| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
اعتبر المفكر الفرنسي المرموق جيل كيبيل ان «القوة العسكرية الفعالة في سورية لا تمثل الشعب السوري، بل هي قوة تنتمي للطائفة العلوية»، وان «هذه القوة لا تنوي ان تقدم اي تنازلات في الحكم»، لذا من غير المرجح ان نراها «تجبر (الرئيس السوري بشار) الاسد على التنحي، الا اذا شعرت بأن بشار اصبح ضعيفا وغير قادر على المواجهة».
وقال في حوار في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى» ان القوة العسكرية التابعة للاسد «تقاتل وظهرها الى الحائط، والكل يتذكر مجزرة حماة في العام 1982، التي راح ضحيتها اكثر من 20 الف ضحية بالاضافة الى الاف المعتقلين». واضاف ان «التظاهر في سورية اخطر بكثير منه في مصر او في تونس... في سورية، يمكن للمرء ان يقتل اذا شارك في تظاهرة».
وتابع: «شعوري اليوم ان طبقة التجار في دمشق وحلب، وهي في معظمها من السنة، لم ترم بثقلها بعد خلف المتظاهرين، والارجح ان السنة يخافون من الانخراط في حركة ضد العلويين قد تؤدي الى حرب اهلية، والعلويون يعلمون ان الآخرين يخافون منهم ومن الحرب الاهلية».
وحسب المفكر الفرنسي، فان «وصول حكومة ذات اكثرية سنية الى الحكم في حال انهيار الاسد سيؤذي خط امداد السلاح الى حزب الله». «السؤال الآخر»، يقول كيبيل، «هو حول مصير حماس... انا اعتقد ان احد الاسباب التي اوصلت اليوم الى المصالحة الفلسطينية بين السلطة وحماس سببه ان حماس اليوم تحت ضغط، فمعلمها الخاص في سورية ليس بحالة جيدة». يزيد الى تقهقر وضع حماس، حسب كيبيل، هو ان «الجماعة الاسلامية ابدت معارضتها للاسد، وهذا شيء محرج لحماس ويعقد لهم الوضع اكثر».
بيد ان بعض الحاضرين من الباحثين خالف كيبيل لناحية «نية العلويين الذهاب الى حرب اهلية مفتوحة»، اذ ان «السنة يتفوقون عليهم عدديا بنسبة علوي لكل عشرة سنة، وهو ما قد يجبر كبار العلويين الى الطلب من اصحاب الرؤوس الحامية من الشباب في القوة العسكرية العلوية، والاسد واخوه ماهر منهم، ان يتمهلوا قبل الخوض في حرب على الارجح لن تكون في مصلحتهم في المديين المتوسط والطويل».
واضاف هؤلاء ان «الاقليات عبر التاريخ غالبا ما تتفادى المواجهات المفتوحة خصوصا مع جماعات الاكثرية، وهو ما يعني انه في حال طال امد التظاهرات في سورية، فقدم يدب القلق في العلويين فيقوم بعضهم باجبار عائلة الاسد على التراجع وتسليم الحكم في مقابل ضمانات تجنب العلويين ردة فعل الطوائف الاخرى في المستقبل».
بدوره، قال الباحث مارت كرايمر انه امضى بعض الوقت اخيرا في اسرائيل، وان «النظرة هناك نحو سورية مفادها بانه حتى لو نجا الاسد، ستصبح سورية رجل الشرق الاوسط المريض، على غرار السلطنة العثمانية قبيل انهيارها عندما اصبحت رجل اوروبا المريض».
واضاف: «من قرأ منكم باتريك سيل في كتاب الصراع من اجل سورية قد يعرف انه في الماضي القريب، كانت سورية، مثل لبنان، مسرحا للصراعات الاقليمية والدولية، وهو ما عكسه حافظ الاسد الذي حول سورية الى لاعب اقليمي على حساب الوضع في الداخل».
وختم بالقول ان سورية «لم تعد اليوم لاعبا اقليميا»، وهو ما يعني ان مفاوضات السلام الاسرائيلية معها، او «سياسة الانخراط» الاقليمية، لم تعد ذات جدوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق