| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
بعد المراجعة التي تحدث عنها الرئيس الاميركي باراك أوباما في سياسة بلاده نحو سورية، حددت مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط آن باترسون السياسة الجديدة في سبع نقاط يتصدرها في الاولوية موضوع «مكافحة الارهاب»، ثم «منع المدن السورية التي تسيطر عليها المعارضة من الانهيار»، فتزويد «المعارضة المسلحة بالمساعدات غير الفتاكة»، ثم «انهاء خطر اسلحة سورية الكيماوية»، ثم دعم دول جوار سورية من الحلفاء والاصدقاء، ومن «المساهمة بسخاء بالمساعدات الانسانية»، ودعم المعارضة السياسية «بشكل مباشر ومن خلال مجموعة لندن 11».
كلام باترسون جاء اثناء جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، مساء اول، برئاسة السناتور الديموقراطي بوب مينينديز، وشارك فيها، الى جانب باترسون، مساعد وزير الخارجية لشؤون حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل توماس كنتريمان.
في اولى اولويات اميركا، حسب باترسون، مكافحة الارهاب الذي صار متفشيا في سورية، والذي يتحمل مسؤوليته بشار الاسد ونظامه «الذي افرج عن ارهابيين من سجونه، والذي سمح لهم بانشاء قواعد، والذي دعا منظمات ارهابية اخرى مثل حزب الله اللبناني، وكذلك مقاتلي ميليشيات من العراق وباكستان دربتهم ايران، للمشاركة في القتال الى جانبه».
وقالت باترسون ان «الحرب الاهلية المستمرة شكلت مغناطيسا للمتطرفين العنفيين من الاجانب، وبعضهم من ذوي الخبرات القتالية العالية». ونقلت باترسون عن «وزارة الاستخبارات القومية» تقديراتها بأن عدد الثوار يبلغ نحو 110 آلاف مقاتل، منهم 23 الفا من المتطرفين، ومن بين المتطرفين سبعة آلاف من غير السوريين، وان ابرز المجموعات المتطرفة هي فرع تنظيم القاعدة «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، الذي كان سابقا يحمل اسم «القاعدة في العراق»، والذي يشي تغيير اسمه، حسب المسؤولة الاميركية، «بطموحاته المتنامية».
وعن منع انهيار المدن السورية، قالت باترسون ان انهيار المؤسسات الحكومية يخلق فراغا يعمد المتطرفون الى ملئه، وهو ما حمل الولايات المتحدة على تقديم مساعدة بقيمة 260 مليون دولار للمعارضة السورية، وكذلك لمؤسسات المجتمع المدني السورية بشكل مباشر بهدف مساعدتها على القيام بالدور الذي خلفه الفراغ المؤسساتي.
«في مدينة كبرى، ساعدنا في اعادة فتح 17 مدرسة وعودة 9300 طالب الى دراستهم، وفي مدينة كبرى اخرى مولنا اعادة ترميم 60 مخفرا للشرطة وقدمنا مساعدات غير فتاكة ومعاشات لعمل 1300 شرطي»، حسب المسؤولة الاميركية.
وعن تدمير ترسانة الاسد الكيماوية، تحدثت باترسون باقتضاب، الا ان زميلها كنتريمان توسع في الموضوع قائلا انه «بعد شهور من التباطؤ، جعلنا من الواضح لنظام الأسد ان الجدول الزمني المتفق عليه دوليا لتدمير الاسلحة الكيماوية هو ببساطة غير قابل للتفاوض، فلدى النظام كل المعدات التي يحتاجها ولقد نفدت منه الاعذار». وكرر المسؤولان التزام واشنطن بشكل حاسم بموعد 30 يونيو كحد نهائي لتدمير كل المواد الكيماوية التي يمتلكها نظام الأسد، بموجب قرار مجلس الامن الدولي رقم 2118.
وتابع كنتريمان انه حتى اليوم، «تم نزع 49 في المئة من المواد الكيماوية السورية المعلن عنها، بما فيها كل مخزون سورية من غاز الخردل، كما اكدت منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيماوية ان سورية دمرت 93 في المئة من مخزونها من الايزوبروبانول، وهو احد مكونات غاز الاعصاب السارين».
لكن ما تم حتى الآن ليس كافيا، حسب كنتريمان، الذي قال ان على «سورية نزع 65 في المئة من المواد الكيماوية الاخطر (الاولوية واحد) من مخزونها المعلن عنه. وعن دعم دول الجوار، تحدثت باترسون عن ازمة اللاجئين، وقالت ان بلادها تعمل على دعم حكومات مصر والعراق والاردن ولبنان على استيعاب اللاجئين لديها، فيما تعمل في الوقت نفسه مع اسرائيل وتركيا على مواجهة المخاطر الامنية المحدقة بها بسبب الازمة السورية. ولفتت باترسون الى ان المقاتلات الاسرائيلية قامت بقصف مواقع لقوات الاسد بسبب تورطها في هجوم ضد قوات اسرائيلية، وقالت: «يقلقنا ان عدم الاستقرار في سورية يستمر في تهديد الجولان». كذلك لفتت الى ان «سلاح الجو التركي قام باسقاط مقاتلة سورية عبرت اجواءه».
وعن المساعدات الانسانية، كررت باترسون ان بلادها هي اكبر دولة مانحة بمبلغ 1.7 مليار دولار.
وكررت باترسون مقولة ان الحل في سورية لا يكون الا سياسيا، واستعادت مقولة سفيراميركا المتقاعد روبرت فورد ان 170 الف جندي ومليارات الدولارات لم تأت بحل عراقي، بل العراقيون هم من توصلوا الى الحل سياسيا. الا ان باترسون قالت في الوقت نفسه ان المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي ابلغ مجلس الامن في 13 مارس أنه لا يوصي بعقد جولة مفاوضات مقبلة ما لم يبدأ النظام بالحديث جديا فيها.