| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
في خطوة مفاجأة، اعلن السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساتشوسيتس ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري، وهو من اكبر المدافعين الاميركيين عن الرئيس بشار الاسد، تخليه عن صديقه السوري، واصفا اياه بالمهتم فقط «بادامة حكمه»، ومعتبرا ان فرصة الاصلاح، ضاعت.
وقال ان على الولايات المتحدة ان «ترد» على «تجاوزات النظام السوري في مجال حقوق الانسان». وفي مقابلة خص بها مجلة «فورين بوليسي»، ذكر كيري ان باعتقاده ان «سورية ستتحرك»، وانها «ستتغير»، واعتبر ان سورية بعد رحيل الاسد «ستتبنى علاقة شرعية مع الولايات المتحدة ومع الغرب»، وان هذه العلاقات الجديدة ستوفر للبلاد فرصا اقتصادية افضل ومشاركة اكبر على صعيد العالمي، بدلا من العزلة التي تعيش فيها الآن.
كيري، الذي اجتمع بالاسد ستة مرات في السنتين الماضيتين، قال في خطاب في مركز ابحاث كارنيغي، منتصف الشهر الماضي اثناء تصاعد التظاهرات في سورية وقمع قوى الامن لها، انه كان مازال يتوقع بأن يتبنى الاسد اصلاحات سياسية، وان يقترب اكثر من الولايات المتحدة وحلفائها. الا ان كيري تراجع عن اعتقاده بامكانية قيام الاسد بأي اصلاح، وقال في المقابلة: «من الواضح الان انه ليس باصلاحي». واضاف: «لطالما قلت ان هدف الاسد الاول هو ادامة حكم نظامه».
واعتبر الصحافي جوش روغان، ان كيري تراجع عن اقواله، لكنه اصر اثناء المقابلة على انه لم يتراجع. «ما قلته»، حسب كيري، «انه علينا ان نخضعه للامتحان... لقد قلت دوما ان هناك سلسلة من الامتحانات». الا انه كيري: «ضاعت الفرصة، وهذه كانت النهاية».
وبضياع فرصة الاصلاح، يعتقد كيري ان فرصة «انخراط» بلاده مع الاسد قد ضاعت كذلك، ويقول: «لا يمكننا الاستمرار في الاتخراط معه في الوقت الحالي».
ووصف الوضع في سورية بـ «الفاضح»، وقال ان «هناك الكثير من التجاوزات لحقوق الانسان، وعلينا الرد بالشكل المناسب».
ويذكر الكاتب انه لطالما استندت ادارة الرئيس باراك اوباما الى مواقف اعضاء الكونغرس لتبرير «سياسة الانخراط» مع سورية. حتى ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون سبق وان وصفت الاسد بالاصلاحي، حتى بعد اندلاع التظاهرات المعارضة لحكمه وقمع الاجهزة الامنية لها. وعزت وصفها الايجابي بقولها ان اعضاء من الكونغرس التقوا الاسد و«وجدوه اصلاحيا».
ومع انقلاب كيري، الذي يبدو انه يحاول الحفاظ على ماء الوجه بابتعاده عن الاسد ونظامه، دخل الجمهوريون على الخط للتذكير بأن موقفهم من الاسد ومعارضتهم «سياسة الانخراط» واعادة السفير روبرت فورد الى سورية، والذي عينه اوباما في ديسمبر الماضي بمرسوم لتجاوز مجلس الشيوخ، كانت السياسة الصائبة.
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين، تعليقا على انقلاب كيري: «لم يكن كيري فقط (يدعم الاسد)، بل كان عدد كبير من (السياسيين)، في طليعتهم الادارة».
على صعيد متصل، اعتبر عضو الكونغرس من اصل لبناني تشارلز بستاني، وعضو اللقاء البرلماني لاصدقاء لبنان، انه لا يعتقد «ان سورية ستبتعد عن ايران» ابدا.
وقال في «معهد الولايات المتحدة للسلام»، اول من امس، ان الصرخات المطالبة بتنحي الاسد ستتزايد من الجهات الرسمية»، وان «الاعتقاد الذي كان سائدا بأنه بامكان الجهود الاميركية فصل سورية عن ايران قد انتهى».
واضاف: «انا اعتقد ان العلاقة بين سورية وايران قد تم ختمها بالاسمنت».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق