| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
كما في كل مرة يواجه فيها الرئيس السوري بشار الاسد اوقاتا حالكة تهدد استمرار حكمه، يعمل اركان نظامه على اقامة اتصال بالمسؤولين الاسرائيليين، مقدمين لهم الوعود بابرام اتفاقية سلام بين الدولتين وموجهين اليهم الدعوات لزيارة دمشق.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «جيروزالم بوست» الاسرائيلية ان السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى وزميله المبعوث السوري الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، وجها دعوة الى الحاخام الاسرائيلي يوشياعو بنتو لزيارة دمشق ولاقامة الصلاة على ضريح اجداده في مقبرتهم في العاصمة السورية.
واوردت الصحيفة ان مصطفى والجعفري حضرا حفلة زفاف ابنة جاك افيتال، رئيس تحالف اليهود الشرقيين (سيفارديم) في بروكلين (من ضواحي نيويورك)، وان الاثنين قاما بتوجيه دعوة من «الحكومة السورية الى الحاخام الاسرائيلي» بنتو، عن طريق افيتال، لزيارة دمشق. وذكرت الصحيفة ان احد اسلاف بنتو كان حاخاما للطائفة اليهودية في دمشق في القرن السابع عشر.
كذلك، اشارت الى ان «افيتال، احد قادة الجالية اليهودية السورية في اميركا الشمالية، يحافظ على علاقات جيدة بالرئيس الاسد وبالمسؤولين السوريين في الولايات المتحدة»، وانه «ترأس وفودا صغيرة من اليهود الاميركيين زارت سورية في العامين 2004 و2006».
وحسب الصحيفة، فان بنتو سأل افيتال عن «ظروف الطائفة اليهودية الصغير جدا في سورية»، وان افيتال اجابه بأن يهود سورية «ليسوا على افضل حال فحسب، بل هم يدعمون الاسد، ويعتقدون انه الزعيم الافضل الممكن بالنسبة لهم». وقالت ان افيتال يتشارك مع يهود سورية في دعمهم للاسد، وانه ابلغ ينتو ان دعوة الحكومة السورية للاخير لزيارة دمشق ما زالت قائمة.
غزل النظام السوري مع اسرائيل، عن طريق اليهود السوريين المقيمين في الولايات المتحدة، ليس الاول من نوعه، فمع نهاية العام 2010، انفردت «الراي» في الكشف عن زيارة مبعوث اميركي رفيع المستوى الى دمشق ولقائه الاسد للحديث عن استئناف المفاوضات بين دمشق وتل ابيب، وظهر فيما بعد ان الضيف الذي التقى الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم كان مايكل هونيلين، نائب رئيس اتحاد المنظمات اليهودية في اميركا الشمالية.
ومع ان دمشق نفت في اول الامر استقبال اي مسؤول اميركي، الا انها لم تنف في ما بعد خبر استقبال الاسد لهونيلين، وهو من الاصدقاء المقربين لرئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، في وقت اصر هونيلين ان حديثه مع الاسد تمحور حول اوضاع الجالية اليهودية في سورية وحول امكانية ترميم بعض اماكن العبادة للطائفة.
وفي العام 2007، كشف مدير عام وزارة الخارجية السابق آلون ليئيل، وهو يرأس حاليا جمعية الصداقة الاسرائيلية السورية، انه في اثناء حرب يوليو 2006، قامت دمشق بالاتصال بتل ابيب من اجل استئناف مفاوضات السلام. وادت الاتصالات في حينها الى توجه رجل الاعمال السوري، ابراهيم سليمان، وهو حاصل على الجنسية الاميركية، الى القدس والقائه خطابا امام الكنيست تحدث فيه عن التوصل الى سلام في مقابل اعادة اسرائيل الجولان الى سورية واقامة حديقة عامة، منزوعة السيادة ويحق للمواطنين من الدولتين دخولها، على الاراضي المتنازع عليها المحاذية لبحيرة طبريا جنوب هضبة الجولان السورية.
ويعتقد عدد كبير من الخبراء الاميركيين ان دعوة النظام السوري الى حضور مؤتمر انابوليس للسلام في العام 2007، والمفاوضات غير المباشرة التي اجرتها دمشق مع تل ابيب في انقرة، هي التي ادت الى كسر العزلة التي فرضها المجتمع الدولي على الاسد اثر عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في العام 2005.
اليوم، صارت معظم الدوائر الاميركية واليهودية الاميركية والاسرائيلية تعتقد ان الاسد يعمد في كل مرة تشتد عليه وطأة الضغوط السياسية الخارجية، اوالشعبية الداخلية السورية، الى ارسال اشارات صداقة الى الاسرائيليين والحديث عن السلام، وهو ما دفع الصحيفة الاسرائيلية الى التساؤل حول توقيت دعوة الاسد الى الحاخام الاسرائيلي لزيارة دمشق، في وقت يطلق فيه نظام الاسد «النار على مواطنيه في محاولة للبقاء في الحكم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق