الجمعة، 29 أبريل 2011

أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي: حان وقت الأسد للرحيل

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

لم ينجح السناتور جو ليبرمان في حمل مجلس الشيوخ الأميركي مجتمعا على تبني بيان لمطالبة الرئيس باراك اوباما الطلب من الرئيس السوري بشار الاسد التنحي، حسبما اوردت «الراي» الاثنين الماضي، بسبب عرقلة مارسها السناتور جون كيري داخل المجلس، فقام ليبرمان، بدلا من ذلك، باصدار البيان المذكور وحمل توقيعه وتوقيعي زميليه السناتور جون ماكين والسناتور ليندسي غراهام.

وجاء في البيان، الصادر اول من امس، ان «تصعيد نظام بشار الاسد لحملة القمع ضد الشعب السوري وصل الى مفترق طرق»، وان الرئيس السوري اختار «السير في خطى (العقيد الليبي) معمر القذافي بنشره لقوات عسكرية بهدف سحق المتظاهرين السلميين». واضاف البيان ان «الاسد والموالين له خسروا الشرعية للبقاء في السلطة في سورية»، لذا «حض» اعضاء المجلس الثلاثة «الرئيس اوباما على الاعلان في شكل لا لبس فيه كما فعل في حالتي القذافي و(رئيس مصر السابق حسني) مبارك انه حان وقت الاسد للرحيل».

وختم البيان انه «تم اعطاء الاسد فرصاً لا تحصى من اجل القيام باصلاحات وحوار ذات معنى»، وانه «اضاعها جميعها»، لذا»، بدلا من المراهنة عليه او تقديم الاعذار باسم نظام الاسد، حان الوقت للولايات المتحدة، مع حلفائنا في اوروبا وحول العالم، للوقوف من دون مواربة الى جانب الشعب السوري في مطالبته السلمية (لقيام) حكومة ديموقرطية».

بيان ليبرمان-ماكين-غراهام جاء في وقت يتصاعد الغضب الاميركي تجاه النظام السوري، وفي وقت تسعى واشنطن الى البدء في خوض مواجهة مع دمشق «حتى لو من خارج مجلس الامن، لاجبار الاسد على التنحي»، حسب مصادر مطلعة.

على صعيد متصل، دعا السناتور عن ولاية فلوريدا الجمهوري الشاب، والنجم الصاعد والمرشح المحتمل مستقبلا الى الرئاسة، ماركو روبيو، الى سحب السفير الاميركي في سورية روبرت فورد، بعد اقل من خمسة اشهر على تعيينه بمرسوم رئاسي على اثر رفض مجلس الشيوخ المصادقة على تعيينه.

وفي افتتاحية له في مجلة «فورين بوليسي»، كتب روبيو انه «حان الوقت للرئيس اوباما لدعم اقواله لافعال... الخطوة الاولى: استدعاء السفير الاميركي من دمشق». يذكر ان السفير فورد موجود حاليا في واشنطن بعد ان اخلت الولايات المتحدة سفارتها من الديبلوماسيين.

في هذه الاثناء، تستعد واشنطن لاعلان رزمة من العقوبات من المتوقع ان تطول الاموال المنقولة وغير المنقولة لكبار المسؤولين السوريين. وقالت المصادر ان «المجموعة الاوروبية ستحذو حذو واشنطن في تطبيق عقوبات مشابهة على النظام السوري لاجباره على الرحيل».

وفي تطور غير مسبوق، يعمل عدد من الجهات الاميركية على شن حملة تؤدي الى اقناع الرئيس الاميركي وادارته الى طرد السفير السوري في الولايات المتحدة عماد مصطفى. وكان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان قد استدعى مصطفى الى مكتبه للوزارة وسلمه احتجاجا رسميا على قيام النظام السوري باعتقال ديبلوماسي اميركي في دمشق، والافراج عنه لاحقا.

وقال القيمون على حملة طرد مصطفى، والذين رفضوا الافصاح عن هويتهم، ان سبب حملتهم هو «نشاط اللوبي غير المنقطع الذي يمارسه مصطفى من اجل تحسين صورة نظام الاسد في عيون المسؤولين الاميركيين»، والقوا باللائمة على مصطفى «لتجييشه كيري لمصلحة نظام الاسد، ولقيام كيري بفرض سياسة طلب الاصلاحات من النظام السوري بدلا من مشاركة زملائه الطلب من الادارة العمل على اجبار الاسد على التنحي».

وأضافوا ان مصطفى «يدير شبكة واسعة داخل الولايات المتحدة فيها صحافيون واكاديميون واعضاء في الكونغرس يعملون جميعهم من اجل بقاء نظام الاسد في السلطة وتحسين صورته في عيون الادارة الاميركية».

"زعران" الاسد من الحزب القومي يعتدون على متظاهرين في بيروت

نقلا عن موقع شفاف

حزب أنطون سعادة "باسداران" لنظام بشّار الأسد! بسيطة "تبَغدَدوا".. كلّها كم يوم!..! اليوم في سوريا، بعض "المندسّين" هتفوا: "‫يابشار هاي هاي .. بدنا نشوفك في لاهاي‬"!!

قامت عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي والمخابرات السورية من حرس السفارة السورية في بيروت بالاعتداء بالضرب على عدد من ناشطي المجتمع المدني مساء اليوم في بيروت أثناء إعتصامهم تأييدا للشعب السوري.

وفي التفاصيل ان عددا من ناشطي المجتمع المدني تداعوا لاعتصام صامت وإضاءة الشموع في محلة الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت تضامنا مع الشعب السوري، ولما بلغوا مكان الاعتصام بالقرب من محلة السارولا، وبعيدا عن مقر السفارة السورية وجدوا عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي والمخابرات السورية من حرس السفارة في إنتظارهم رافعين صوراً للرئيس السوري بشار الاسد ويحملون العصي والسلاح الفردي ومهددين المعتصمين.

وعلى الفور تدخلت قوة من الجيش اللبناني وحالت دون ان يتعرض المعتصمون لإعتداء. فما كان من عناصر القومي إلا أن باشروا بتصوير الحضور المحاصَر مطلقين التهديدات ومتهمين اللبنانيين بالعمالة لاسرائيل.

ولدى فض الاعتصام، طارد عناصر القومي والاستخبارات السورية عدداً من الناشطين وانهالوا عليهم بالضرب على رؤوسهم في أزقة شارع الحمراء من دون ان يستطيع الجيش اللبناني التدخل لوقف الاعتداء على الناشطين بعيدا من مكان الاعتصام .

جمعة الغضب في سوريا في حصاد اليوم

جمعة الغضب في سوريا من قناة الجزيرة

الخميس، 28 أبريل 2011

السوري برهان غليون مطالبا بالحرية في مواجهة اللبناني محمد عبيد المدافع عن نظام البعث

انهيار الديكتاتوريات أولا ثم تطوير ممارسة الديموقراطية

حسين عبد الحسين

جريدة العالم

لا مفر من انهيار نظام الرئيس السوري بشار الاسد لاسباب بعضها يتعلق بالمزاج الشعبي العربي عموما، وبعضها الآخر يتعلق ببنية النظام نفسه الذي ان تغير، ينتهي. اما وقت الانهيار، فقد يأتي في اسبوع او اشهر، لا فرق، وسيتبعه، لا محالة، انهيار الديكتاتوريات المنتشرة في طول المنطقة العربية وعرضها.

لم يعد المواطنون العرب حمقى يهللون ويصفقون لزعمائهم. حتى لو عاد من يعتبره العرب ملهمهم، اي جمال عبد الناصر المهندس الاول للنظام الاستخباراتي العربي وصاحب اول انقلاب عسكري مسمى زورا ثورة، لنزل العرب الى الشارع وطالبوه بالرحيل.

العرب اليوم يشاهدون الفضائيات ويستخدمون الانترنت. كيف يصبح صبي ابن مهاجر كيني الى الولايات المتحدة اسمه باراك اوباما رئيسا لأقوى بلد في العالم، فيما المطلوب من فتى في الناصرية او فتاة في اللاذقية او شاب في طنطا ان يتركوا دراستهم، وان يصبحوا عاطلين عن العمل بعد تخرجهم من الجامعات؟ لماذا يحق لآل مخلوف، اخوال بشار الاسد، امتلاك الشركات السورية كافة وتمرير فتات الأموال الى شركائهم المتزلفين الصغار والطفيليين فيما انعدام الفرص – المتأتي عن الفساد – يجتاح المدن والقرى العربية من المحيط الى الخليج؟

في الولايات المتحدة، يقدم كل رئيس كشف حسابات بكل ما تقاضاه في تقريره الضريبي السنوي في آخر كل سنة. اين كشف أموال جلال الطالباني، الرئيس الى الأبد ووالد ممثل حكومة كردستان في واشنطن (كذلك الى الأبد) قباد؟ اين كشف اموال احمد الجلبي وعمار الحكيم واياد علاوي ونوري المالكي وبشار الاسد؟ لماذا يحتكر آل الاسد او القذافي او الخليفة او مبارك السلطة في دولهم؟

سورية هي الديكتاتورية العربية الاسوأ من دون منازع ، وهي الاكثر تشابها مع كوريا الشمالية، التي تعيش مع صواريخها النووية خارج التاريخ وتحت حكم الحزب الشيوعي الذي يورث الحكم من الاب الى الابن. منذ 40 عاما وسورية تسمي نفسها "سورية الاسد". هل سبق ان سمع احد بـ "فرنسا ساركوزي" او "اسرائيل نتانياهو" او "اميركا اوباما"؟ ما هذا الاستخفاف بعقول العرب والسوريين؟

الشعب العربي لم يعد مغفلا. صار يقرأ قصص تقديم اوباما كشفا بحساباته السنوية. صار يقرأ قصصا عن المدعي العام الاسرائيلي وهو يزج رئيس اسرائيل السابق موسى قصاب في السجن لتحرشه الجنسي بمساعدته. لهذا هزمت اسرائيل العرب. لم تهزم اسرائيل العرب بالطلقات والمدافع، بل بديموقراطيتها الشفافة (بين اليهود فقط).

كم مسؤولا عربيا تمت محاسبتهم لفسادهم او لتحرشهم الجنسي، او لبقائهم في مناصبهم الى ما شاء الله.

الى متى سترفض حركة حماس الانتخابات البرلمانية في غزة؟ ومن يؤذي فلسطينيي غزة اكثر، ديكتاتورية حماس ام حصار اسرائيل؟ لهذا تحدث الثورات العربية. عندما صفعت تلك الشرطية التونسية بائع الخضار، الخريج الجامعي محمد بوعزيزي، لخصت عقودا من صفعات الانظمة العربية لشعوبها، التي كان لا بد من ان تحرق انفسها على ان تعيش ذليلة الى الابد. طبعا الثورة العربية لم تحدث بسبب احراق البوعزيزي لنفسه، فالاحراق كان الشرارة فقط لمنطقة يعتمل فيها الظلم والفساد وانعدام الفرص وغياب المؤسسات الشفافة.

ومن الطرافة ان الوحيدين ممن لم يلاحظوا التحولات في العالم العربي هم حكام العرب. بشار الاسد، نصف اللبنانيين يكرهونه، ونصف الفلسطينيين كذلك، واغلبية السوريين ممن اجبروا على العيش تحت احذية عناصر المخابرات، وممن حملوا مكرهين صور الاسد كل يوم على غلاف دفاترهم المدرسية وانشدوا باسمه، وتصرفوا كذليلين ليقتاتوا هنا او هناك، او ليتخلصوا من بطشه. الاسد ديكتاتور والاصلاح الوحيد يكمن في رحيله. اما الحديث عن رفع قانون الطوارئ ووضع قانون للاحزاب ومنح الكرد هويات، "عربية سورية" في مفارقة هائلة، فلن ينفع.

والاجمل من هذا كله هو ان الشعوب العربية فهمت ان الوحدة القومية التي نادى بها حكامهم على مدى القرن الماضي هي من اكبر ضروب التفاهة.

الوحدة العربية تكون وحدة في الكرامة وحقوق المواطنة وحرية التعبير. اما الوحدة السياسية، فلا حاجة لها بين الدول المتحضرة. الوحدة اليوم هي في التخلص من الطواغيت. الشعب العربي ادرك ذلك، اما الحكام، فلم يفهموا بعد، ومازالوا يجتمعون في جامعة عربية بالية ويتحدثون عن خطط لتحرير فلسطين، واخرى لمواجهة ايران، ويناورون بين عواصم العالم لابعاد كأس الثورات المرة، لكن الثورات آتية لا محالة.

بيد انه على الشعوب العربية الثائرة ان تدرك كذلك ان الثورات اجمل واكثر رومنطيقية من الواقع. لن تتحول الدول العربية الى ديموقراطيات ذات اقتصادات مزدهرة في يوم وليلة، وستأخذ التقاليد الديموقراطية بعض الوقت حتى يعتاد عليها المسؤولون وغير المسؤولين.

في العراق، على سبيل المثال، نظم التيار الصدري تظاهرة ضد الوجود الاميركي. لا بأس في اي نوع تظاهرة، ولكن كيف يتظاهر تيار يتمثل بحكومة العراق الحالية بأكثر من وزير والحكومة موقعة على اتفاقيات تنظم الوجود الاميركي في البلاد؟ اما ان يطالب التيار الصدري بتعديل الاتفاقية للطلب من الاميركيين الانسحاب الفوري، او يستقيل وزراؤه من الحكومة، ما قد يؤدي الى انهيارها، او – في حال عدم انهيار الحكومة – يصبح التيار في المعارضة البرلمانية.

ولكن ان يتظاهر تيار في الحكومة ضد الحكومة فهو أمر يشي بانعدام الثقافة الديموقراطية، وهذا الانعدام لا ينحصر بالصدريين فقط بل يتعداهم الى الاحزاب الاخرى التي يتربع على رأسها رؤساء احزاب الى الابد. وهنا السؤال: كيف نبني ديموقراطية عراقية برؤساء احزاب تغيب الديموقراطية عن احزابهم؟ لا اجابة ممكنة في الوقت الحالي، الا ان الرهان يبقى على عامل الوقت والممارسة الكفيلين بصقل التجربة الديموقراطية وتحسينها.

ستنجح الثورات العربية، وسينهار نظام القذافي ونظام الاسد وغيرهما. وسيمضي العرب باتجاه ديموقراطية ستختلط فيها عادات العشائر مع تعليمات الدين والالوهية في المرحلة الاولى، وقد تحتاج الثورات الى ثورات لاحقة، على غرار التجربة الفرنسية. الا ان بدء عملية التغيير ضرورية على الرغم مما قد يخبئه المستقبل.

فمن لا يتغير يموت، وهذا الدرس الذي يبدو انه يفوت الاسد والقذافي ومن تبقى من حكام العرب.

* كاتب عراقي مقيم في واشنطن

الجزيرة: تظاهرات في سوريا برغم العنف

آخر الاحداث والمستجدات في سورية في نشرة اخبار قناة الجزيرة ليوم 28 نيسان (ابريل) 2011 وفيها: السوريون يتظاهرون يوم الخميس بالرغم من حملة العنف التي يشنها النظام عليهم ويتوعدون الاسد بالمزيد من التظاهرات المطالبة باسقاط حكمه يوم الجمعة الذي اسموه جمعة الغضب.

الأحد، 24 أبريل 2011

مجلس الشيوخ الأميركي يطلب تنحّي الأسد... قريبا

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

علمت «الراي»، ان السناتور جو ليبرمان يقود حملة داخل الكونغرس من اجل دفع ادارة الرئيس باراك اوباما الى تبني موقف اكثر دعما للمتظاهرين السوريين، والمطالبة بتنحي الرئيس بشار الاسد واشراف حكومته على عملية انتقال السلطة الى برلمان وحكومة منتخبين.

وفي حال تبني اوباما دعوة ليبرمان، فهي ستكون المرة الاولى في تاريخ العلاقات بين الدولتين التي تطالب فيها واشنطن بتغيير النظام في سورية، اذ حتى في اشد ايام المواجهة بين واشنطن ودمشق في عهد ادارة الرئيس السابق جورج بوش والمحافظين الجدد، لم يطلب هؤلاء ابدا «تغيير النظام» السوري، بل حصروا مطالبتهم للاسد «بتغيير تصرفاته».

ومنذ خروج بوش من الحكم ودخول اوباما، تراجعت واشنطن عن المطالبة بتغيير تصرفات النظام، وحاولت استخدام سياسة «الانخراط»، التي تقضي بإقناع الاسد بأن مصالح سورية تكمن في الابتعاد عن حليفته ايران.

الا ان سياسة اوباما لم تنجح في حيازة اي اجماع حولها، وزادها ضعضعة الثقة الكبيرة التي اظهرها الاسد حول ما صوره على انها هزيمة انزلها بواشنطن بعد خروج بوش من الحكم، الامر الذي دفع بعدد كبير من السياسيين الاميركيين الى التشكيك في جدوى الانفتاح على سورية.

ولأنه ثبت من وجهة نظر اوباما ان التعاطي مع سورية مكلف سياسيا ومن غير مردود يذكر، قام الرئيس الاميركي «بوضع دمشق على الرف» ولم يعد يوليها اهمية تذكر في سياسته الخارجية، فيما استمر في تمديد العقوبات عليها سنويا تفاديا لخوض مواجهة مع المعارضين لانهاء العقوبات.

غياب الخطة الاميركية المتكاملة لكيفية التعاطي مع النظام السوري خلق فراغا، حاول سده رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي جون كيري، وهو زار دمشق مع وفد ديموقراطي من الكونغرس في العام 2007 على اثر فوز الديموقراطيين بالاكثرية.

بيد انه في الوقت الذي لم يترك الاسد اي انطباع يذكر على زواره الاميركيين من الوزن الثقيل من امثال رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس هاورد بيرمان، اعجب كيري وزوجته تيريزا هاينز بالاسد وزوجته، واخذا يكرران الزيارات برعاية صديق آل الاسد منذ عهد الرئيس الراحل حافظ، السناتور الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا آرلين سبكتر، والذي خسر مقعده في نوفمبر الماضي.

كيري، وهو من المقربين الى اوباما، نقل اعجابه بالاسد الى الرئيس الاميركي، وحاول المراهنة على تحويل الاسد الى حليف لاميركا في الشرق الاوسط، فملأ الفراغ الاميركي في السياسة تجاه سورية، وتحول كيري الى صلة الوصل بين العاصمتين.

كما جهد كيري لاستصدار مصادقة على تعيين روبرت فورد سفيرا في دمشق، ولكن الجمهوريين عرقلوا هذا المجهود، ما دفع السناتور الاميركي الى الطلب من الرئيس تعيين فورد، مطلع هذا العام، بمرسوم ينتهي في سنة اذا لم يصادق عليه مجلس الشيوخ.

اندلاع التظاهرات المناوئة للاسد، في 15 مارس الماضي، تسبب بحرج لكيري، المراهن دوما على حسن نيات الاسد، فطار السناتور الى دمشق بعد ان اكد له الاسد جديته في السير في مفاوضات سلمية مع اسرائيل. ثم طلب كيري من وزارة الخارجية ارسال فرد هوف، مسؤول ملف سورية في مكتب مبعوث السلام جورج ميتشل، الى دمشق لدفع عملية السلام.

الا ان الاعتماد على عملية السلام لخطب ود الاميركيين لم يؤثر في الشارع السوري، الذي ازدادت تظاهراته عددا وكثافة، وانتشرت في انحاء سورية، فاضطرت الولايات المتحدة كما معظم عواصم العالم الى وقف زياراتها الى دمشق، ولقاءاتها التي كانت مقررة مع الاسد، حتى تتوقف التظاهرات.

في هذه الاثناء، عمد كيري الى اقناع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، بوصف الاسد علنا بالاصلاحي. وعمد الى القول انه «عندما يكون الاسد في موقف ضعف» فان فرص اقناعه بالتوصل الى سلام مع اسرائيل وشراكة مع اميركا تكبر.

على ان الشرط الاساسي لاي حوار اميركي مع سورية هو توقف التظاهرات، اذ لا ترغب اميركا في ان تبدو بمظهر الدولة التي تزور الاسد وتبارك قيام قواته الامنية باطلاق النار على المتظاهرين. ومع مرور الاسابيع، بدا ان التظاهرات لن تتراجع وصار الصمت الاميركي تجاه سورية، والذي يدعو اليه كيري، بمثابة تحامل من اوباما لصالح الاسد وضد المتظاهرين السوريين.

هذا الصمت هو الذي دفع ليبرمان الى القيام «بنشاط استثنائي للتعويض عن صمت الادارة تجاه سورية»، حسب احد المقربين منه، فاعطى اكثر من مقابلة تحدث فيها عن الشأن السوري وادان قمع النظام للمتظاهرين وقتل الابرياء.

ومع ان ليبرمان اعلن انه لا ينوي الترشح لولاية خامسة في مجلس الشيوخ، اي ذهابه الى التقاعد مع نهاية العام 2012، الا ان السناتور الديموقراطي الهوى يتمتع بثقل سياسي كبير، وهو واحد من ثلاثة يعدون من ابرز اركان السلطة التشريعية الاميركية في السياسة الخارجية الى جانب كيري والسناتور الجمهوري جون ماكين.

وليبرمان قريب جدا من ماكين، والاثنان يمارسان الضغط على كيري للتراجع عن دعمه للاسد، في وقت قالت مصادر في الكونغرس ان ليبرمان ينوي «تحقيق اجماع بين الثلاثي لادانة الاسد ونقل الاجماع الى الرئيس اوباما».

واضافت المصادر ان دوافع ليبرمان في العمل على ادانة الاسد ووقف قتل المتظاهرين هي «انسانية محض تأتي من سياسي اعلن تقاعده قريبا».

ونقلت عن ليبرمان ان قيام واشنطن بالطلب من «اصدقائها في مصر واليمن التنحي، والتزام الصمت في وجه انظمة دعمت عمليات ادت الى مقتل اميركيين كسورية، يرسل رسالة مفادها ان واشنطن تتخلى عن الاصدقاء المعلنين فقط».

من ناحيته، (ا ف ب) - دان الرئيس الاميركي، الجمعة، استخدام العنف ضد المتظاهرين، متهما النظام السوري بالسعي للحصول على مساعدة ايران لقمع التحركات الاحتجاجية. وقال اوباما في بيان، ان «الولايات المتحدة تدين باشد العبارات استخدام الحكومة السورية للقوة ضد المتظاهرين»، مؤكدا ان «هذا الاستخدام المروع للعنف ضد التظاهرات يجب ان يتوقف فورا».

ورأى ان اعمال العنف تدل على ان اعلان النظام رفع حال الطوارئ لم يكن «جديا»، متهما في شكل مباشر الاسد بالسعي للحصول على مساعدة طهران لقمع الاحتجاجات.

وتابع اوباما: «عوضا عن الاستماع لشعبه، يتهم الرئيس الاسد الخارج ساعيا في الوقت عينه للحصول على المساعدة الايرانية لقمع السوريين باستخدام السياسات الوحشية نفسها المستخدمة من قبل حلفائه الايرانيين».

وقال: «نعترض في شدة على المعاملة التي تخص بها الحكومة السورية مواطنيها ولا نزال نعترض على موقفها الذي يزعزع الاستقرار، بما في ذلك دعمها للارهاب ولجماعات ارهابية». وكان البيت الابيض عبر قبيل تصريح اوباما، عن قلقه في شأن العنف، ودعا الحكومة السورية وكل الاطراف الى وقف الاضطرابات.

الجمعة، 22 أبريل 2011

الجزيرة: الشعب السوري يريد اسقاط النظام

الاسد يحتضر: تظاهرات اسقاط النظام تعم سورية وتصل دمشق والامن يوقع 72 قتيلا حتى الان

ملخص احداث سوريا ليوم الجمعة العظيمة 22 نيسان (ابريل) 2011 في هذا الفيديو.

هذه هي المناطق التي اكدت صفحة "الثورة السورية" خروج التظاهرات فيها -دمشق، الحجر الأسود ، الميدان، القدم، الزاهرة، برزة، القابون - ريف دمشق حرستا، دوما، داريا، الكسوة، الزبداني، التل، زملكا،عربين،عرطوز ، يبرود المعضمية،قطنا - حمص، تلدو، دير بعلبة، الرستن، تل كلخ، القصير - درعا، جاسم، ازرع، الشيخ مسكين، الحراك - حماة، السلمية، صوران - ادلب، جرجناز، بنش، معرة النعمان - اللاذقية، جبلة -طرطوس، بانياس - القامشلي، عامودا، الدرباسية، راس العين - دير الزور ، البوكمال، الميادين - الرقة، الطبقة - منطقة صلاح الدين في حلب

مناورة اميركية لتأجيل التصديق على الدولة الفلسطينية

في مقابلة مع قناة فرانس 24، اعتبر الباحث حسين عبد الحسين ان المبادرة الاميركية للسلام التي يجري الحديث عنها هي اكثر منها مناورة من اجل تخفيف الضغط الدولي على واشنطن الذي يتجه الى التصديق على قيام دولة فلسطينية في الجمعية العمومية للامم المتحدة.

الخميس، 21 أبريل 2011

الاسد والبحث عن عدو

تلفزيون الدنيا التابع لرامي مخلوف قام باتهام سعد الحريري ومساعديه بالتورط في اندلاع الثورة السورية

يحار نظام بشار الاسد في من يتهم باندلاع ثورة شعبية تطالبه بالتنحي عن بلاد يحكمها واباه منذ 40 عاما. تارة عصابة مسلحة، ثم ارهابيين، ثم تيار المستقبل اللبناني وسعد الحريري، والسعودي بندر بن سلطان، ثم النائب اللبناني جمال الجراح، الذي وعد بتهريب "الدبابات" الى سورية حسب اعترافات مزعومة بثها التلفزيون السوري. بعد ذلك قام تلفزيون رامي مخلوف "الدنيا" ببث تقرير قال فيه ان مكتبين اعلاميين في بيروت وفي عمان تحت اشراف بندر والحريري ومروان حمادة وهاني حمود، يعملان على انتاج الدعاية الطائفية، كل ذلك للنيل من الموقف السوري "الداعم للمقاومة في حرب 2006 وحرب غزة 2008".

حتى "حزب الله" في لبنان يعلم انه اثناء حربه مع اسرائيل، ارسل الاسد رسائل الى اسرائيل انه لا يود دخول الحرب، بل يرغب في مباشرة مفاوضات السلام. وفيما كانت اسرائيل تدك بيروت، ارسل الاسد رجل الاعمال السوري المقيم في واشنطن ابراهيم سليمان الى الاسرائيليين، ثم ذهب سليمان الى الكنيست الاسرائيلي في آذار 2007. هذه القصة ثبتها آلون ليئيل مدير عام وزارة الخارجية السابق ورئيس جمعية الصداقة الاسرائيلية – السورية في حديث علني في واشنطن.

على من يضحك ازلام الاسد ان الحريري وبندر يريدان النيل من النظام السوري لمواقفه في دعم المقاومة المزعومة؟ اية مقاومة يتحدثون عنها؟ حتى حزب الله لن يبادر الى اشعال الحرب مع اسرائيل. هذه صفحة ويكيليكس تظهر ان مساعد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ابلغ المسؤولين الاميركيين ان "حزب الله" لن يهاجم اسرائيل الا ان بادرت هي الى الهجوم.

الم يلاحظ العرب ان كل جبهة يعلنون النصر فيها تتحول الى سكينة تامة. هذا نصر حرب اوكتوبر 1973، وهذا النصرالالهي 2006. بعد كل نصر، يسود الهدوء لان العرب يدركون فداحة الحرب التي لم يقدروا على حسمها لمصلحتهم، فيرتضون نصرا كلاميا وكان الله يحب المحسنين.

اين هي المقاومة التي يريد الحريري وبندر النيل منها؟ هذا حسن نصرالله وصواريخه، منذ خمس سنوات، لم يطلق ولا طلقة على اسرئيل، على الرغم من عنترياته الكلامية بتدمير مطارات ومرافئ. ماذا فعل نصرالله بالسلاح بعد العام 2006؟ احرق تلفزيون وجريدة المستقبل وهدد وليد جنبلاط ليتراجع عن تسمية الحريري ويسمي ميقاتي بدلا منه رئيسا لحكومة. هذه هي المقاومة وسلاحها منذ 2006.

العدو والاعداء والمؤامرات وافشال المخططات الغربية ضد المقاومات، هذا ما يتحدث عنه يوميا بشار الاسد وحسن نصرالله. قد يكون اهالي درعا من غير الميسورين. قد يعاني اهالي بانياس من انعدام فرص العمل. لكن لا السوريين ولا اللبنانيين مغفلين، ولم تعد تنطلي عليهم اكاذيب الاعلام السوري واللبناني الموالي له عن ان "لاصوت يعلو فوق صوت المعركة". لماذا يبحث بشار الاسد عن عدو؟ ليخفي عيوبه باستخدام القوة، وليبرر استخدام القوة بادعاء انه يستخدمها ضد الاعداء الوهميين.

ماذا تريدون ان يقول بشار الاسد؟ هذه 11 عاما في الحكم، "ستروا ما شفتوا منا" وحان الدور لرئيس من غير بيت الاسد ليحكم سورية؟ ماذا يحصل لـ "سورية الاسد" في هذه الحالة؟ تصبح سورية الحرة الديموقراطية؟ ثم ماذا يفعل الاسد، يتقاعد وهو ابن 45 عاما ويكتب مذكراته؟ ام يفتح عيادة عيون؟

ماذا يشتغل نصرالله اذا توصل العرب الى سلام مع اسرائيل؟ رجل دين؟ هل هناك رجل دين في العالم متورط في السياسة والاعيبها واكاذيبها اكثر من نصرالله؟

كل هذه الصواريخ، ويا قدس اننا قادمون، طيب ماذا ينتظر نصرالله ليشن هجومه على اسرائيل؟ اذا كان نصرالله اقوى من اسرائيل، فواجبه ان يقضي عليها والا فهو عميل. واذا كان نصرالله اضعف من اسرائيل، فليصارحنا بذلك وليدعنا من عنترياته وليتركنا نعيش في دول ديموقراطية فيها تداول للسلطة وشفافية ومحاسبة من دون قصة التأهب الدائم لمواجهة الاعداء الذين كل ما فزنا عليهم ازداد تأهبنا.

مضى على احتلال الجولان 38 عاما، ومضى على احتلال مزارع شبعا 38 عاما. اجيال تلد وتموت، والاسد ونصرالله يصران على ابقائنا في وضع طوارئ وتأهب، مواجهة اسرائيل، مقاومة الغرب،احباط مشروع تقسيم المنطقة لاضعافها (وكأن المنطقة موحدة وقوية في الوقت الراهن).

كلها اعذار واهية يختبأ خلفها فساد الاسد ونزق نصرالله للقوة، منذ ما قبل ان نلد والى مابعد ان نموت. هذا عدو، وذلك عميل وهذه مؤامرة، وذاك طائفي. اسرائيل، ومحافظون جدد، وجيش اميركي في العراق، وعندما عبر الجيش الاميركي الى سورية لتصفية احدهم، صال وجال وليد المعلم ان سورية تحتفظ بحق الرد، وكان الرد هو اغلاق المركز الثقافي الاميركي. هل تحتاج سورية لقانون طورائ لتغلق مركزا ثقافيا واحدا؟ ثم ماذا ينفع اسد الصمود والتصدي عندما تضرب له اسرائيل مفاعله النووي وهو – الى اليوم – يتوعد بالرد.

ولكن على الرغم من الفزاعة المسماة اسرائيل، لا يستطيع الاسد ان يتهم الثورة السورية بانها اسرائيلية، اذ ان ذلك سيعني ان اربعة عقود من قانون الطوارئ، ومازالت اسرائيل قادرة على تدبير مؤامرات داخل سورية. ثم ان كانت اسرائيل هي المذنبة، فالرد عليها متعذر على الاسد ونصرالله.

لذلك، كان لا بد من البحث عن عدو. قامت سورية في الماضي بتحويل رفيق الحريري الى شماعة علقت عليه كل شرورها الدولية وفساد ضباطها في لبنان. تحمل الحريري حتى وصل اليوم الذي قال فيه (في مقابلة للحياة) "ليس على حساب كرامتي بعد اليوم". والشخص الذي ينتصر لكرامته مع آل الاسد والخواجة نصرالله، يموت.

السوريون ليسوا اغبياء، ولا اللبنانيين. الاسد ديكتاتور محتكر للسلطة وفريقه فاسد محتكر لخيرات سورية، وعلى الاسد الرحيل، لذا قامت الثورة السورية. لا بندر ولا حريري ولا اسرائيل خلف الثورة السورية، بل سوريين شرفاء نبلاء تحملوا الكثير من العيش تحت احذية مخابرات الاسد، التي مازالت تدوس على اجسادهم في ساحات بانياس وغيرها.

غدا موعد الحرية.

الجزيرة: بعد رفع الطوارئ المدن السورية تتحدى الاسد وتستعد للجمعة العظيمة

الاثنين، 18 أبريل 2011

واشنطن بوست تكرر محاولتها دعم الأسد إعلاميا

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

للمرة الثانية في اقل من 20 يوما، تهب صحيفة «واشنطن بوست» لتقديم العون الاعلامي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، في توقيت يبدو انه يهدف الى دعم موقف النظام والنيل من صورة معارضيه.

في 30 مارس الماضي، قام وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بتمرير خريطة اهداف الى مراسلة الصحيفة في القدس جانين زكريا، زعم فيها ان الجيش الاسرائيلي وضعها تحسبا لاندلاع حرب وشيكة مع «حزب الله».

ومع ان زكريا لم تذكر باراك بالاسم بل اكتفت بالاشارة اليه على انه «وزير في الحكومة الاسرائيلية»، الا ان التصريحات التي ادلى بها في حينه عن معرفته للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ولنجله وخلفه بشار، وقوله ان اسرائيل تفضل ان تتعامل مع «الشيطان الذي تعرفه»، كشفت هوية الوزير، التي لم تنفها مصادر الصحيفة لاحقا.

كان الهدف من «تسريبة» باراك اثارة ضجة اعلامية حول دور سورية في دعم «حزب الله»، وتعزيز صورة الاسد في مواجهة اسرائيل وتاليا «الشرعية الشعبية» التي يحصل عليها الرئيس السوري من قنبلة اعلامية بدأت في صحيفة اميركية، وتلقفتها ابرز الصحف اللبنانية الموالية لدمشق، فحذفت منها مقاطع التمجيد الاسرائيلية للاسد وابقت فقط على مقاطع «الدعم» السوري لـ «حزب الله».

امس، قامت «واشنطن بوست» بمحاولة مشابهة لدعم الاسد، وان بمقاربة مختلفة، فتصدر صفحتها الاولى تقرير بعنوان «الولايات المتحدة دعمت مجموعات سورية معارضة».

وقدمت على موقعها الالكتروني ست وثائق سرية مصدرها السفارة الاميركية في دمشق ووجهتها وزارة الخارجية، حصلت عليها من موقع «ويكيليكس».

كاتب المقال، مدير مكتب الصحيفة في برلين كريغ ويتلوك، قال ان تمويل واشنطن للمعارضة السورية بلغ 12 مليون دولار بين الاعوام 2005 و2010، اي بمعدل مليونين و400 الف دولار سنويا، وهو مبلغ متواضع جدا مقارنة بالاموال التي تنفقها واشنطن على برامج دعم الديموقراطية في دول اخرى.

واعتبر ان التمويل بدأ بعد العام 2005، وهو العام الذي سحبت فيه واشنطن سفيرتها مارغريت سكوبي من دمشق على اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري. وحسب المقال، فان الاموال تضمنت تقديم ستة ملايين دولار لتلفزيون «بردى» المعارض، والذي بدأ بثه من لندن في ابريل 2009، وان الاموال الاميركية المخصصة للتلفزيون استمرت، حسب الوثائق، حتى سبتمبر 2010.

وكتب ويتلوك انه في ابريل 2009، قامت «اعلى ديبلوماسية في السفارة» بارسال مذكرة حذرت فيها من كشف السوريين للتمويل الاميركي، وهو ما «ستعتبره الحكومة السورية بمثابة محاولة لتغيير النظام».

واقترحت الديبلوماسية، التي لم يذكرها المقال بالاسم والتي اظهرت الوثائق انها القائمة بالاعمال في دمشق حينذاك والسفيرة في بيروت حاليا مورا كونيلي، اعادة النظر في برامج التمويل الاميركية «للفصائل المناوئة للحكومة» السورية.

ولفتت كونيلي الى ان «المخابرات السورية» عمدت الى التحقيق مع سوريين اشتبهت انهم كانوا على اتصال بالسفارة وباميركيين زاروا دمشق مثل جيم برنس، رئيس «مجلس الديموقراطية» الذي تلقى الاموال الحكومية ومن المفترض انه مررها الى التلفزيون، والموظف في الخارجية الاميركية جوزف برغوت، وهو سوري اميركي. ويتلوك سأل مدير التلفزيون مالك العبدة، شقيق انس العبدة رئيس «حركة العدالة والبناء» السورية المعارضة، حول تلقي قناته اموالا اميركية، فرفض المدير الاجابة. كذلك رفض برنس الاجابة.

وورد في المذكرتين حول التمويل، اللتين تم ارسالهما في مارس وابريل 2009، ان كونيلي لا تعرف ما يعرفه السوريون عن هذا التمويل، وانها اعتبرت ان المخابرات السورية اخترقت «حركة العدالة والبناء»، وتوصلت الى «تقفي اثر المال» الاميركي.

بيد ان ما فات ويتلوك هو انه مع انتخاب باراك اوباما رئيسا مع نهاية العام 2008، توقفت الاموال الاميركية وغير الاميركية المخصصة للمعارضة السورية في المهجر، الامر الذي اجبر «جبهة الخلاص» المعارضة، التي يترأسها نائب الرئيس المنشق عبد الحليم خدام من باريس، الى اقفال فضائيتها زنوبيا، ما اجبر بدوره مديرها بشار السبيعي، ابن الممثل المعروف رفيق السبيعي، الى الانشقاق عن «الخلاص» ومغادرة واشنطن الى دمشق في ابريل 2009.

ومن غير المستبعد ان يكون السبيعي، وهو شارك في برامج على «تلفزيون بردى» مثل برنامج الخطوة الاولى الذي كان يقدمه المعارض والناشط في المجتمع المدني والمتلقي علنا لاموال اميركية لبرامجه حول الديموقراطية عمار عبد الحميد، قدم ما يعرفه عن عمل المعارضين في الولايات المتحدة وعلاقتهم بالحكومة الاميركية الى المخابرات السورية، في نفس الوقت الذي اشتبهت فيه كونيلي باقتراب السوريين من كشف الاموال الاميركية لبرامج الديموقراطية.

ومن المتداول في اوساط العاصمة الاميركية ان دعم المعارضين المالي توقف تماما مع بداية العام 2009 بعد انتخاب باراك اوباما رئيسا.

بيد ان قصة ويتلوك، التي تصور المعارضة على انها اداة تمولها واشنطن لتغيير النظام، تطرح تساؤلات عديدة، اولا في توقيتها حيث يعمد النظام الى اخماد حركة شعبية معارضة مندلعة منذ 18 مارس الماضي.

كما يثير التساؤلات قبول «واشنطن بوست»، للمرة الثانية في اسبوع، نشر وثائق من «ويكيليكس»، اذ من المعروف ان مؤسس الموقع جاك اسانج، لطالما اصر على استثناء الصحيفة من تسريباته، بل وهاجمها علانية لانها نشرت مقالة وصفته بـ «الفكاهي»، وشبهته بوزير الاعلام العراقي السابق محمد الصحاف.

والتساؤلات تتعلق كذلك بتجاهل ويتلوك لمذكرات ارسلتها السفارة الاميركية في دمشق، خصوصا كونيلي، في تواريخ قريبة من تواريخ المذكرات التي نشرتها الصحيفة.

المذكرات التي تم تجاهلها منشورة على «ويكيليكس»، وتتحدث فيها كونيلي عن نية السفارة الاميركية في دمشق «استخدام كل الامكانات المتاحة» لها، خصوصا داخل الصحيفة الوحيدة المملوكة من القطاع الخاص، اي «جريدة الوطن، لتضخيم صوت واشنطن» في سورية.

يذكر ان «الوطن»، التي يبدو ان السفارة الاميركية اقامت معها علاقة سرية، تتبع لرامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري. ومع ذلك، تجاهل ويتلوك علاقة واشنطن بـ «الوطن» وسلط الضوء فقط على علاقة اميركا بـ «تلفزيون بردى».

كذلك، يتجاهل ويتلوك مذكرات سورية اخرى من «ويكيليكس» قد تحرج نظام الاسد. ففي فبراير 2010، كتب القائم بالاعمال في دمشق تشارلز هنتر ان مسؤولين اميركيين سلموا نائب وزير الخارجية فيصل المقداد تحذيرا من قيام سورية بتمرير صواريخ باليستية الى «حزب الله»، وان المقداد اكد للاميركيين ان الحزب لن يشن حربا على اسرائيل، وانه «نقل نية حزب الله في الرد فقط في حال قامت اسرائيل بالهجوم اولا».

مقالان لـ «واشنطن بوست» في اقل من ثلاثة اسابيع وفي خضم اتساع رقعة التظاهرات الشعبية المطالبة برحيل الاسد، يحاولان تصويره في دور الداعم لمواجهة اسرائيل وتصوير معارضيه على انهم ادوات اميركية. المقال الاول كان تسريبة من وزارة الدفاع الاسرائيلية المعروف عنها تأييدها لبقاء الاسد ولابرام السلام معه، والثاني تجاوز العدائية بين الصحيفة وويكيليكس وسلط الضوء على ما يحرج جزءا من المعارضة محاولا التعميم عليها بأكملها ومتجاهلا مذكرات تنتقص من دور الاسد واعلامه وتظهره في مظهر المتعاون ضمنيا مع واشنطن على الرغم من اعلانه عصيانها.

اما الاجابة للتساؤلات فقد تظهر في مذكرات «ويكيليكس» مستقبلية.

ملخص احداث الثورة السورية ليوم 18 نيسان، عبد الحسين: حتى ادارة بوش لم تسعى لقلب نظام الاسد

ملخص احداث الثورة السورية من قناة "فرانس 24" ليوم 18 نيسان 2011،. تظاهرات في حمص تطالب برحيل الاسد وقوات الامن تفتح النار وتوقع اصابات. المحلل السياسي حسين عبد الحسين ردا على تقرير واشنطن بوست عن تمويل اميركا للمعارضة السورية: حتى نظام بوش لم يعمل يوما على اسقاط نظام الاسد. حزب الله نظم يوما في بيروت لدعم ديكتاتور سورية.

إدارة أوباما تعيّن ستيفن سايمون مديراً للشرق الأوسط في «الأمن القومي»

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

علمت «الراي» ان ادارة الرئيس باراك اوباما قررت تعيين ستيفن سايمون مديرا للشرق الاوسط في مجلس الامن القومي.

ويشتهر سايمون في اوساط واشنطن، بأنه من ابرز المؤيدين لبدء الحوار مع «حزب الله»، وينضم بذلك الى مستشار اوباما لشؤون الارهاب جون برينان، الذي غالبا ما يدعو علانية الى حوار مباشر مع الحزب.

وسايمون يشغل حاليا مركز باحث في مركز ابحاث «مجلس العلاقات الخارجية» المرموق، وهو كتب في يناير الماضي مقالة بعنوان «نزع سلاح حزب الله: دعم الثبات الاقليمي»، جاء فيها ان الحزب «على غرار الجيش الجمهوري الايرلندي قبل 15 عاما، قد يكون مستعدا للانتقال بحزم الى العمل السياسي حصرا»، وان الحوار مع «حزب الله» يبدأ «عبر قنوات خلفية يقودها مسؤولون اميركيون من الصف الثاني الى ان يتم التأكد من نية حزب الله التعاون».

ويعتقد سايمون ان «المنظمة قابلة اكثر الى نزع سلاحها بهدوء ومن خلال مفاوضات بدلا من فعل ذلك امتثالا لاوامر من قوى خارجية»، وان «مقاربة هادئة لنزع السلاح تحمي الادارة في حال لم تؤد جهود نزع السلاح الى نتائج».

وكتب سايمون انه «باستثناء الدعم اللوجستي الذي يعتقد ان حزب الله قدمه لتفجير ابراج خبر في العام 1996، وتدريبه المزعوم لجيش المهدي في العراق منذ سنوات عديدة، لم يستهدف حزب الله الولايات المتحدة منذ جيل مضى».

على صعيد متصل، تظاهر مئات السوريين الذين جاؤوا من انحاء الولايات المتحدة امام السفارة السورية في العاصمة الاميركية. وبعكس التظاهرات السابقة، كان العدد كبيرا جدا. هذه المرة لم يختبئ اي من السوريين هربا من عدسات الاعلاميين، بل صرخوا وهتفوا علانية شعارات تندد بنظام الرئيس بشار الاسد وتدعوا صراحة الى تنحيه.

وعلى مدى اكثر من ثلاث ساعات، تحدث عدد من الناشطين وهتفوا شعارات، «هلل يا شعب يا ثاير، من سورية هلت البشاير»، و«سورية حرة وبشار يطلع برة». ووعد الخطباء بتقديم كل ما يقدرون عليه لمساعدة اخوانهم داخل سورية، معنويا والكترونيا.

وعبّر عدد منهم عن قلقهم لمصير اقربائهم في الوطن، ولكنهم اعتبروا ان «المعركة من اجل الاستقلال الثاني لسورية تستحق كل التضحيات».

وقال عدد من المتظاهرين انهم لا يؤمنون «بجدوى الاصلاح»، وان «الاصلاح الوحيد يكمن في رحيل بشار الاسد ونظامه على غرار (رئيس تونس السابق) زين العابدين بن علي و(رئيس مصر السابق) حسني مبارك».

الأحد، 17 أبريل 2011

بعد خطابه الثاني، السوريون مستمرون بالتظاهر ويطالبون الاسد بالرحيل

صورة لمتظاهرين سوريين في اللاذقية في تظاهرات يوم الجلاء، اليوم الاحد، وهم يختبؤون خلف السيارات بين الازقة فيما حمل احدهم العلم السوري عاليا.

الآن وقد قدم الاسد تنازلاته، واقال حكومته، وعيّن غيرها، واطل على السوريين بخطابين واحد فيه تحدي والآخر فيه اصلاح، ومنح الكرد حوالي 200 الف بطاقة هوية، ووعد برفع قانون الطوارئ، رد السوريون على حاكمهم بالمزيد من التظاهرات في احد الجلاء مطالبين هذه المرة بمطلب وحيد هو رحيل النظام.

وسارت التظاهرات في ريف دمشق في المعضمية والكسوة وفي مدن درعا، واللاذقية، وحمص، وادلب، وبانياس، والسويداء، وحماه، ودوما، وتلبيسة. وكان لافتا خروج التظاهرات في اكبر مدن سوريا، حلب.

ورد نظام الاسد "الاصلاحي" باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في عدد من المدن، وفي القيام بعملية امنية كاملة في قرية تلبيسة، وهي في خراج حماه. في نفس الاثناء، استمرت الماكينة الدعائية لنظام الاسد بتقديم الحجج نفسها والقائلة ان خيار السوريين هو بين بقاء الاسد حاكما لهم الى الابد، او الفوضى، وخصوصا الحرب الاهلية. ولتدعيم هذه الدعاية، قدم التلفزيون السوري قصة مفبركة تدّعي ان السلطات السورية صادرت شحنة من الاسلحة في داخل شاحنة كان يقودها عراقي من العراق الى سوريا.

السؤال هنا، لماذا اختار العراقيون هذا التوقيت لمحاولة العبث بالامن السوري في وقت تشهد العلاقة بين بغداد ودمشق هدوءا يقارب الصداقة فيما لم يرسل العراقيون اسلحة في الماضي عندما كانت العلاقة بين الدولتين تمر بمراحل متوترة؟ والاجابة الارجح، مفادها ان العقل المتحجر للدعاية السورية لم يبتكر حتى الان قصص مفبركة جديدة غير تلك القديمة التي كانت تتحدث عن مؤامرات اميركية وصهيونية وعراقية وهمية للنيل من الاستقرار السوري، وهذه قصص عفى عنها الزمن وصار السوريون يعرفون اضاليلها اكثر من غيرهم.

الجزيرة: تظاهرات في درعا والسويداء وحلب تطالب برحيل النظام السوري عقب خطاب الاسد الى الحكومة الجديدة

الجزيرة: تظاهرات في درعا والسويداء وحلب تطالب برحيل النظام السوري عقب خطاب الاسد الى الحكومة الجديدة.

الأربعاء، 13 أبريل 2011

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

بقلم نديم قطيش

جريدة النهار اللبنانية

الازمة تستدعي مصارحة من نوع مختلف. فالكثير مما قلته عن نيات البعض ورغباتهم وعواطفهم واحلامهم صحيح. لكنهم لا يختلفون عن بيئة "حزب الله" نفسها عام 1982...

سماحة السيد، لن أضيع وقتك بلعبة مضجرة حول رد التهم التي رميت بها أكثر من نصف الشعب اللبناني، بالتآمر عليك وعلى "حزب الله" إبان حرب تموز، وبعد هذه الحرب. اللعبة المضجرة، تقتضي الإنخراط في ردود عصبية تطعن في التخوين، وتنفي المرتكزات التي ينهض عليها، كما تستدعي النبش في الماضي والحاضر والمستقبل، ربما، عن شواهد وحوادث وادلة للمزايدة عليك بالمقاومة وبتاريخ الإنتساب اليها، بل وبالاسبقية في حمل البندقية في مواجهة إسرائيل.

سأضع هذا جانباً، ليس لنقص في صدقية تلك السجالات أو الردود وبعض أصحابها فعلاً من اهل المقاومة المبكرة، بل لأن طبيعة الأزمة التي بتنا امامها تستدعي مصارحة من نوع مختلف.

أسمح لنفسي، يا سماحة السيد، أن لا أدخل في هذه اللعبة وأن أصارحك بأن في الكثير مما قلته عن نيات، ورغبات، وعواطف، واحلام،... وربما أفعال البعض في لبنان حيال "حزب الله" صحيح. وهؤلاء ليسوا قلة عابرة لا يقام وزن لنياتها ورغباتها وعواطفها واحلامها... وربما أفعالها.

نعم يا سماحة السيد. ثمة لبنانيون راهنوا على هزيمة "حزب الله" في حرب تموز بقدر ما خافوا من إنتصار الحزب فيها. وثمة لبنانيون لم يفهموا لماذا عليهم وعلى دولتهم أن تحمل عبء حرب لم يكونوا شركاء في إتخاذ قرارها ولا كان في وسعهم مساءلة من إنخرطوا فيها. كما لم يفهموا لماذا ينبغي ان يقع على عاتقهم تحمل اكلاف إعادة إعمار الدمار المخيف للحرب.

بل ثمة لبنانيون كثر رغبوا لو يعاقب جمهور "حزب الله" على نتائج الحرب التي غادروا ساحتها ملوحين بالاعلام البيضاء وعادوا اليها رافعين شارات النصر، وهاتفين بشعار "فدى السيد حسن". هم أنفسهم اللبنانيون الذين فتحوا بيوتهم ومدارسهم وساحات قراهم ومدنهم لإستقبال أكثر من مليون نازح من جنوب النار والدمار في تلك الحرب.

نعم يا سماحة السيد. ثمة لبنانيون يخافون من "حزب الله" ولا يمانعون أن يتبدد سبب خوفهم بأي طريقة متوافرة، هم الذين يختبرون يومياً أن الحزب المخيف لا يمانع في أن يوفر لهم الاسباب والبراهين التي تعزز من صدقية هذا الخوف. فكيف إذا كان الحزب هو من جر على نفسه وعلى البلد سبل الاضعاف والإنهاك؟!

هؤلاء اللبنانيون، لم يقولوا أكثر مما قاله الوزير محمد خليفة حين عبر عن اقتناع بتورط "حزب الله" في الاغتيالات والتفجيرات في لبنان، وهذه شهادة تتجاوز في قيمتها السياسية اي قرار ظني مرتقب... قال خليفة "إذا فشلت سوريا في التوصل إلى ترتيب مع لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة ومحكمة الحريري، فإن حزب الله سيجعل حياتنا جحيماً، وستكون هناك عودة إلى السيارات المفخخة والهجمات الإرهابية".

هؤلاء اللبنانيون لم يسعوا الى أكثر مما تحدث عنه الوزير والنائب ياسين جابر، من ايجاد السبل لوقف تهريب السلاح، ليس لأنهم متآمرون، بل لأنهم، كما السيد جابر، مؤمنون أن الحزب "دمر سبل العيش".

نعم يا سماحة السيد، ثمة لبنانيون كثر فازوا في الإنتخابات النيابية الشرعية مرتين متواليتين ولا يشاطرون "حزب الله" إقتراحه حول نوعية الصراع مع إسرائيل. بل أصارحك القول إنني سمعت من كثر من هؤلاء ما يثبت أن حساسيتهم حيال السلاح أعلى بما لا يقاس من حساسيتهم حيال إسرائيل، لأن هؤلاء مقتنعون بأن الطائرات الاسرائيلية لن تَغير على لجان فرز الاصوات في أقلام الاقتراع إذا ما بدت النتيجة مغايرة لشهوات تل ابيب، بقدر إقتناعهم ان "حزب الله" لن يتردد لحظة في استخدام سلاحه من أجل تغيير نتائج العملية الديموقراطية، وهو لم يتردد.

