واشنطن - من حسين عبدالحسين
اعتبر مركز أبحاث «بروكنغز» أن الكويت لا تريد أن ترى حرباً ضد إيران، بسبب الارتدادات السلبية لأي حرب من هذا النوع على دولة الكويت. وجاء في الدراسة التي نشرها المركز الأميركي أنه ، مثل الكويت، لا ترغب السعودية بمواجهة عسكرية مباشرة مع الإيرانيين، إذ إن أي حرب من هذا النوع تهدد سلامة المنشآت النفطية السعودية والكويتية.
لكن الدراسة - التي جاءت على صيغة حوار مع أبرز خبراء المركز ومنهم مَنْ سبق أن عمل في مراكز مرموقة في وزارة الخارجية وفي «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي) - اعتبرت أن السعودية ترغب في رؤية الولايات المتحدة تطيح بنظام الجمهورية الإسلامية في إيران، وذلك عبر الحصار الاقتصادي والعمليات السرية.
وقال الخبير جيفري فيلتمان، الذي سبق أن عمل مساعداً لوزيرة الخارجية وسفير أميركا في لبنان ومستشار أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية، إن «الخلاف داخل مجلس التعاون الخليجي هو مثال على تراجع النفوذ الأميركي»، مضيفاً أن «مَنْ سبق منا ان عمل في الحكومة يعرف أنه سبق أن جمعنا دول المجلس الست في لقاءات عديدة، غالباً مخصصة للتصدي لإيران، وكانت دائماً الخلافات بين بعض دوله واضحة لنا». وأردف بالقول إنه «بطريقة ما نجحنا في جمعهم في الماضي، والحال لم تعد كذلك اليوم، فالولايات المتحدة لم تعد قادرة على ردم الهوة بين مجموعة قطر - الاخوان المسلمين، ومجموعة معاداة الإخوان المسلمين في الإمارات والسعودية».
وسأل المحاور بروس جونز المسؤولة السابقة في وزارة الطاقة سامنتا غروس حول ما إذا كانت تعتقد أن الولايات المتحدة صارت تتمتع باستقلالية عن نفط الخليج، فأجابت بالنفي، وقالت إن «الحكومة الاميركية دأبت على بث دعاية مفادها أن اميركا مستقلة في الطاقة، لكن الموضوع غير صحيح، فهي تصدّر الغاز، لكنها تستورد النفط». وتابعت المسؤولة السابقة القول إن «أميركا خسرت النية السياسية المطلوبة للدفاع عن نفط الشرق الأوسط، على الرغم من أن اهتزاز سوق النفط العالمية يؤثر على الاقتصاد العالمي، وتالياً على الاقتصاد الاميركي».
وتعتقد غروس أن «الطاقة الأحفورية الأميركية تسمح للولايات المتحدة باحتواء بعض اهتزازات السوق العالمية، لكن لا قدرة أميركية على الاستقلال التام عن الطاقة العالمية من دون أن يؤدي ذلك لارتفاع في سعر الطاقة داخل أميركا، وهو ما يرفضه غالبية الأميركيين».
وتوافق خبراء بروكنغز ان انحسار النفوذ الأميركي لا يتعلق بقوة أميركا، الباقية في صدارة القوى في العالم، واشاروا الى أن عدد القوات الاميركية المنتشرة في الشرق الاوسط هو من النسب الأعلى في التاريخ، لكن سبب تراجع النفوذ الاميركي يكمن في غياب النية السياسية الاميركية على الانخراط في شؤون الشرق الاوسط، اولا بسبب «تعب» شعبي أميركي من قصص الشرق الاوسط التي لا تنتهي والتي يبدو أن أميركا تخسر فيها دائماً، وثانياً بسبب الاعتقاد السائد، خطأ، أنه يمكن للاقتصاد الأميركي أن يتخلى عن الطاقة الشرق أوسطية من دون اهتزازات تُذكر.