| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
من المتوقع ان تنشر وسائل الاعلام الاميركية، في الاسابيع المقبلة، المزيد من التفاصيل حول الشبكة الايرانية التي تعمل على استهداف سياسيين وديبلوماسيين حول العالم، ممن تعتبرهم ايران معادين لمصالحها، لتشمل هذه القائمة مسؤولين لبنانيين داخل لبنان وخارجه، وفق ما قالت اوساط اعلامية اميركية لـ «الراي».
وكانت مقالة مفصلة بعنوان «مسؤولون اميركيون من بين اهداف مخططات اغتيال ايرانية» تصدرت الصفحة الاولى لـ «واشنطن بوست» الاحد الماضي، وجاء فيها ان محققين اميركيين جمعوا كمية كبيرة من الشواهد حول العالم، دلت على تورط ناشطي «حزب الله الذي تدعمه ايران، او عملاء سريين داخل ايران» في محاولات قتل سياسيين و«ديبلوماسيين في سبع دول على مدى 13 شهرا».
ورجحت الصحيفة ان تكون «ايران علقت خططها للاغتيال مع حلول شهر مارس الماضي» وبدء المفاوضات حول ملف ايران النووي، التي سادتها بعض الايجابية الاعلامية، بين ايران ومجموعة دول 5+1، التي تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا.
اوساط اعلامية اميركية قالت لـ «الراي» ان تفاصيل جديدة ترشح من الادارة حول «لائحة الاغتيالات الايرانية» التي تغطي دولا حول العالم، والتي يبدو انها كانت تضم ايضا مسؤولين لبنانيين داخل لبنان وخارجه. وتضيف الاوساط نفسها ان تخوفا يسود بعض المتابعين للموضوع من امكانية استئناف ايران محاولاتها نظرا لتعثر المفاوضات النووية في بغداد، التي انعقدت الاسبوع الماضي، والعودة الى السلبية التي تترافق مع لهجة تصعيدية من الجانبين.
كذلك تعتقد الاوساط ان «فيروس شعلة» الالكتروني، الذي اصاب عددا من اجهزة الكمبيوتر الايرانية، قد تراه ايران بمثابة محاولة تجسسية اخرى من الغرب ضدها، وان طهران قد تسعى للرد عبر «اعادة تفعيل عملائها، الذين ينتمون الى شبكات اجرامية حول العالم، وحزب الله».
وكشفت اوساط اميركية مطلعة ان ادارة الرئيس باراك اوباما ضاعفت من امنييها الموكلين القيام بمهمات «تجسسية مضادة» للتصدي خصوصا لمحاولات ايرانية بشن هجمات داخل الولايات المتحدة. وقالت انه في الماضي، اعتقلت قوات الأمن الاميركية ديبلوماسيين واعلاميين ايرانيين زاروا نيويورك اثناء الاعمال السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة، وقاموا بالتقاط صور وجمع معلومات في المدينة، اعتبرها المحققون الاميركيون بمثابة اعمال تجسسية.
واشنطن لم تحاكم الايرانيين الذين اعتقلتهم متلبسين باعمال تجسسية داخل الولايات المتحدة، ولكنها رحلتهم الى بلادهم بموجب «معاهدة فيينا» التي تمنح اعضاء الوفود حصانة ديبلوماسية تمنع محاكمتهم.
وكان آخر الاعتقالات الاميركية طالت مواطنا اميركيا من اصل ايراني يدعى منصور عربسيار، كشفت وزارة العدل الاميركية في اكتوبر الماضي انه عمد الى الاتصال بعصابات تهريب المخدرات في المكسيك لاستئجار خدماتها للقيام باعمال تفجيرية يعتقد ان احدها كان يستهدف سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير.
تقول الاوساط الاميركية: «لطالما ساد الاعتقاد ان الانظمة المارقة تستهدف معارضيها في اراضيها او اراضي الدول حليفتها فقط، ولكن مع مرور الايام، بدأ يتضح لاجهزة الاستخبارات الغربية ان ايران تسعى الى تغيير قواعد اللعبة واعادتها الى ما كانت عليه اثناء الحرب الباردة، خصوصا في عقد السبعينات من القرن الماضي».
هذا يعني، بحسب الامنيين الاميركيين، ان «السياسيين اللاجئين في دول بعيدة للهروب من اليد الايرانية، قد لا يكونوا في مأمن بل عرضة لاعتداءات او اعمال اغتيال بتكليف ايراني».
اما كيفية وصول اليد الايرانية الى عواصم تتمتع بالامان، مثل واشنطن او باريس، فمبنية على قيام الايرانيين «بمصادقة شبكات اجرامية عالمية»، وهذا يتم عندما «تقدم طهران ملاذا آمنا لمجرمين دوليين داخل ايران، وتسمح لهم بالاقامة واستخدام وسائل الاتصال، والحوالات المالية المصرفية والنقدية». في المقابل، تضيف الاوساط الاميركية، «تطلب ايران من هذه الشبكات خدمات تخريبية، كعمليات الاغتيال، في دول لهؤلاء المجرمين فيها، مثل كازخستان وتايلند، والهند، وحتى الولايات المتحدة او فرنسا، علاقات ونفوذ وقدرات تنفيذية».
عن لبنان، تنقل الاوساط الاميركية عن مسؤولين رفيعين في الادارة انه «تم كشف مخططات لاغتيال سياسيين مثل حالة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ما اجبره على ترك لبنان قسرا بعد تحذيرات امنية عربية وغربية اليه خوفا على سلامته». وتشير الاوساط الى محاولة اغتيال رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، وتقول ان مسؤولين اميركيين عاينوا مسرح الجريمة، ونقلت عنهم قولهم ان المكلفين تصفية جعجع استخدموا نوعين من الاسلحة القناصة، الاول لاختراق الزجاج المضاد للرصاص والثاني لقتل السياسي اللبناني.
هناك ارتباط واضح بين كل عمليات الاغتيال في لبنان وخارجه، حسب الاوساط الاميركية، التي تختم بأن «لائحة الاغتيالات الايرانية مازالت قائمة في لبنان، وهي تستهدف الحريري وجعجع وزعيم الدروز (النائب وليد) جنبلاط، وسياسيين آخرين».