الثلاثاء، 29 مارس 2022

الحرس الثوري الإيراني في قطر

حسين عبدالحسين

نشرت وكالة رويترز خبرا مفاده أن ضباطا في "الحرس الثوري الإيراني"، الميليشيا التي تعمل بإمرة مرشد طهران الأعلى، علي خامنئي، شاركوا في معرض للأسلحة استضافته الدوحة. وتصنّف وزارة الخارجية الأميركية "الحرس" على لائحة التنظيمات الإرهابية، وهو ما يعني أن مشاركتهم في الحدث القطري يرتّب على الدوحة تبعات قانونية في واشنطن.

وحاولت قطر التهرب من المسؤولية، فأبلغت وكالة رويترز أنها لم تتعاط مع "الحرس الثوري"، بل وجّهت الدعوة لوزارة الدفاع الإيرانية، وهذه بدورها هي التي تشارك في المعرض.

لكن هذا عذر أقبح من ذنب، إذ أن كل من يعرف كيف تعمل المؤسسات الأمنية يدرك أن لدى الاستخبارات القطرية علم كامل بهويات ضباط الحرس الذين يزورون الدوحة، فأجهزة الاستخبارات غالبا ما تبحث في ماضي الأشخاص العاديين وتمحّص في تاريخهم ونشاطاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن توافق على منح تأشيرة دخول لأي منهم، ناهيك عن مسؤولي الحكومات الأخرى، وخصوصا العسكريين والأمنيين منهم.

ثم أن كل من يعلم كيف تعمل الأنظمة القمعية، مثل إيران، يعرف أن هذه الأنظمة لا تحترم الأصول والأعراف الدولية، فسفارات العراق في عهد رئيسه الراحل، صدام حسين، كانت تعج بعملاء الاستخبارات العراقية، وهكذا على الأرجح كل دولة إيران وحرسها الثوري.

لم تكن قطر غافلة عن مشاركة "الحرس الثوري الإيراني" المصنف إرهابيا في معرضها العسكري، بل فعلتها هذه هي في الغالب من باب التباهي بدورها الدبلوماسي الذي يجمع الأضداد، إذ هي على الرغم من علاقتها المتينة بالنظام الإيراني، نالت تصنيف إدارة الرئيس جو بايدن لها على أنها "حليف أساسي من خارج تحالف الأطلسي".

على أن السياسة الدولية ليست بهذه البساطة. قد تكون السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الحالية أقرب إلى قطر وإيران، لكن من يعرف واشنطن يعلم أن الإدارات تتغير، ومعها سياساتها الخارجية.

ما لا يتغير هو المواضيع الأمنية، إذ أنه من شبه المؤكد أن وجود ضباط "الحرس الثوري الإيراني" في الدوحة أثار ريبة المؤسسة العسكرية الأميركية، فهذا التواجد، وإن بشكل سياحي، يفتح الباب أمام الاستخبارات الإيرانية للتجسس على قاعدة العديد العسكرية الأميركية، الأكبر في المنطقة.

كما يفتح الباب أمام محاولات الحرس الثوري التجسس المباشر على أميركيين، مثل عبر محاولة تهكير هواتفهم أو حواسيبهم أو حتى محاولة اقتحام غرفهم في الفنادق أثناء غيابهم.

المعارض العسكرية ليست تقليدا جديدا، بل لها تاريخ عريق. ولكن في تاريخها أيضا أنها مفتوحة للدول المتحالفة، ومغلقة عادة في وجه التحالفات المناوئة، إذ في شؤون العسكر، على عكس الشؤون الدبلوماسية، لا يمكن جمع الأضداد، بل على كل حكومة الاختيار وحسم موقفها. أما الحكومات التي تسعى لعدم الانحياز، فموضوع السلاح ومعارضه لا يهمها.

ربما لم تستوعب قطر درس أقرب حلفائها، تركيا، التي خلطت العسكري بالسياسي فطردتها الولايات المتحدة خارج نادي أسرار مقاتلة "أف 35" المتطورة. حاولت تركيا، وهي عضو في تحالف الأطلسي وكانت مشاركة في برنامج صناعة المقاتلة الأميركية، أن تستفز واشنطن وتتقرب من موسكو، فأعلنت شراءها منظومة "أس 400" الروسية للدفاع الجوي، مع ما يتضمن ذلك من إرسال مستشارين عسكريين روس إلى تركيا للإشراف على عمل المنظومة وصيانتها، وهو ما كان يعني فتح الباب أمام الجاسوسية الروسية على مقاتلة "أف 35"، فقامت المؤسسة العسكرية الأميركية، لا الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي كان يتمتع بصداقة متينة مع نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، بطرد أنقرة من برنامج المقاتلة، وحرمتها تصنيعها أو حتى حيازتها.

هكذا على الدوحة أن تتذكر أن في شؤون العسكر، لا يمكن رمي مليارات الدولارات على المشكلة حتى تنجلي، أو حتى يتم تصويرها بضوء مختلف، على عادة قطر التي تنفق أموالا طائلة على مؤسساتها الإعلامية والدعائية حول العالم لتقلب الصورة وتحول ذنوبها حسنات.

ربما لدى سياسيي الولايات المتحدة الحاكمين اليوم رؤية تقضي بأن قطر صديقة، وكذلك إيران، لكن المؤسسة العسكرية الأميركية لا تتهاون في مثل هذه الأمور، وإن قامت قطر بتعريض الأسرار العسكرية الأميركية للخطر، قد تجد الدوحة نفسها خارج الغطاء الأميركي، الذي بدونه تتحول شبه الجزيرة القطرية إلى حي صغير تحت رحمة "الحرس الثوري الإيراني" نفسه.

إذ أن كل سياسة قطر مبنية على إقامة توازن لمصلحتها في علاقاتها بين القوى الإقليمية والعالمية. ولكن التوازن يحتاج إلى علاقات متوازنة، وإن خسرت الدوحة صداقتها مع أي من القوى، تفقد قدرتها على المناورة مع القوى المنافسة، وتتحول إلى تابع صغير في معركة كبيرة.

كذلك كان على قطر أن تتنبه إلى أن المسيّرات التي عرضها "الحرس الثوري الإيراني" في الدوحة هي نفسها التي تزودها طهران للميليشيات الموالية لها في المنطقة، وهي نفس المسيّرات التي حاولت طهران استخدامها لاغتيال رئيس حكومة العراق، مصطفى الكاظمي، ولضرب مرافق النفط والمطارات السعودية، ولاستهداف مطار دبي ومواقع مدنية. 

ربما كان على قطر أن تتنبه إلى حساسية استعراض أسلحة القتل الإيرانية في منطقة تعاني حكوماتها وشعوبها من هذه الأسلحة. لكن الدوحة يبدو أنها تسمع للنصح، إذ أن المال قوة، والقوة تفسد أصحابها، وأحيانا تعمي قلوبهم كذلك.

الثلاثاء، 22 مارس 2022

المرأة الفلسطينية في حماية الديمقراطية الإسرائيلية

حسين عبدالحسين

ثارت ثائرة بعض الفلسطينيين والعرب ضد مشهد عري للممثلة ميساء عبدالهادي، وهي من عرب إسرائيل، في فيلم ”صالون هدى“، الذي تم عرضه للمرة الأولى في بيروت الأسبوع الماضي، وهو من إخراج العربي الإسرائيلي هاني أبو أسعد ومبني على أحداث حقيقية، وفيه أن فلسطينية إسمها هدى، وتملك صالونا للشعر في بيت لحم، تقوم بتصوير فلسطينيات عاريات لابتزازهن وإجبارهن على التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. 

ولم يتأخر الإسلاميون، وشنوا حملة ضد الفيلم، فاستنكرت ”دائرة الإنتاج الفني“ في حماس ”حملة التشويه المقصود الذي يسيء لنضال الشعب الفلسطيني“ ويهدف ”إلى الحصول على الأموال المغمّسة بكرامة الشعب المناضل من الدول المانحة على حساب القضية الفلسطينية”. 

ويشارك في تمويل الفيلم ”مؤسسة الدوحة للأفلام“، وهي تعمل بتمويل حكومي قطري، و”فيلم فلسطين“، وهي جمعية مقرّها تركيا وتعمل بدعم قطري، وهو ما يجعل من هجوم حماس، التي تعتاش و“القضية“ على أموال الدعم القطري في قطاع غزة، أمرا مثيرا للعجب. 

فنيا، ”صالون هدى“ متواضع بعض الشيء، مشاهده طويلة ومملة، والحوار فيه على طراز ”الوعظ المباشر“ أحيانا، ولولا براعة ميساء ومنال عوض وعلي سليمان، لكان المستوى تدنى أكثر. أما مشهد العري الذي لا يتعدى الدقيقة، فليس دعارة، بل قيام منال، في شخصية هدى، بتعرية ميساء، التي تلعب دور ريم، النائمة بفعل مخدر كانت دسته لها صاحبة الصالون بدون علم الضحية. ثم يتعرى رجل مأجور، ويستلقي الى جانب الضحية العارية ريم، فتلتقط هدى صورا توحي وكأن العملية ممارسة جنسية، وتستخدم الصور حتى تبتز ضحاياها وتحولهن الى جاسوسات. 

على أن الفيلم ليس نقاشا حول الصراع الفلسطيني مع إسرائيل، ولا تشويها لصورة الفصائل الفلسطينية المسلحة، بل هو يقدم إسرائيل بصورة قبيحة، ويشير الى الجدار الأمني ويصفه بالعنصري، ويلمّح الى صعوبة خروج الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الأردن بسبب صعوبة الحصول على تصاريح أمنية من الإسرائيليين، إذ أن جلّ ما طلبته ريم عند اتصالها بالاستخباراتي الإسرائيلي هو أن يساعدها في الحصول على تصريح حتى تهرب من الفضيحة التي تلاحقها. 

كما يصور الفيلم ”المقاومة“ الفلسطينية على أنها تعمل بكفاءة، وتنجح في المراقبة وفي القبض على المشتبه بهم، وفي كشف الشبكة. صحيح أن هذه ”المقاومة“ تعمل بدون مؤسسات ولا قوانين وتحاكم وتعدم حسبما يعجبها، ولكن الفيلم لا يعالج هذه الزاوية، التي تظهر بخجل عندما يفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في تقديم مساعدة فورية لريم لإخراجها من الضفة الغربية لأن ”إسرائيل دولة مؤسسات“. 

على أن ”صالون هدى“ يقدم معالجة ممتازة لوضع المرأة في المجتمعات العربية، والمظلومية التي تتعرض لها، حتى عندما تكون هي الضحية، فهدى اختارت النساء اللواتي كن يعشن في زيجات تعيسة ويعانين من غيرة أزواجهن وغياب الثقة. وتخبر ريم هدى أنها كانت تهيم في حب زوجها قبل الزواج، لكنه تغير كثيرا بعد الزواج، وصار مهووسا بالغيرة على ريم، ويخالها تقيم علاقات مع عشاق من خارج الزوجية. 

ثم عندما تقع المصيبة وتجد ريم نفسها ضحية هدى وصورها الإباحية، تلجأ أولا الى إحدى صديقاتها، لكن الأخيرة تدرك فداحة المشكلة والفضيحة، وتتخلى فورا عن ريم، وتطلب منها أن لا تخبر أحدا أنها قابلتها أو سمعت مشكلتها. 

وفي منزل الزوجية، تعاني ريم من عدم مشاركة زوجها في الواجبات المنزلية، ومن دعوته أمه وأخوته الى ولائم، ومن ثم عتابه على ريم لعدم مسايرتها والدته. هكذا هي حياة الإمرأة العربية العادية: عمل منزلي مضن وإمكانية أن تلّم بها فضيحة في أية دقيقة تطيح بها وبحياتها، وهو ما يقدم فرصة لأي من يسعى الى تجنيد جاسوسات. 

لا تهم رسالة الفيلم ولا حبكته أشاوس النضال الفلسطيني، من حماس وغيرها. في الضفة الغربية، تقدم محام بشكوى لدى النائب العام الفلسطيني طالب فيها بـ ”حجب الفيلم عن العرض“. وورد في الشكوى أن ”الفن رسالة ونحت لسنا ضد الفن والتعبير وحرية الرأي، إنما من أراد أن يخدم القضية الفلسطينية عليه إنتاج أفلام تليق بنضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني“. 

لم يفطن المحامي صاحب الشكوى الى أن مشكلة ”القضية الفلسطينية“ هي ”إنما“ الشرطية التي ربطها بـ ”حرية الرأي“، وسعيه وأصحاب ”القضية“ الى فرض رأيهم، الذي يتصورونه الرأي الأوحد الوطني والشريف، وهو رأي يتضمن تغطية جسد المرأة ومنعها من حريتها، ومنع الرجال من حريتهم في الفن والتعبير، وهو ما يعني إن كانت ”القضية الفلسطينية“ أحادية الرأي وقمعية على هذه الشاكلة، فمن الأفضل التآمر عليها والتخلص منها غير مأسوف عليها. 

أما المفارقة، فتكمن فيما أوردته إحدى الصحف العربية حول مصير الشكوى الفلسطينية ضد الفيلم، إذا أشارت الصحيفة إلى أن ”المشتكى عليهم من كادر الفيلم يحملون الجنسية الإسرائيلية… ولا يتيح القانون الفلسطيني إمكانية محاكمتهم“. 

لحسن حظ عرب إسرائيل ممن يعترضون ضد إضطهاد المجتمع العربي للمرأة وصورتها وجسدها أنهم يعيشون تحت سيادة إسرائيلية تحمي حرية رأيهم. ومن نافل القول أن القانون الإسرائيلي لم يتحرك ضد الفيلم، الذي قدم صورة قبيحة عن الجدار والإحتلال وإسرائيل نفسها. في الغالب، هذا هو الفارق في تفوق إسرائيل الديمقراطية الحرة على ”القضية الفلسطينية“ التي لا تحتمل جسدا عاريا ولا رأيا مخالفا.

الثلاثاء، 15 مارس 2022

حرب باردة مقبلة بقطب واحد

حسين عبدالحسين

كان لرئيس روسيا فلاديمير بوتين ما أراده، فتحدى الولايات المتحدة وتحالف الأطلسي، واجتاح أوكرانيا ليفرض بالقوة ما يعتقدها مصالح روسيا. لكن الحرب لم تظهر قوة بوتين، بل أظهرت عورته: قوة عسكرية روسية متواضعة من بقايا الحرب العالمية الثانية. ولولا سلاح روسيا النووي، لكان الغرب تصدى لبوتين عسكريا ودفعه وجيشه الى محيط موسكو.

على أن العسكر ليس نقطة ضعف روسيا الوحيدة، بل كل ما يرتبط بدولة روسيا واقتصادها وقدراتها العلمية والثقافية المنعدمة. في زمن الحرب الباردة، كان الإتحاد السوفياتي صاحب ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، وكان يصنع الطائرات والسيارات والمعدات المنزلية.

اليوم، يحل الاقتصاد الروسي في المرتبة الثانية عشر عالميا، وذلك قبل بدء الحرب في أوكرانيا وقبل قيام الغرب بفرض عقوباته القاسية على موسكو. واليوم، لا يوجد في الأسواق العالمية كومبيوتر صناعة روسية، ولا تلفون، ولا تلفزيون، ولا حتى راديو (الذي صار تقنية قديمة نسبيا).

روسيا ليست قوة عالمية، على ما سعى بوتين لتصويرها منذ تسلمه الحكم في العام 2000. روسيا قوة مندثرة ما تزال تقوم ببعض الصناعات العسكرية، ولكنها عدا عن ذلك، محطة بنزين للعالم مع صواريخ نووية.

غريب أن بوتين لم يفهم الدرس. لسنوات، بدا ذكيا محنكا، ولكن الأرجح أن لعنة البقاء في الحكم لعقود حلّت عليه، فصار محاطا بالمتملقين، وخسر اتصاله مع الواقع وقدرته على فهمه وتشخيصه. فشلت كل مشاريع بوتين لإقامة نظام عالمي بديل عن الذي تقوده الولايات المتحدة. حاول إقامة مصرف دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، وإصدار عملة دولية لتصبح بديلا للدولار الأميركي، عملة العالم. فشل بوتين، وفشل المصرف، وفشلت محاولة إقامة نقد مشترك.

وحاول بوتين إقامة تحالف اقتصادي يقارب التكامل مع الصين للوقوف في وجه الولايات المتحدة. لكن الصين لم تصوّت حتى إلى جانب بوتين في الأمم المتحدة ضد القرار الذي أدان اجتياحه أوكرانيا، بل امتنعت عن التصويت، في وقت تستعد بكين للالتزام بالعقوبات الدولية على روسيا، على عكس ما كان يأمل أنصار بوتين وتحالف الممانعة (إيران وتوابعها).

أما سبب تقاعس الصين عن إنقاذ روسيا ماليا، فواضح. يبلغ حجم اقتصاد الصين 15 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، لكن هذه الضخامة ليست مبنية على اكتفاء ذاتي، بل على صادرات الصين إلى السوقين الأميركية والأوروبية العملاقتين. بكلام آخر، حتى تحافظ الصين على حجم اقتصادها، عليها الحفاظ على تجارتها مع مجموعة الدول السبع، التي تتضمن أميركا والإتحاد الأوروبي، وبريطانيا وكندا واليابان. ويبلغ حجم اقتصاد مجموعة الدول السبع قرابة ثلثي الاقتصاد العالمي، مع شبه اكتفاء ذاتي، هو ما يجعله قادرا على فرض العقوبات على الآخرين ومنيعا في الوقت نفسه على عقوبات الأخرين عليه.

هذه الوقائع الاقتصادية وضعت الصين أمام خيارين: إما تنقذ روسيا وتتحالف معها وتخسر أسواق الدول السبع، أو تتخلى عن روسيا لتحافظ على علاقاتها التجارية مع نصف الكوكب. وتعرف الصين أنها إن اختارت روسيا، فسيتقلص حجم اقتصادها بشكل كبير، أي أنه بدلا من أن تنقذ بكين موسكو، تغرق معها.

في الحرب الباردة المقبلة، كما في الماضية، لن تقف الصين في المعسكر الشرقي، مع أنها تشبهه، بل ستحافظ على علاقاتها بالغرب، وستسعى جاهدة في محاولتها وقف التقهقر الاقتصادي الذي تعاني منه، وهي مشكلة معروفة في علم الاقتصاد بـ "فخ الدخل المتوسط"، أي أن الصين أفادت في مراحل نموها الاقتصادي الأولى بسبب انخفاض سعر العمالة، ولكنها فشلت في أن تتحول الى اقتصاد متطور فعلقت بين عالمين، نموها لا يمكنه الاعتماد على العناصر التي دفعته للنمو في سنواته الأولى وفي نفس الوقت لا يملك القدرة على النمو كالاقتصادات المتطورة.

