| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
وضعت وحدة كوماندوس اميركية، برصاصة في الرأس، حدا لعملية مطاردة استمرت سنوات لمدبر اعتداءات 11 سبتمبر 2001، زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن خلال عملية جرت اول من امس، في مدينة ابوت اباد شمال العاصمة الباكستانية.
وقال الرئيس باراك اوباما في كلمة ألقاها في البيت الابيض: «يمكنني ان اعلن للاميركيين والعالم ان الولايات المتحدة نفذت عملية ادت الى مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المسؤول عن مقتل آلاف الابرياء».
واكد انه «تم احقاق العدل» بعد عشر سنوات تقريبا على اعتداءات 11 سبتمبر، محذرا في الوقت نفسه مواطنيه من ان «القاعدة» يمكن ان يحاول مهاجمة الولايات المتحدة رغم مقتل زعيمها. وشدد اوباما على ان بلاده ليست في حرب مع الاسلام.
وفي وقت ادلى اوباما بخطابه، عقد مسؤولون في البيت الابيض لقاء مع الصحافيين شرحوا فيه تفاصيل العملية، فقال احدهم ان الوصول الى مكان بن لادن بدأ في العام 2007 بعدما توافرت معلومات من التحقيقات مع خالد الشيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر والمعتقل في غوانتانامو، وزميله المعتقل ابو فرج الليبي، وان الاثنين قدما الاسم الحركي لشخص قالا انه كان يحمل رسائل من والى بن لادن.
وقبل سنتين، تسنى للاستخبارات الاميركية تحديد هوية الشخص المذكور واخيه، الا انهم لم يعثروا على مكان اقامتهما في باكستان حتى اغسطس الماضي.
مكان الاقامة الذي تم اكتشافه هو مجمع سكني معزول، تم بناؤه بتكلفة مليون دولار في العام 2005 في ضاحية ابوت آباد، التي يقطنها كبار ضباط الجيش الباكستاني، ويملكه شقيقان لم يعرف عنهما الثراء.
وبعد رقابة لصيقة لقاطني المجمع، توصلت الاستخبارات الاميركية الى نتيجة مفادها بان الاخوين يعيشان في المنزل مع عائلة ثالثة، وكل مواصفات العائلة الثالثة تشبه مواصفات عائلة بن لادن. ثم اصدر الرئيس الاميركي الاذن بالقيام بعملية بناء على المعلومات المتوافرة، فقام فريق كوماندوس صغير بالتوجه بمروحيتين الى المجمع السكني، وحصل تبادل لاطلاق النار قتل فيه الاخوان، وبن لادن، برصاصة في الرأس، واحد ابنائه البالغين.
وتابع المسؤولون ان احدى النساء، وهي من زوجات بن لادن، قتلت عندما حاول احد الضحايا اخذها رهينة للهرب. كما أصيبت امرأتان أخريان بجروح.
واستغرقت العملية اقل من 40 دقيقة، وعندما هم الفريق بالاقلاع، تعطلت احدى المروحيات، فعمل الفريق على تدميرها وغادر بمروحية واحدة.
وقال مسؤول في الامن القومي لـ «رويترز»، ان فريق القوات الخاصة كان لديه أوامر بقتل بن لادن لا اعتقاله.
واعلن مسؤولون ان واشنطن لم تعلم احدا، ولا حتى حكومة باكستان، بنيتها القيام بالغارة، وان «عددا قليلا جدا من المسؤولين في الحكومة الاميركية كانوا يعلمون بالعملية نظرا لحساسيتها».
واضافوا أن القوات الأميركية أخذت جثة بن لادن بعد المعركة وأكدت هويته. وقال مسؤول رفيع المستوى إن الولايات المتحدة تحرص على التعامل مع الجثة «وفق العادات الإسلامية، وهذا أمر نتعامل معه بجدية».
وذكرت «أي بي سي نيوز» أن السلطات الأميركية كانت أخذت عينة من أنسجة شقيقة لبن لادن كانت توفيت في مستشفى بوسطن، وقد أجريت فحوص الحمض النووي حيث أظهرت تطابقا بين أنسجة الشقيقة المتوفاة والرجل الذي قتل في المعركة في باكستان، ما أكد هوية بن لادن.
ومنذ لحظة شيوع الخبر، تجمع مئات ثم آلاف من الاشخاص امام البيت الابيض في واشنطن ومئات آخرون في ساحة تايمز سكوير وغراوند زيرو موقع برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك اللذين دمرا في اعتداءات سبتمبر 2001.
وفي القاهرة، انتقد شيخ الأزهر أحمد الطيب، ما ورد حول إلقاء جثة بن لادن في البحر، مؤكدا أن هذا يتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية وكل القيم الدينية والأعراف الإنسانية. وأكد أنه «لا يجوز في الشريعة الإسلامية التمثيل بالأموات، مهما كانت مللهم ونحلهم، فإكرام الميت دفنه».
كما رفض المفتي علي جمعة، التمثيل بجثة أي إنسان سواء كان مسلما أو غير مسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق