الجمعة، 31 ديسمبر 2010

اختراق مفاجئ على المسار السلمي السوري - الإسرائيلي

| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

ماذا يحدث وراء الكواليس، ولماذا زار المبعوث السابق لعملية السلام دينيس روس دمشق الاسبوع الماضي والتقى كبار المسؤولين فيها؟ وهل تتوصل سورية واسرائيل الى توقيع اتفاقية سلام «في المستقبل القريب جدا» على حد تعبير احد المسؤولين الاميركيين؟

علمت «الراي» من مصادر واسعة الاطلاع، ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت «تجاوبا سوريا غير مسبوق» في عملية السلام، ما دفع واشنطن الى فتح قناة خلفية سرية مع المسؤولين السوريين من اجل التوصل الى ابرام اتفاقية سلام شامل بين سورية واسرائيل.

وقالت المصادر ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي تربطه صداقة بروس منذ ان عمل المعلم سفيرا لبلاده في واشنطن في التسعينات، ارسل اشارات ايجابية الى الاميركيين قبل اسبوعين مفادها ان «السوريين مستعدون لاعادة مباشرة الحوار مع الاسرائيليين والتوصل الى سلام». واضافت المصادر ان ادارة الرئيس باراك اوباما، التي تواجه مصاعب في دفع العملية السلمية قدما بين الفلسطينيين والاسرائيليين، تعتقد ان سلاما بين سورية واسرائيل من شأنه ان «يحدث اختراقا في العملية السلمية ككل، ويمكن البناء عليه للتوصل الى سلام في الاراضي الفلسطينية».

المصادر ذكرت الى انه في الوقت الذي لم ترشح تفاصيل حول فحوى مفاوضات روس مع السوريين، الا ان روس ابلغ الادارة انه «لمس استعدادا سوريا غير مسبوق للابتعاد عن ايران وتخفيف العلاقات مع حزب الله وحماس، والتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب». وفي المقابل، ابدت اسرائيل «استعداداً تاما لاعادة الجولان كاملا الى السوريين، والتوصل الى اتفاقات حول تقاسم المياه، والمباشرة بتطبيع العلاقات فورا».

على الجانب الاسرائيلي، حيث زار روس تل ابيب كذلك للحصول على الضوء الاخضر لمباشرة المفاوضات حسب الطلب السوري، تقول المصادر الاميركية ان واشنطن مارست ضغطا هائلا على الاسرائيليين من اجل «تقديم تنازلات في مكان ما، اما على المسار الفلسطيني او على المسار السوري اللبناني»، ما «دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الاشارة الى وزير دفاعه ايهود باراك، اكبر المؤيدين للتوصل الى سلام اسرائيلي مع سورية، الى متابعة الامر مع روس».

وتقول المصادر الاميركية ان نتنياهو يعتبر انه في حال توصلت المفاوضات الى اختراق، فيمكن تبنيه علنا، اما ان لم تتوصل الى جديد، فبامكانه الابتعاد عنه والقاء اللوم على باراك والاميركيين. هذا «الاختراق المفاجئ» هو الذي دفع الادارة الى ادراجها اسم السفير روبرت فورد في المرسوم الذي اصدره البيت الابيض، الاربعاء الماضي، متجاوزا مجلس الشيوخ لارسال فورد الى دمشق لمدة عام تأمل الادارة التوصل الى سلام بين اسرائيل وسورية قبل ان تنتهي ولاية فورد.

ختاما، اعتبرت اطراف «يمينية» في العاصمة الاميركية ان «الخناق يشتد حول عنق ايران اقتصاديا، ما يدفع (الرئيس السوري بشار) الاسد الى الالقاء بنفسه عن السفينة في تحالفه مع طهران، يضاف الى ذلك اعتقاد الاسد بان السلام مع اسرائيل يحمي نظامه من تداعيات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي ادرك الاسد بعد زيارته الاخيرة لباريس انه لا توجد وسيلة لايقافها». هذا، حسب الاطراف الاميركية اليمينية، يعني ان «الاسد كالعادة ليس جادا في التوصل الى سلام مع اسرائيل بل يستخدم هذه الورقة في محاولة للخروج من ورطاته الحالية».

أوباما يثبّت فورد سفيرا إلى سورية في عطلة مجلس الشيوخ الأميركي

| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

في الربع الساعة الأخير من العام 2010، ومن مقر اجازته في هونولولو عاصمة ولاية هاوايي، اقدم الرئيس باراك اوباما على تجاوز مجلس الشيوخ بتعيينه ستة اشخاص ممن فرض عليهم المجلس حظرا لاسباب متنوعة، منهم روبرت فورد السفير الاميركي الى سورية، الذي لايزال ينتظر تصديق المجلس على تعيينه منذ جلسة الاستماع قبل 290 يوما، اي في 16 مارس الماضي. وكانت واشنطن سحبت آخر سفرائها من دمشق على اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.

قرار تعيين فورد جاء في بيان صادر عن مكتب الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيتس، اول من امس، قال فيه ان «الرئيس باراك اوباما اعلن اليوم (الأربعاء) نيته تعيين، اثناء عطلة الكونغرس، ستة مرشحين من اجل ملء ستة مناصب حكومية اساسية شغرت لفترة طويلة».

واضافة الى فورد، الذي سبق ان عمل سفيرا لبلاده في الجزائر، شمل التعيين 3 ديبلوماسيين آخرين هم: ماثيو بريزا سفيرا الى اذربيجان، و نورمان ايزنسفيرا الى تشيكيا، وفرانسيس ريكارديون سفيرا الى تركيا.

وفي اثناء عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وغياب معظم المعنيين في شؤون الشرق الاوسط عن السمع، علمت «الراي» من مصادر في الادارة ان قرار اوباما مواجهة الجمهوريين بتعيين 6 من بينهم فورد، جاء بناء على المعطيات التالية:

اولا، في الشأن الاداري، يعتقد اوباما انه لا يجوز ابقاء اشخاص تم تعيينهم الى مناصب حكومية بعيدا عن اعمالهم لفترات من شأنها ان تعرقل العمل الحكومي، لذا يقوم الرئيس بتجاوز الكونغرس اثناء عطلتيه في اغسطس وديسمبر وتعيين مسؤولين معلق التصديق عليهم.

ثانيا، في الشأن السياسي، يعتقد الفريق المحيط بالرئيس الاميركي ان «من شأن بقاء واشنطن بعيدة عن اذن (الرئيس السوري بشار) الاسد ان يمنح الفرصة لامثال ايران بالتأثير على الرئيس السوري ودفعه الى تبني سياسات ضد المصالح الاميركية». اما عودة السفير، ومعاودة الاتصال الاميركي المباشر مع الاسد، «من شأنه ان يقدم النصائح السديدة للرئيس السوري ويعدل من تصرفات النظام». ثالثا، تقول مصادر البيت الابيض ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساشوستس جون كيري، «نجح في اقناع الرئيس (الاميركي) بأن دمشق قامت فعلا بالتعديل من تصرفاتها أخيرا».

وتنقل المصادر عن كيري اشارته الى الرئيس الاميركي ان «الاسد لطالما اعتبر ان مصير لبنان في حال استمرار عمل المحكمة الدولية الخاصة به بالعمل، واصدارها القرار الظني، هو الحرب الاهلية». اما أخيرا، «يلفت كيري نظر الرئيس اوباما ان الاسد تراجع عن هذا الموقف، وصار يقبل بعمل المحكمة، وقام بتوكيل مكتب محاماة في لندن للدفاع عن اي مواطن سوري قد يرد اتهامه في القرار الظني المزمع صدوره في الاشهر المقبلة»، حسب المصادر.

هذا، حسب كيري، «دليل على افتراق موقف الاسد عن حلفائه في طهران وحزب الله، الذين يرفضون تماما التعامل مع المحكمة».

ختاما، تقول مصادر البيت الابيض ان الفريق القيم على «مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية في طاقم مبعوث السلام جورج ميتشل، نجح في اقناع الرئيس (الاميركي) انه في ظل الشلل على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، قد يساهم اي تقدم على المسار السوري في دفع العملية برمتها قدما».

ومن المتوقع ان يثير تعيين اوباما لفورد سفيرا في سورية عاصفة جمهورية عند عودة انعقاد الكونغرس، باكثريته الجمهورية للمرة الأولى منذ اربعة سنوات. ردة الفعل الجمهورية بدأت مع عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا، اليانا روس-ليتنن، والتي ستتسلم الاثنين المقبل مهامها في رئاسة لجنة الشؤون الخارجية خلفا للديموقراطي هاورد بيرمان.

وعبرت روس- ليتنن، في بيان صادر عن مكتبها، عن خيبة املها من قرار الرئيس «تقديم تنازلا رئيسيا الى النظام السوري». وقالت: «في السنتين الماضيتين، استمرت سورية في دعم التطرف العنفي ومحاولة الحصول على برامج اسلحة خطيرة، كما زودت حزب الله بصواريخ طويلة المدى، وساهمت في زيادة نفوذها المزعزع للاستقرار في لبنان، على حساب سيادة هذا البلد». واشارت روس- ليتنن الى ان الرئيس الاميركي كان وقع على تجديد العقوبات على سورية في العام 2010.

بدورها، لم تنجح مصادر الادارة في التنبوء ما اذا كان ارسال السفير فورد الى سورية سيؤدي الى رفع اوباما للدفعة الاولى من العقوبات على سورية مع حلول شهر مارس المقبل.

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

الايرانيون يريدون سلاحاً نووياً وسلاماً مع اسرائيل

| واشنطن - من حسين عبد الحسين | المجلة

تقلق العقوبات الاقتصادية والعزلة الدولية الإيرانيين، ولكنهم، على الرغم من ذلك، يفضلون حصول بلادهم على أسلحة نووية، ولا يرغبون في دعم اتفاقيات مع الغرب تهدف إلى وقف طهران تخصيب اليورانيوم. أشار إلى ذلك استطلاع للرأي أجراه «معهد السلام العالمي»، بالتعاون مع «مركز أبحاث تشارني»، في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وشمل 702 إيراني استطلعت آراؤهم عن طريق الهاتف. وجرى هذا الاستطلاع برعاية «مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية».

وطبقا لتفاصيل الاستطلاع، فإن 58 في المائة من الإيرانيين يؤيدون التوصل إلى حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما يؤيدون التوصل إلى سلام مع إسرائيل، فيما تعارض نسبة 36 في المائة فقط التوصل إلى سلام في المنطقة.

كما أظهر الاستطلاع انقساما حادا بين الإيرانيين حول حكومتهم، حيث اعتبر 50 في المائة منهم أن أداءها جيد، فيما اعتبر 48 في المائة أن أداء الحكومة ضعيف. واللافت أن التأييد الأكبر للحكومة الإيرانية موجود بين الرجال من سكان المناطق الريفية، خصوصا في الجنوب الغربي من البلاد.

وكما انقسم الإيرانيون حول حكومتهم فقد انقسموا كذلك – طبقا للاستطلاع - حول حرية الرأي في بلادهم، إذ يعتقد 44 في المائة منهم أن حرية الرأي مكفولة في إيران، فيما يعتبر 42 في المائة عكس ذلك. ويشمل الانقسام كذلك رأي الإيرانيين حول احترام القوانين وتطبيقها، إذ يعتبر 47 في المائة أنها مطبقة، فيما يرى 44 في المائة أن القوانين غائبة عن المجتمع الإيراني.

وعلى صعيد متصل، يرى 47 في المائة من الإيرانيين ضرورة استمرار شرطة الأخلاق في عملها، فيما يعارض عمل هذا الجهاز نسبة متطابقة.

وحسب الاستطلاع، فإن أكثرية حاسمة من الإيرانيين، تقارب السبعين في المائة، تعتقد أنه على الحكومة الإيرانية الالتفات لمشكلات وقضايا البلاد الداخلية، فيما لم تتجاوز نسبة الإيرانيين ممن يعتقدون أنه على إيران «قيادة العالم الإسلامي» 29 في المائة.

أما في الموضوع الاقتصادي، فقد كشف الاستطلاع قلقا إيرانيا من العقوبات كشفه انقسام الإيرانيين حول أوضاعهم الحالية، إذ يعتبر نصفهم أن الحالة الاقتصادية جيدة، فيما يرى النصف الآخر أن الوضع الاقتصادي ميؤوس منه.

وكان لافتا في الاستطلاع أن 4 في المائة فقط من الإيرانيين يعتقدون أن إسرائيل تشكل تهديدا لبلادهم، فيما قال 68 في المائة إن الولايات المتحدة هي التي تشكل التهديد الأكبر. وأجاب نحو 76 في المائة من المستطلعة آراؤهم أنهم لا يعتقدون أن أيا من أميركا أو إسرائيل سوف تقومان بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.

أما فيما يتصل بالموضوع النووي، فقد أظهر الاستطلاع أن نحو 71 في المائة يؤيدون حصول طهران على أسلحة نووية، فيما يعارض 21 في المائة ذلك. وفي السياق نفسه، أبدى 55 في المائة من المستطلعة آراؤهم رفض التوصل إلى حل شامل مع الغرب حول الملف النووي، فيما أيد الاتفاق 27 في المائة فقط.

الخميس، 23 ديسمبر 2010

عبد الحسين لـ "الاخبارية": العراق على الطريق الصحيح

في نقاش مباشر لنتائج تشكيل الحكومة العراقية، استضاف برنامج "حوار عبر الاقمار" على فضائية "الاخبارية" السعودية من القاهرة علي كيلدار، ومن بغداد واثق الهاشمي، ومن واشنطن حسين عبدالحسين الذي عبر عن ايجابية كبيرة في تشكيل الحكومة واعتبر ان الديموقراطية العراقية على الطريق الصحيح، وهي ستتحسن اكثر مع الممارسة. المزيد في الفيديو. ديسمبر 2010.

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

بوادر تقدم أميركي في المواجهة مع النظام الإيراني

| واشنطن - من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

انهت عطلتا الميلاد ورأس السنة الميلادية النشاط السياسي في العاصمة الاميركية لهذا العام. لكن قبل ذهابهم الى الاحتفال مع عائلاتهم، عقد مسؤولون وخبراء معنيون بالسياسة الخارجية جلسات تقيمية، كان لافتا في عدد منها قيام بعض المسؤولين بالتربيت على اكتاف بعضهم البعض احتفالا بما يرونه «بوادر تقدم اميركي في المواجهة مع النظام الايراني في منطقة الشرق الادنى».

المواجهة لا شك صامتة، وجلسات التقييم تعقد في الخفاء. ويشير مشاركون في اللقاءات الى انجاز الرئيس باراك اوباما في السياسة الخارجية والذي يكاد ان يكون يتيما حتى الان في التعاطي مع ايران. «ما عدا ارسال وزيري الخارجية والدفاع للقاء نظيريهما في طهران، التزم الرئيس (اوباما) كل وعوده الانتخابية لكيفية التعاطي مع ايران»، يقول احد المشاركين.

ويضيف: «بدأت المواجهة مع الايرانيين بمد اوباما يده، علنا عن طريق المعايدات برأس السنة الايرانية وما شابه، وسرا عن طريق ارسال وسطاء الى (مرشد الجمهورية علي) خامنئي، خصوصا اثناء الاضطرابات التي رافقت فترة الانتخابات الرئاسية في منتصف 2009».

وحسب احد الخبراء الاميركيين من اصل ايراني، «اعتقد خامنئي مبادرة اوباما على انها ضعف اميركا، ورأى ان الاستمرار في المواجهة ستحسن الشروط الايرانية اكثر».

وتابع: «الا ان هذه الخطوة اظهرت اميركا في موقف الاعتدال، وايران في موقف التطرف، فتمكنت واشنطن من المباشرة ببناء تحالف دولي واسع ضد طهران».

ويقول الخبير ان بين 2008 و2010، «انقلبت الصورة الدولية تماما، واستمالت اميركا من كان يقف الى جانب ايران، مثل روسيا والصين، ونجحت في تمرير قرار العقوبات الاقتصادية في مجلس الامن رقم 1929، واليوم نرى الحكومة الايرانية تتوقف عن المساهمة في دعم المواد المعيشية لمواطنيها، وتمنع خروج العملات الاجنبية من البلاد».

الا ان ابرز النجاحات الغربية تمثلت بـ «عملية فيروس ستكسنت»، التي نجحت خلالها اجهزة الاستخبارات في بيع القيمين على البرنامج النووي الايراني اجهزة كمبيوتر فيها فيروس، وعندما قام الايرانيون بتشغيل هذه الاجهزة، عمل الفيروس على خطين.

الخط الاول، حسب خبير اميركي ممن شاركوا في اللقاءات عن ايران، «كان افساد عملية تخصيب اليورانيوم، في الوقت نفسه الذي تشير فيه العدادات والكمبيوترات الى تقدم طبيعي للتخصيب». اما «المهمة الثانية والاهم»، يقول الخبير، «فهي قيام الفيروس بارسال معظم المعلومات المخزنة لدى الايرانيين، والمتعلقة بالبرنامج النووي، الى الغرب عن طريق البريد الالكتروني».

اليوم، يقول الخبير الاميركي، «يتمثل الانجاز الابرز للغرب في ان ستكسنت نجح في كشف تفاصيل البرنامج النووي الايراني، ومعلومات عن القيمين عليه، ومن يعمل على تزويده المواد التي يحتاجها في السوق السوداء، وهو اظهر ان البرنامج يعاني من مصاعب هائلة، وبعيد جدا عن انتاج قنبلة».

وحسب الخبير فانه صار معلوما ان «البرنامج النووي الايراني تم تصميمه على شكل مشابه لمفاعل الخمسينات، وهو يواجه مصاعب معقدة، اذ غالبا ما تنفجر الانابيب المخصصة للتخصيب وتعوق العملية برمتها».

اذاً ادى الخرق الاستخباراتي الى كشف المكابرة الايرانية، واظهر تعثرا في البرنامج النووي الايراني، واقترن هذا بنجاح فريد للديبلوماسية الاميركية، وهذان العنصران، اي الاستخبارات والديبلوماسية، «هما ما يبقيان حاملات الطائرات الاميركية في قاعدة نورفولك (في ولاية فيرجينيا) البحرية، وبعيدا عن المياه الاقليمية الايرانية في الخليج». اما اولى دلائل النجاح الاميركي فيتجلى في العراق، حيث تم تشكيل حكومة ضمت كل الاطراف، حتى التي وضعت عليها ايران «الفيتو».

واثنى الباحث في «مؤسسة اميركا الجديدة» ستيف كليمونز على النجاح الاميركي في العراق، وعزا السبب الى نجاح نائب الرئيس جو بيدن وممثل الامم المتحدة اد ملكرت «في التوصل الى حل عراقي».

في وسط التراجع الايراني، يستبعد المسؤولون الاميركيون اندلاع اي مواجهات عسكرية في المنطقة، ويعتبرون انه «بين 2006 و2008، كانت الولايات المتحدة تلجأ الى العمل العسكري في محاولة غير موفقة للتأثير في مسار الامور في الشرق الاوسط، اما اليوم، فقد غيرت واشنطن من اسلوبها، واصبحت ايران في موقف الدفاع».

وخلص احدهم الى القول: « تعرف طهران ان اثارتها مواجهات مسلحة في الوقت الحالي لن ينفع، في وقت انتقلت المواجهة الى الاقتصاد، والديبلوماسية، والعمل الاستخباراتي».

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

مكتب رامسفيلد لـ «الراي»: اختلاق ما نُشر عن دفع 200 مليون دولار للسيستاني

الصورة: غلاف كتاب مذكرات وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد بعنوان "المعلوم وغير المعلوم" والذي لم يصدر بعد ومن المتوقع صدوره في شهر فبراير المقبل.

| واشنطن - من حسين عبدالحسين - الكويت - من ناصر الفرحان | جريدة الراي

فيما نفى مسؤولون في مكتب وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد ما جاء في عدد من المواقع الالكترونية عن دفع 200 مليون دولار للمرجع السيد السيستاني ليساعدهم على غزو العراق وليصدر فتاوى تحرم قتال الأميركيين في العراق، اعتبر وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد المهري ان ما نشر هو «محض كذب وافتراء»، نافيا وجود وكيل للسيستاني في الكويت باسم جواد المهري.

وقال المسؤولون في مكتب رامسفيلد لمراسل «الراي» في واشنطن ان مذكرات وزير الدفاع السابق «لن تصدر قبل فبراير وهو لم ينته من كتابتها بعد، وان كل ما نشر عن تقديمه 200 مليون دولار للمرجع السيد السيستاني كذب واختلاق وهو أمر غير صحيح». ودعا المكتب وسائل الاعلام إلى انتظار صدور المذكرات أو أخذ أي معلومات تتعلق بها من مكتب رامسفيلد نفسه.

ومن جهته، أبدى السيد محمد المهري امتعاضه الشديد مما تناقلته الانباء حول تلقي السيد السيستاني لمبلغ 200 مليون دولار من الولايات المتحدة لتسهيل مهمة القوات الاميركية وتسليمها العراق «على حد تعبيره» وذلك بإصدار فتوى تمنع القتال اثناء الحرب او مقاومة الاحتلال.

وأوضح المهري لـ «الراي» ان «هذا الكلام محض افتراء وكذب حيث ان السيستاني لم يقابل أي مسؤول أميركي منذ ستين عاما وهي فترة اقامته في العراق، ولا يمكن ان يصدر مثل هذا الكلام من المرجع الكبير».

وأوضح أن «رامسفيلد اشار في مذكراته إلى أن جواد المهري هو من سهّل هذه المهمة والاتصال مع السيستاني وأنه وكيل المرجع في الكويت وهذا غير صحيح، حيث لا يوجد وكيل اسمه جواد المهري في الكويت».

ومن جانبه، اعتبر سفير العراق لدى الكويت محمد بحر العلوم لـ «الراي» أن هذا الكلام «لا يمكن تصديقه ولا حتى ان يصدر من وزير الدفاع الاميركي، فالعراق ذو سيادة وشعبه حر ولا ينقاد لأي شخص او جهة، وان ذكر رامسفيلد هذا الكلام فهو عار عن الصحة تماما، ويكرم السيد عن هذه الاعمال والافعال».

الخميس، 16 ديسمبر 2010

وهن أوباما يهدّد فرص إعادة انتخابه

| واشنطن - من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

بلغ الضعف السياسي للرئيس باراك اوباما مراحل غير مسبوقة، وصار ينعكس على مقدرته فرض سياساته الداخلية والخارجية، ويهدد فرص اعادة انتخابه في العام 2012، في الوقت الذي يشهد المسرح السياسي الاميركي عودة لليمين الاميركي عبر اقتناصه الاكثرية في الكونغرس، الشهر الماضي، وفي وقت اطلق فيه ثعلب الحزب الجمهوري كارل روف معركة السباق الرئاسي المقبلة.

وينوي روف - عبر احدى المجموعات المحافظة اطلاق حملة إعلانية، الاسبوع المقبل، تبلغ تكاليفها 400 الف دولار، في 12 دائرة انتخابية بالكاد فاز فيها مرشحون ديموقراطيون ووصلوا الى الكونغرس.

اوباما وحزبه يترنحان تحت الضربات الجمهورية المتواصلة من كل حدب وصوب، اذ بعد خسارة الاكثرية في الكونغرس، علل فريق اوباما الهزيمة بابتعاد اصوات المستقلين عن الديموقراطيين، واتجاههم صوب الجمهوريين. هكذا، قرر اوباما مد يده الى الجمهوريين عله يستعيد الاغلبية الشعبية التي تقف في الوسط.

وتنازل اوباما امام الجمهوريين عن نيته عدم تمديد الاعفاء الضرائبي الذي وقعه بوش، والذي كان سينتهي تلقائيا مع نهاية هذا العام، وقام بتمديد هذا الاعفاء مدة عامين، في مقابل موافقة الجمهوريين على تمديد المنح المالية للعاطلين عن العمل.

الا ان تنازل اوباما، حتى قبل ان يتسلم الجمهوريون الكونغرس مع بداية العام المقبل، اثار سخطا عارما بين مؤيدي الحزب الديموقراطي، خصوصا الاكثر يسارية من بينهم، وهؤلاء خصوصا لعبوا دور العصب الاساس في الموجة التي اوصلت الرئيس الحالي الى البيت الابيض.

هكذا، بدأ اليسار الديموقراطي بشن حملة واسعة ضد اوباما، تضمنت هجمات اعلامية من قبل مقدمين تلفزيونيين معروفين من امثال كيث اوبرمان وراشيل ميدو، فيما قامت جمعيات ذات ثقل تنظيمي وشعبي، مثل «موف اون»، بتنظيم حملة معارضة لتنازل اوباما عن وعده الانتخابي بعدم تمديد الاعفاء الضرائبي.

ودفع اليسار ابرز ممثليه الى شن حملة داخل مجلس الشيوخ على الرئيس الاميركي، فقام السناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، وهو مستقل ويشترك في الكتلة الديموقراطية، بمحاولة تعطيل تصديق قانون اوباما الجديد في المجلس عن طريق استخدام تكتيك «فيليبستر»، وهو عبارة عن استخدام حق الكلام من دون توقف لمنع التصويت على القانون.

وبالتنسيق مع المجموعات اليسارية، قام ساندرز بالكلام لثماني ساعات ونصف الساعة، من دون انقطاع. الا ان جهوده لم تتكلل بالنجاح اذ وافقت اغلبية المجلس على التصويت لمصلحة القانون الضرائبي الجديد.

وبرز ساندرز كمرشح محتمل للحزب الديموقراطي الى الرئاسة، في وجه اوباما، في انتخابات 2012، وهو امر يحث عليه الجمهوريون لعلمهم ان انقساما كهذا يعزز حظوظ الجمهوريين باستعادة البيت الابيض. وكان السناتور الراحل تيد كنيدي ترشح في العام 1980 في مواجهة الرئيس جيمي كارتر داخل الحزب الديموقراطي، فاستنزفت المعركة الداخلية التي حسمها كارتر لمصلحته الرئيس، الذي خسر منصبه لمصلحة المرشح الجمهوري رونالد ريغان.

ولان اوباما شعر بقسوة الضربات السياسية الديموقراطية وتمرد قاعدته الشعبية ضده، فهو حاول حشد اكبر تأييد سياسي له، واستعان كعادته بالرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون، وهو ما زال يتمتع بشعبية عارمة في صفوف الاميركيين.

وحضر كلينتون الى البيت الابيض، ووقف الى جانب اوباما الذي قدمه للصحافيين. ثم بدأ كلينتون الكلام دفاعا عن القانون الضرائبي، فوجد اوباما نفسه محرجا وهو ينصت الى كلينتون، فاستأذن وخرج من قاعة الصحافة، واستمر كلينتون في محاورة الصحافيين لمدة نصف ساعة.

وفي اليوم التالي، شنت الصحافة اليومية، المحسوبة على الحزب الديموقراطي، حملة مقذعة، فاتهمت اوباما بالضعف، ووصفت صحيفة «واشنطن بوست» المؤتمر الصحافي بانه عبارة عن عودة كلينتون الى البيت الابيض، الذي يبدو انه صار شبه خال بوجود سيد ضعيف داخله، على حد تعبير الصحيفة.

وفي الخارج، أوغل حلفاء اميركا بتوجيه الضربات الى الادارة المتهالكة، فقام رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو باعلان - ليلة وصول مبعوث السلام جورج ميتشل الى المنطقة - بأن تل ابيب لن تجمد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، ولن تتخلى عن القدس الشرقية في أي مفاوضات للسلام.

تصعيد نتنياهو، الذي يبدو انه اصبح عادة اسرائيلية يقوم خلالها مسؤولون اسرائيليون باعلان مواقف تصعيدية ليلة وصول المسؤولين الاميركيين للبحث في السلام، ادى الى تقويض كل احتمال تقدم على المسار السلمي، وهو أحد المواضيع التي استثمرت فيها الادارة الاوبامية الكثير سياسيا، من دون مردود يذكر حتى الآن.

ووصل عدد لا بأس به من الاميركيين الى قناعة مفادها انه لا جدوى من البحث في السلام في وجود حكومة اسرائيلية متصلبة، تقابلها ادارة اميركية ضعيفة.

اما في السياسة الاقتصادية في شكل عام، فما زال الاقتصاد الاميركي المهزوز المصدر الرئيسي لتراجع شعبية الرئيس الاميركي، على الرغم من ان عددا من التقارير صار يتوقع تحسن الاقتصاد مع حلول العام 2012، وانخفاض البطالة الى نحو ثمانية في المئة.

الا انه الى ان تبدو بوادر تحسن اقتصادي، او حلحلة على المسار السلمي الشرق اوسطي، او الى ان ينجح اوباما في تحقيق اي من وعوده الانتخابية - حتى البسيطة منها مثل اغلاق معتقل غوانتانامو - لن يرحم اليسار الديموقراطي ولا الوسط الرئيس الاميركي، في وقت يستمر فيه الهجوم الجمهوري المتصاعد، والذي اشتد ساعده بعدما تخلى ارباب شركات التأمين واصحاب المصارف عن دعم اوباما، ماليا في حملاته الانتخابية، اثر موافقة الكونغرس الديموقراطي على قانوني الرعاية الصحية وتنظيم المصارف.

ويشير عدد كبير من الخبراء الى ان صورة الرئيس الاميركي هي عبارة عن حلقة، فكلما ازداد شعور الاميركيين بضعف رئيسهم، تقلصت شعبيته ورصيده السياسي وجعله في موقع اضعف، فتتعزز أكثر فاكثر فكرة ضعفه وضرورة ابداله برئيس قوي، وهو ما حصل تماما مع كارتر، وهو الرئيس الوحيد في التاريخ الاميركي الذي تسلم الحكم من الحزب الخصم، ثم فشل في الحفاظ على البيت الابيض لولاية ثانية.

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

عبد الحسين لـ "العراقية": المجتمع الدولي يحتضن العراق ويمنحه فرصة نادرة

تعليقا على تصديق مجلس الامن على رفع عدد من العقوبات المفروضة على العراق، استضافت فضائية "العراقية" حوارا مباشرا شارك فيه الخبراء اشرف العشري من القاهرة، وحازم الموسوي من بغداد، ومن واشنطن حسين عبد الحسين، الذي اعتبر ان المجتمع الدولي يحتضن العراق اليوم ويمنحه فرصة نادرة من اجل تطوير ديموقراطيته واقتصاده. المزيد في الفيديو. ديسمبر 2010

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

اللوبي اللبناني - السوري ينشط لمواجهة المحكمة الدولية في واشنطن

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

انطلق اللوبي اللبناني - السوري علنا لمواجهة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في عواصم العالم، فبدأ تحركاته في العاصمة الاميركية، واستأجر لهذه الغاية خدمات جيمس زغبي، الذي دعا مسؤولين من البيت الابيض الى «لقاء» في مكتبه، يوم الجمعة المقبل، يضم لبنانيين اميركيين «للتباحث في تداعيات صدور القرار الظني وحتمية زعزته للامن في لبنان».

وحاول زغبي ابقاء اللقاء طي الكتمان، فلم يوجه الدعوة الى ممثلي الاحزاب اللبنانية في واشنطن، واقتصرت دعوته على مجموعة من اللبنانيين الاميركيين ممن كانوا ناشطين في زمن الرئيس اللبناني السابق اميل لحود، والموالين لسورية. وتصدر المدعويين الى اللقاء مع مسؤولين في البيت الابيض، فادي آغا، وهو سبق ان عمل «مستشارا للسياسات الخارجية» للحود.

وآغا يرتبط بشبكة لبنانية - سورية، يديرها من لبنان وزير سابق بالتنسيق مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، ويشرف على عملها، في الولايات المتحدة خصوصا، سفير لبنان السابق عبدالله بوحبيب. كذلك يدير آغا مدونة باسم «نادي غداء الجمعة»، وهي الموقع الذي عمد فيه الى كشف خبر اللقاء.

يشارك في اللقاء ايضا، الطبيب صفا رفقا، وهو لبناني - سوري ورئيس مجلس ادارة «لجنة الاميركيين العرب لمكافحة التمييز»، وداوود خيرالله، وهو استاذ جامعي في القانون الدولي، وغالبا ما ينشر دراسات تطعن في قانونية المحكمة الدولية.

ورفقا وخيرالله، من انصار «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، ويصنفهما سفير سورية في واشنطن عماد مصطفى - الى جانب سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة فريد عبود - كـ «افضل اصدقاء لديه»، في مطالعة نشرها مصطفى على مدونته في اكتوبر 2007.

اما عبود، والذي غادر الولايات المتحدة، فهو معروف لذهابه الى الامم المتحدة اثناء عمله سفيرا ومحاولة اقناعه مجلس الامن، وخصوصا الفرنسيين، برفض القرار 1559، ولاحقا رفض تصنيف جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على انها ارهابية، او تبني قرار انشاء لجنة التحقيق الدولية.

وعلى الرغم من تحدر زغبي من جذور لبنانية، فهو بعيد عن الجالية اللبنانية، ولا يتمتع بأي مصداقية عندما يتحدث عن الشؤون اللبنانية، ولم يسبق للادارة ان دعته للاستماع لرأيه حول الشأن اللبناني. ولان زغبي يعرف ذلك، ويعرف ان المجموعة التي دعاها الى اللقاء مع مسؤولين البيت في الابيض لا تتمتع «بمصداقية لبنانية»، قام بتوجيه دعوته الى اعضاء «اميريكان تاسك فورس فور ليبانون»، وهي اكبر مجموعة لبنانية اميركية، وتقيم حفلا سنويا غالبا ما يحضره حشد من كبار اركان الادارة والكونغرس.

الا ان «اميريكان تاسك فورس فور ليبانون»، كما الديبلوماسية اللبنانية في واشنطن عموما، غالبا ما تبتعد عن اثارة القضايا السياسية، وتلتصق بالامور الاجتماعية، خصوصا ان في عضوية مجلس ادارة «التاسك فورس» لبنانيين موالين لسورية، مثل نجاد ابن نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، والمتمول راي عيراني، وآخرين ممن يساندون مصطفى، ويعتقدون بضرورة عودة النفوذ السوري الى لبنان.

اما الغياب عن لقاء زغبي مع مسؤولي البيت الابيض، فهم في معظمهم من مؤيدي «تحالف 14 مارس»، مثل ممثلي رئيس الحكومة سعد الحريري، وممثلي احزاب «القوات اللبنانية» و«الكتائب» و«الاحرار»، و«جمعية نهضة لبنان»، و«الجمعية الوطنية للبنانيين الاميركيين».

بيد ان نشر آغا خبر اللقاء على مدونته عرقل، الارجح عن غير قصد، مشاريع زغبي، فقام ممثلو «تحالف 14 مارس» بالاتصال بالبيت الابيض للتعبير «عن الاستياء من استثنائهم، وللطعن بمصداقية المدعوين وتمثيلهم لمصالح لبنان او الجالية اللبنانية الاميركية، وللتأكيد انهم لا يعتقدون ان صدور القرار الظني سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في لبنان».

تفاجأت الادارة «بخديعة» زغبي لها، فعمدت الى الاتصال به، وطلبت منه تسليمها لائحة باسماء المدعوين الى لقاء الجمعة. ارتبك زغبي، فاتصل فورا بممثلي الحريري في العاصمة الاميركية للتكفير عن خطأه، ولحضهم على المشاركة في الاجتماع.

في الاثناء نفسه، تداعى ممثلون عن «تحالف 14 مارس» الى لقاء بحثوا فيه امكانية مشاركتهم في اللقاء، وتوصلوا الى نتيجة مبدأية مفادها بان «لبنانيي سورية سيعمدون الى ابراز خطورة المحكمة على لبنان» اثناء اللقاء، وانهم ان حضروا اللقاء ووقفوا فيه معارضين لهذا الطرح، فان الرسالة التي ستصل الى الادارة ستظهر اللبنانيين منقسمين في واشنطن حول المحكمة، «وهذا ليس صحيحا، اذ ان معارضي المحكمة الدولية في الولايات المتحدة هم اقلية ساحقة»، على حد تعبير احد المشاركين في لقاء «14 مارس».

السبت، 11 ديسمبر 2010

«الجزيرة» لعبت دورا إيجابيا باتجاه الليبرالية في قطر

بيرينو تتحدث عن نشاطات "مجلس امناء البث" وبدا الى اليمين ترمبل

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

بمشاركة رئيس جامعة كولومبيا العريقة لي بولنجر والناطقة السابقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو، انعقد في العاصمة الاميركية واحد من اهم المؤتمرات المخصصة للبحث في مستقبل الاعلام، اعلنت خلاله فضائية «الجزيرة» القطرية انها اعطت وقتا على الهواء للمسؤولين الاسرائيليين، اكثر من اي قناة اخرى غير اسرائيلية.

وفي كراس تم توزيعه على المشاركين، في المؤتمر الذي استضافته «جمعية اميركا الجديدة»، ذكرت المحطة انه في يناير 2007، «حلت الجزيرة الانكليزية محل بي بي سي العالمية على، نعم، (القمر) الفضائي الاسرائيلي». واضاف الكراس: «اعطت الجزيرة وقتا على الهواء للمسؤولين الاسرائيليين اكثر من اي قناة اخبار اخرى خارج اسرائيل».

وقال المسؤول في «الجزيرة» الكندي توني بيرمان انه في اثناء عمله مع القسم الانكليزي في المحطة، لم يحدث ان تلقى اي توجيهات حول خطها السياسي، وانه «لا يمكن ان نترك الاعلام للقطاع الخاص فقط». واشار الى انه في المملكة المتحدة واوروبا وكندا تمول الحكومات القنوات الاعلامية. «الولايات المتحدة هي الاستثناء، حيث يتم يترك الاعلام للقطاع التجاري وحده».

واضاف: «يمكن للحكومة الاميركية تمويل محطات تلفزة وخلق حواجز بين نفوذ الحكومة والخط السياسي لهذه المحطات على غرار بي بي سي البريطانية، وسي بي سي الكندية».

يذكر ان الحكومة الاميركية تمول عددا من محطات الراديو والتلفزيون بلغات متعددة، الا ان القانون الاميركي يحصر هذا البث بالخارج ويحظر توجيهه الى الداخل خوفا من استخدام الحكومة لاموال دافعي الضرائب من اجل بث الداعية السياسية لمصلحتها داخليا.

وتوافق المشاركون حول الدور الاساسي الذي يلعبه الاعلام في تثقيف الجمهور في قضايا متعددة، اولها مواضيع الحكم والديموقراطية، ورأوا ضرورة استخدام المال العام من اجل عملية «التثقيف» المطلوبة.

وقال بولينجر ان في الدول وسيلتين لتثقيف العامة هما المؤسسات الاكاديمية والاعلام، «وللاسف، فيما تشارك اميركا في شتى الامور حول العالم، يفتقد الاميركيون لمعرفة شؤون العالم». لذا، حسب بولينجر، «لا ضير من استخدام اموالا حكومية لتثقيف الاميركيين، وعدد كبير منهم ممن يدخلون في عمليات تجارية تشمل اصقاع الارض، ولا بأس في ان يفتح الاميركيون عيونهم لما يجري حولهم في العالم».

اما بيرمان فحاول تفادي الاجابة عن سؤال حول ان كانت «الجزيرة» نجحت في «ابراز الديموقراطية»، وقال انه منذ افتتاحها في العام 1996، لعبت «الجزيرة دورا ايجابية، وكانت قوة دفع في اتجاه الليبرالية في قطر».

بدوره تحدث لورن جينكنز، وهو رئيس قسم المراسلين في «الاذاعة الوطنية العامة»، وهو ردايو يموله المستمعون عبر تبرعاتهم، وقال ان اذاعته تتلقى تمويلا بسيطا من الحكومة الاميركية، ولكن لا ضير من زيادة نسبة المساهمة الحكومية.

واعتبر ان هناك اعتقادا خاطئا مفاده بان المواطن الاميركي لا يهتم للاخبار الدولية، اما في «الاذاعة الوطنية العامة»، فقد تم زيادة عدد المراسلين في شكل كبير حول العالم ليصبح الراديو الوسيلة الاعلامية الثانية في الولايات المتحدة، بعد صحيفة «نيويورك تايمز»، من ناحية عدد المكاتب في الخارج. واضاف: «كقاعدة اساسية، علينا ان نفكر ان كل مراسل في الخارج تبلغ تكاليفه نصف مليون دولار سنويا».

وهاجم جينكنز «اذاعة صوت اميركا»، وهي راديو حكومي يبث خارج الولايات المتحدة بلغات متعددة، وقال ان «صوت اميركا» هي «دعاية حكومية».

بدورها دافعت بيرينو، وهي عضو حاليا في «مجلس امناء البث» الذي يشرف على عمل «اذاعة صوت اميركا»، اضافة الى عدد من الراديوهات والتلفزيونات، منها «راديو سوا» الناطق بالعربية وفضائية الحرة، عن الاعلام الخارجي الذي تموله واشنطن.

وقالت بيرينو، التي جلس الى جانبها زميلها في المجلس جيف ترمبل، ان المجلس يجري «مراجعة استراتيجية شاملة»، وسيعمد الى قفل بعض الراديوهات والفضائيات التي تظهر المراجعة انها عديمة الجدوى». وتابعت: «كل الخيارات على الطاولة... نحن بانتظار انتهاء المراجعة، وباشرنا الاتصال بالكونغرس، الذي يمول هذه المجموعة الاعلامية، للتنسيق في موضوع التغييرات».

وكشفت بيرينو ان حجم الاموال السنوية التي ينفقها الكونغرس على المجموعة الاعلامية يبلغ 750 مليون دولار سنويا، وان سياسة «شد الحزام»، التي من المتوقع ان تتبعها الحكومة الاميركية لموازنة العام المقبل، من الممكن ان تشمل موازنة «مجلس امناء البث». واعتبرت انه في ما يبدو رقم 750 مليون دولار كبيرا، الا ان تقليص خمسة في المئة منه سيؤدي الى تغييرات هائلة في العملية الاعلامية التي يغطيها.

وختمت بيرينو بان سيكون على «مجلس امناء البث» تحديد ما اذا كانت الوسائل الاعلامية، التي يشرف على عملها، تتمتع بقدرة تنافسية، والبحث عن الوسائل «التي من شأنها ان تجعل الناس يشاهدون «الحرة»، على سبيل المثال.

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

لوبراني: لا الإسرائيليون ولا «حزب الله» قادرون على تغيير النظام في لبنان

الصورة الى اليسار: لوبراني متحدثا في مؤتمر «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» (خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

قال مستشار نائب رئيس حكومة اسرائيل اوري لوبراني، إن «إسرائيل اخطأت في بقائها مدة اطول مما يجب اثناء احتلالها لجنوب لبنان، وانه كان على اسرائيل الا تصدق انها قادرة على تغيير النظام السياسي فيه، فلا احد يقدر على تغيير النظام السياسي في لبنان، ولا حتى (حزب الله) قادر على ذلك».

ودعا السفير السابق في ايران ومنسق أنشطة إسرائيل اثناء احتلالها جنوب لبنان، خلال المؤتمر السنوي لـ «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات»، الى عدم توجيه ضربة عسكرية الى إيران، معتبرا أن «العقوبات كافية، وعلى المجتمع الدولي استكمالها بدعم الشعب الايراني ضد نظامه».

وقال: «البعض يقولون ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مهرج، لكنه ليس مهرجا، بل هو ذكي، و(....) ومتمرس» واضاف: «المشكلة ان احمدي نجاد يصدق ما يقوله، عندما كان محافظ طهران، قام بتعبيد طريق تصل مسجدا الى لا مكان، وقال ان هذه الطريق تم تجهيزها كي يسلكها المهدي».

ومما قاله لوبراني انه وصل ايران في العام 1973 سفيرا لاسرائيل فيها، واستقبله الايرانيون بحفاوة، فطالبهم بلقاء الشاه محمد رضا بهلوي، ووعده وزير الخارجية الايراني بتلبية طلبه. وبقي لوبراني يراجع الخارجية الايرانية في شأن اللقاء ويتلقى الاجابة نفسها الى ان تم تنظيم اللقاء بعد سنتين ونصف السنة على وصوله ايران.

واضاف: «في اللغة الفارسية، هناك كلمة بلي، وهي تعني اشياء كثيرة، منها نعم، وربما وبالتأكيد، ولكن... هذه الكلمة تعني ما يريد سامعها ان تعنيه، وهي تلخص الموقف الايراني الملتبس اليوم». وتابع: «الشعب الايراني هو شعب يقول عكس ما يفكر، ويفعلون عكس ما يقولون، لكن ذلك لا يعني ابدا انهم يفعلون عكس ما يفكرون».

واعتبر ان «الايرانيين اذكياء جدا، ووطنيون جدا، ومتدينون جدا». واضاف: «العقوبات بدأت تأتي مفعولها، وبدأت تعض، وهذه اخبار جيدة لكنها ليست كافية، فايران تريد تحدي الثقافة الغربية، والقيم الغربية، وهم يفعلون ذلك بصمت كبير، وبذكاء، ويعملون في اميركا الجنوبية وافريقيا... وهم يعتبرون انفسهم قوى عظمى صغيرة».

ودعا المسؤول الاسرائيلي الولايات المتحدة واوروبا «الى تقديم المساعدة الى الشعب الايراني الذي يتحدى نظامه»، وقال: «عندما يقوم العالم بدعم الشعب الايراني، لن تعود هناك حاجة الى اي عمل عسكري... نحن في اسرائيل نبقي الخيار العسكري على الطاولة لانه مسألة وجودية».

وعن علاقة بلاده مع تركيا، قال: «نحن ارتكبنا اخطاء وهم ارتكبوا اخطاء، نحن الاثنين بحاجة الى النزول عن احصنتنا العالية، اليوم هناك حوار بيننا في جنيف.

الخميس، 9 ديسمبر 2010

خبراء يستبعدون إشعال «حزب الله» الحرب في حال أدانه القرار الظني

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

عقد «معهد الولايات المتحدة للسلام»، ندوة تباحث فيها خبراء حول ردود الفعل المتوقعة عند صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وتحدثت رندة سليم عن عدد من اللقاءات اجرتها اخيرا مع عدد من المسؤولين الكبار في «حزب الله»، ونقلت عنهم مخاوفهم من امكانية اندلاع عنف اثر صدور القرار.

وقالت سليم ان الاشتباكات التي وقعت بين الحزب الشيعي وحلفائه في «جمعية المشاريع» السنية، في اغسطس الماضي، «جعلت مسؤولين في الحزب يتأملون في كمية الاحتقان بين صفوف السنة تجاههم». واضافت ان «حزب الله» يعتبر ان القرار الظني مشكلة وجودية، وانه المرحلة الخامسة في خطة عالمية للتخلص منه، «بدأت مع قرار مجلس الامن الرقم 1559، ثم الخروج السوري من لبنان، ثم حرب 2006، فاحداث مايو 2008، والان المحكمة الدولية».

ووافقت منى يعقوبيان زميلتها، وقالت ان الاحباط يسود في صفوف اللبنانيين السنة الذين يشعرون بأزمة وجودية ايضا، وتابعت انه «بالنسبة للطائفة السنية، الموضوع وجودي ايضا عندما تكون هناك امكانية في ان يكون زعيم سني قد تم اغتياله على ايدي منظمة شيعية، وهذا ما يضفي المزيد الى شعور السنة الحالي بالخوف».

واعتبرت يعقوبيان ان رئيس الحكومة سعد الحريري في موقف لا يحسد عليه، «فالطلب اليه التخلي عن المحكمة الدولية هو بمثابة الانتحار السياسي، اذ ان مؤيديه السنة لن يتفهموا هكذا موقف». وتابعت ان مؤيدي الحريري من السنة لم يتفهموا تصريحاته، الى احدى الصحف، التي اعتبر فيها ان ادانة سورية سياسيا كان خطأ، وقالت ان هؤلاء المؤيدين لا يعجبهم انفتاح الحريري على سورية اساسا.

وتوافقت سليم ويعقوبيان حول مصلحة «حزب الله» في عدم اشعال حرب اهلية على اثر صدور القرار الظني. وقالت سليم انه رغم ان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله سبق ان اعطى وعودا بالتحرك ضد القرار الظني ورفضه، الا ان اي ردة فعل من الحزب ستأتي بناء على «حسابات الربح والخسارة فقط».

واضافت ان «حزب الله انتقل من مرحلة استراتيجية ما قبل القرار الظني الى مرحلة ادارة الازمة التي ستنجم عنه». وكجزء من ادارته ردة الفعل، اعتبرت سليم ان «حزب الله لن يسمح قطعا باعتقال او التحقيق مع اي من اعضائه، وهو ما قد يحول المحاكمة الى غيابية».

وتابعت: «انا تحدثت الى عدد من المتخصصين بشؤون المحاكم الدولية، وقالوا لي انه منذ محاكمات نورمبرغ، لم تكن هناك اي محاكمات دولية غيابية». واشارت الى بيان صادر عن المحكمة الخاصة بلبنان، في 2 ديسمبر، حددت فيه المحكمة خياراتها الثلاثة في حال عدم التعاون معها. هذه الخيارات هي «اولا، التشاور مع الحكومة اللبنانية، وثانيا الطلب الى الاجهزة الامنية، وثالثا احالة الموضوع الى مجلس الامن من اجل اتخاذ التدابير المناسبة».

الا ان سليم لفتت كذلك الى تصريح للسفير الصيني لدى لبنان قال فيه ان «حكومته على تواصل دائم مع حزب الله، وان سير المحكمة الدولية لا يعتبر تهديدا للسلم الدولي، مما يعني انه على مجلس الامن عدم التدخل، لان المسألة لبنانية فقط».

في مطلق الاحوال، حسب سليم، لا يناسب «حزب الله» الذهاب الى حرب اهلية، حتى في حال صدور قرار ظني يدينه. وقالت: «السيناريوات مرعبة، مثلا ان يقوم انتحاري بتفجير نفسه اثناء صلاة الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، سيكون هناك مئات القتلى».

اما يعقوبيان، فاستبعدت اندلاع حرب اهلية، لان ليس لدى احد من الاطراف المحلية او الاقليمية مصلحة في ذلك. وقالت: «ليس لحزب الله مصلحة في العنف، ولا الحريري مهتم بالعنف، ولا للسعودية مصلحة في العنف، ولا سورية ترغب في خسارة الورقة التي تحملها في يدها للمساومات الاقليمية (حزب الله)، ولا لايران مصلحة في العنف».

بدوره، تحدث اندرو تابلر، الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى»، فقال انه على اثر انتخاب الرئيس باراك اوباما، تراجع الدور الاميركي في لبنان وتقدم الدور السعودي. واعتبر ان للسعودية نفوذ كبير على اطراف لبنانية، وان «سورية كانت تأمل في ان تساهم السعودية في ترويض 14 مارس».

واضاف تابلر، الذي عاد اخيرا من جولة شملت لبنان واسرائيل، انه لم يشعر، اثر لقاءاته مع مسؤولين اسرائيليين، ان «تل ابيب تنوي الذهاب الى حرب مع حزب الله».

كما استبعد ان يقوم «حزب الله بالاستيلاء على السلطة في لبنان، اذ ان الحكومة اللبنانية تشكل نوعاً من الحزام العازل بين حزب الله واسرائيل»، وان في حال اصبح الحزب هو السلطة، فان ذلك «سيكشف حزب الله امام اسرائيل».

الأحد، 5 ديسمبر 2010

اهتمام أميركي متزايد بالشأن اللبناني وكلينتون تكرر دعم المحكمة الدولية

ماجد متحدثا في معهد آسبن وبدا سدجادبور إلى اليمين وسميث إلى اليسار (خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

شهد الاسبوع اهتماما اميركيا متزايدا بلبنان، توجته تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي قالت اثناء زيارتها المنامة، اول من امس، ان «المحكمة الدولية تمثل موقفا عالميا مفاده بان زمن الافلات من العقاب للاغتيالات السياسية في لبنان انتهى».

وتوجهت كلينتون الى من «يزعمون ان المحكمة ستزعزع استقرار لبنان»، بالقول: «العدالة لا تهدد استقرار لبنان، بل محاولات الهروب من العدالة، عن طريق تقويض المحكمة، هي التهديد». وفي واشنطن، كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حاضرة ايضا اثناء جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس للبحث في العقوبات الاقتصادية على ايران.

النائبة الجمهورية اليانا روس ليتنن، وهي ستتولى اللجنة بدءا من مطلع العام المقبل، خلفا للديموقراطي هاورد برمان بعد خسارة الديموقراطيين الاكثرية، قالت اثناء الجلسة ان «حزب الله هدد باستخدام العنف اذا ما تم توجيه الاتهام لاعضائه في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري».

وتوجهت ليتنن بالسؤال الى الرجل الثاني في وزراة الخارجية وليام بيرنز عن الاحتياطات التي اتخذتها الولايات المتحدة في حال اندلاع مواجهة شاملة في لبنان.

وقالت: «انا لا اتحدث عن مسعى (ايران) لحياز (السلاح) النووي، بل ايضا عن دعمها للارهاب، واهتمامي بشكل خاص هو دعم ايران لحزب الله في لبنان... الذي هدد باستخدام العنف اذا - حسب ما هو متوقع - تم توجيه الاتهام لاعضائه» في جريمة اغتيال الحريري.

واضافت ان لدى الحزب «ترسانة صاروخية مكونة من 50 الف صاروخ، وهو مشارك ولديه حق الفيتو داخل الحكومة الحالية». وتابعت: «اتوجه بالسؤال الى وكيل وزيرة الخارجية بيرنز عما تفعله الولايات المتحدة للتعامل مع هذا الوضع قبل ان يتحول الى ازمة كاملة ويسيطر حزب الله (على لبنان) في شكل كامل».

بيرنز، بدوره، اجاب عن تساؤلات روس ليتنن بتقديمه خطوط عامة من دون الدخول في تفاصيل. وقال: «في وجه هذه التحديات، السياسة الاميركية صريحة، علينا ان نمنع ايران من حيازة السلاح النووي، وعلينا ان نواجه تصرفاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وما بعد المنطقة، وعلينا ان نفعل كل ما بوسعنا للدفع قدما مصالحنا العامة في الديموقراطية، وحقوق الانسان، والسلام، والتنمية الاقتصادية في الشرق الاوسط».

وفي ندوة عقدها مركز ابحاث آسبن، برعاية «جمعية نهضة لبنان»، شارك فيها الباحث اللبناني زياد ماجد، والايراني كريم سادجادبور، والاميركي لي سميث، قدم ماجد ورقة عمل اعتبر فيها ان المطلوب في التعاطي مع موضوع «حزب الله» هو الابتعاد عن التبسيط، او النظر الى موضوع السلاح على انه قضية امنية.

وقال ماجد ان قضية السلاح يختلط فيها النظام الطائفي اللبناني بالعوامل الاقليمية، لذا المطلوب معالجة الاثنين بالتزامن: الاول يكون عن طريق اصلاح النظام السياسي اللبناني وتبني العلمنة والنظام الانتخابي النسبي، والثاني يكون بالسعي الى التوصل الى سلام شامل بين العرب واسرائيل والتوصل الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.

وفيما دعا ماجد الى ضرورة الاستمرار بدعم وتمويل وتسليح الجيش اللبناني كجزء ضروري من الدفاع عن لبنان في وجه الاخطار الخارجية والمساهمة في دعم الامن الداخلي وتثبيت سيادة الدولة، اعترض سميث على الاستمرار بتسليح الجيش معتبرا ان الخطوة «يتيمة» ولا تأتي في سياق خطة متكاملة.

وفي جلسة مغلقة، عن لبنان ايضا، في احد مراكز الابحاث العريقة، تباحث عدد من الخبراء والمهتمين بالشأنين اللبناني والسوري حول الوضع في البلدين. وفيما اعتبر احد الباحثين ان في المرحلة الاولى ساند «سياسة الانخراط» الاميركي مع سورية، قال ان التجربة اثبتت عدم جدوى الانفتاح على دمشق، ودعى الى ابتكار سياسة اميركية جديدة فيها مزيج من الحوافز والضغوطات التي يمكن تقديمها لسورية.

باحث آخر اعتبر ان «سياسة الانخراط» مع سورية لم تستوف حقها، فالسفير المعين روبرت فورد لم يعد الى دمشق حتى الان بسبب تعليق فرضه عدد من اعضاء الكونغرس على العودة. وطالب الباحث باستئناف الانفتاح على سورية بارسال السفير وازالة العقوبات الاميركية على دمشق.

ويستمر الاهتمام الاميركي بلبنان الاسبوع المقبل، اذ من المتوقع ان يعقد «معهد الولايات المتحدة للسلام»، اليساري، ندوة بعنوان «الازمة في لبنان: سياسة الطوائف، العوامل الاقليمية والمحكمة الدولية»، فيما يخصص «معهد الدفاع عن الديموقراطيات»، اليميني، جلسة من مؤتمره السنوي بعنوان «حزب الله: فيلق ايران في الخارج».

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

عبد الحسين للتلفزيون المصري: بوادر تراجع كوري شمالي عن التصعيد

في مقابلة مع التلفزيون المصري، استبعد حسين عبد الحسين ان يؤدي التصعيد بين الكوريتين، والذي يترافق مع مناورات عسكرية اميركية - كورية جنوبية - يابانية مشتركة، الى اندلاع حرب شاملة. المزيد في شريط الفيديو

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

عبد الحسين لاخبار المستقبل: ابرز نتائج تسريبات الويكيليكس هي حرج اميركي من الثرثرة الديبلوماسية

في سياق التعليق على النتائج المترتبة عن تسريب مذكرات وزراة الخارجية الاميركية الى موقع ويكيليكس، شارك حسين عبد الحسين في برنامج "ستوديو 24" مع نديم قطيش على تلفزيون المستقبل، واعتبر ان ابرز نتائج التسريبات هي حرج اميركي من الثرثرة الديبلوماسية التي تضمنتها المذكرات. المزيد في شريط الفيديو. -- 29 نوفمبر 2010

الخميس، 25 نوفمبر 2010

المفاوضات لم تبدأ بعد والسوريون جاهزون ... وغياب لبناني

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

اعرب مسؤولون اميركيون كبار، خرجوا للتو من الحكم، عن خيبة املهم من التأخير المستمر في بدء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقالوا انه منذ تولي باراك اوباما الرئاسة وحتى الان، لم يحصل اي تقدم يذكر، بل استغرق الطرفان الوقت في ايجاد الحلول للامور الشكلية فقط.

جيم جونز، مستشار الامن القومي، الذي خرج من البيت الابيض قبل اسابيع قليلة، من اكثر المتابعين للعملية السلمية، اذ تم تعيين هذا الجنرال المتقاعد، في زمن ادارة الرئيس جورج بوش، للاشراف على تثبيت الامن وازالة الحواجز الاسرائيلية في الضفة الغربية، وبناء الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ثم ما لبث اوباما ان ورث جونز، وجدد تفويضه مشرفا على العملية السلمية، بعد ان عينه في منصب مستشاره للامن القومي. الا انه على غرار خروج وزير الخارجية السابق، والجنرال المتقاعد ايضا، كولن باول من فريق بوش، لعدم انسجامه ودائرة اتخاذ القرار، كذلك خرج جونز من الدائرة الصغرى لقرار اوباما، ثم تاليا من الادارة باكملها، حتى قبل بلوغها السنتين من عمرها.

«نحن (كأميركيين) نعاني من صعوبة معرفة ما يمكننا فعله من اجل حملهم (الفلسطينيين والاسرائيليين) على الدخول في صلب المحادثات»، يقول جونز في احدى جلسات مراكز الابحاث التي حضرها حشد من المسؤولين الحاليين والسابقين، والخبراء، والصحافيين، والديبلوماسيين العرب، تصدرهم السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، فيما سجلت الديبلوماسية اللبنانية غيابها المعهود، وانشغالها بمسابقات ملكات الجمال وامور اجتماعية اخرى.

«استهلكنا الكثير من الوقت لحملهم على الحضور الى طاولة المفاوضات»، يتابع جونز.

هنا توجه مدير الجلسة والتر ايسكسون الى مصطفى، وقال: «ان السؤال الكبير هو على المسار السوري، وانا اسأل عماد مصطفى، وهو معنا اليوم، ما رأيك».

تلعثم مصطفى الذي لم يكن مستعدا للسؤال، ورد: «لن اقول شيئا في هذا الخصوص، ولكني سأسأل عن خطة اوباما للسلام، التي يتعذر تحقيقها من دون سلام شامل على المسارات كافة».

الا ان العالم ببواطن الامور في العاصمة الاميركية، يعلم ان مصطفى سبق ان دعا الى جلسة عشاء في منزله، حضرها عدد كبير من كبار رجال الاعمال الاميركيين ورؤساء مراكز الابحاث وسياسيون. اثناء العشاء، توجه احدهم بالسؤال الى السفير السوري عن السلام بين بلاده واسرائيل، فاجاب مصطفى - فورا ومن دون تردد - ان سورية تدخل المفاوضات متأخرة، لكنها ما ان تفعل ذلك، فان نتائج دخولها ستكون حاسمة على مسار العملية السلمية.

ونقل حاضرون للجلسة ان مصطفى تحدث باسم سورية ولبنان، وقال ان السلام مع سورية سيؤدي تلقائيا الى سلام اسرائيلي مع لبنان.

السفير السوري لم يقل في العلن ما قاله في جلسته الخاصة، وآثر تحويل اجابته الى سؤال، ما دفع مستشارا سابقا آخر للامن القومي، هو ستيفن هادلي، الذي خدم في ادارة بوش الثانية خلفا لكوندوليزا رايس، للاجابة بالقول: «دعمنا المبادرة التركية في رعاية المفاوضات، وسمحنا للاتراك والاسرائيليين ابلاغ السوريين ان علاقات افضل بيننا (اميركا وسورية) تمر من خلال اتفاقية (سلام) سورية - اسرائيلية».

واضاف هادلي ان احداثا في العام 2008 عطلت المسار السوري - الاسرائيلي، وان الادارة الاميركية تحاول منذ ذلك الحين اعادة احياء هذا المسار.

ووافق جونز هادلي، بالقول: «هذا صحيح، انه لمن صالح الجميع ان يشمل السلام سورية ولبنان، ولطالما عملت الادارة الحالية، بصمت، لاختبار امكانية السير في العملية التفاوضية على جبهات متعددة».

جونز ربط العملية السلمية بالملف النووي الايراني، وقال: «من الجلي اننا ان تمكنا من التوصل الى سلام في المنطقة، سوف يخدم ذلك عملية عزل ايران... ان خليط مفاوضات السلام زائد العقوبات سوف يكون له تأثير حاسم، ويرسل اشارة قوية لايران لحملها على العودة الى الطاولة».

وادلى هادلي بدلوه بخصوص ايران، واعلت ان الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بحيازة اسلحة نووية. وقلل من اهمية ردة الفعل الايرانية، وضرب مثالا على ذلك «تصفية المفاعل النووي السوري». واعتبر انه بعد الغارة الاسرائيلية التي دمرت مفاعل الكبر في أكتوبر 2007، «قررت سورية نسيان الموضوع، ولم تقم باي ردة فعل».

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

سيناريو اغتيال الحريري صار معروفا... والمشكلة بإثباته قضائيا في لاهاي

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

تماهت ردود فعل مسؤولين اميركيين على التقرير الذي بثته قناة «سي بي سي» الكندية عن التحقيقات في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في فبراير 2005، مع البرودة التي تلف المشهد السياسي عموما في العاصمة الاميركية، والتي تشهد بدورها اقفالا تاما اليوم احتفالا بعيد الشكر.

مسؤولون اميركيون متابعون للتحقيق منذ انطلاقه وصفوا التقرير الكندي بـ «الدقيق الى حد بعيد»، لكن لفتوا الى بعض «المغالطات من وجهة النظر الاميركية». وروت المصادر الاميركية، لـ «الراي»، تجربتها مع المحققين الدوليين المتعاقبين، وقالت ان المدعي العام الكندي دانيال «بلمار كان اول محقق يزور واشنطن، ويلتقي مع مسؤولين في الاستخبارات فيها».

لم يكن مر على تعيين بلمار في مارس 2009 الكثير، قبل ان يعلن ذهابه في اجازة عائلية. عبر المحقق بلمار في وقتها الاطلسي، ولكنه لم يصل الى كندا حيث عائلته، بل حط في مطار دالاس الدولي في واشنطن. في الايام التي تلاحقت، اجرى المسؤول الاممي جولة من اللقاءات شملت مسؤولين اميركيين في الاستخبارات ووزارة الخارجية ومجلس الامن القومي.

على عكس ما ذكره تقرير الشبكة الكندية، لقي بلمار تجاوبا اميركيا، لكن بشروط. في لانغلي، حيث مقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي اي)، طلب المحقق الدولي «معلومات». اجاب الاميركيون انهم لا «يقدمون المعلومات مجانا، بل يتشاركونها في عملية تبادلية».

يقول مسؤول اميركي: «حصلت عملية مقارنة ملاحظات، واستخلص الطرفان ان ما سبق ان توصل اليه الرائد (المغدور وسام) عيد في سياق التحقيق يغطي معظم ملابسات تنفيذ عملية الاغتيال، ولكنه يبقي خارجا اتخاذ قرار التنفيذ».

وفعل بلمار الشيء نفسه مع اجهزة الاستخبارات الغربية والاقليمية الاخرى، باستثناء الاسرائيلية والسورية، على مدى الاشهر التي توالت. «توصل بلمار الى ان المعلومات المتوافرة بين يديه دقيقة، ومشابهة لما تعرفه الاجهزة الغربية عن الجريمة»، حسب المسؤول.

الاميركيون هم اول من اطلقوا «فرضية تورط حزب الله في اغتيال الحريري، منذ خدم (مساعد وزيرة الخارجية جيفري) فيلتمان سفيرا لنا في لبنان». في ذلك الوقت، «طرح جيف (فيلتمان) فرضية تورط حزب الله امام مسؤولين لبنانيين، ووصل الاقتراح الى (الامين العام لـ «حزب الله» السيد) حسن نصرالله، فهدد في خطاب علني من مغبة تداول الاقتراح».

يقول المسؤول الاميركي ان في يد بلمار على الاقل مجموعتين من الاثباتات، معظمها ظرفية. «من غير الممكن في جريمة من هذا النوع ان يتوافر شهود او قرائن حسية اكثر مما هو موجود».

المجموعة الاولى من الاثباتات هي عبارة عن اعادة تكوين للمشهد السياسي في لبنان عشية مقتل الحريري، «مرفقة بافادات عن تهديدات خاصة، وفي العلن، وجهها مسؤولون سوريون وفي حزب الله الى رفيق الحريري». يضيف المسؤول: «اعتقد ان المحكمة الدولية، على سبيل المثال، ستهتم لسماع وجهة نظر من امر ونفذ محاولة ازالة اثار الجريمة... هذا بحد ذاته ادانة».

اما المجموعة الثانية، فهي عبارة عن خريطة مفصلة للاتصالات، مع ارقام واسماء المتورطين. يعتبر المسؤول الاميركي ان سيناريو مقتل الحريري معروف منذ اليوم الاول للجريمة: «كانت لدى معظم الاستخبارات معلومات قاطعة عن الاعداد لاغتياله، اوصلها له (رفيق الحريري) اصدقاؤنا الفرنسيون، ولكنه للاسف لم يعيرها اهمية او يترك البلاد... ان عملية اغتياله لم تأت من فراغ، ولكن معظمنا، كما رفيق الحريري قبل اغتياله، اعتقدنا ان الجناة اعقل من ان يرتكبوا جريمة كالتي ارتكبوها».

ويضيف: «حتى ان السوريين وحزب الله عمدوا الى تسريب كمية من المعلومات الدقيقة حول الجريمة عن طريق الصحافي في مجلة دير شبيغل الالمانية اريك فولاث، وهو صديق للرئاسة السورية عن طريق احدى مستشاريها ووزير لبناني سابق».

الهدف من التسريب السوري، حسب المسؤول، «جاء في اطار التلويح السوري المستمر باندلاع حرب اهلية في حال استمرار المحكمة في عملها... اما التوقيت، في يونيو 2009، فكان يهدف الى اجبار تحالف 14 مارس على ادانة التقرير تفاديا للحرب، وبذلك تقديم ادانة مسبقة لاي قرار ظني مشابه قد يصدر».

اذن، يعتبر الاميركيون ان تفاصيل عملية الاغتيال «صارت واضحة منذ فترة بعيدة، الا ان المشكلة كانت تكمن دوما في اثبات ذلك قضائيا في لاهاي، وهي المعضلة التي حاول بلمار ايجاد الحلول لها».

من السهل على اي متتبع لسير اعمال بلمار الخروج بانطباع واضح عما يحاول الرجل فعله. القرائن في المحكمة تحتاج الى تحقيقات مع المتهمين. «ذهب المحقق الدولي الى (رئيس حكومة لبنان السابق) فؤاد السنيورة، وطلب منه التوصل الى مذكرة تفاهم بين لجنة التحقيق والحكومة تسمح للمدعي العام بالاستجواب والتحقيق».

يقول المسؤول: «السنيورة كان المسؤول اللبناني الذي قدم كل التسهيلات لسير مجرى العدالة، وكان الاكثر وفاء للحريري، ربما للتاريخ الذي كان يربطهما، ولكن كل هذا الوفاء للحريري اتي للسنيورة بنقمة من حزب الله».

ويستدرك قائلا: «عرقل وزراء الحزب في الحكومة مذكرة التفاهم، ذهب بلمار الى الاجهزة الامنية اللبنانية للاستفسار عن امكانية توقيف مسؤولين في حزب الله، اجاب اللبنانيون ان امكانياتهم لا تضاهي امكانات المشتبه فيهم».

بعد ذلك، يتابع المسؤول، «ذهب بلمار الى الانتربول، ووقع مذكرة تفاهم لجلب المشتبه فيهم». يضيف: «تلك كانت خطوة احرجت الحكومة اللبنانية والاجهزة الامنية، فاما تتجاوب مع طلبات الانتربول، واما يصبح لبنان بمثابة الدولة الخارجة عن الاتفاقية الدولية لمكافحة الجريمة». هنا، حسب المسؤول الاميركي، «اقدم حزب الله على مفاجأة، ربما للابقاء على ما تبقى من سمعة للبنان في مكافحة الجريمة، فوافق على اجراء لجنة التحقيق الدولية مقابلات مع مسؤولين رفيعين فيه».

رغم ان «حزب الله وحلفاءه كانوا اخترقوا لجنة التحقيق الدولية، الا ان بلمار بقي صندوقا مقفلا بالنسبة اليهم، الى ان حان موعد استجوابات مسؤولي الحزب... من الاسئلة المطروحة، عرف حزب الله ما يعرفه بلمار، واعلن الحرب للقضاء على المحكمة الدولية».

«الراي» سألت المسؤول الاميركي كيف يمكن لـ «حزب الله» اختراق عمل لجنة التحقيق الدولية، فاجاب: «عندما تمسك انت بكل مفاصل الامن، لا صعوبة من المراقبة والتنصت والاختراق».

اما عن امكانية تورط، او تواطؤ، رئيس جهاز المعلومات العقيد وسام الحسن في الجريمة، قال: «اخطأت الشبكة الكندية بتقديم معلومة اكتفت من خلالها باثارة الشبهات حوله».

حسين عبد الحسين للقناة السعودية الاولى: من المستبعد ان نشهد حربا بين الكوريتين

تعليقا على الاشتباك المدفعي بين الكوريتين بث برنامج "المملكة هذا المساء" مقابلة مباشر على "القناة السعودية الاولى" مع حسين عبد الحسين، الذي استبعد ان يؤدي التصعيد الى اندلاع حرب وتوقع ان تبقى الامور كما هي عليه. المزيد في شريط الفيديو.

الخميس، 18 نوفمبر 2010

عبد الحسين لقناة "فرانس 24": هناك سطحية في التفكير الاميركي في تقرير الحريات الدينية

تعليقا على تقرير الحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الاميركية للعام 2010، بث برنامج "نقاش" مباشر على فضائية "فرانس 24" العربية، من باريس، حلقة حول التقرير استضاف فيه ابراهيم طحان وحسين عبد الحسين، الذي قال ان "هناك سطحية في التفكير الاميركي في تقرير الحريات الدينية. المزيد في شريط الفيديو.

تقرير «الخارجية» الأميركية عن «الحرية الدينية»: حكومة الكويت تحدّ من حرية المعتقد والعبادة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

أشاد تقرير «الحرية الدينية» الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية للعام 2010 بالزيارة التي قام بها سمو الامير الشيخ صباح الأحمد الى الفاتيكان في مايو الماضي، وبلقائه البابا بنديكت السادس عشر، كجزء من حوار الاديان، وبهدف مناقشة سمو الامير مع البابا حاجات المسيحيين في الكويت.

وأورد التقرير، الصادر الثلاثاء الماضي، الزيارة في باب «التحسينات والتطورات الايجابية في احترام (الكويت) لحرية الاديان».

واعتبر التقرير انه، بشكل عام، لم تشهد الفترة الممتدة بين اول يوليو 2009 و آخر يونيو 2010 تغيرات تذكر في تعاطي الحكومة الكويتية مع الحريات الدينية. واشار الى أنه على الرغم من ان «الدستور يلحظ الحرية المطلقة في المعتقد وحرية العبادة، بما يتوافق والعادات السائدة، وبما لا يتعارض مع السياسات او الاخلاق العامة، الا ان الحكومة (الكويتية) تحد من هذا الحق».

وجاء في التقرير ان « المسلمين الشيعة ما زالوا يواجهون صعوبة في الحصول على تراخيص قانونية لبناء اماكن جديدة للعبادة»، وان «الاقليات الدينية واجهت بعض التمييز (ضدها) نتيجة للسياسات الحكومية».

كما اورد التقرير، الذي قدمته الوزارة للكونغرس، ان «الحكومة الاميركية تناقش الحريات الدينية» مع نظيرتها الكويتية كجزء من السياسة الاميركية لتعزيز حقوق الانسان، وان «السفارة (الاميركية) تعمل مع قادة دينيين ومع الحكومة على مواضيع معينة متعلقة بالحريات الدينية».

وكرر التقرير الارقام التي سبق ان اعلنتها وزارة الخارجية عن النسب السكانية، فاعتبر ان في البلاد 3 ملايين و400 الف، منهم مليون و100 الف مواطن، وان التقديرات المبنية على سجلات الاقتراع ووثائق الاحوال الشخصية تظهر ان 70 في المئة من المواطنين هم على مذهب اهل السنة، اما معظم الثلاثين في المئة الباقية من السكان فهم من الشيعة.

واضاف ان «الاحصاء الوطني لم يميز بين السنة والشيعة»، وان «الحكومة لا تحدد الدين على جوازات السفر او بطاقات الهوية».

وتابع التقرير ان «الحكومة تمارس سيطرة مباشرة على المؤسسات الدينية السنية»، وانها «تعين ائمة السنة، وتراقب خطب الجمعة التي يدلون بها، وتقوم بتمويل بناء جوامع السنة» فيما «لا تمارس الحكومة سيطرة مشابهة على جوامع الشيعة، التي تمول بناءها الطائفة الشيعية». واشار الى انه في الفترة التي يغطيها التقرير، لم تأذن الحكومة «للتمثيل العلني لاستشهاد الحسين، او للمسيرات العلنية في ذكرى عاشوراء».

بيد ان التقرير شدد على ان الحكومة الكويتية سمحت للشيعة «بالتجمع سلميا في اماكن عامة، والمشاركة في مراسم عاشوراء، ووفرت الحكومة الامن للاحياء الشيعية». كما ان الحكومات المتوالية منذ العام 2006، وحتى الحكومة الحالية، كلها شهدت تعيين وزيرين من الشيعة الكويتيين.

وختم التقرير ان «على العموم، يظهر المواطنون (الكويتيون) انفتاحا وتسامحا للمجموعات الدينية المختلفة، باستثناء اقلية من المواطنين تعارض وجود المجموعات غير المسلمة، وترفض شرعية المسلمين الشيعة»، وانه «فيما ظهر بعض التمييز الديني على صعيد فردي، لا يظهر ان هذا التمييز منظم او منتشر» في عموم البلاد.

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

حسين عبد الحسين لقناة "فرانس 24": لا خطة اميركية للسلام بل افكار مرتجلة

رام الله (الضفة الغربية) (ا ف ب) - استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء في رام الله بالضفة الغربية الموفد الاميركي ديفيد هيل وبحث معه الطروحات الاميركية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، كما اعلن مصدر رسمي فلسطيني.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس ان عباس التقى ديفيد هيل، مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل، وان الجانب الفلسطيني لا يزال بانتظار الموقف الاميركي الرسمي النهائي.

واوضح ابو ردينة ان الاجتماع تناول "الافكار والطروحات الاميركية وتم تقديم العديد من الاستفسارات الفلسطينية للمبعوث الاميركي، والمشاورات مستمرة وستتواصل بين الجانبين الفلسطيني والاميركي".

واضاف "ليس هناك اتفاق حتى الان، لكن المشاورات الفلسطينية-الاميركية مستمرة ولا زلنا بانتظار الموقف الرسمي الاميركي النهائي حول ما سيتم التوصل اليه مع الجانب الاسرائيلي". من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين لوكالة فرانس برس "لا زلنا ننتظر الموقف الرسمي الاميركي النهائي وتم ابلاغ ديفيد هيل ان الذي اوقف المفاوضات هو رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بسبب استمراره في الاستيطان. اذا اوقف الاستيطان في جميع الاراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية سنستانف المفاوضات".

واوضح انه تم ابلاغ السفير هيل "اننا لن نعلق على اي موقف اسرائيلي قبل ان يتم ابلاغنا بالموقف الرسمي الامريكي".

واوضح "ان هيل قال +اننا متفهمون لموقف الرئيس محمود عباس+ وان الرئيس باراك اوباما مهمتم شخصيا ويتابع تطورات الاوضاع في المنطقة".

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

تقرير / «الحرب الباردة» مع طهران... بدأت: لا ضربة عسكرية ولا حرب أهلية في لبنان

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

بعيدا عن الاضواء، وصل وفد اسرائيلي رفيع المستوى الى العاصمة الاميركية وعقد اجتماعات مع مسؤولين اميركيين. على عكس الاعتقاد السائد، لا تنوي اسرائيل توجيه ضربة عسكرية الى ايران، ولا هي تدفع اميركا على القيام بذلك. على صعيد مشابه، لا نية اسرائيلية، حسب مسؤولين اميركيين شاركوا في اللقاءات، لاثارة اي مواجهات «على الحدود الشمالية» مع «حزب الله»، كما يسود اعتقاد ان لا مصلحة لاي طرف في دفع لبنان الى آتون الحرب الاهلية.

وعلمت «الراي» ان رئيس الوفد الاسرائيلي افتتح الاجتماع بالاشادة بسلسة النجاحات «التي حققها العالم في مواجهة ايران ومخالبها في المنطقة». وقدم الاسرائيليون معلومات استخبارتية تطابقت والمعلومات الاميركية ان «البرنامج النووي الايراني متعثر جدا في الوقت الحالي»، و «ان اي ضربة عسكرية ستقلب موازين الرأي العام الايراني والعالمي لمصلحة النظام في طهران».

تقول الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية ان «النموذج الايراني المستخدم وهو الذي ابتاعته ايران من شبكة عبد القادر خان الباكستاني قديم جدا»، وان «عملية التخصيب الايرانية تواجه مشاكل مستمرة» وانه « في غياب ضرورة توجيه ضربة تعوق انتاج القنبلة النووية الايرانية، تصبح العقوبات الاقتصادية مفصلية لضعضعة النظام» .

يقول مشاركون في الاجتماعات الاميركية الاسرائيلية ان الطرفين استعرضا النجاحات التي حققاها في مواجهة ايران. «فيروس ستكسنت، الذي نجحت الاستخبارات في زرعه في اجهزة كمبيوتر تم توريدها الى ايران في سبتمبر لاستخدامها في البرنامج النووي، كان بمثابة حصان طروادة، وقام بارسال معلومات اساسية في الشبكة الايرانية الى جهات غربية، اكدت تعثر البرنامج الايراني»، حسب مسؤول اميركي مشارك.

اليوم، حسب المسؤول الاميركي، «صارت سياسة التهويل مفهومة اكثر، صدام حسين لم تكن بحوزته اسلحة دمار شامل، ولكنه اوهم العالم بذلك من اجل اخافة خصومه في المنطقة فقط لا غير، وهذا ما تفعله ايران».

انتصار آخر حققته واشنطن وتحالفها في مواجهة طهران، وهو التوصل الى فرض عقوبات اقتصادية اممية على ايران. «حتى المؤسسات المالية في لبنان، المحسوب احد حلفاء ايران في المنطقة، اضطرت الى قطع صلاتها بالمؤسسات الايرانية او المجازفة بعزل نفسها عالميا».

عند الحديث عن العقوبات، توجه المسؤولون الاسرائيليون الى نظرائهم الاميركيين بالقول، «هناك 16 شركة ما زالت تتعامل مع ايران، ونحن نلاحقها ونفضحها علنا، ايران تستود ما يقارب نصف حاجتها للنفط المكرر، ومخزون هذه المادة، كما مخزون العملات الاجنبية في المصرف المركزي الايراني، انخفض الى مراحل غير مسبوقة».

المسؤولون الاسرائيليون اعربوا عن ارتياحهم «للتحالف الدولي الذي نجحت واشنطن في بنائه... عندما تسمع (رئيس ايران محمود) احمدي نجاد يصف روسيا بانها باعت نفسها للشيطان، تدرك ان ايران بدأت بالتراجع مرغمة امام مجتمع دولي مصمم على مواجهة حيازتها اسلحة نووية».

في لبنان، «حزب الله» في مأزق. يقول المسؤول الاميركي: «بعيدا عن المهرجانات الخطابية، اتفاق نيسان 1996 كان يميل لمصلحة سورية وحزب الله اكثر بكثير من القرار 1701، حدود اسرائيل الشمالية اليوم هادئة اكثر من اي وقت سابق، وحزب الله يدرك ان اشعاله حربا جديدة مع اسرائيل ستكون طاحنة ولن ينفع اعتذار نصرالله الى اللبنانيين هذه المرة».

ويضيف: «اما في حال استخدم حزب الله القوة داخل لبنان، فان الذهاب الى حرب اهلية سيحول لبنان الى ساحة حرب استخباراتية لن تكون في مصلحة الحزب... لذا، لا حربا اهلية في لبنان».

«الراي» سألت عن مضاعفات صدور قرار ظني، واذا تم التطرق الى هذا الموضوع بين الاميركيين والاسرائيليين، فاجاب المسؤول : «هناك اجماع دولي لمصلحة كشف الفاعلين في جريمة اغتيال (رئيس حكومة لبنان السابق رفيق) الحريري، اسرائيل تأخذ احتياطاتها من اي مغامرات قد يقوم بها حزب الله لتحويل الانظار عن القرار، ولكن حتى في ميزان حزب الله، مواجهة القرار اقل كلفة بكثير من اشعال الجبهة مع اسرائيل».

اما عن سورية، فقال المسؤول ان «الحكمة المشتركة بيننا وبين الاسرائيليين مفادها ان سورية اختارت الابقاء على التحالف مع ايران، ربما للاحتماء بطهران في حال ثبوت تورطها في اغتيال الحريري».

لكن على كل حال، «تم استهلاك سياسة الانخراط، وصار ديبلوماسيينا (الاميركيين) يقولون في العلن اننا قمنا بتقديم الخيارات الى دمشق، وان سورية لم تأخذ الخيار الاميركي حتى الان، بل فضلت الخيار الايراني».

«الراي» اثارت زيارة السناتور جون كيري الاخيرة الى دمشق، وسألت ان كانت الزيارة تأتي في سياق حصول اي تقدم على صعيد مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية، فاجاب المسؤول : «السناتور كيري يحاول الحفاظ على ماء الوجه، ذهب الى سورية ليطلب من (الرئيس بشار) الاسد اعادة طالبين اميركيين حائزين منحة فولبرايت ويدرسان العربية في دمشق». واضاف: «سورية تحاول ان تحصل على انتباه اميركا، وبغياب امكانية اشعال حروب، عمدت دمشق الى اختلاق مشاكل ثانوية، وقامت بترحيل الطالبين الى عمان، والسناتور كيري اثار الموضوع مع الاسد، الذي وعد بالسماح بعودتهم، وحتى هذا المطلب الصغير لم يلبه السوريون».

في ختام اللقاء الاميركي الاسرائيلي، كان هناك تقييم و«تربيت على الكتف، فبغض النظر عما يتم تداوله في الاعلام، العراق مستقر وحكومته حليف اساسي لواشنطن، وطهران تختنق ماليا، وتركيا تبتعد عن طهران ودمشق، اما دمشق فمتوترة في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتعمل على تشكيل اكبر فريق دفاع في حال تم توجيه اصابع الاتهام بتورطها، وحزب الله يهدد ويتوعد ولكن لا يمكنه المبادرة لاسباب كثيرة ومعقدة».

يقول المسؤول الاميركي: «لا حروب مقبلة في منطقة الشرق الاوسط، دخلنا زمن السلم، والمواجهة ستنحصر بالديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية والمواجهات الاستخباراتية، اما اذا بادرت ايران او اي من حلفائها بشن حروب، فان ردة الفعل الاميركية ستكون هائلة ومبررة في عيون الراي العام العالمي، وهم يعرفون ذلك».

ويختم: «بدأت الحرب الباردة مع طهران، ولنر من سيبقى واقفا الى النهاية».

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

اليمين الأميركي يستعيد خطاب «محاور الشر»... و«محور فيروس»

كوهين يتوسط نورييغا (إلى اليسار) ووالسر (خاص «الراي » )

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

لم يخطئ الامير تركي الفيصل، الاسبوع الماضي، عندما حذر من عودة خطاب «المحافظين الجدد»، الحربي والمتهور، الى العاصمة الاميركية، مع عودة الاكثرية الجمهورية الى الكونغرس.

هذا الخطاب اليميني المتشدد ما زال خارج اروقة الحكم، ومن المرجح ان يبقى في الظل، الا اذا وقعت هجمات ضد مصالح اميركية ادت الى اثارة مشاعر الغضب الشعبي والتأييد للتشدد والمغامرات الاميركية العسكرية.

ولكن حتى تنقلب الظروف وتهب الرياح كما يشتهي الجمهوريون، بدأت مراكز الابحاث المحسوبة عليهم بالحديث عن محاور معادية. الرئيس السابق جورج بوش خرج من الحكم ولكنه لم يأخذ معه تماما خطابه عن «محور الشر»، الذي جمع فيه العراق وايران وكوريا الشمالية. العراق صار صديقا لاميركا وخرج من المحور، ليدخل مكانه، حسب الجمهوريين اليوم، كل من فنزويلا وروسيا وسورية.

باستخدام الاحرف الاولى لاسماء هذه الدول بالانكليزية، يصبح اسم المحور المعادي الجديد «محور فيروس»، وهو عنوان الحوار الذي عقدته مؤسسة هاريتج اليمينية، اول من امس، بمشاركة الخبير في المؤسسة في شؤون روسيا والطاقة ارييل كوهين، وزميله المتخصص في شؤون الامن القومي الاميركي راي والسر، والسفير السابق والزميل الزائر في مركز الابحاث اليميني «اميريكان انتربرايز انستيتيوت» روجر نورييغا.

وللدلالة على عودة البريق الى اليمين الاميركي، غصت القاعة بالحاضرين، الذين تصدرهم الشباب الطامحون الى لعب دور مساعدين لاعضاء الكونغرس الجمهوريين ممن تم انتخابهم حديثا.

«على الرغم من دورها المحبذ في دعم العقوبات التي فرضها مجلس الامن على ايران، قامت روسيا في اغسطس الماضي بتزويد مفاعل بوشهر بالوقود النووي»، حسب كوهين، الذي قال: «اضافة الى ذلك، وسعت موسكو من انخراطها مع الانظمة الداعمة للارهاب مثل سورية وفنزويلا».

واضاف: «الرئيسان (الفنزويلي) هوغو شافيز و(الروسي) ديمتري مدفيديف وقعا اتفاقية باعت بموجبها روسيا فنزويلا مفاعلا نوويا، واعلنت روسيا انها ستزود فنزويلا تكنولوجيا الاطلاق بالاقمار الاصطناعية، وهي تقنية مزدوجة الاستخدام ويمكن تسخيرها لصواريخ باليستية متوسطة المدى».

وتابع: «اعلن وزير الدفاع الروسي ان بلاده ستزود صواريخ بي 800 ياخونت المضادة للسفن الى سورية. هذه الصواريخ هي تهديد رئيسي للاسطول الاميركي السادس في المتوسط، ولاشد حليف لاميركا، اسرائيل».

واعتبر الخبير الاميركي انها عن طريق صفقات الاسلحة و«علاقاتها مع حماس وحزب الله، تحاول روسيا العودة الى الشرق الاوسط من خلال استخدام تكتيكات نيو سوفياتية، وهي بيع اسلحة ودعم الراديكاليين».

واتهم كوهين «النظام الاسلامي في ايران باستغلال موارد ايران النفطية الهائلة من اجل تمويل تسليحه العسكري، وبناء برنامج اسلحة نووية متكامل من اجل البقاء في السلطة وتصدير ثورة شيعية اسلامية».

بدوره، تحدث نورييغا عن تجاهل الادارة الاميركية للاشارات التي من حولها. وقال انه اثناء المؤتمر الصحافي المشترك بين مدفيديف وتشافيز، اعلنا نية روسيا تزويد فنزويلا بالتقنية النووية، وعندما اثار نورييغا الامر مع المسؤولين في الادارة، تفاجأوا وكأن الامر سر.

اما والسر، فتحدث عن الخطر الذي ستواجهه الولايات المتحدة في حال حصول فنزويلا على اسلحة نووية. وقال ان احدى المشاكل تكمن في ان حلفاء واشنطن في اميركا اللاتينية يعتبرون ان لا تهديد حاليا لامن القارة، وانه «لو كانت هناك تهديدات فعلية، لعرفت واشنطن ولعملت على التخلص منها».

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

بوش: كل الأدلة في مقتل الحريري أشارت إلى مؤامرة سورية

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

قال الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، ان «كل الادلة» في عملية اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري «اشارت الى مؤامرة وسورية»، واعتبر، من ناحية ثانية، ان «حزب الله حزب سياسي شرعي، و(لديه) جناح ارهابي تقوم ايران بتسليحه وتمويله وتقوم سورية بدعمه».

وكشف بوش في كتابه، الصادر امس، والذي حمل عنوان «نقاط قرار» وتحدث فيه عن تجربته في الحكم، ان وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس عارضت قضاء اسرائيل على «حزب الله» اثناء الحرب بين الاثنين في يوليو العام 2006.

وكتب بوش انه اثناء اجتماع عقده مجلس الامن القومي للبحث في تطورات الحرب، قال نائبه ديك تشيني: «علينا ان نترك اسرائيل تنهي حزب الله». هنا تدخلت «كوندي» وردت على تشيني بالقول: «اذا ما فعلت ذلك... سوف تموت اميركا في الشرق الاوسط».

بوش ذكر الكويت في كتابه مرة واحدة، عندما اشاد بسماحها للنساء بالاقتراع وبشغل مناصب حكومية. وقال انه في العام 2009، فاز عدد من النساء بمقاعد في البرلمان. واعتبر ان تطور الديموقراطية الكويتية جاء في سياق انتشار الديموقراطية في المنطقة.

وكتب بوش ان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، هو الذي بادر الى اثارة موضوع الديموقراطية في لبنان. وتابع: «جاك شيراك وانا لم نتفق على الكثير، فالرئيس الفرنسي عارض اطاحة صدام (حسين)، ووصف ياسر عرفات برجل صاحب شجاعة، وفي احد الاجتماعات قال لي، ان اوكرانيا هي جزء من روسيا».

واضاف: «لذا، كان هناك وقع المفاجأة علي عندما وجدنا، جاك وانا، مساحة للاتفاق في اجتماعنا في باريس في اوائل يونيو 2004... اثار شيراك موضوع الديموقراطية في الشرق الاوسط، واستعديت انا لمحاضرة اخرى، لكن (شيراك) تابع (بالقول انه) في هذه المنطقة ديموقراطيتان فقط، واحدة قوية في اسرائيل واخرى ضعيفة في لبنان».

واضاف بوش: «وصف (شيراك) معاناة لبنان تحت الاحتلال السوري، والذي كان يملك عشرات الالاف من الجنود في البلاد، واختلس الاموال من الاقتصاد (اللبناني)، وقضى على محاولات تطوير الديموقراطية (اللبنانية)».

ونقل الرئيس الاميركي السابق عن نظيره الفرنسي السابق، اقتراحه ان يعمل بلديهما على «منع الهيمنة السورية في لبنان... وانا وافقت على الفور، واتفقنا على ان ننتظر الفرصة لتقديم قرار في مجلس الامن». وتابع بوش: في اغسطس 2005، اتاح لنا الرئيس اللبناني اميل لحود، وهو دمية سورية، الفرصة، (عندما) اعلن تمديد ولايته، وهو تجاوز للدستور اللبناني».

وروى بوش ان واشنطن وباريس رعتا اقرار القرار 1559، في 2 سبتمبر 2004، والقاضي بانسحاب الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. «لمدة ستة اشهر، ردت سورية (على القرار) بالتحدي، وفي 14 فبراير 2005، دمرت سيارة مفخخة ضخمة موكب رفيق الحريري، رئيس حكومة لبنان السابق، والمؤيد للاستقلال».

وكتب بوش: «كل الدلائل اشارت الى مؤامرة سورية، فاستدعينا سفيرتنا في دمشق، ودعمنا تحقيقا دوليا».

وقال انه التقى شيراك بعد اسبوع من عملية الاغتيال، واصدرا بيانا مشتركا دانا فيه «العمل الارهابي»، وانهما حضا الدول العربية على ممارسة الضغط على دمشق. كذلك تحدث عن تظاهرة 14 مارس، 2005، التي «شارك فيها ما يقارب المليون لبناني»، ليستخلص انه في وسط الضغط الدولي والشعبي، «وصلت الرسالة الى السوريين» فسحبوا جنودهم من لبنان مع حلول ابريل، وفازت «حركة 14 مارس» باكثرية المقاعد في البرلمان.

ووصف «ثورة الارز» بانها «واحدة من ابرز نجاحات اجندة الحرية». وقال: «انتصار الديموقراطية في لبنان، جاء بعد شهرين من الانتخابات الحرة في العراق، وانتخاب الرئيس (محمود) عباس في الاراضي الفلسطينية».

واضاف: «لم يسبق لثلاثة مجتمعات عربية ان اظهرت هذا الكم من التقدم في اتجاه الديموقراطية، لبنان والعراق وفلسطين، كان لديها المقومات في ان تكون اساس منطقة حرة تعيش بسلام».

واقتبس بوش في هذا السياق، تصريحا للنائب اللبناني وليد جنبلاط، سبق ان اورده مستشاره كارل روف في كتابه، وقال فيه جنبلاط: «من الغريب قول ذلك، لكن عملية التغيير هذه بدأت بسبب الاجتياح الاميركي للعراق... كنت مشككا بالعراق، ولكني عندما رأيت الشعب العراقي يقترع قبل ثلاثة اسابيع، ثمانية ملايين منهم، كان موعد بدء عالم عربي جديد، الشعب السوري والشعب المصري، الجميع يقول ان شيئا ما يتغير، لقد انهار جدار برلين، وبامكاننا ان نرى ذلك».

وكتب الرئيس السابق: «المد الديموقراطي العالي في الشرق الاوسط في 2005 هز المتطرفين. في 2006، ردوا».

كذلك روى بوش الاحداث التي ادت الى اندلاع حرب يوليو 2006 عندما بادر «حزب الله» الى خطف جنديين اسرائيليين، وقال: «سنحت للاسرائيليين فرصة توجيه ضربة قاسية الى حزب الله وراعيه في ايران وسورية، ولكن لسوء الحظ، اساء (الاسرائيليون) التعاطي مع هذه الفرصة».

واضاف: «ولتعقيد الامور، اعلن رئيس الحكومة (ايهود) اولمرت انه لن يتم استهداف سورية... انا اعتقد ان ذلك كان خطأ، اذ ان استبعاد ضرب سورية شجع السوريين على الاستمرار في دعم حزب الله».

وتحدث بوش مطولا عن ايران، وعبر عن ندمه لانتهاء رئاسته «من دون حل للمسألة الايرانية»، معتبرا ان «الولايات المتحدة يجب الا تسمح لايران بتهديد العالم بقنبلة نووية».


Since December 2008