الجمعة، 27 أغسطس 2010

مجلة فورين بوليسي: «لبننة العراق»... بين حكومتي بيروت وبغداد

بيروت - جريدة السفير: ويقول الخبير في مركز «تشاتهام هاوس» حسين عبد الحسين «يوجد في الدول العربية حقبتان: الدكتاتورية، التي لا تزال متواجدة في بعض الدول، أو صراع لا غالب ولا مغلوب بين الطوائف، مثل ما يحصُل في لبنان». ويوضح أن «المشكلة هي أن الديموقراطية التوافقية تعكس التناقض: التوافق هو حكم الجميع والديموقراطية هي حكم الأكثرية. لذا، النتيجة ستكون الشلل، وهو الأمر الذي حصل للحكم في لبنان، وسيستمر الأمر حتى تستطيع جماعة أن تصبح قوية بما فيه الكفاية للسيطرة على الآخرين».

الجمعة، 20 أغسطس 2010

مسؤول أميركي عن اغتيال الحريري: القصة أكبر من مصطفى بدر الدين

واشنطن - من حسين عبد الحسين

ما هي المعلومات القاطعة التي ستقدمها جهات اميركية حول تورط «حزب الله» في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، في الايام القليلة المقبلة؟

الاجابة عن هذا السؤال قطعت العطلة الصيفية لمتابعي الشأن اللبناني في العاصمة الاميركية، مع بروز حركة مفاجئة في اتجاه تفنيد ما قدمه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله اخيرا حول احتمال تورط اسرائيل في مقتل الحريري، وتزامن ذلك مع كشف مصادر اعلامية لـ «الراي» ان مقالات على مستوى كبير من الحساسية، قد ترد تباعا في الصحف الاميركية خلال الايام المقبلة.

في الادارة الاميركية، 3 اشخاص فقط يتابعون ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وكل الشؤون المتعلقة بها. يقول احدهم لـ «الراي»، شرط عدم ذكر اسمه، انه استمع مطولا الى خطاب نصرالله وشاهد ما قدمه حول احتمال تورط اسرائيل في الجريمة، واصفا الامر بانه «محاولة لتضليل التحقيق وشراء الوقت».

ويضيف: «قد تظهر في الايام القليلة المقبلة ادلة قاطعة على تورط حزب الله في مقتل الحريري».

تسأل «الراي» المسؤول الاميركي حول امكانية ان يكون تورط «حزب الله» جاء عن طريق «عناصر غير منضبطة» على ما هو شائع في بعض الاوساط اللبنانية. فيجيب: «ايمكن ان يكون عماد مغنية او مصطفى بدرالدين، عناصر غير منضبطة»؟

تسأل «الراي» كذلك، ان كانت الادارة الاميركية تتبنى ما ورد في الاعلام الاسرائيلي اخيرا حول تورط مصطفى بدرالدين في الجريمة، فيرد: «لن اؤكد او انفي ذلك... الدلائل ستظهر قريبا».

يذكر ان وسائل الاعلام المختلفة تصف بدرالدين بانه مسؤول رفيع المستوى في «حزب الله»، وبانه نسيب وخليفة المسؤول العسكري مغنية، الذي اغتيل في دمشق في فبراير 2008.

يضيف المسؤول، انه حتى ظهور تفاصيل تؤكد «تورط بدرالدين وحزب الله، من السهل تفنيد ما ذكره نصرالله عن تورط اسرائيل». ويورد بعض الاشارات للدلالة على «تخبط حزب الله ومحاولاته اليائسة لابعاد الشبهة عن نفسه وعن شركائه».

في الدلائل، يبرز لنا المسؤول قصاصة ورق هي عبارة عن نص مقابلة اجرتها فضائية «العربية» مع نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في 26 فبراير 2006. ويشير الى نص المقابلة للدلالة على «زلة لسان من مسؤول كبير في حزب الله يظهر فيها ادعاء الحزب ان اهتمام اجهزته الاستخبارية ينصب لمواجهة النشاط الاسرائيلي في لبنان، وان ذلك لا يغطي جريمة الحريري».

وكان قاسم قال، بالاجابة عن سؤال حول طلب النائب وليد جنبلاط من الحزب المساعدة في التحقيقات في اغتيال الحريري، ما يلي: «نحنا لان اهتمامنا بالموضوع الإسرائيلي امكاناتنا، معلوماتنا، تنصتنا، كل الامور اللي نحنا عم نشتغل فيها منصرفة للموضوع الإسرائيلي، لما واحد بدو يكتشف شي بالداخل، يعني بالداخل بدو يكون عنده شغل على الداخل، يعني بدو يكون عنده آلية وانتشار».

ويضيف قاسم: «ما عنا معلومات كافية، نحن ما عنا معلومات لانه نحن حتى يكون عنا معلومات بالداخل بدو يكون فيه عنّا شبكات أمنية موجودة، بدو يكون عنا انتشار.. مرة طرح سماحة السيد (نصرالله) عبر وسائل الإعلام إنه إذا الدولة تعتبر إنه هيّ بحاجة لخبراتنا بالموضوع خليها تقول بشكل رسمي... بشكل رسمي يعني يأخذوا قرار بمجلس الوزراء إنه نحنا والله بدنا منكم 500 عنصر، 1000 عنصر يشتغلوا بالموضوع الداخلي ونحنا نساعدهم بالموضوع».

يعلق المسؤول الاميركي بالقول: «كان قاسم يقول ان حزب الله لن يساعد في التحقيقات في جريمة اغتيال الحريري من دون طلب رسمي من مجلس الوزراء». ويضيف متسائلا «اين هو الطلب الرسمي؟ ولماذا قرر نصرالله ان يعود الى ارشيف جهازه الاستخباري بعد 5 سنوات على الجريمة ومن دون طلب احد».

في الدلائل ايضا، يقول المسؤول الاميركي ان «رواية نصرالله كانت مفككة وغير مترابطة، حتى صور طائرة الاستطلاع الاسرائيلية التي كان يفترض انها ترصد نقطة اغتيال الحريري، لم تكن مقنعة وكانت الدائرة الحمراء التي اضافتها الماكينة الاعلامية للحزب للاشارة الى موقع الجريمة خارج اطار الصورة في معظم الاوقات، وهو ما يشير الى تصوير عشوائي اسرائيلي ومسح عام لا رصد لنقطة الاغتيال».

المسؤول يتابع: «كل خطاب نصرالله وادلته كانت عبارة عن فبركة تهدف الى تضليل التحقيق وربما اشغال المدعي العام للمحكمة الدولية بتفاصيل لشراء الوقت وتأجيل صدور القرار الظني». ويضيف ضاحكا: «وتمت اضافة غرافيكس وموسيقى في الخلفية لزيادة التأثيرات الدرامية».

ويقول: «هذه ليست معلومات صالحة لتحقيق سير العدالة، بل هي فيلم دعائي».

المسؤول يختم بالاصرار على عدم الافصاح عن المعلومات المتوقع ظهورها الى دائرة الضوء وتأكيد تورط «حزب الله». ويقول: «ادليت اليوم بما فيه الكافية».

نكرر سؤالنا حول ما اذا كانت واشنطن ستؤكد الرواية الاسرائيلية حول بدرالدين، فيكتفي المسؤول باعتبار ان «القصة اكبر من بدرالدين، وتورطه سيظهر تورط اخرين في الحزب».

وحول ان كانت المعلومات حول ضلوع بدرالدين او غير من «حزب الله» بحيازة المحكمة الدولية، او ان كانت سترد في القرار الظني، يقول: «قلت لك قبلا، نحن لا نعرف ما يعرفه (المدعي العام دانيال) بلمار، لكننا نأمل ان يعرف هو ما نعرفه نحن وغيرنا، ونحن ندعم عمل هذه المحكمة المستقلة بمطلق الاحوال».

الاثنين، 9 أغسطس 2010

واشنطن: لبنان مسرح لحرب إقليمية بالوكالة وسياسة أميركا تجاهه تتركز حول احتواء إيران

واشنطن - من حسين عبد الحسين

«سياسة الولايات المتحدة الخارجية الحالية نحو لبنان تتركز حول احتواء النفوذ الايراني، وفي الوقت نفسه المحافظة على الامن والاستقرار في المشرق»، حسب التقرير الاخير الصادر عن «خدمة ابحاث الكونغرس»، الذي اعتبر ان العلاقات الاميركية اللبنانية تعتمد على مواضيع متعددة منها «قوة وشخصية الجيش اللبناني».

وجاء في التقرير، الصادر قبل ايام، انه «فيما يستمر اللاعبون الاقليميون مثل السعودية وايران وسورية في التنافس على النفوذ في المنطقة، اصبح لبنان مسرحا لحرب بالوكالة تساهم في اذكاء نار التوترات الطائفية التاريخية، بدورها تأخذ هذه التوترات دور مؤسسات الدولة اللبنانية رهينة». وعن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، افاد التقرير بانه «في مارس 2010، قام المدعي العام دانيال بيلمار باستجواب عدد من المسؤولين في حزب الله، منهم الحاج سليم، الذي يترأس وحدة العمليات الخاصة، ومصطفى بدرالدين، رئيس وحدة المخابرات، ووفيق صفا، رئيس الأمن».

ونقل عن «تقارير اعلامية في يوليو واغسطس (اشارت الى ان) مسؤولين كبارا في حزب الله قد يتم توجيه الاتهامات اليهم (بالتورط في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في فبراير 2005».

واعتبر التقرير ان «الدرجة التي تستطيع حكومة الرئيس سعد الحريري بموجبها تخطي هذه التحديات، بدعم الولايات المتحدة، والذهاب بالدولة نحو مؤسسات تعمل، يعتمد ايضا على مقدرة الجيش اللبناني واليونيفيل في حفظ السلام على الحدود الجنوبية مع اسرائيل، ونية جيران لبنان في الحد من النشاطات التي تقوض الحكومة».

وذكر ان سياسة اميركا الحالية تجاه لبنان تتضمن «تقوية المؤسسات الديموقراطية الضعيفة، والحد من النفوذ الايراني، والسوري، ونفوذ آخرين في العملية السياسية في لبنان، ومواجهة التهديدات التي يشكلها حزب الله ومجموعات اخرى». وتابع ان «مواضيع اساسية متعددة في العلاقات الاميركية اللبنانية قد تؤثر على مستقبل المساعدات الاميركية الى لبنان»، معتبرا ان «نفوذ اللاعبين الخارجيين، في طليعتهم سورية وايران، وقوة وشخصية الجيش اللبناني، هي من التحديات التي تواجه الحكومة اللبنانية، واهداف الولايات المتحدة في لبنان».

واستند الى تقارير «الراي» في ابريل الماضي عن تمرير سورية لصواريخ «سكود» الى «حزب الله»، واشار الى ان الحزب يملك، صواريخ م 600، وهي صواريخ باليستية يبلغ مداها 300 كيلومتر وزنة عبوتها نصف طن.

وختم انه رغم قدم العلاقة بين اميركا ولبنان، «قد يعتبر البعض ان للبنان قيمة استراتيجية محدودة للولايات المتحدة، فعلى عكس شركاء اميركا الاخرين في الشرق الاوسط، لا يوجد في لبنان قواعد عسكرية اميركية، ولا حقول نفط، ولا ممرات مائية، و(يفتقر لبنان) لأي قوة عسكرية او صناعية، كما لا يتمتع بعلاقات تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة... الا ان آخرين يشيرون الى اهمية لبنان الاستراتيجية في موقعه بين اسرائيل وسورية، ولوجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين فيه، ولدوره التاريخي كصلة وصل بين اميركا والعالم العربي».

الأربعاء، 4 أغسطس 2010

واشنطن تصف ما حدث بين لبنان وإسرائيل بـ «سوء التفاهم»

واشنطن - من حسين عبد الحسين

وصفت مصادر اميركية رفيعة المستوى، اضطرابات يوم امس على الحدود بين لبنان واسرائيل، بـ «سوء التفاهم»، واعتبرت ان الحادثة «معزولة»، وانها تأمل في «الا يكون لها المزيد من العواقب».

المصادر اكدت ان «الوضع على الحدود بين البلدين مازال هشا»، واثنت على دور قوات «اليونيفيل»، التي «عملت بجهد لتدارك الوضع بين الطرفين ونزع فتيل التفجير»، وتابعت ان «على الجميع ممارسة اقصى مراحل ضبط النفس».

وقالت ان «واشنطن على اتصال مع جميع الاطراف والاصدقاء في المنطقة لمحاولة تطويق الحادثة ومنع الانزلاق الى حرب تكون في عكس مصلحة الجميع». واضافت ان «المعلومات التي تواترت الى العاصمة الاميركية اشارت الى ان الجيش الاسرائيلي كان يتحرك ضمن الحدود الدولية المعترف بها من جهة اسرائيل، وان الجيش اللبناني فتح النار لاعتقاده ان النقطة التي كان يتحرك فيه الاسرائيليون تقع على الجهة اللبنانية».

واعتبرت ان حادثة كالتي حصلت «هي اشارة الى ضرورة احترام جميع الاطراف للقرار 1701، بما فيه وقف تمرير شحنات الاسلحة الى منظمة حزب الله، وذهاب الاطراف جميعها اسرائيل ولبنان وسورية الى طاولة المفاوضات لحل المسائل العالقة والتوصل الى سلام نهائي بين هذه الدول». وتابعت ان واشنطن حذرت «الفرقاء من الحسابات الخاطئة التي قد تدفع المنطقة الى شفير الهاوية». وسبق للخارجية ان استدعت ديبلوماسيين سوريين، في فبراير ومارس، وحذرتهم من مغبة السماح بتمرير شحنات اسلحة الى «حزب الله».

كما اعتبرت المصادر انه «اثناء اللقاء الاخير بين الرئيس باراك اوباما ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو (الشهر الماضي)، شدد الرئيس الاميركي على رغبة اميركا في تفادي اي مفاجآت او حروب في المنطقة».

ويجمع المسؤولون الاميركيون، على ان أوباما «حدد بصرامة انه لا يرغب في رؤية المزيد من الحروب في منطقة الشرق الاوسط، المشتعلة اصلا، وانه يرغب في اعتماد الديبلوماسية كوسيلة رئيسية في حل النزاعات في المنطقة».

وتأتي الرغبة الرئاسية في اعتماد الديبلوماسية في وقت قال اوباما، وكرر من بعده الجنرال مايكل مولن يوم الاحد في مقابلة تلفزيونية، ان الولايات المتحدة تبقي «كل الوسائل»، بما فيها توجيه ضربة عسكرية، على طاولة المواجهة مع ايران حول ملف الاخيرة النووي.


Since December 2008