في الحرب الباردة المقبلة معسكران: غربي تقوده الولايات المتحدة، القطب الأوحد عالميا في ظل فشل روسيا عسكريا وتباطؤ الصين اقتصاديا، وآخر تقوده روسيا بمشاركة سوريا وروسيا البيضاء. الصين ستقف على الحياد ومثلها ستفعل إيران، التي تهلل لاجتياح بوتين أوكرانيا وتلعن أميركا والغرب، ولكنها تستميت لعقد اتفاقية مع أميركا تؤدي لرفع العقوبات عن نظام طهران.

وإيران هذه أضعف بكثير من روسيا والصين، بل هي تستعين بهما وتستجديهما، مثل في اتفاقية الربع قرن الاقتصادية التي عقدتها مع الصين، أو في سعيها للحصول على تقنيات عسكرية روسية صار العالم يعرف اليوم أنها فاشلة.

علّمتنا حرب أوكرانيا بعض الدروس، أولها أن النموذج الغربي في الحكم والاقتصاد مازال الأفضل في العالم، ليس مثاليا، ولكنه الأفضل بدون منازع، وأن البدائل كلها كوراث، إن كان في اقتصاد الصين الرأسمالي الموجه، أو في الحكومة الإسلامية الإيرانية صاحبة المخيلة الحافلة بالبطولات، أو في روسيا التي تظاهرت أنها قوة عالمية ليتبين أن حتى أسطول طائراتها المدنية، أيروفلوت، هو صناعة أوروبية ويطير ببرامج أميركية، وأنه بدون الغرب وتقنياته، التي تشتريها روسيا وتستهلكها، لكانت روسيا في وضع أسوأ مما كان عليه الإتحاد السوفياتي في أسوأ أيامه.

أما في دنيا العرب، فلا دروس ولا هم يحزنون، فقط استعادة لنفس نظريات المؤامرة البالية على طراز أن الغرب خشي قوة بوتين فاستدرجه الى مأزق، أو أن الصين ستتصدى للغرب، أو أن إيران قوة عالمية يعتد بها، وما إلى هنالك من أساطير تتناقلها الأجيال التي تفنى ولكن أساطيرها خالدة لا تموت.

العالم بعد أوكرانيا سيعود إلى الحرب الباردة لأنها الوسيلة الوحيدة لمواجهة قوة نووية انفلتت من عقالها. في الحرب المقبلة، ستقود أميركا وحلفاؤها العالم، وستعيش روسيا في عزلة الى أن تتوب، وستعيش الصين على الحياد. أما إيران وأزلامها، فهي منتصرة دائما وستبقى غارقة في نفس الشقاء، قبل حرب أوكرانيا كما بعدها.

الثلاثاء، 8 مارس 2022

محمد بن سلمان.. إسرائيل ليست عدوة وأميركا ليست حليفة

حسين عبدالحسين

كان لافتا تصريح ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي قال فيه "لا ننظر إلى إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل. وكان لافتا أيضا رد الأمير السعودي على سؤال حول موقف الرئيس جو بايدن من السعودية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إذ قال إن علاقة بايدن بالسعودية تعود إلى بايدن و"متروك له التفكير في مصالح أميركا". 

هذه تصريحات تعكس التغيير الجذري في السياسة الخارجية السعودية. منذ تأسيس المملكة وحتى وصول محمد بن سلمان، كانت علاقات السعودية الخارجية تشبه الولاءات القبلية، أي أن الرياض رمت نفسها في أحضان واشنطن، ووافقت — غالبا بدون شروط — على كل الطلبات الأميركية. في المقابل قدمت الولايات المتحدة حماية عسكرية ودبلوماسية كاملة للسعودية.

مع "الأمير محمد" تغيرت السياسة الخارجية السعودية من صداقات وولاءات إلى مصالح، وتبنى الأمير الشاب مقولة أن في السياسة الدولية "لا أصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين، بل مصالح دائمة". هذه المقولة هي أساس تصريح محمد بن سلمان حول موقف السعودية من إسرائيل، الذي لم يعد موقفا عقائديا أو عاطفيا، بل صار موقفا مصالحياً يضع مصلحة المملكة ومواطنيها فوق كل الاعتبارات الأخرى.

بين السعودية وإسرائيل اليوم سلسلة من الأهداف المشتركة المتوسطة والبعيدة المدى، تتصدرها مواجهة النموذج الإيراني الديني التوسعي، القائم على إضعاف حكومات الدول المجاورة وتسليط ميليشيات موالية لإيران عليها. 

وتخشى السعودية وإسرائيل حيازة "الجمهورية الإسلامية" في إيران سلاحا نوويا، خصوصا في وقت يشاهد العالم كيف تبتلع روسيا، ذات الجيش الضعيف، أوكرانيا، فقط لأن روسيا تتمتع بترسانة نووية تجعل من تصدي العالم لها بحرب مباشرة عملية انتحارية للكوكب بأكمله، وهو ما يطرح السؤال: لو امتلكت إيران سلاحا نوويا، ما الذي يمنعها من الاستيلاء على البحرين، التي يراها النظام الإيراني محافظة إيرانية تاريخيا، بالضبط كما ترى موسكو أوكرانيا أرضا روسية؟

وبين السعودية وإسرائيل إمكانيات تكامل اقتصادية ضخمة، فحجم اقتصاد السعودية يبلغ 700 مليار دولار وإسرائيل 400 مليارا، وإن تمت إضافة الإمارات التي يبلغ حجم اقتصادها 420 مليارا، يصبح حجم الاقتصادات الثلاثة بحجم اقتصاد كوريا الجنوبية، وهو عاشر أكبر اقتصاد في العالم.

يقود محمد بن سلمان أكبر عملية تحديث في المنطقة، وهو بحسب مجلة أتلانتيك، التي أجرت معه الحوار الذي قال فيه إن إسرائيل ليست عدو السعودية، أتم ثلاثة أرباع عملية انتقال حكومة بلاده من "ملك قبلي ذي وجه ديني إلى حاكم قومي لا ديني على الطراز التقليدي" المعروف. 

هذا يعني أن تفكير "الأمير محمد" حول القضية الفلسطينية خرج عن الخطاب الخشبي السائد منذ قرابة قرن، والمتمسك بالقيمة العاطفية والدينية لبعض المناطق الفلسطينية، مثل تكرار أن المسجد الأقصى في القدس هو ثاني الحرمين وثالث القبلتين. 

وللمواقع الدينية والتاريخية أهمية سياحية، وتاليا اقتصادية. عدا عن ذلك، لا سبب لربط اقتصاد المنطقة ومستقبل أجيالها بخلاف عقاري على طراز القائم بين إسرائيل والفلسطينيين منذ قرن من الزمن.

النظرة الواقعية العملانية للحكومات ومصالح شعوبها تشي بأن خطة السلام الأقرب لتفكير بن سلمان هي خطة إنقاذية لرفع مستوى حياة الفلسطينيين وتحسين ظروف معيشتهم، بما في ذلك مداخيلهم وسهولة تنقلهم وفرص التعليم والاستشفاء والعمل لهم، وكل هذه امور لا تتطلب سيادة فلسطينية، بل تتطلب سلاما وتنسيقا مع الإسرائيليين. 

وكما كتب الباحث الإسرائيلي ميخا غودمان، الذي يعتقد البعض أنه مقرب هذه الأيام من رئيس حكومة إسرائيل نفتالي بينيت، لن يكون مطلوبا من الإسرائيليين أو الفلسطينيين توقيع "وثيقة إنهاء صراع"، كما كان مطلوبا في الماضي، كشرط لرفع مستوى معيشة الفلسطينيين، بل أن العمل على ذلك يمكن أن يحصل بدون أي تسوية سياسية، ومع إبقاء كل من الطرفين على تحفظاته فيما خص السيادة والأرض. 

قضت العولمة على الحدود والسيادة بمفهومها القديم، وصارت السيادة تتمحور حول حماية مصالح المواطنين كأفراد، أينما حلّوا، وتطوير قدراتهم كجزء من اقتصاد المعرفة العالمي. أما الأرض، فهي في الغالب في أيدي المقاولين، وعرضة للعرض والطلب بحسب السوق. 

ولأن السعودية انتقلت من نموذجها القديم إلى آخر حديث، صار من شبه المستحيل تصنيف دولة حديثة، مثل إسرائيل، على أنها عدو، بل هناك إدراك أنه لا بد للدول المتشابهة في الحداثة، أي السعودية والإمارات وإسرائيل والبحرين، أن تكون متحالفة.

وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقة السعودية مع إيران، وهي علاقة كانت ممكنة في إطار قبلي إسلامي قبل عقدين، لكن اليوم، تقدمت السعودية فيما تراجعت إيران، وصار الصراع بينهما هو صراع بين الحداثة السعودية والتخلف الإيراني.

أما الولايات المتحدة، فيبدو أنها ما زالت تعاني من الاهتزاز السياسي الذي تسببت به حرب العراق. على أن اضطراب اقتصاد الصين والأداء العسكري المزري لروسيا في أوكرانيا، أكدا أن أميركا ما تزال القوة العظمى الوحيدة في العالم، علميا واقتصاديا وعسكريا. 

إهتزاز أميركا أسكت الأصوات التي كانت تدعم دورها الدولي، فخلت العاصمة الأميركية للأصوات الداعمة لتوريث دور أميركا في الشرق الأوسط والخليج لنظام إيران الإسلامي، وهو ما لن تسكت عليه إسرائيل والسعودية، ما دفع إلى توتر بين أميركا وحليفتيها الشرق أوسطيتين، وهو توتر تغذيه الأصوات الأميركية المستميتة على استبدال حلفاء أميركا الحاليين بإيران.

محمد بن سلمان يدرك أن العلاقات الخارجية مصالح، فإن كانت واشنطن ترى مصالحها في الإبتعاد عن السعودية ومصادقة إيران فـ"متروك (لبايدن) التفكير في مصالح أميركا". وإن كانت واشنطن لا ترى مصالحها في الشرق الأوسط، فهذه مشكلتها، لكن السعودية لن تنتظر عودة أميركا إلى الرؤية الواضحة، بل أن الرياض ستبحث عن مصالحها إن في أميركا، أو في إسرائيل، أو في أي مكان في العالم.

الثلاثاء، 1 مارس 2022

بالحرب وحدها يحيا الطغاة

حسين عبدالحسين

ليس رئيس روسيا فلاديمير بوتين أول طاغية في التاريخ ولن يكون آخرها. هو شخصية مكررة ترتكز على ثقافة إنسانية سحيقة ترى القوة معيارا وحيدا للنجاح والتباهي، وهي شخصية مشابهة للراحلين الألماني، أدولف هتلر، والجورجي السوفياتي جوزف ستالين والعراقي صدام حسين، كما الأحياء منهم الإيراني علي خامنئي واللبناني حسن نصرالله.

في عام 2007، التقى رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي بوتين على هامش قمة "مجموعة الثمانية" (التي صارت "مجموعة السبعة" بعد ضم روسيا القرم الأوكرانية في 2014)، وبثت قناة "فرانس 2" وثائقيا، أشارت فيه إلى أن ساركوزي وجه اللوم إلى بوتين حول قتله أعدادا من الشيشان، واغتياله الصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا، وتجاوزه حقوق الإنسان والمثليين في روسيا.

وسأل بوتين ساركوزي إن كان انتهى من حديثه ليرد، وقال بوتين إن "حجم فرنسا صغير جدا" مشيرا إلى ذلك بإصبعين، وأن "حجم روسيا ضخم"، فاتحا ذراعيه أقصى ما أمكنه. ثم أضاف بوتين بلهجة حادة قاربت الصراخ: "أما أن تواصل حديثك معي بهذا الشكل فأسحقك، أو تصمت الآن".

بعد اللقاء، عقد بوتين وساركوزي مؤتمرا صحافيا، وبدا ساركوزي مصعوقا ومرتبكا في إجاباته إلى حد دفع الإعلام الفرنسي إلى التكهن حول حالة رئيسهم بالقول إنه ربما كان مخمورا. هكذا هو العالم في مخيلة بوتين: إما ساحق أو مسحوق.

القوة هذه أسكرت زعماء كثر في الماضي، وما تزال في الحاضر.

يروي التاريخ عن ستالين أنه أثناء مفاوضاته مع الحلفاء حول تقاسم مناطق النفوذ الألمانية السابقة، لفت الغربيون إلى أن الفاتيكان دولة دينية صغيرة يجب احترام خصوصيتها وقدسية البابا، فأجاب ستالين "وكم دبابة لدى البابا هذا؟".

ومثل بوتين وستالين، ترعرع صدام في دنيا البقاء فيها للأقوى والأعنف، فارتكب أولى جرائمه بقتله جابي كهرباء كان يطالب خاله خيرالله طلفاح بمستحقات للدولة. ثم يوم تسلم صدام اللجنة الزراعية المغمورة في "حزب البعث العربي الاشتراكي"، قام بتحويلها إلى جهاز إرهاب داخل الحزب والدولة. بالعنف، سطع نجم صدام الذي تسلق إلى قمة السلطة. ثم عندما وصلها، قام بتصفية شركائه ومن وصلوا معه لينفرد بها.

ويروي صديق طفولة صدام ابراهيم الزبيدي في كتابه "دولة الإذاعة" أنه بعدما تبوأ صدام منصب نائب رئيس العراق لم يعد يعرف إبراهيم كيف يخاطبه، إن باسمه الأول، أو بلقبه الإداري أي "السيد نائب الرئيس"، أو بلقبه العائلي "أبو عدي". لاحظ إبراهيم أن صديقه صدام كان يجيبه عن أسئلته، ولكن من دون أن ينظر في عينيه بل كان يبدو منزعجا ومحرجا. كان صدام يسعى للتخلص من ماضيه، ولم يضره أن يستخدم العنف لذلك. تفطن ابراهيم للمشكلة واستبقها برحيله إلى منفى عاش فيه عقودا طويلة.

ومثل صدام، نشأ اللبناني نصرالله في النبعة، التي تعرضت لحملة إرهاب وعنف قادتها الميليشيات المسيحية مطلع الحرب الأهلية. ولم يكد نصرالله يبلغ عمر الشباب حتى انضم للميليشيا الشيعية "حركة أمل" وحمل سلاحه على كتفه. ثم بعد نجاح الثورة الإسلامية، جنّدت الاستخبارات الإيرانية نصرالله، وراهنت عليه حتى صار زعيم "حزب الله"، فزعيم كل الشيعة، فحاكم لبنان بأكمله. والرحلة إلى زعامة لبنان اضطرت نصرالله إلى التخلص من عقبات كثيرة، منهم رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري وشخصيات كثيرة غيره.

كل الطغاة ترعرعوا على العنف واستخدموه للتسلّق إلى الزعامة. ثم بعد التخلص من كل المنافسين داخليا، تربعوا على عرشهم بلا منافس، وصار مطلوبا منهم أن يحكموا. لكن الحكم يتطلب معرفة في شؤون الدولة والإدارة والتنمية والاقتصاد، وهذه أمور لا يفهمها رجل الاستخبارات بوتين، ولا بلطجي حزب البعث صدام، ولا خريج الحوزة الدينية نصرالله.

قصورهم هذا وقيادتهم البلاد نحو الجحيم أجبر الطغاة على تمديد حالة الحرب والانخراط في حروب متواصلة لأنهم لا يتألقون إلا بالعنف الذي يتحولون بدونه إلى فاشلين لا دور لهم في القيادة ولا في الدولة ولا في المجتمع. هكذا شن صدام حربين على الأقل، واحدة ضد إيران وثانية اجتاح فيها الكويت، ومثله بوتين، الذي تنوعت حروبه من إبادة الشيشان، إلى اجتياح أجزاء من جورجيا، ثم أوكرانيا، مع مشاركة في تحويل سوريا إلى ركام. ومثل صدام وبوتين، تنوعت حروب نصرالله، واحدة شنها ضد اسرائيل، تلتها حملة تأديبية ضد خصومه داخل لبنان، ثم انخراطه في الحرب السورية لدعم مجازر بشار الأسد ضد السوريين.

الحروب المتواصلة للتغطية على ضعف في الشخصية وإثبات الأحقية في الحكم تتطلب بث ثقافة الحرب والحديث عن "الانتصارات" بشكل متواصل، إن "قادسية صدام" أو "أم المعارك" في العراق، أو "الانتصار الإلهي" لنصرالله، ومثلهما يتبجّح بوتين بانتصاراته العسكرية فيما الروس يعانون من تدهور مستوى معيشتهم.

في التاريخ الإنساني، منذ بدايته وحتى عصر الأنوار، اعتقدت الشعوب أن الحاكم هو الأقوى، وأن الانتصار الحربي هو إشارة إلهية لتأكيد حق هذا الحاكم أو ذاك بالحكم. لهذا، يعبق التاريخ الإنساني بالحروب، ولهذا غالبا ما يتركز التاريخ على كتابة أحداث الحروب وتاريخ الحكام، وقلّما يلتفت إلى الأوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية للزمن الماضي.

لي قريب من مؤيدي نصرالله كتب على صفحته "ستُهزمون"، الأرجح يعني أن إيران ومحورها سيتغلب على الغرب وحلفائه في المنطقة ولبنان. وقريبي هذا يعيش في لبنان، ويعاني من تفشي البطالة، ومن خسارة عائلته جنى عمرها في المصارف المفلسة، كما يعاني من عدم توفر الدواء وانقطاع الكهرباء والماء. كل هذه الأمور الحيوية لا تهم قريبي. كل ما يهمه أن القبيلة التي يناصرها ستنتصر، حتى لو كان هو لن يطاله من الانتصار أو عدمه إلا المزيد من الشقاء.

هذا الشقاء هو الهوية الفطرية التي اعتبرها كارل ماركس "أفيون الشعوب"، وهو شقاء سببه تخلّف في الثقافة الاجتماعية والسياسية لا تنجب إلا طغاة ومناصرين لهم. أوكرانيا حاولت الخروج من هذا الشقاء إلى العالم المتنور، لكن الطاغية بوتين لم يتركها. بوتين بحاجة إلى المزيد من الحروب لأنه، على حسب المثال الأميركي، "إن كان كل ما يملكه مطرقة فسيرى كل شيء مسمار".

Since December 2008