هؤلاء يا سماحة السيد يشعرون، فعلا، ان الخطر الحقيقي اليوم هو على النظام السياسي والحياتي والإجتماعي والاخلاقي وليس متأتياً عن اي إجتياح اسرائيلي محتمل. نعم النظام نفسه: المهترىء، والضعيف، وغير العصري، والمانع لتمثيل اقل حدةً في نتانته المذهبية... لكن، ايضا، النظام، الذي وإن لم يدخلنا جنة الحداثة المرجوة، ما زال قادرا على حمايتنا من جحيم اللادولة...

بل ثمة، يا سماحة السيد، لبنانيون اليوم يعتبرون بصدق أن هذا السلاح نفسه هو ما يستدعي الحروب الاسرائيلية على لبنان، ليس لأن إسرائيل لا تريد بنا شرا، بل لأن لبنان، وبكل بساطة، انهى عبر سلسلة معقدة من الديناميات السياسية والعسكرية، ومنذ العام 1985، ما يمكن تسميته الرهان السياسي للمغامرة الاسرائيلية العسكرية في لبنان.

نعم يا سماحة السيد إن في الكثير مما قلته دقة في توصيف واقع الناس. جل هؤلاء ما عادوا يشعرون أن المقاومة تمثل حالة وطنية وظيفتها الدفاع عن لبنان في لحظة ضعف الدولة ومؤسساتها كما جاء في خطاب قسم فخامة رئيس الجمهورية، بل باتوا موقنين ان المقاومة تحولت الى مشروع منفصل وخاص وعقيدة مغلقة يتحايلون كل يوم في ابتكار أساليب التعايش القسري معها.

أجزم لك يا سماحة السيد ان بين هؤلاء عملاء وخونة ارادوا الشر بحزب الله من أجل عائدات وضيعة، أو نتيجة ضعف خطير في مستوى الإنتماء الوطني لديهم، وهم ممن لا تخلو المجتمعات منهم في كل الدنيا.

ولكن أجزم لك، باليقين نفسه، أن أكثرية هؤلاء مواطنون لبنانيون صالحون محبون لبلدهم ولأبنائه ولا يريدون له الا كل الخير. ناس وطنيون لم تمسسهم اي علاقة مريبة بسفارة او جهة استخباراتية...

ناس يا سماحة السيد مجرد ناس، وصلوا في لحظة من اللحظات الى الكفر بأحد أهم الاعصاب المؤسسة للعقد الاجتماعي بين مجموعة من البشر وهو مبدأ التكافل والتضامن الاجتماعي...

ناس لا يختلفون في مواقفهم وعواطفهم الراهنة عن بيئة "حزب الله" نفسها التي في العام 1982 رحبت بإسرائيل حين بدا أن الخيار الاسرائيلي يخلصها من سطوة السلاح الفلسطيني الذي أمعن اعتداء على كراماتهم واعراضهم وارزاقهم ومستقبلهم. لا يختلفون عن البيئة التي عبرت عن غزل علني مع اسرائيل طوال عشرة اشهر تلت الغزو الاسرائيلي للبنان... البيئة نفسها التي عشية إختفاء الامام موسى الصدر كانت على إشتباك يومي مع مجموعات الفدائيين وليس مع اسرائيل، وذلك على اقرب الخطوط الى فلسطين المحتلة...

عليه، اعتقد يا سماحة السيد أنك طرحت في خطابك الاخير، علينا وعليك، السؤال الاساس وربما الاهم، ليس منذ التحرير عام 2000، بل منذ نشأة حزب الله عام 1982... "كيف يمكن بناء بلد إزاء مثل هذا المنطق؟".

هذا هو السؤال الذي ينبغي أن لا يتقدم عليه سؤال اليوم، كما لا تنبغي للإجابات عنه ان تتلون بأي لون من ألوان التحايل او التزلف او الإسترضاء أو الرهانات الرغبوية.

طبعا ليست هذه الرسالة المكان المناسب لاقتراح الاجابات ولكنها للقول إن حل هذه المعضلة ليس بالتأكيد عبر المزيد من التعبئة، وهنا ليست صدفة ان مؤسسات "حزب الله" التي تترجم "عقل الحزب" تنتمي الى فئة التعبئة أكانت اعلامية او طالبية او نسائية... كما الحل ليس بسن الحجج وشحذها من أجل حشد الناس خلف المقاومة، وليس، بالتأكيد، بالقفز فوق الإجماع الوطني الذي تكابر المقاومة في عدم الحاجة اليه... فسؤالك يا سماحة السيد، الدقيق والصادق، يقول إنه من دون إجماعات مؤسسة لا تبنى الاوطان...والتفاهم مع الحزب على حاضر ومستقبل سلاحه ومشروعه لا يقع خارج هذه الاجماعات المؤسسة، إذ أن مثل هذا الخلاف ليس بالتأكيد من نوع الاختلافات التي تتكفل في الدول الديموقراطية مؤسسات البرلمان والمحاكم والجيش علاجها.

هؤلاء الناس، يا سماحة السيد، ليسوا فئة ضالة مغرراً بها، بل مواطنون حازوا على غالبية برلمانية مرتين متواليتين وفيهم الكثير الكثير من الذين ينبغي لمواقفهم وعواطفهم اليوم ان تطرح عليك السؤال "لماذا وصلنا الى هنا؟" بدل ان تكون "الهنا" مجرد ذريعة للإستقواء والتخوين والطعن، أو بإعتبار هذه "الهنا" تحصيل حاصل في بلد مكتوب له ان يبقى مقسوماً الى فسطاطين... خونة ومقاومين!!

صحافي

«لوكربي سورية» تنذر بتصعيد أميركي ضد دمشق

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

لفت الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى» ديفيد شنكر، الى قضية حكمت بموجبها محكمة فيديرالية على الحكومة السورية بتسديد ما يقارب نصف مليار دولار كتعويضات لعائلتي مقاولين اعدمهما «تنظيم القاعدة في العراق» في 2004، هما جاك ارمسترونغ وجاك هنسلي، فيما عمدت دمشق الى توكيل محامي صدام حسين رامزي كلارك الذي قام باستئناف الحكم. وفي التفاصيل، ان عائلتا الضحيتين تقدمتا بدعوى مدنية العام 2006 ضد «الحكومة السورية، والرئيس بشار الاسد، والاستخبارات العسكرية ومديرها آصف شوكت»، متهمة دمشق بتقديم «الدعم المادي والموارد» للارهابيين في العراق.

وعقدت المحكمة اولى جلساتها في يناير 2008 على مدى ثلاثة ايام ادلى فيها اربعة خبراء بشهادتهم عن كيفية تسهيل سورية لانتقال «الجهاديين» إلى العراق، وكيفية تقديم نظام الاسد الدعم والملاذ الآمن لشبكة الاردني ابو مصعب الزرقاوي.

وروى الخبراء «كيف كان النظام - وتحديدا الرئيس وصهره شوكت -- على علم بانشطة الزرقاوي وتنظيم القاعدة».

بدورها، اهملت الحكومة السورية الدعوى، ولم تظهر في المحكمة.

وفي سبتمبر 2008، أصدرت المحكمة المحلية لمقاطعة كولومبيا الأميركية مذكرة كتبتها القاضية روز ميري كولير، وجاء فيها ان المدعوين اثبتوا «بادلة مرضية للمحكمة، ان سورية قدمت مساعدة ضخمة للزرقاوي وتنظيم القاعدة في العراق»، ما «ادى الى مقتل جاك آرمسترونغ وجاك هينسلي بقطع رأسيهما».

وورد في الحكم: «تُظهر الادلة ان سورية دعمت، وحمت، وآوت، وقدمت العون المالي لجماعة ارهابية كانت طريقتها في العمل هي استهداف الاميركيين والعراقيين والتعامل معهم بوحشية وقتلهم».

ويعتبر شنكر، «ان القاضية كولير خلصت إلى انه وفقا لسابقة، يمكن أن تُعتبر دمشق في الحقيقة مسؤولة عن التعويضات عن الضرر بموجب قانون حصانات السيادة الأجنبية، وبناء على المبدأ الدولي للحصانة السيادية، اذ فيما لا تتمتع المحاكم الاميركية بسلطة قضائية على الدول الأجنبية، هناك بعض الاستثناءات المعدودة في التشريع الفيديرالي لهذا القانون».

وقال شنكر لـ«الراي»، ان «قضايا الارهاب الذي ترعاه الدول هي إحدى الاستثناءات في القانون التي تسمح للمحاكم الاميركية بتجاوز مبدأ حصانة السيادات»، وانه «اعتبارا من 28 يناير 2008، استغنى القانون الأميركي عن الحصانة السيادية للدول التي ترعى الارهاب، ورحب بالنظر في دعوى الحق الخاص ضد مثل هذه الدول».

وبناء على الحكم، منحت المحكمة تعويضات، طالب بها ورثة آرمسترونغ وهينسلي، عن الاضرار الاقتصادية - كالدخل المفقود الذي سببه الموت المبكر - حيث كان التعويض منخفضا نسبيا، وبلغ اكثر من مليون بقليل لكل عائلة.

الا ان «طريقة الإعدام الوحشية، والمعاناة التي نتجت عن ذلك للضحايا وافراد الاسرة الاحياء، ادت الى زيادة في مبالغ التعويضات عن الأضرار... على أمل أن هذه التعويضات الكبيرة ستردع تقديم المزيد من الرعاية السورية للإرهابيين».

بذلك، حكمت المحكمة في المحصلة النهائية بمنح كل أسرة مبلغ 50 مليون دولار عن «الالم والمعاناة، و150 مليون دولار كتعويضات مادية». ووصل اجمالي التعويضات المتوجب على دمشق تسديده، حسب الحكم النهائي للمحكمة، نحو 414 مليون دولار.

ورغم من لا مبالاتها الاولية، الا ان الحكم الاميركي اثار اهتمام دمشق التي عينت، بعد اقل من شهر على صدوره، اي في اكتوبر 2008، رامزي كلارك ليترافع باسمها بالاستئناف. دفاع كلارك تركز بدوره على تقديم الدفوع الشكلية، فاعتبر اولا انه لم يتم تبليغ الحكومة السورية، وان «حصانة السيادة» تمنح موكليه، الحكومة السورية والاسد وشوكت، «حصانة ضد الملاحقة القانونية لمحاكم الدول».

ويعتقد شنكر ان محكمة الاستئناف ستؤكد الحكم وترفض حجة سورية المطالبة بتطبيق استثناء «قانون حصانات السيادة الأجنبية». ويقول انه «كما هو الحال مع ايران، فان انتزاع اصول من سورية، للوفاء بالتعويضات لعائلتي آرمسترونغ وهينسلي، سيثبت ايضا بانه يشكل تحديا» اذ «لدى دمشق اصول قليلة نسبيا في الولايات المتحدة، كما لا يمكن التصرف بممتلكاتها الديبلوماسية».

بيد ان المحامي ستيفن بيرليس، طرح امكانية «التركيز على الأصول السورية في اوروبا حيث تقر عدد من الدول بالتعويضات عن الأضرار، إن لم تكن مادية، الصادرة من محاكم أميركية. ويقول شنكر ان القضية تظهر ان «سلوك سورية لا يشكل فقط مشكلة لدول اخرى، بل هو مشكلة لواشنطن كذلك».

ويضيف: «بينما من الممكن في النهاية الوفاء بهذا الالتزام السوري، على غرار الترتيب الذي تم التوصل إليه مع ليبيا، بحيث يتخلى فيه الأسد عن دعمه للإرهاب ويُنهي سعيه للحصول على اسلحة نووية ويُغير توجهه الاستراتيجي مقابل إعادة التقارب مع واشنطن، الا ان هذا النوع من الصفقات لا يزال بعيدا».

ويختم: «في الوقت الحالي الحكم مفيد ليذكرنا بان الدعم السوري للارهاب يقتل الأميركيين».

ممثل ليبيا يطلب من واشنطن التخلص من القذافي ويتهم تركيا وألمانيا بالانحياز

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

طالب السفير المنشق عن نظام معمر القذافي ممثل المجلس الانتقالي الليبي في واشنطن علي العجيلي الولايات المتحدة باستعادة ادارتها للعمليات العسكرية، التي يقوم بها تحالف الناتو في بلاده منذ 19 مارس الماضي، ومساعدة الليبيين في التخلص من القذافي.

ووجه انتقادات الى كل من تركيا والمانيا، واتهمهما بالانحياز لجهة العقيد الليبي، ما دفع بسكان بنغازي الى التظاهر ضد حكومة تركيا وموقفها.

وقال في محاضرة عقدها في مركز ابحاث «اميريكان انتربرايز انستيتيوت»، اول من امس: «نحن نريد الولايات المتحدة ان تكون اللاعب الرئيسي في هذه الازمة، ونريدها ان تتخلص من القذافي». واضاف «ان القذافي يعمل لكسب الوقت، ويرسل المبعوثين الى الدول». وقال انه كان سعيدا لسماعه رئيس المجلس الانتقالي يرفض المبادرة الافريقية لخلوها من سيناريو خروج القذافي من الحكم، وتابع انه «لو كان القذافي جديا في الالتزام بالمبادرة لكان سحب قواته من المدن».

وقال العجيلي ان المجلس الانتقالي في بنغازي لن يرضى بالدخول في اي مفاوضات مع القذافي او نظامه «غير المفاوضات حول كيفية تخليه عن السلطة وخروجه وعائلته من ليبيا»، وان «اي حل لا يتضمن خروج القذافي هو حل مرفوض»، وان الثوار في ليبيا مصرون على المضي قدما حتى التخلص من نظام العقيد.

وحذر سفير القذافي السابق من بقاء العقيد حاكما في ليبيا، وقال: «ما نحتاجه هو اتمام المهمة... اذا بقي (القذافي) لن يعاني الليبيون وحدهم، بل انتم الاميركيون سوف تعانون كذلك، وانتم تعرفون من التاريخ انكم ستعانون... اذا بقي القذافي، فسترون المزيد، لا يمكن لاحد ان يتنبأ بما سيفعله في حال بقي في الحكم، هذه هي المشكلة التي نواجهها». وقال ايضا: «القذافي رجل خطير، وهو لن يسمح لليبيين بأن ينعموا في حياتهم طالما هو موجود». واضاف ان من تبقى بجوار القذافي هم مرتزقة معظمهم افارقة ممن يدفع لهم العقيد الليبي مبالغ كبيرة للقتال في صفوف كتائبه الستة، الاحسن تجهيزا، والتي يرأس كل واحدة منها واحد من ابنائه.

واضاف انه عندما قبل القذافي بقرار مجلس الامن رقم 1973، والقاضي بالسماح باستخدام الاعمال العسكرية لحماية المدنيين من كتائب العقيد، «قبل بالقرار في الوقت نفسه الذي تقدمت فيه قواته نحو بنغازي، ولو لم تتم مقاومة هذه القوات، لكنا امام كارثة» مثل المجزرة التي حصلت في ورواندا في التسعينات.

واعتبر العجيلي ان المقاتلين الليبيين سابقا مع «القاعدة» «بدلوا من تصرفاتهم وهم الآن جزء من الانتفاضة الليبية». وقال: «لا تأخذوا هذا لتقولوا ان الحزب الذي يحارب في ليبيا هو القاعدة... بعض الاعلام الغربي يقول ذلك، ولكن هذا غير صحيح».

وطلب من «الغرب» تقديم المساعدة الى مدينة مصراتة، ووصفت بـ «ستالينغراد ليبيا، فالمعارك تدور فيها منذ ستة اسابيع». وحسب العجيلي، فان ملف ليبيا يختلف عن ملفي العراق وافغانستان.

وتمنى العجيلي ان تحذو واشنطن حذو باريس وروما وتعترف بالمجلس الانتقالي كممثل وحيد لليبيا.

وختم العجيلي بتوجيه الانتقاد الى حكومة تركيا، وقال ان للاتراك مصالح مالية مع القذافي، وان الليبيين تظاهروا ضد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان عندما اقترح الاخير ان يقوم القذافي بتسمية خلفه كحل للصراع، وان القذافي كان سيسمي نجله سيف الاسلام لخلافته، وان هذا حل مرفوض من الليبيين الذين تظاهروا في بنغازي منددين بتركيا.

اما عن المانيا، فتساءل العجيلي عما كان سيكون عليه مصير الالمان تحت هتلر لو لم يتدخل الاميركيون لانقاذهم من حكمه.

النائب اللبناني جمال الجراح يرد على مزاعم التلفزيون السوري عبر قناة الحرة

النائب اللبناني جمال الجراح يرد على مزاعم التلفزيون السوري التي اتهمته بتزويد مخربين بالسلاح داخل سورية ويسخر من ادعاءات التلفزيون ان اللبنانيين كانوا ينوون تهريب "دبابات" الى سورية. كذلك، يعلق المعارض رضوان زيادة على وثيقة المخابرات السورية حول كيفية قمع الثورة السورية.

شاهد موضوعية تلفزيون حزب الله عن سورية

يحاول الضيف من مصر ان يوجه انتقادات للنظام السوري بالقول ان الشعوب العربية لا يمكن ان تقاوم اذا لم تتحرر، ومقدم تلفزيون المنار يحاول اسكاته اولا، ثم يرتبك، ثم يحاول اسكاته ثانية، فيخرج الضيف من الاستوديو. هذه هي موضوعية تلفزيون المنار التابع لحزب الله، وهكذا يتصرف نصير حرية الشعوب المستضعفة وتلفزيونه.

نص وثيقة المخابرات السورية المنسوبة الى ادارة المخابرات العامة حول كيفية التعاطي مع الثورة السورية

الصفحة الاولى

الجمهورية العربية السورية

إدارة المخابرات العامة

الرقم / /

التاريخ / /

بدون تسجيل/ سري للغاية

إدارة المخابرات العامة / سري جداً /

الخطة العامة للتثبيت:

الموضوع:

هناك توجه متزايد لدى فئة ضئيلة محو تقليد ما حدث في تونس ومصر بالاستفادة من الظروف الاقتصادية في القطر والجو الخارجي المناصر للتحركات الشعبية. وهذا التوجه ربما يزداد بعد ما جرى في مدينة درعا منذ أيام قليلة.

التقييم:

لا بد من الاستفادة من التجربة الماضية في التعامل مع حركة الاخوان المسلمين العدائية, والاستفادة من اخطاء النظام التونسي والمصري خاصة أنهما قاما بتحييد قوة الجيش والحرس الجمهوري منذ البداية وسمحوا لوسائل الإعلام لتغطية كل تحرك حتى خرجت الأمور عن السيطرة.

لن تصل الأمور باستخدام الطرق المرسومة في الخطة التفصيلية إلى حالة خطرة على النظام العام والقطر أو تهدد الاستمرارية القائمة وستكون الحصيلة الإجمالية مرور عدة أشهر متعبة وبعدها يخرج النظام أقوى إلى أجل غير محدد.

اجتمعت اللجنة الأمنية المصغرة المؤلفة من كل من أ ش, م ن, ح خ , ع م, ح م, بتاريخ 23 3 2011 فيما يخص الاحتجاجات والتظاهرات المعادية وناقشت الأمر من جميع جوانبه الأمنية والسياسية والإعلامية ووضعت التدابير والإجراءات التالية: وثم التأكيد أن المعالجة تتطلب اشراك ثلاثة انواع من العمل : أمني وإعلامي وسياسي اقتصادي بالحدود الدنيا.

الخطة التفصيلية: تعتمد الخطة على ثلاثة عناصر متكاملة: إعلامي - أمني وأداء ميداني – سياسي اقتصادي.

العنصر الإعلامي: - ربط التظاهرات والاحتجاجات المعادية للنظام بالشخصيات مكروهة عند السوريين كالشخصيات السعودية واللبنانية المعروفة وربط الجميع بالصهيونية وأمريكا. هناك خطة تقوم خلية أمنية بإعدادها وإدخالها بالطرق المناسبة بشكل مؤقت في مواقع مشبوهة باسم خطة بندر بن سلطان قابلة للتصديق والإقناع.

- حملة إعلامية مكثفة تتهم المحتجين والمعادين بالعمالة للسعودية وإسرائيل وأمريكا, وفي حالة حدوث عمليات قتل يجب على الخلية الأمنية الإعلامية تكرار اتهام عصابات مسلحة أو متطرفة وأن الأجهزة الأمنية والجيش يساهمان في حفظ الأمن والاستقرار والأهالي.

- حملة إعلامية غير مباشرة في التلفزيون والقنوات الخاصة والشوارع حول الفتنة الطائفية وتخويف المسيحيين والدروز من الإخوان المسلمين والتطرف الذي سيواجهونه إذا لم يشاركوا في إنهاء الاحتجاجات وفي منطقة الساحل استنفار العلوين ليدافعوا عن نظامهم وحياتهم التي ستصبح مهددة من قبل التطرف السني.

- تكليف بعض العناصر الأمنية في كافة الأجهزة الأمنية بالعمل من خلال الفيسبووك للرد والتشويش على المعادين, وجعل بعضهم يأخذ صفة معادية للنظام بأسماء مستعارة وطرح أساليب وتوجهات تسيء إلى سمعة المعارضين, وكذلك يمكن لهم كشف الأساليب والمخططات المعادية للسيد الرئيس والقطر.

- منع وسائل الإعلام من التواجد في أماكن الشغب, ومعاقبة من ينقل أي خبر لا يخدم القطر, وعدم إظهار أي تهاون في هذا الأمر. - في حال تمكن المعادون من تصوير أو نقل أية فيدوهات أو صورة ينبغي قيام الخلية الأمنية الإعلامية بتجهيز مشاهد عن الاحتجاجات ووضع ثغرات فيها يمكن بعدها عرضها على الإعلام السوري والشبكات الإعلامية الأخرى وفضح هذه الثغرات وبالتالي يعمم هذا في ذهن الجميع لإفقاد أشرطة وصور المعادين مصداقيتها.

الصفحة الثانية استخدام عناصر و ضباط في الجيش من المسيحيين و الدروز في الدخول لمناطق الاحتجاج المعادي و إغراؤهم بالدفاع عن أنفسهم, و كذلك استخدام وحدات من الجيش عناصرها بعيدة عن مناطق الاحتجاج منعاً لحالات الرفض و التمرد و التردد في تنفيذ الأوامر. - في حال وصلت الأمور إلى حالة حرجة و خطرة جر الجميع للاختيار بين الأمن و الاستقرار و الحريات التي يطالبون بها, و سيختارون هنا بقاء الأمن و سلامتهم. و هذا يمكن تنفيذه ببعض الاغتيالات من طوائف و عشائر مختلفة أو تفجير بعض أماكن العبادة في أماكن التوتر الكبيرة.

العنصر السياسي الاقتصادي: - إخراج مسيرة حاشدة و مؤيدة للسيد رئيس الجمهورية قبل خطابه أمام مجلس الشعب كي يكون الخطاب استجابة لمطالب الجماهير وحسب. وهنا يجب إصدار تعليمات صارمة للمؤسسات الحكومية و النقابات و المدارس بحشد الموظفين و الطلاب, و توزيع شعارات جديدة عليهم.

خطاب الرسيد رئيس الجمهورية المتوقع: تأجيل الخطاب قدر المستطاع فهذا التأجيل تعبير عن قوة الدولة و عدم اهتمامها و اكتراثها بما قد يحدث, كما يساهم في جلاء الصورة و تحديد مقدار التحرك السياسي و الإعلامي و الميداني المطلوب.

أي تغيير قد نضطر له يجب إظهاره بأننا نحن من بدأنا به و نادينا إليه. إعطاء صورة عن تماسك كل أركان النظام.

- الإجراءات التي يمكن عرضها في الخطاب الرئاسي امام مجلس الشعب: زيادة رواتب العاملين في الدولة و القطاع الحكومي بعد استشارة السيد وزير المالية ووضع خطة لعودة الاستقرار المالي خلال مدة 3 شهور, خاصة أن هذه الزيادة قد تؤدي لارباك المصالح الاقتصادية المستقرة اليوم. إطلاق وعد بخلق فرص عمل جديدة موزعة على المحافظات. مقدار من التخفيض الممكن على سعر المازوت و بعض السلع الاساسية تغيير حكومي جزئي وفضح فساد بعض الوزراء/ هذا يحتاج للجنة أمنية واحدة تحتار من الوزراء الذين يجب التضحية بهم/ يساهم في اقناع المواطنين بجدية تحرك القيادة السياسية نحو تحركات إصلاحية.

تخفيض تعرفة مكالمات الهاتف المحمول رسمياً يمكن استعادة قسم منها من خلال الرسوم غير الملحوظة.

- تقديم بعض المزايا الشخصية و العامة لرجال الدين المسلمين و المسيحيين المقربين من النظام و استخدامهم في التوجه للناس وذم المحتجين و المعادين للنظام, و الطلب منهم الاستعانة بآيات و أحاديث مقنعة تبعدهم عن المشاركة فيما يجري. - إرسال شخصيات رسمية مقبولة نسبياً إلى المعارضة الداخلية تطرح عليهم قبول القيادة السياسية للتحاور معهم, و طبعاً سيقبل البعض منهم مباشرة, وبعضهم سيقبل بشروط و بعضهم سيرفض, وهذا مفيد في ظهور جدال و خلاف مستمر وعدم ظهورهم ككتلة متوافقة و مؤثرة, و إبعادهم عن التأثير في التحرك الاحتجاجي.

- الاستجابة لبعض المطالب الكردية الخاصة بالتجنيس فقط على أن يتم ذلك بشكل لا يغير من الوضع في الدولة والمجتمع وعدم تخريب التوازنات القائمة في الواقع الراهن وهذه الاستجابة من أجل تجنيدهم وكذلك لاستبعاد توجههم المؤكد في استقبال قوات أجنبية معادية فيما لو زادت الاحتجاجات المعادية عن المتوقع. فالمنطقة الشمالية الشرقية هي الثغرة الوحيدة من هذه الناحية, أما بقية المناطق فلا يوجد احتمال قبول هذا الأمر.

- إصدار السفارات السورية في الخارج ووزارة الخارجية السورية لتطمينات مستمرة لأمريكا والدول الأوربية وتذكيرهم بإمكانية تعرض الاستقرار على جبهة الجولان للاهتزاز في حال وصل المتطرفون وأمسكوا بزمام الأمور.

- مراقبة السفارة السورية في جميع الدول للسوريين وتصرفاتهم وسلوكياتهم /على وزارة الخارجية التصرف بهذا الشأن/

المناطق الساخنة المتوقعة: درعا – دير الزور – حماة – بانياس – وبعض الأحياء المتفرقة من مدن أخرى.

الحاجات: تجهيز الطواقم الأمنية والإعلامية الضرورية للتنفيذ في أسرع وقت ممكن وبشكل سري للغاية. ملاحظة: الخطة التفصيلية الكاملة لا توضع أبدأ بين يدي أحد أو أي طاقم من طواقم العمل. ولكن يتم تجزئتها إلى فروع وأقسام.

الصفحة الثالثة

تعتمد وسائل الإعلام عندما يمنع المراسلين فيها عن التغطية والتدخل على شهود العيان, ونتوقع أن يتجرأ البعض ويتصلوا بالفضائيات كشهود عيان، لذلك يقع على عاتق الخلية الأمنية الإعلامية تجهيز بعض شهود العيان من العناصر الأمنية المحترفة للتحدث مع الفضائيات على أن يكون شهادتهم مبالغة وثغرات يمكن فضحها مباشرة في إعلامنا ومع الفضائيات، وبالتالي تصبح قضية شهود العيان ورقة محروقة.

- تكليف بعض أعضاء مجلس الشعب بمهام للرد على المعادين والمخربين، ووضع بعض النقاط والمحددات لهم في طريقة الرد. - تكليف بعض الشخصيات في أجهزة الدولة من مناطق الاحتجاج ذاتها بالرد على المحتجين والمعادين.

- في حال كانت حالة العداء شديدة ويصعب التغاضي عنها، لا بد من تحويل العداء إلى مجرد مطالب محلية خاصة بالمنطقة وحسب.

- تسيير قوافل سيارات تحمل صور السيد رئيس الجمهورية، ويمكن أن يضاف لها العلم السوري، من قبل عناصر الأمن وأصدقائهم وأولاد المسؤولين والضبا داخل المدن، وتزويد بعض هذه السيارات بزمامير ممائلة لسيارات الإسعاف لخلق الرهبة في نفوس المارين والسكان. - استضافة بعض المعارضين في التلفزيون السوري، ويمكن استخدام التخجيل وشي من اللباقة معهم، فهذا يخفف مطالبهم ويحولها إلى مطالب بسيطة يطلبون من السيد الرئيس تقديمها لهم، كما لهذا الأمر فائدة في خلق شروخ داخل الرؤوس الحامية والمعادية في المعارضة. - إصدار وزارة التربية لتعليمات مشددة وتحذيرات للمدارس والطلاب حول استخدام الفيسبووك. - تكليف بعض الفنانين المعروفين بولائهم أو الممسوكين من قبلنا بالحديث مع مناطق الاحتجاج أو بالرد على المعارضين والمحتجين بحسب ما نضعه لهم.

العنصر الأمني والأداء الميداني: - عدم التهاون في المس بالرمز الأعلى مهما كانت الأثمان، لأن ذلك إن تم السكوت عنه سيزيد من قدرة المعادين على تجاوز جميع الخطوط. - يتوقع أن تكون تجمعات المعادين والمحتجين في أماكن الاكتظاظ السكاني من أجل لفت الانتباه وطمعا منهم في تشجيع الآخرين على الانضمام لهم، وهنا يجب محاصرة المكان قدر الإمكان والتغطية عليهم وإدخال عناصر أمنية بلباس مدني بين المحتجين لإثارة الخلاف بينهم وإفشال التجمع وفضه بأسرع وقت ممكن، وإذا اضطر الأمر اعتقال بعض العناصر الفاعلة المخربة بينهم. - تكليف فرع المعلومات في الإدارة وفي مركز الأبحاث العلمية بالتعاون مع شبكتي المحمول بمراقبة جدية لخطوط الهواتف الأرضية والمحمولة لبعض الشخصيات المحرضة والمعادية المعروفة والمتوقعة.

- حالات استدعاء وجلب للشباب لخلق الرهبة والتردد عندهم بالمشاركة، واعتقال البعض منهم وإعلان تعبئة عامة في الجيش والقوات المسلحة لإرهاق الشباب والناشطين بمراجعة شعب التجنيد. - إرهاق المعارضين والرموز بالدعاوى القضائية من جميع الأشكال وتشويه سمعتهم الأخلاقية والدينية، ويمكن استخدام وسائل معدة مسبقاً في هذا الشأن.

- عدم السماح بالسفر للشخصيات المؤثرة في المعارضة السورية في الداخل تحت أي ظرف كان. - قيام فرع الأمن العسكري برقابة صارمة داخل الجيش والقوات المسلحة على القيادات المتوسطة والعليا، خاصة القيادات السنية.

- لدى حصول مواجهات بين عناصر الجيش والمحتجين والمعادين يجب إصدار أمر واضح بعدم إطلاق النار من قبل الجيش، ويبقى ذلك محصوراً بالعناصر الأمنية المدربة وعناصر الكتيبتين السرية والسوداء، واستخدام القناصة في الكتيبتين بشكل غير مكشوف لمنع تحديد مصدر إطلاق النار، وزيادة في التمويه لا بأس من قتل بعض عناصر وضباط الجيش، وهذا يفيد في استنفار عداء الجيش ضد المحتجين.

- أي مكان تخرج فيه الاحتجاجات العدائية عن السيطرة:

عزل المكان ومحاصرته بقوى الأمن والجيش، وقطع الكهرباء والاتصالات وشبكة الانترنت.

اعتقال بعض الشخصيات المؤثرة من هذا المكان، وإن كانت الظروف حرجة قتلها.

استخدام بعض المهربين والمجرمين وإغراق المكان بهم وخلق حالة من الفوضى إدخال عناصر أمنية مدربة بلباس مدني ضمن منطقة الاحتجاج ومحاولاتهم إقناع المحتجين باستخدام السلاح ضد قوات الجيش والأمن دخول قوات الأمن وعناصر الكتيبتين السرية والسوداء مع القناصين في حملات منظمة أثناء الاحتجاجات ولكن يجب ألا يزيد عدد القتلى عن عشرين في كل مرة، لأن ذلك قد يجعل الأمر مفضوحاً وقد يجر إلى حالة تدخل خارجية


Since December 2008