| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
تحولت جلسة استماع حول «مكافحة (تنظيم الدولة الاسلامية) داعش» في لجنة «القوات المسلحة» في مجلس الشيوخ الى مواجهة حامية بين رئيسها السناتور الجمهوري جون ماكين وزميله ليندسي غراهام، من ناحية، والشاهدين وزير الدفاع آشتون كارتر ورئيس الأركان الجنرال جوزيف دنفورد، من ناحية ثانية.
وعلى عادته هاجم ماكين ادارة الرئيس باراك أوباما لتصويرها ان أي تدخل عسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد سيتطلب أعداداً كبيرة من القوات البرية الأميركية، ووصف تحذيرات الادارة من دخول حرب في سورية بأنها «غير صادقة على المستوى الفكري»، معتبراً انه يمكن تشكيل قوة أممية يتألف قوامها من حلفاء الولايات المتحدة، خصوصاً من دول الجوار المعنية في الشأن السوري، مع مشاركة أميركية برية صغيرة، بصفة استشارية، ومشاركة أميركية جوية وبحرية أكبر.
ورد كارتر على ماكين بالقول انه عاد من زيارة الى الرياض الأسبوع الماضي، حيث شارك في القمة بين أوباما وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي. وقال ان المملكة العربية السعودية وتركيا، الدولتين الأكثر مقدرة على التدخل عسكرياً في سورية، لا ترغبان في ذلك.
هنا رد غراهام على كارتر، وقال: «انا عدت لتوي من العربية السعودية، وهم يعتقدون انهم لن يدخلوا الحرب في سورية طالما انهم يعتقدون ان الأسد سيفوز، وان الايرانيين سيسيطرون على دمشق».
وسأل غراهام كارتر: «هل سمعت من السعوديين عدم رضاهم على سياستنا تجاه الأسد؟»، فأجاب وزير الدفاع ان كلا من السعودية وأميركا ترغبان في رؤية الأسد يرحل.
ثم اضاف غراهام متسائلاً: «هل من الانصاف القول ان السعودية وكل دولة خليجية أخرى تعتقد ان الأسد متشبث بقوة في موقعه بسبب الدعم الروسي والايراني»؟ فأجاب كارتر ان أميركا تتشارك هذه الرؤية مع دول الخليج، فقال غراهام ان المشكلة تكمن في ان الاستراتيجية الأميركية في سورية تقضي بتدمير «داعش» وفي الوقت نفسه استبدال الأسد، لكن الأسد يزداد ثباتاً. ولم يتابع غراهام استنتاجه ولكنه كان واضحاً ان السناتور الاميركي يعتقد ان السياسة الأميركية في سورية تساهم في اخلال الموازين بين الخليج وايران لمصلحة طهران.
ثم توجه غراهام لكارتر بالقول ان أوباما سيغادر البيت الابيض في 20 يناير المقبل، فهل يغادر الأسد، فأجاب كارتر انه يأمل ذلك، فاجاب غراهام ان «الأمل ليس استراتيجية».
غراهام قال ان وزير الخارجية جون كيري سبق ان صرح انه في حال انهيار الهدنة في سورية، فان الولايات المتحدة لديها خطة «ب»، وتوجه الى كارتر بالسؤال: «هل لدينا خطة من هذا النوع»؟ فقال كارتر: «لن اتكلم عن الوزير كيري». ورد غراهام: «لا تتكلم عنه ولكنه وزير الخارجية، هل تناقشت انت واياه في استراتيجية عسكرية في سورية؟»، فتلعثم كارتر وبدا ان السناتور ضبطه وهو غير مستعد لهذا النوع من الاسئلة.
كما شن غراهام هجوماً ساحقا ضد كارتر على خلفية قيام واشنطن بتسليح قوات كردية محسوبة على «حزب العمال الكردستاني»، الذي تصنفه واشنطن وحليفتها انقرة على انه تنظيم ارهابي. وقال غراهام انه زار تركيا، وسمع من مسؤوليها امتعاضاً كبيراً من قيام أميركا بتسليح ارهابيين اكراد يشنون هجمات داخل تركيا.