أكد رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد، وحليفه الذي شملته العقوبات الأوروبية والأميركية الأخيرة، ان النظام السوري قرر مواجهة الاحتجاجات حتى النهاية، محذراً من زيادة الضغوط على الأسد.
وحذر مخلوف (41 عاماً)، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، انه «إذا لم يكن هناك استقرار هنا (في سورية)، فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. لا توجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام».
وعمّا إذا كان كلامه يعني التهديد أو التحذير، احتج قائلاً: «لم أقل حرباً. ما أقوله هو: لا تدعونا نعاني، لا تضعوا الكثير من الضغوط على الرئيس، لا تدفعوا سورية إلى فعل شيء لن تكون سعيدة بفعله».
واعتبرت الصحيفة ان كلام مخلوف يلقي الضوء على التكتيكات التي تتبناها النخبة الحاكمة التي استغلت تقلبات المنطقة من أجل المحافظة على هدفها الأساسي وهو استمرارها. وذكرت أن مخلوف، الذي أُجريت معه المقابلة أول من أمس، ودامت ثلاث ساعات، هو رجل أعمال ثري جداً برز خلال الشهرين الأخيرين من التظاهرات كعنصر مثير للغضب الشعبي لما يمثله من دليل على الامتيازات التي تمنحها السلطة الحاكمة لحلفائها. وأكد ان «قرار الحكومة الآن هو أنهم قرروا أن يحاربوا».
واعتبرت ان تحذيرات مخلوف من عدم الاستقرار والصراع الطائفي في سورية على غرار ما حصل في العراق، بدأ كصرخة من النظام لحشد الدعم أثناء تعامله مع مستوى من المعارضة، يعترف مسؤولوه بأنه أخذهم على حين غرة.
وقال مخلوف ان النخبة الحاكمة تكاتفت أكثر بعد الأزمة، مشيراً إلى أنه على رغم ان الكلمة الأخيرة هي للأسد، إلاّ انه يتم وضع السياسات بـ«قرار مشترك».
وأضاف: «نؤمن بأن لا استمرارية من دون وحدة. وكل شخص منّا يعرف أننا لا يمكن أن نستمر من دون أن نكون موحّدين. لن نخرج ولن نترك مركبنا ونقامر. سنجلس هنا. نعتبرها معركة حتى النهاية. يجب أن يعلموا اننا حين نعاني، لن نعاني لوحدنا».
وفرضت الحكومة الأميركية العام 2008 عقوبات على مخلوف الذي تتهمه بالتلاعب بالنظام القضائي واستخدام الاستخبارات السورية لترهيب خصومه.
وعن السبب الذي يعتقد أنه وراء فرض عقوبات عليه، أجاب: «لأن الرئيس ابن عمتي أو لأني ابن خال الرئيس. نقطة انتهى»، واعتبر ان الغضب منه جاء بسبب الغيرة والشبهات بأنه يقوم بدور «مصرفيّ» العائلة.
وأضاف: «ربما هم قلقون من استخدام هذه الأموال لدعم النظام. لا أعلم. ربما. ولكن النظام لديه الحكومة بكاملها وهم لا يحتاجون إليّ».
وأكد رجل الأعمال ان الإصلاح الاقتصادي سيبقى الأولوية، وحذر من ان البديل عن النظام الحالي، بقيادة من وصفهم «السلفيين»، سيعني الحرب في سورية وربما في خارجها أيضاً. وأضاف: «لن نقبل به. الشعب سيقاومهم. هل تعرفون ما الذي يعنيه هذا؟ هذا يعني الكارثة ولدينا الكثير من المقاتلين».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق