سيحوز على عدد لا بأس به من الموفدين في حال حل ثانياً في عدد من الولايات الكبيرة، مثل كاليفورنيا.
ويعتقد الخبراء، أن السؤال هو عن الفارق الذي سيحصده ساندرز في تقدمه على بايدن مع نهاية اليوم الانتخابي، فإن لم يتعد تفوقه 150 موفداً، يبقى المتصدر ساندرز في «مرمى نار» بايدن، الذي سيظّل في مقدوره تعويض تأخره في «الثلاثاء الكبير»، في الانتخابات التمهيدية للولايات المتبقية.
وكان ترامب أبدى انحيازاً لساندرز في تغريدة بثّها نهاية الأسبوع الماضي، وادعى فيها أن الديموقراطيين سيتآمرون على ساندرز ويسرقون منه الترشيح الى الرئاسة حتى لو فاز به.
واعتبر المراقبون أن ترامب يفضّل فوز ساندرز في الترشيح، لأنه يعتبر أن ساندرز هو المرشح الأضعف في مواجهته، فيما يخشى الرئيس مواجهة بايدن، وهو لهذا السبب حاول حض نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إعلان بدء التحقيقات في إمكانية تورط نجل بايدن، هنتر، في صفقات فساد في أوكرانيا، وهو الحوار الذي دفع الكونغرس، الذي تسيطر على مجلس النواب فيه غالبية ديموقراطية، الى التصويت على خلع ترامب من الرئاسة بتهمة سوء استغلال السلطة لمنفعة ذاتية، وتحول التصويت الى محاكمة في مجلس الشيوخ، الذي صوتت غالبيته الجمهورية على تبرئة الرئيس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق