الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

عبد الحسين لاخبار المستقبل: ابرز نتائج تسريبات الويكيليكس هي حرج اميركي من الثرثرة الديبلوماسية

في سياق التعليق على النتائج المترتبة عن تسريب مذكرات وزراة الخارجية الاميركية الى موقع ويكيليكس، شارك حسين عبد الحسين في برنامج "ستوديو 24" مع نديم قطيش على تلفزيون المستقبل، واعتبر ان ابرز نتائج التسريبات هي حرج اميركي من الثرثرة الديبلوماسية التي تضمنتها المذكرات. المزيد في شريط الفيديو. -- 29 نوفمبر 2010

الخميس، 25 نوفمبر 2010

المفاوضات لم تبدأ بعد والسوريون جاهزون ... وغياب لبناني

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

اعرب مسؤولون اميركيون كبار، خرجوا للتو من الحكم، عن خيبة املهم من التأخير المستمر في بدء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقالوا انه منذ تولي باراك اوباما الرئاسة وحتى الان، لم يحصل اي تقدم يذكر، بل استغرق الطرفان الوقت في ايجاد الحلول للامور الشكلية فقط.

جيم جونز، مستشار الامن القومي، الذي خرج من البيت الابيض قبل اسابيع قليلة، من اكثر المتابعين للعملية السلمية، اذ تم تعيين هذا الجنرال المتقاعد، في زمن ادارة الرئيس جورج بوش، للاشراف على تثبيت الامن وازالة الحواجز الاسرائيلية في الضفة الغربية، وبناء الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ثم ما لبث اوباما ان ورث جونز، وجدد تفويضه مشرفا على العملية السلمية، بعد ان عينه في منصب مستشاره للامن القومي. الا انه على غرار خروج وزير الخارجية السابق، والجنرال المتقاعد ايضا، كولن باول من فريق بوش، لعدم انسجامه ودائرة اتخاذ القرار، كذلك خرج جونز من الدائرة الصغرى لقرار اوباما، ثم تاليا من الادارة باكملها، حتى قبل بلوغها السنتين من عمرها.

«نحن (كأميركيين) نعاني من صعوبة معرفة ما يمكننا فعله من اجل حملهم (الفلسطينيين والاسرائيليين) على الدخول في صلب المحادثات»، يقول جونز في احدى جلسات مراكز الابحاث التي حضرها حشد من المسؤولين الحاليين والسابقين، والخبراء، والصحافيين، والديبلوماسيين العرب، تصدرهم السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، فيما سجلت الديبلوماسية اللبنانية غيابها المعهود، وانشغالها بمسابقات ملكات الجمال وامور اجتماعية اخرى.

«استهلكنا الكثير من الوقت لحملهم على الحضور الى طاولة المفاوضات»، يتابع جونز.

هنا توجه مدير الجلسة والتر ايسكسون الى مصطفى، وقال: «ان السؤال الكبير هو على المسار السوري، وانا اسأل عماد مصطفى، وهو معنا اليوم، ما رأيك».

تلعثم مصطفى الذي لم يكن مستعدا للسؤال، ورد: «لن اقول شيئا في هذا الخصوص، ولكني سأسأل عن خطة اوباما للسلام، التي يتعذر تحقيقها من دون سلام شامل على المسارات كافة».

الا ان العالم ببواطن الامور في العاصمة الاميركية، يعلم ان مصطفى سبق ان دعا الى جلسة عشاء في منزله، حضرها عدد كبير من كبار رجال الاعمال الاميركيين ورؤساء مراكز الابحاث وسياسيون. اثناء العشاء، توجه احدهم بالسؤال الى السفير السوري عن السلام بين بلاده واسرائيل، فاجاب مصطفى - فورا ومن دون تردد - ان سورية تدخل المفاوضات متأخرة، لكنها ما ان تفعل ذلك، فان نتائج دخولها ستكون حاسمة على مسار العملية السلمية.

ونقل حاضرون للجلسة ان مصطفى تحدث باسم سورية ولبنان، وقال ان السلام مع سورية سيؤدي تلقائيا الى سلام اسرائيلي مع لبنان.

السفير السوري لم يقل في العلن ما قاله في جلسته الخاصة، وآثر تحويل اجابته الى سؤال، ما دفع مستشارا سابقا آخر للامن القومي، هو ستيفن هادلي، الذي خدم في ادارة بوش الثانية خلفا لكوندوليزا رايس، للاجابة بالقول: «دعمنا المبادرة التركية في رعاية المفاوضات، وسمحنا للاتراك والاسرائيليين ابلاغ السوريين ان علاقات افضل بيننا (اميركا وسورية) تمر من خلال اتفاقية (سلام) سورية - اسرائيلية».

واضاف هادلي ان احداثا في العام 2008 عطلت المسار السوري - الاسرائيلي، وان الادارة الاميركية تحاول منذ ذلك الحين اعادة احياء هذا المسار.

ووافق جونز هادلي، بالقول: «هذا صحيح، انه لمن صالح الجميع ان يشمل السلام سورية ولبنان، ولطالما عملت الادارة الحالية، بصمت، لاختبار امكانية السير في العملية التفاوضية على جبهات متعددة».

جونز ربط العملية السلمية بالملف النووي الايراني، وقال: «من الجلي اننا ان تمكنا من التوصل الى سلام في المنطقة، سوف يخدم ذلك عملية عزل ايران... ان خليط مفاوضات السلام زائد العقوبات سوف يكون له تأثير حاسم، ويرسل اشارة قوية لايران لحملها على العودة الى الطاولة».

وادلى هادلي بدلوه بخصوص ايران، واعلت ان الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بحيازة اسلحة نووية. وقلل من اهمية ردة الفعل الايرانية، وضرب مثالا على ذلك «تصفية المفاعل النووي السوري». واعتبر انه بعد الغارة الاسرائيلية التي دمرت مفاعل الكبر في أكتوبر 2007، «قررت سورية نسيان الموضوع، ولم تقم باي ردة فعل».

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

سيناريو اغتيال الحريري صار معروفا... والمشكلة بإثباته قضائيا في لاهاي

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

تماهت ردود فعل مسؤولين اميركيين على التقرير الذي بثته قناة «سي بي سي» الكندية عن التحقيقات في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في فبراير 2005، مع البرودة التي تلف المشهد السياسي عموما في العاصمة الاميركية، والتي تشهد بدورها اقفالا تاما اليوم احتفالا بعيد الشكر.

مسؤولون اميركيون متابعون للتحقيق منذ انطلاقه وصفوا التقرير الكندي بـ «الدقيق الى حد بعيد»، لكن لفتوا الى بعض «المغالطات من وجهة النظر الاميركية». وروت المصادر الاميركية، لـ «الراي»، تجربتها مع المحققين الدوليين المتعاقبين، وقالت ان المدعي العام الكندي دانيال «بلمار كان اول محقق يزور واشنطن، ويلتقي مع مسؤولين في الاستخبارات فيها».

لم يكن مر على تعيين بلمار في مارس 2009 الكثير، قبل ان يعلن ذهابه في اجازة عائلية. عبر المحقق بلمار في وقتها الاطلسي، ولكنه لم يصل الى كندا حيث عائلته، بل حط في مطار دالاس الدولي في واشنطن. في الايام التي تلاحقت، اجرى المسؤول الاممي جولة من اللقاءات شملت مسؤولين اميركيين في الاستخبارات ووزارة الخارجية ومجلس الامن القومي.

على عكس ما ذكره تقرير الشبكة الكندية، لقي بلمار تجاوبا اميركيا، لكن بشروط. في لانغلي، حيث مقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي اي)، طلب المحقق الدولي «معلومات». اجاب الاميركيون انهم لا «يقدمون المعلومات مجانا، بل يتشاركونها في عملية تبادلية».

يقول مسؤول اميركي: «حصلت عملية مقارنة ملاحظات، واستخلص الطرفان ان ما سبق ان توصل اليه الرائد (المغدور وسام) عيد في سياق التحقيق يغطي معظم ملابسات تنفيذ عملية الاغتيال، ولكنه يبقي خارجا اتخاذ قرار التنفيذ».

وفعل بلمار الشيء نفسه مع اجهزة الاستخبارات الغربية والاقليمية الاخرى، باستثناء الاسرائيلية والسورية، على مدى الاشهر التي توالت. «توصل بلمار الى ان المعلومات المتوافرة بين يديه دقيقة، ومشابهة لما تعرفه الاجهزة الغربية عن الجريمة»، حسب المسؤول.

الاميركيون هم اول من اطلقوا «فرضية تورط حزب الله في اغتيال الحريري، منذ خدم (مساعد وزيرة الخارجية جيفري) فيلتمان سفيرا لنا في لبنان». في ذلك الوقت، «طرح جيف (فيلتمان) فرضية تورط حزب الله امام مسؤولين لبنانيين، ووصل الاقتراح الى (الامين العام لـ «حزب الله» السيد) حسن نصرالله، فهدد في خطاب علني من مغبة تداول الاقتراح».

يقول المسؤول الاميركي ان في يد بلمار على الاقل مجموعتين من الاثباتات، معظمها ظرفية. «من غير الممكن في جريمة من هذا النوع ان يتوافر شهود او قرائن حسية اكثر مما هو موجود».

المجموعة الاولى من الاثباتات هي عبارة عن اعادة تكوين للمشهد السياسي في لبنان عشية مقتل الحريري، «مرفقة بافادات عن تهديدات خاصة، وفي العلن، وجهها مسؤولون سوريون وفي حزب الله الى رفيق الحريري». يضيف المسؤول: «اعتقد ان المحكمة الدولية، على سبيل المثال، ستهتم لسماع وجهة نظر من امر ونفذ محاولة ازالة اثار الجريمة... هذا بحد ذاته ادانة».

اما المجموعة الثانية، فهي عبارة عن خريطة مفصلة للاتصالات، مع ارقام واسماء المتورطين. يعتبر المسؤول الاميركي ان سيناريو مقتل الحريري معروف منذ اليوم الاول للجريمة: «كانت لدى معظم الاستخبارات معلومات قاطعة عن الاعداد لاغتياله، اوصلها له (رفيق الحريري) اصدقاؤنا الفرنسيون، ولكنه للاسف لم يعيرها اهمية او يترك البلاد... ان عملية اغتياله لم تأت من فراغ، ولكن معظمنا، كما رفيق الحريري قبل اغتياله، اعتقدنا ان الجناة اعقل من ان يرتكبوا جريمة كالتي ارتكبوها».

ويضيف: «حتى ان السوريين وحزب الله عمدوا الى تسريب كمية من المعلومات الدقيقة حول الجريمة عن طريق الصحافي في مجلة دير شبيغل الالمانية اريك فولاث، وهو صديق للرئاسة السورية عن طريق احدى مستشاريها ووزير لبناني سابق».

الهدف من التسريب السوري، حسب المسؤول، «جاء في اطار التلويح السوري المستمر باندلاع حرب اهلية في حال استمرار المحكمة في عملها... اما التوقيت، في يونيو 2009، فكان يهدف الى اجبار تحالف 14 مارس على ادانة التقرير تفاديا للحرب، وبذلك تقديم ادانة مسبقة لاي قرار ظني مشابه قد يصدر».

اذن، يعتبر الاميركيون ان تفاصيل عملية الاغتيال «صارت واضحة منذ فترة بعيدة، الا ان المشكلة كانت تكمن دوما في اثبات ذلك قضائيا في لاهاي، وهي المعضلة التي حاول بلمار ايجاد الحلول لها».

من السهل على اي متتبع لسير اعمال بلمار الخروج بانطباع واضح عما يحاول الرجل فعله. القرائن في المحكمة تحتاج الى تحقيقات مع المتهمين. «ذهب المحقق الدولي الى (رئيس حكومة لبنان السابق) فؤاد السنيورة، وطلب منه التوصل الى مذكرة تفاهم بين لجنة التحقيق والحكومة تسمح للمدعي العام بالاستجواب والتحقيق».

يقول المسؤول: «السنيورة كان المسؤول اللبناني الذي قدم كل التسهيلات لسير مجرى العدالة، وكان الاكثر وفاء للحريري، ربما للتاريخ الذي كان يربطهما، ولكن كل هذا الوفاء للحريري اتي للسنيورة بنقمة من حزب الله».

ويستدرك قائلا: «عرقل وزراء الحزب في الحكومة مذكرة التفاهم، ذهب بلمار الى الاجهزة الامنية اللبنانية للاستفسار عن امكانية توقيف مسؤولين في حزب الله، اجاب اللبنانيون ان امكانياتهم لا تضاهي امكانات المشتبه فيهم».

بعد ذلك، يتابع المسؤول، «ذهب بلمار الى الانتربول، ووقع مذكرة تفاهم لجلب المشتبه فيهم». يضيف: «تلك كانت خطوة احرجت الحكومة اللبنانية والاجهزة الامنية، فاما تتجاوب مع طلبات الانتربول، واما يصبح لبنان بمثابة الدولة الخارجة عن الاتفاقية الدولية لمكافحة الجريمة». هنا، حسب المسؤول الاميركي، «اقدم حزب الله على مفاجأة، ربما للابقاء على ما تبقى من سمعة للبنان في مكافحة الجريمة، فوافق على اجراء لجنة التحقيق الدولية مقابلات مع مسؤولين رفيعين فيه».

رغم ان «حزب الله وحلفاءه كانوا اخترقوا لجنة التحقيق الدولية، الا ان بلمار بقي صندوقا مقفلا بالنسبة اليهم، الى ان حان موعد استجوابات مسؤولي الحزب... من الاسئلة المطروحة، عرف حزب الله ما يعرفه بلمار، واعلن الحرب للقضاء على المحكمة الدولية».

«الراي» سألت المسؤول الاميركي كيف يمكن لـ «حزب الله» اختراق عمل لجنة التحقيق الدولية، فاجاب: «عندما تمسك انت بكل مفاصل الامن، لا صعوبة من المراقبة والتنصت والاختراق».

اما عن امكانية تورط، او تواطؤ، رئيس جهاز المعلومات العقيد وسام الحسن في الجريمة، قال: «اخطأت الشبكة الكندية بتقديم معلومة اكتفت من خلالها باثارة الشبهات حوله».

حسين عبد الحسين للقناة السعودية الاولى: من المستبعد ان نشهد حربا بين الكوريتين

تعليقا على الاشتباك المدفعي بين الكوريتين بث برنامج "المملكة هذا المساء" مقابلة مباشر على "القناة السعودية الاولى" مع حسين عبد الحسين، الذي استبعد ان يؤدي التصعيد الى اندلاع حرب وتوقع ان تبقى الامور كما هي عليه. المزيد في شريط الفيديو.

الخميس، 18 نوفمبر 2010

عبد الحسين لقناة "فرانس 24": هناك سطحية في التفكير الاميركي في تقرير الحريات الدينية

تعليقا على تقرير الحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الاميركية للعام 2010، بث برنامج "نقاش" مباشر على فضائية "فرانس 24" العربية، من باريس، حلقة حول التقرير استضاف فيه ابراهيم طحان وحسين عبد الحسين، الذي قال ان "هناك سطحية في التفكير الاميركي في تقرير الحريات الدينية. المزيد في شريط الفيديو.

تقرير «الخارجية» الأميركية عن «الحرية الدينية»: حكومة الكويت تحدّ من حرية المعتقد والعبادة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

أشاد تقرير «الحرية الدينية» الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية للعام 2010 بالزيارة التي قام بها سمو الامير الشيخ صباح الأحمد الى الفاتيكان في مايو الماضي، وبلقائه البابا بنديكت السادس عشر، كجزء من حوار الاديان، وبهدف مناقشة سمو الامير مع البابا حاجات المسيحيين في الكويت.

وأورد التقرير، الصادر الثلاثاء الماضي، الزيارة في باب «التحسينات والتطورات الايجابية في احترام (الكويت) لحرية الاديان».

واعتبر التقرير انه، بشكل عام، لم تشهد الفترة الممتدة بين اول يوليو 2009 و آخر يونيو 2010 تغيرات تذكر في تعاطي الحكومة الكويتية مع الحريات الدينية. واشار الى أنه على الرغم من ان «الدستور يلحظ الحرية المطلقة في المعتقد وحرية العبادة، بما يتوافق والعادات السائدة، وبما لا يتعارض مع السياسات او الاخلاق العامة، الا ان الحكومة (الكويتية) تحد من هذا الحق».

وجاء في التقرير ان « المسلمين الشيعة ما زالوا يواجهون صعوبة في الحصول على تراخيص قانونية لبناء اماكن جديدة للعبادة»، وان «الاقليات الدينية واجهت بعض التمييز (ضدها) نتيجة للسياسات الحكومية».

كما اورد التقرير، الذي قدمته الوزارة للكونغرس، ان «الحكومة الاميركية تناقش الحريات الدينية» مع نظيرتها الكويتية كجزء من السياسة الاميركية لتعزيز حقوق الانسان، وان «السفارة (الاميركية) تعمل مع قادة دينيين ومع الحكومة على مواضيع معينة متعلقة بالحريات الدينية».

وكرر التقرير الارقام التي سبق ان اعلنتها وزارة الخارجية عن النسب السكانية، فاعتبر ان في البلاد 3 ملايين و400 الف، منهم مليون و100 الف مواطن، وان التقديرات المبنية على سجلات الاقتراع ووثائق الاحوال الشخصية تظهر ان 70 في المئة من المواطنين هم على مذهب اهل السنة، اما معظم الثلاثين في المئة الباقية من السكان فهم من الشيعة.

واضاف ان «الاحصاء الوطني لم يميز بين السنة والشيعة»، وان «الحكومة لا تحدد الدين على جوازات السفر او بطاقات الهوية».

وتابع التقرير ان «الحكومة تمارس سيطرة مباشرة على المؤسسات الدينية السنية»، وانها «تعين ائمة السنة، وتراقب خطب الجمعة التي يدلون بها، وتقوم بتمويل بناء جوامع السنة» فيما «لا تمارس الحكومة سيطرة مشابهة على جوامع الشيعة، التي تمول بناءها الطائفة الشيعية». واشار الى انه في الفترة التي يغطيها التقرير، لم تأذن الحكومة «للتمثيل العلني لاستشهاد الحسين، او للمسيرات العلنية في ذكرى عاشوراء».

بيد ان التقرير شدد على ان الحكومة الكويتية سمحت للشيعة «بالتجمع سلميا في اماكن عامة، والمشاركة في مراسم عاشوراء، ووفرت الحكومة الامن للاحياء الشيعية». كما ان الحكومات المتوالية منذ العام 2006، وحتى الحكومة الحالية، كلها شهدت تعيين وزيرين من الشيعة الكويتيين.

وختم التقرير ان «على العموم، يظهر المواطنون (الكويتيون) انفتاحا وتسامحا للمجموعات الدينية المختلفة، باستثناء اقلية من المواطنين تعارض وجود المجموعات غير المسلمة، وترفض شرعية المسلمين الشيعة»، وانه «فيما ظهر بعض التمييز الديني على صعيد فردي، لا يظهر ان هذا التمييز منظم او منتشر» في عموم البلاد.

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

حسين عبد الحسين لقناة "فرانس 24": لا خطة اميركية للسلام بل افكار مرتجلة

رام الله (الضفة الغربية) (ا ف ب) - استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء في رام الله بالضفة الغربية الموفد الاميركي ديفيد هيل وبحث معه الطروحات الاميركية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، كما اعلن مصدر رسمي فلسطيني.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس ان عباس التقى ديفيد هيل، مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل، وان الجانب الفلسطيني لا يزال بانتظار الموقف الاميركي الرسمي النهائي.

واوضح ابو ردينة ان الاجتماع تناول "الافكار والطروحات الاميركية وتم تقديم العديد من الاستفسارات الفلسطينية للمبعوث الاميركي، والمشاورات مستمرة وستتواصل بين الجانبين الفلسطيني والاميركي".

واضاف "ليس هناك اتفاق حتى الان، لكن المشاورات الفلسطينية-الاميركية مستمرة ولا زلنا بانتظار الموقف الرسمي الاميركي النهائي حول ما سيتم التوصل اليه مع الجانب الاسرائيلي". من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين لوكالة فرانس برس "لا زلنا ننتظر الموقف الرسمي الاميركي النهائي وتم ابلاغ ديفيد هيل ان الذي اوقف المفاوضات هو رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بسبب استمراره في الاستيطان. اذا اوقف الاستيطان في جميع الاراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية سنستانف المفاوضات".

واوضح انه تم ابلاغ السفير هيل "اننا لن نعلق على اي موقف اسرائيلي قبل ان يتم ابلاغنا بالموقف الرسمي الامريكي".

واوضح "ان هيل قال +اننا متفهمون لموقف الرئيس محمود عباس+ وان الرئيس باراك اوباما مهمتم شخصيا ويتابع تطورات الاوضاع في المنطقة".

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

تقرير / «الحرب الباردة» مع طهران... بدأت: لا ضربة عسكرية ولا حرب أهلية في لبنان

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

بعيدا عن الاضواء، وصل وفد اسرائيلي رفيع المستوى الى العاصمة الاميركية وعقد اجتماعات مع مسؤولين اميركيين. على عكس الاعتقاد السائد، لا تنوي اسرائيل توجيه ضربة عسكرية الى ايران، ولا هي تدفع اميركا على القيام بذلك. على صعيد مشابه، لا نية اسرائيلية، حسب مسؤولين اميركيين شاركوا في اللقاءات، لاثارة اي مواجهات «على الحدود الشمالية» مع «حزب الله»، كما يسود اعتقاد ان لا مصلحة لاي طرف في دفع لبنان الى آتون الحرب الاهلية.

وعلمت «الراي» ان رئيس الوفد الاسرائيلي افتتح الاجتماع بالاشادة بسلسة النجاحات «التي حققها العالم في مواجهة ايران ومخالبها في المنطقة». وقدم الاسرائيليون معلومات استخبارتية تطابقت والمعلومات الاميركية ان «البرنامج النووي الايراني متعثر جدا في الوقت الحالي»، و «ان اي ضربة عسكرية ستقلب موازين الرأي العام الايراني والعالمي لمصلحة النظام في طهران».

تقول الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية ان «النموذج الايراني المستخدم وهو الذي ابتاعته ايران من شبكة عبد القادر خان الباكستاني قديم جدا»، وان «عملية التخصيب الايرانية تواجه مشاكل مستمرة» وانه « في غياب ضرورة توجيه ضربة تعوق انتاج القنبلة النووية الايرانية، تصبح العقوبات الاقتصادية مفصلية لضعضعة النظام» .

يقول مشاركون في الاجتماعات الاميركية الاسرائيلية ان الطرفين استعرضا النجاحات التي حققاها في مواجهة ايران. «فيروس ستكسنت، الذي نجحت الاستخبارات في زرعه في اجهزة كمبيوتر تم توريدها الى ايران في سبتمبر لاستخدامها في البرنامج النووي، كان بمثابة حصان طروادة، وقام بارسال معلومات اساسية في الشبكة الايرانية الى جهات غربية، اكدت تعثر البرنامج الايراني»، حسب مسؤول اميركي مشارك.

اليوم، حسب المسؤول الاميركي، «صارت سياسة التهويل مفهومة اكثر، صدام حسين لم تكن بحوزته اسلحة دمار شامل، ولكنه اوهم العالم بذلك من اجل اخافة خصومه في المنطقة فقط لا غير، وهذا ما تفعله ايران».

انتصار آخر حققته واشنطن وتحالفها في مواجهة طهران، وهو التوصل الى فرض عقوبات اقتصادية اممية على ايران. «حتى المؤسسات المالية في لبنان، المحسوب احد حلفاء ايران في المنطقة، اضطرت الى قطع صلاتها بالمؤسسات الايرانية او المجازفة بعزل نفسها عالميا».

عند الحديث عن العقوبات، توجه المسؤولون الاسرائيليون الى نظرائهم الاميركيين بالقول، «هناك 16 شركة ما زالت تتعامل مع ايران، ونحن نلاحقها ونفضحها علنا، ايران تستود ما يقارب نصف حاجتها للنفط المكرر، ومخزون هذه المادة، كما مخزون العملات الاجنبية في المصرف المركزي الايراني، انخفض الى مراحل غير مسبوقة».

المسؤولون الاسرائيليون اعربوا عن ارتياحهم «للتحالف الدولي الذي نجحت واشنطن في بنائه... عندما تسمع (رئيس ايران محمود) احمدي نجاد يصف روسيا بانها باعت نفسها للشيطان، تدرك ان ايران بدأت بالتراجع مرغمة امام مجتمع دولي مصمم على مواجهة حيازتها اسلحة نووية».

في لبنان، «حزب الله» في مأزق. يقول المسؤول الاميركي: «بعيدا عن المهرجانات الخطابية، اتفاق نيسان 1996 كان يميل لمصلحة سورية وحزب الله اكثر بكثير من القرار 1701، حدود اسرائيل الشمالية اليوم هادئة اكثر من اي وقت سابق، وحزب الله يدرك ان اشعاله حربا جديدة مع اسرائيل ستكون طاحنة ولن ينفع اعتذار نصرالله الى اللبنانيين هذه المرة».

ويضيف: «اما في حال استخدم حزب الله القوة داخل لبنان، فان الذهاب الى حرب اهلية سيحول لبنان الى ساحة حرب استخباراتية لن تكون في مصلحة الحزب... لذا، لا حربا اهلية في لبنان».

«الراي» سألت عن مضاعفات صدور قرار ظني، واذا تم التطرق الى هذا الموضوع بين الاميركيين والاسرائيليين، فاجاب المسؤول : «هناك اجماع دولي لمصلحة كشف الفاعلين في جريمة اغتيال (رئيس حكومة لبنان السابق رفيق) الحريري، اسرائيل تأخذ احتياطاتها من اي مغامرات قد يقوم بها حزب الله لتحويل الانظار عن القرار، ولكن حتى في ميزان حزب الله، مواجهة القرار اقل كلفة بكثير من اشعال الجبهة مع اسرائيل».

اما عن سورية، فقال المسؤول ان «الحكمة المشتركة بيننا وبين الاسرائيليين مفادها ان سورية اختارت الابقاء على التحالف مع ايران، ربما للاحتماء بطهران في حال ثبوت تورطها في اغتيال الحريري».

لكن على كل حال، «تم استهلاك سياسة الانخراط، وصار ديبلوماسيينا (الاميركيين) يقولون في العلن اننا قمنا بتقديم الخيارات الى دمشق، وان سورية لم تأخذ الخيار الاميركي حتى الان، بل فضلت الخيار الايراني».

«الراي» اثارت زيارة السناتور جون كيري الاخيرة الى دمشق، وسألت ان كانت الزيارة تأتي في سياق حصول اي تقدم على صعيد مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية، فاجاب المسؤول : «السناتور كيري يحاول الحفاظ على ماء الوجه، ذهب الى سورية ليطلب من (الرئيس بشار) الاسد اعادة طالبين اميركيين حائزين منحة فولبرايت ويدرسان العربية في دمشق». واضاف: «سورية تحاول ان تحصل على انتباه اميركا، وبغياب امكانية اشعال حروب، عمدت دمشق الى اختلاق مشاكل ثانوية، وقامت بترحيل الطالبين الى عمان، والسناتور كيري اثار الموضوع مع الاسد، الذي وعد بالسماح بعودتهم، وحتى هذا المطلب الصغير لم يلبه السوريون».

في ختام اللقاء الاميركي الاسرائيلي، كان هناك تقييم و«تربيت على الكتف، فبغض النظر عما يتم تداوله في الاعلام، العراق مستقر وحكومته حليف اساسي لواشنطن، وطهران تختنق ماليا، وتركيا تبتعد عن طهران ودمشق، اما دمشق فمتوترة في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتعمل على تشكيل اكبر فريق دفاع في حال تم توجيه اصابع الاتهام بتورطها، وحزب الله يهدد ويتوعد ولكن لا يمكنه المبادرة لاسباب كثيرة ومعقدة».

يقول المسؤول الاميركي: «لا حروب مقبلة في منطقة الشرق الاوسط، دخلنا زمن السلم، والمواجهة ستنحصر بالديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية والمواجهات الاستخباراتية، اما اذا بادرت ايران او اي من حلفائها بشن حروب، فان ردة الفعل الاميركية ستكون هائلة ومبررة في عيون الراي العام العالمي، وهم يعرفون ذلك».

ويختم: «بدأت الحرب الباردة مع طهران، ولنر من سيبقى واقفا الى النهاية».

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

اليمين الأميركي يستعيد خطاب «محاور الشر»... و«محور فيروس»

كوهين يتوسط نورييغا (إلى اليسار) ووالسر (خاص «الراي » )

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

لم يخطئ الامير تركي الفيصل، الاسبوع الماضي، عندما حذر من عودة خطاب «المحافظين الجدد»، الحربي والمتهور، الى العاصمة الاميركية، مع عودة الاكثرية الجمهورية الى الكونغرس.

هذا الخطاب اليميني المتشدد ما زال خارج اروقة الحكم، ومن المرجح ان يبقى في الظل، الا اذا وقعت هجمات ضد مصالح اميركية ادت الى اثارة مشاعر الغضب الشعبي والتأييد للتشدد والمغامرات الاميركية العسكرية.

ولكن حتى تنقلب الظروف وتهب الرياح كما يشتهي الجمهوريون، بدأت مراكز الابحاث المحسوبة عليهم بالحديث عن محاور معادية. الرئيس السابق جورج بوش خرج من الحكم ولكنه لم يأخذ معه تماما خطابه عن «محور الشر»، الذي جمع فيه العراق وايران وكوريا الشمالية. العراق صار صديقا لاميركا وخرج من المحور، ليدخل مكانه، حسب الجمهوريين اليوم، كل من فنزويلا وروسيا وسورية.

باستخدام الاحرف الاولى لاسماء هذه الدول بالانكليزية، يصبح اسم المحور المعادي الجديد «محور فيروس»، وهو عنوان الحوار الذي عقدته مؤسسة هاريتج اليمينية، اول من امس، بمشاركة الخبير في المؤسسة في شؤون روسيا والطاقة ارييل كوهين، وزميله المتخصص في شؤون الامن القومي الاميركي راي والسر، والسفير السابق والزميل الزائر في مركز الابحاث اليميني «اميريكان انتربرايز انستيتيوت» روجر نورييغا.

وللدلالة على عودة البريق الى اليمين الاميركي، غصت القاعة بالحاضرين، الذين تصدرهم الشباب الطامحون الى لعب دور مساعدين لاعضاء الكونغرس الجمهوريين ممن تم انتخابهم حديثا.

«على الرغم من دورها المحبذ في دعم العقوبات التي فرضها مجلس الامن على ايران، قامت روسيا في اغسطس الماضي بتزويد مفاعل بوشهر بالوقود النووي»، حسب كوهين، الذي قال: «اضافة الى ذلك، وسعت موسكو من انخراطها مع الانظمة الداعمة للارهاب مثل سورية وفنزويلا».

واضاف: «الرئيسان (الفنزويلي) هوغو شافيز و(الروسي) ديمتري مدفيديف وقعا اتفاقية باعت بموجبها روسيا فنزويلا مفاعلا نوويا، واعلنت روسيا انها ستزود فنزويلا تكنولوجيا الاطلاق بالاقمار الاصطناعية، وهي تقنية مزدوجة الاستخدام ويمكن تسخيرها لصواريخ باليستية متوسطة المدى».

وتابع: «اعلن وزير الدفاع الروسي ان بلاده ستزود صواريخ بي 800 ياخونت المضادة للسفن الى سورية. هذه الصواريخ هي تهديد رئيسي للاسطول الاميركي السادس في المتوسط، ولاشد حليف لاميركا، اسرائيل».

واعتبر الخبير الاميركي انها عن طريق صفقات الاسلحة و«علاقاتها مع حماس وحزب الله، تحاول روسيا العودة الى الشرق الاوسط من خلال استخدام تكتيكات نيو سوفياتية، وهي بيع اسلحة ودعم الراديكاليين».

واتهم كوهين «النظام الاسلامي في ايران باستغلال موارد ايران النفطية الهائلة من اجل تمويل تسليحه العسكري، وبناء برنامج اسلحة نووية متكامل من اجل البقاء في السلطة وتصدير ثورة شيعية اسلامية».

بدوره، تحدث نورييغا عن تجاهل الادارة الاميركية للاشارات التي من حولها. وقال انه اثناء المؤتمر الصحافي المشترك بين مدفيديف وتشافيز، اعلنا نية روسيا تزويد فنزويلا بالتقنية النووية، وعندما اثار نورييغا الامر مع المسؤولين في الادارة، تفاجأوا وكأن الامر سر.

اما والسر، فتحدث عن الخطر الذي ستواجهه الولايات المتحدة في حال حصول فنزويلا على اسلحة نووية. وقال ان احدى المشاكل تكمن في ان حلفاء واشنطن في اميركا اللاتينية يعتبرون ان لا تهديد حاليا لامن القارة، وانه «لو كانت هناك تهديدات فعلية، لعرفت واشنطن ولعملت على التخلص منها».

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

بوش: كل الأدلة في مقتل الحريري أشارت إلى مؤامرة سورية

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

قال الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، ان «كل الادلة» في عملية اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري «اشارت الى مؤامرة وسورية»، واعتبر، من ناحية ثانية، ان «حزب الله حزب سياسي شرعي، و(لديه) جناح ارهابي تقوم ايران بتسليحه وتمويله وتقوم سورية بدعمه».

وكشف بوش في كتابه، الصادر امس، والذي حمل عنوان «نقاط قرار» وتحدث فيه عن تجربته في الحكم، ان وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس عارضت قضاء اسرائيل على «حزب الله» اثناء الحرب بين الاثنين في يوليو العام 2006.

وكتب بوش انه اثناء اجتماع عقده مجلس الامن القومي للبحث في تطورات الحرب، قال نائبه ديك تشيني: «علينا ان نترك اسرائيل تنهي حزب الله». هنا تدخلت «كوندي» وردت على تشيني بالقول: «اذا ما فعلت ذلك... سوف تموت اميركا في الشرق الاوسط».

بوش ذكر الكويت في كتابه مرة واحدة، عندما اشاد بسماحها للنساء بالاقتراع وبشغل مناصب حكومية. وقال انه في العام 2009، فاز عدد من النساء بمقاعد في البرلمان. واعتبر ان تطور الديموقراطية الكويتية جاء في سياق انتشار الديموقراطية في المنطقة.

وكتب بوش ان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، هو الذي بادر الى اثارة موضوع الديموقراطية في لبنان. وتابع: «جاك شيراك وانا لم نتفق على الكثير، فالرئيس الفرنسي عارض اطاحة صدام (حسين)، ووصف ياسر عرفات برجل صاحب شجاعة، وفي احد الاجتماعات قال لي، ان اوكرانيا هي جزء من روسيا».

واضاف: «لذا، كان هناك وقع المفاجأة علي عندما وجدنا، جاك وانا، مساحة للاتفاق في اجتماعنا في باريس في اوائل يونيو 2004... اثار شيراك موضوع الديموقراطية في الشرق الاوسط، واستعديت انا لمحاضرة اخرى، لكن (شيراك) تابع (بالقول انه) في هذه المنطقة ديموقراطيتان فقط، واحدة قوية في اسرائيل واخرى ضعيفة في لبنان».

واضاف بوش: «وصف (شيراك) معاناة لبنان تحت الاحتلال السوري، والذي كان يملك عشرات الالاف من الجنود في البلاد، واختلس الاموال من الاقتصاد (اللبناني)، وقضى على محاولات تطوير الديموقراطية (اللبنانية)».

ونقل الرئيس الاميركي السابق عن نظيره الفرنسي السابق، اقتراحه ان يعمل بلديهما على «منع الهيمنة السورية في لبنان... وانا وافقت على الفور، واتفقنا على ان ننتظر الفرصة لتقديم قرار في مجلس الامن». وتابع بوش: في اغسطس 2005، اتاح لنا الرئيس اللبناني اميل لحود، وهو دمية سورية، الفرصة، (عندما) اعلن تمديد ولايته، وهو تجاوز للدستور اللبناني».

وروى بوش ان واشنطن وباريس رعتا اقرار القرار 1559، في 2 سبتمبر 2004، والقاضي بانسحاب الجيش السوري من لبنان ونزع سلاح جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. «لمدة ستة اشهر، ردت سورية (على القرار) بالتحدي، وفي 14 فبراير 2005، دمرت سيارة مفخخة ضخمة موكب رفيق الحريري، رئيس حكومة لبنان السابق، والمؤيد للاستقلال».

وكتب بوش: «كل الدلائل اشارت الى مؤامرة سورية، فاستدعينا سفيرتنا في دمشق، ودعمنا تحقيقا دوليا».

وقال انه التقى شيراك بعد اسبوع من عملية الاغتيال، واصدرا بيانا مشتركا دانا فيه «العمل الارهابي»، وانهما حضا الدول العربية على ممارسة الضغط على دمشق. كذلك تحدث عن تظاهرة 14 مارس، 2005، التي «شارك فيها ما يقارب المليون لبناني»، ليستخلص انه في وسط الضغط الدولي والشعبي، «وصلت الرسالة الى السوريين» فسحبوا جنودهم من لبنان مع حلول ابريل، وفازت «حركة 14 مارس» باكثرية المقاعد في البرلمان.

ووصف «ثورة الارز» بانها «واحدة من ابرز نجاحات اجندة الحرية». وقال: «انتصار الديموقراطية في لبنان، جاء بعد شهرين من الانتخابات الحرة في العراق، وانتخاب الرئيس (محمود) عباس في الاراضي الفلسطينية».

واضاف: «لم يسبق لثلاثة مجتمعات عربية ان اظهرت هذا الكم من التقدم في اتجاه الديموقراطية، لبنان والعراق وفلسطين، كان لديها المقومات في ان تكون اساس منطقة حرة تعيش بسلام».

واقتبس بوش في هذا السياق، تصريحا للنائب اللبناني وليد جنبلاط، سبق ان اورده مستشاره كارل روف في كتابه، وقال فيه جنبلاط: «من الغريب قول ذلك، لكن عملية التغيير هذه بدأت بسبب الاجتياح الاميركي للعراق... كنت مشككا بالعراق، ولكني عندما رأيت الشعب العراقي يقترع قبل ثلاثة اسابيع، ثمانية ملايين منهم، كان موعد بدء عالم عربي جديد، الشعب السوري والشعب المصري، الجميع يقول ان شيئا ما يتغير، لقد انهار جدار برلين، وبامكاننا ان نرى ذلك».

وكتب الرئيس السابق: «المد الديموقراطي العالي في الشرق الاوسط في 2005 هز المتطرفين. في 2006، ردوا».

كذلك روى بوش الاحداث التي ادت الى اندلاع حرب يوليو 2006 عندما بادر «حزب الله» الى خطف جنديين اسرائيليين، وقال: «سنحت للاسرائيليين فرصة توجيه ضربة قاسية الى حزب الله وراعيه في ايران وسورية، ولكن لسوء الحظ، اساء (الاسرائيليون) التعاطي مع هذه الفرصة».

واضاف: «ولتعقيد الامور، اعلن رئيس الحكومة (ايهود) اولمرت انه لن يتم استهداف سورية... انا اعتقد ان ذلك كان خطأ، اذ ان استبعاد ضرب سورية شجع السوريين على الاستمرار في دعم حزب الله».

وتحدث بوش مطولا عن ايران، وعبر عن ندمه لانتهاء رئاسته «من دون حل للمسألة الايرانية»، معتبرا ان «الولايات المتحدة يجب الا تسمح لايران بتهديد العالم بقنبلة نووية».

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

تركي الفيصل يشن هجوما على المحافظين الجدد: نتائجهم نراها في العراق ودول أخرى

الأمير تركي الفيصل متحدثا في معهد كارنيغي للسلام ( خاص - «الراي»)

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

فيما شن اصدقاء سورية، من امثال نائب رئيس حكومة لبنان السابق عصام فارس والباحث روبرت مالي، حملة حضّا فيها واشنطن على ضرورة تغيير مقاربتها نحو دمشق والاخذ بعين الاعتبار ما وصفاه بـ «الدور المركزي لسورية في المنطقة»، انشغل اصدقاء السعودية، وفي طليعتهم الامير تركي الفيصل، بشن حملة ضد الاستيطان الاسرائيلي، وضد رفض تل ابيب لمبادرة السلام العربية ومحاولتها التعمية على السلام بتشتيت الانتباه نحو ايران.

وفي خطاب القاه في «معهد كارنيغي للسلام»، هاجم الفيصل ما اعتبره «فلسفة المحافظين الجدد، التي ابصرت النور في عهد الرئيس السابق جورج بوش، واقتصرت على تصدير الاملاءات الى حكومات العالم وشن الحملات العسكرية». اما نتائج هذه الفلسفة، حسب سفير السعودية السابق في واشنطن «فيمكن لأي كان ان يراها في العراق وفي دول اخرى في المنطقة».

الفيصل اعتبر ان هناك بعض الاصوات التي تحاول العودة اليوم الى تفكير «المحافظين الجدد». واشار تحديدا الى مقال كتبه مدير «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى» روبرت ساتلوف، ولخص المقال وهو عبارة عن مجموعة توصيات الى الرئيس باراك اوباما بثلاث نقاط هي: ضرورة تجاهل سياسة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون المعارضة لاي بناء في المستوطنات، وعدم ممارسة اي ضغوط على اسرائيل، والالتفات الى الموضوع الايراني، اذ ان أي فشل تجاه طهران، حسب ساتلوف، سيفقد اميركا الاحترام في نظر الاسرائيليين والفلسطينيين.

ووصف الفيصل مقال ساتلوف بأنه «مليء بالمغالطات»، و«ذات نتيجة عكسية»، و«خطير»، ومن مخلفات خطاب «المحافظين الجدد»، و«تبريري لمصلحة اسرائيل».

وقال الفيصل ان «مسألة المستوطنات، والتي افضل اطلاق اسم مستعمرات عليها، هي مسألة اساسية، وهناك اهانة في الطلب من الفلسطينيين تجاهلها».

واضاف: «السؤال هنا هو كيف تبرر اسرائيل استمرارها في تشييد المستعمرات؟ والاجابة هي ان اسرائيل تستخدم شروحا ناقصة لوثيقة الانتداب البريطاني في فلسطين، والذي حرّم على البريطانيين التصرف في اراضي ومقدرات سكان الارض، وكذلك تستند اسرائيل الى شروحات خاطئة لقرار مجلس الامن رقم 242».

وتابع الفيصل: «الاجابة هنا لدى المحافظين الجدد سهلة، لنجبر الفلسطينيين على التنازل، فيما ندع اسرائيل تفعل ما تشاء».

وفي رده على اثارة ساتلوف لموضع ايران، قال الفيصل: «قرأنا هذا النص من قبل في العراق، ورأينا نتائجه الكارثية، لا يمكن ان نستبدل حل المشكلة الفلسطينية باثارة مشكلة في مكان آخر، لذا لا بديل عن مبادرة السلام العربية».

الفيصل ختم بالقول ان «ايران تشكل خطرا، ولكن آخر مايريده العالم هو حرب محافظين جدد» جديدة.

وعلى بعد شوارع قليلة من مقر «معهد كارنيغي»، في فندق «غراند حياة» حيث ينعقد المؤتمر السنوي الرابع والستين لـ «معهد الشرق الاوسط»، تحدث كل من مالي والسفير الاميركي السابق الى ايرلندا الشمالية ميتشل ريس، والخبير الاسترالي دايفد كيلكولن، الذي لعب الدور الاساس في وضع الخطة التي ادت الى تثبيت الوضع الامني في العراق.

واستعرض مالي ما اعتبره «فشلا غربيا» في التعامل مع اطرف مثل «حزب الله» و«حماس»، وقال انه هو من المجموعة الاميركية التي باشرت الحوار معهما، «الا انه لم يكن في يدنا شيء نقدمه لهم، ولا هم قدموا لنا شيئا». واضاف ان الحل العسكري اثبت فشله، اما الحوار الاميركي مع هذين الطرفين، «فتكلفته السياسية مرتفعة في هذه المدينة».

لذا، رأى مالي ان الحل هو الحوار الثابت عبر قناة ثالثة، وهذا «ممكن فقط من خلال سورية». بدوره، لفت كيلكولن الى ان التجربة اثبتت ان الحوار الاميركي مع المجموعات من غير الدول، من دون وسيط، هو امر ممكن، بل مطلوب. وقال ان على الغرب التخلي عن فكرة فرض الديموقراطية من «فوق الى اسفل... اي نبدأ بانشاء حكومة ومؤسسات، لنكتشف انها لا تلبي الحاجة المحلية للسكان، فتأتي تنظيمات وتلبي هذه الحاجات».

وكشف الخبير الاسترالي ان «الحوار الاميركي مع قوات الصحوة في الانبار في العراق كان المرة الخامسة التي تعرض فيها العشائر التعامل مع الاميركيين».

وقال: «في المرات الاربع السابقة التي مدت العشائر يدها، رفضت سلطة الحكم الموقتة بقيادة السفير بول بريمر الحوار مع اطراف من غير الدولة، فتركت اميركا يد العشائر ممدودة من دون ان تتلقفها، مما عرض هذه العشائر الى انتقام من قبل التنظيمات المتطرفة».

اما في المرة الخامسة، «عندما تقدم عبد الستار ابوريشة ومقاتليه، وافقت اميركا على التعاون معه، وتم القضاء على التوتر».

الخميس، 4 نوفمبر 2010

عصام فارس يعتبر أن سورية تحتاج إلى اهتمام أميركي خاص ومقاربة مختلفة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

اعتبر نائب رئيس حكومة لبنان السابق عصام فارس، ان «سورية هي اللاعب اساسي في الشرق العربي، فهي ثابتة داخلياً وناشطة خارجيا»، لذا فإنها «تحتاج الى اهتمام (اميركي) خاص، وربما مقاربة مختلفة».

فارس قال في خطاب قرأ نصفه ووزع نصفه الاخر، اثناء عشاء تكريم له اقامه «معهد الشرق الاوسط»، بحضور الرئيس السابق بيل كلينتون ووزير النقل راي لحود والجنرال المتقاعد انتوني زيني وحشد من الشخصيات والسفراء العرب في واشنطن، انه «يمكن لسورية ان تكون جزءاً من المشكلة، او جزءاً من الحل للمشاكل الاقليمية، خصوصا في المشكلة العربية - الاسرائيلية». واضاف: «سورية متورطة عقائديا واستراتيجيا في العملية السلمية، وكان من المفترض ان تكون دوما في قلب المحادثات عن مستقبل المنطقة».

وتابع ان «نفوذ سورية في لبنان ولدى الفلسطينيين واضح، وقد زادت من نفوذها عبر تعاونها مع تركيا وايران». وحض الولايات المتحدة على مباشرة «محادثات جدية وصبورة مع القيادة السورية، من دون السلبيات التي حكمت العلاقات (الاميركية - السورية) في الماضي».

وتحدث فارس عن العراق، وقال ان ما «يحصل بين الشيعة والسنة في العراق، سيؤثر على الارجح في العلاقات الشيعية-السنية في لبنان، وكذلك في السعودية والبحرين ودول كثيرة اخرى».

واضاف: «نأمل ان يتعلم العراق فن المساومة والتصالح الذي تعلمه اللبنانيون، وان يتفادى الاخطاء التي ارتكبناها في لبنان، وينجح في تطوير دولة سيدة وقوية ونظام ديموقراطي يجمع فيه تنوعاته الدينية والاثنية».

ووصف العراق بأنه يحتل مركزا استراتيجيا في ربطه ايران والعالم العربي، وفي مستقبل العلاقات العربية - الايرانية.

ولخص مشاكل المنطقة، بقوله انها نفسها المشاكل التي تواجه الولايات المتحدة، وهذه تتضمن، حسب فارس، «الصراع العربي- الاسرائيلي، المشكلة (الاميركية) مع سورية، الازمة في العراق، صعود ايران ومكانتها في الشرق الاوسط الجديد، مشكلة الحكم والتنمية، وبمعنى اعمق، مشكلة الاديان التوحيدية الثلاثة».

وختم بالقول: «هذه المشاكل هي في معظمها مشاكلنا، لكنها مشاكلكم كذلك، مع انها تؤثر علينا اكثر مما تؤثر عليكم... لكننا مع ذلك نشترك فيها، ومن المستحيل ان نحلها بأنفسنا، كما لا يسعكم ان تحلوها بأنفسكم، هكذا لدينا اجندة مشتركة، اذاً نحن في هذا سوياً».

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

مزاج قاتم في واشنطن واحتمال عودة المواجهة في الشرق الأوسط مع عودة «الصقور» إلى الكونغرس

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

انتهت الهدنة في الشرق الاوسط، عادت المواجهة، وبدأت اولى بوادرها في العراق في الهجوم على الكنيسة وسلسلة التفجيرات التي تلتها، وهي الاقسى منذ دخول الرئيس باراك اوباما البيت الابيض قبل نحو السنتين.

انهارت عملية السلام ضمنيا، وعاد الصقور الجمهوريون الى الكونغرس، فإما ان يكشر اوباما عن انياب اميركا ويستعيد المبادرة خارجيا، وإما يجازف بخروج مبكر من الحكم في 2012.

هذه هي الاشارات المتواترة في العاصمة الاميركية في الايام الاخيرة. حركة ديبلوماسية ناشطة لا تهدأ باتجاه حلفاء اميركا في باريس وانقرة والرياض والقاهرة وعمان وبغداد وبيروت. لا مجال بعد الان للتلهي بتفاصيل تشكيل الحكومة العراقية المقبلة برئاسة نوري المالكي والمطلوب تجاوز العقبات فورا.

وصلت محادثات مستشار العاهل السعودي نجله عبدالعزيز بن عبد الله الى طريق مسدود في دمشق. الديبلوماسية الدولية اثبتت قصورها في غياب التهديد العسكري الفعلي ضد ايران.

المتابع للشأن الشرق الاوسطي لا يسعه الا الملاحظة، ان خطاب اوباما «اللطيف» ودعواته الى «الانخراط» مع ايران وسورية، وحتى «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» في غزة، انتهى. مؤيدو الانخراط الاميركي مع الاطراف المذكورة لا يجيبون هواتفهم.

اخرج لنا مسؤول رفيع المستوى، ترجمة المقابلة التي اجرتها الزميلة «الحياة» مع الرئيس السوري بشار الاسد، واشار الى مقطع وضع خط تحته. وقال: «اذاً الانطباع ان الاسد مرتاح اليوم، على عكس 2005، هل توافق على ذلك»؟ ثم اجاب: «اين هو الارتياح؟ المذكرات بحق الاستقلاليين اللبنانيين ما زالت هي نفسها في الماضي كما اليوم، والهدف السوري ما زال هو نفسه: ضرب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان».

المزاج العام لدى المسؤولين في واشنطن قاتم. يبدو ان لعبة حرب اجهزة الاستخبارات في المنطقة عادت. العراق هو الشرارة الاولى. يقول المسؤول: «يعتقدون ان قوة الولايات المتحدة تلاشت، يرسلون لنا طروداً مفخخة ويضربون مناطق مدنية لزعزعة أمن بغداد».

ثم يضيف: «اتريد ان تعرف ما قاله ديبلوماسيونا في جولاتهم في الخارج... قالوا انه اذا انهار الوضع الامني في اي رقعة من الشرق الاوسط، الاطراف كافة ستتحمل المسؤولية، ارسلنا رسائل سياسية وعسكرية في اكثر من اتجاه، نحن لم نجتح اليمن، ولكننا نخوض حربا هناك، ولا مشكلة من اتساع رقعة اهدافنا».

الانطباع السائد في واشنطن، ان «الخصوم في الشرق الاوسط اساؤوا تقدير الانفتاح الاميركي، واعتبروه هزيمة». يقول بعض الخبراء ان «تحالف ايران وسورية وتركيا والعراق ولبنان»، وهو تحالف تحدث عنه تكرارا الاسد والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، هو «تحالف قائم في خيال مطلقيه فقط».

تركيا ليست في جيب طهران، وهي تعمل على تصفية امتيازاتها النفطية في ايران تجاوبا مع قرار العقوبات الدولية 1929 الصادر عن مجلس الامن، والذي عارضته تركيا العضو غير الدائم في المجلس حاليا.

«المالكي ليس زلمة طهران»، يقول المسؤول. «لبنان ليس منزلاً من دون ابواب، والمحكمة الدولية مستمرة للتوصل الى عدالة ومعاقبة قتلة» رئيس حكومة السابق رفيق الحريري.

يعتبر المسؤول ان «ما نشهده هو نهاية للهدنة المستمرة منذ العام 2008، تخللتها محاولات سعودية واميركية لترميم تحالف عربي سابق يضم سورية لمواجهة خطورة التمدد الايراني، الا انه في كل يوم مدت الرياض يدها لدمشق، خرج مسؤول سوري بتصريح يتحدث عن التحالف مع ايران وتركيا والعراق ولبنان».

ويضيف: «لماذا لا يضم هذا التحالف الذي يتحدث عنه السوريون والايرانيون السعودية او مصر؟ وضد من موجه هذا التحالف؟».

هل ينهار الوضع الامني في لبنان والعراق؟ يجيب المسؤول ان هناك مخاوف داخل واشنطن لكن لا احد بمقدوره الاجابة عن هذا السؤال على وجه التأكيد. «ما يتوجب علينا فعله هو الاستعداد للأسوأ ومحاولة تفادي الانفجار، ولكن من الضروري ان تعلم الاطراف أن لا تنازلات للتفادي، بل التزام القرارات الدولية، وإما فليتحمل كل طرف ثمن تحديه الارادة الدولية».

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

الكونغرس الأميركي في قبضة الجمهوريين والمواجهة مع أوباما سيقودها داريل عيسى

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

توجه الاميركيون، امس، الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في الكونغرس، بمجلسيه النواب والشيوخ، وسط شبه اجماع، قبل اعلان النتائج النهائية، بحتمية تحقيق الجمهوريين انتصارا كاسحا، وتكبيدهم منافسيهم الديموقراطيين هزيمة كبيرة، على غرار ما فعلوا في العام 1994.

ووسط انعدام التوقعات بحصول مفاجآت تنقذ الديموقراطيين من مأزقهم، سيستعيد الجمهوريون مجلس النواب، الذي خسروه في انتخابات العام 2006، مع احتمال استعادتهم الاكثرية كذلك في مجلس الشيوخ، او على الاقل اقتسام مقاعده مناصفة مع الحزب الديموقراطي.

ويرى محللون ان الانتخابات جاءت بمثابة اقتراع على سياسات الرئيس الديموقراطي باراك اوباما، بعد عامين على اكتساحه الحزب الجمهوري ووصوله الى البيت الابيض بتفويض شعبي هائل.

اما اهم المسائل التي اظهرت استطلاعات الرأي انها دفعت الاميركيين الى التخلي عن اوباما، فتصدرها استمرار نسبة البطالة بمعدل يناهز العشرة في المئة، والمديونية الكبيرة التي تعانيها الحكومة الفيدرالية، والتي صارت تقلق معظم الاميركيين من الحزبين.

بيد ان هزيمة الديموقراطيين لا تعني بالضرورة خروج اوباما من الحكم في العام 2012، اذ ان تكرار سيناريو 1994 لم يؤد الى خروج الرئيس الديموقراطي من الحكم، فبعد انزال بيل كلينتون هزيمة نكراء بالجمهوري جورج بوش الاب في العام 1992، تراجعت شعبية كلينتون فخسر حزبه الاكثرية في الكونغرس في الانتخابات النصفية للعام 1994، ليعود كلينتون ويحقق انتصارا باهرا اثناء اعادة انتخابه في العام 1996، وينجح في تخفيض الدين العام، ويحجز لنفسه مقعدا في نادي اهم الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة.

اليوم ما زال مبكرا الحكم على رئاسة اوباما. الا ان ابرز ما تشير اليه هزيمة الديموقراطيين وخسارتهم الاكثرية في الكونغرس هو نفاد صبر الاميركيين، وخصوصا في خضم ازمة اقتصادية لم تشهد لها البلاد مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن الواضح ان الاميركيين لم يفكروا مليا قبل اهدائهم الكونغرس الى الحزب الجمهوري على طبق من فضة، فبعيدا من الكيدية ومعاقبة الناخبين للحزب الحاكم، لا يبدو جليا كيف سينجح الحزب الجمهوري في «اعادة البلاد الى السكة الصحيحة».

هذه الكيدية ستكبد رئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي منصبها، الذي سيقتنصه زعيم الاقلية سابقا، وعضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية اوهايو، جون باينر. هذا المنصب، الذي سيؤول الى الجمهوريين، سيسمح لهم التمادي في تعطيل برنامج اوباما والديموقراطيين، وهذا التكتيك نفسه مارسه الديموقراطيون في وجه الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش بعدما انتزعوا الاكثرية في الكونغرس في العام 2006.

ويعتقد الخبراء ان الشخص الذي سيلعب دورا محوريا في المواجهة التي سيخوضها الجمهوريون في مواجهة اوباما هو عضو الكونغرس من اصل لبناني، والجمهوري عن ولاية كاليفورنيا، داريل عيسى، الذي سيتولى رئاسة «لجنة مراقبة واصلاح الحكومة»، والتي تتمتع بدورها بصلاحيات واسعة، ابرزها استدعاء موظفي الحكومة الفيدرالية للتحقيق معهم والادلاء بشهاداتهم بتهم الفساد.

وسبق لعيسى ان اتهم اخيرا، اثناء مقابلة اجراها معه مذيع الراديو الجمهوري الشهير رش ليمبو، اوباما بانه الرئيس الاكثر فسادا في تاريخ الولايات المتحدة، وهذا ما ينذر بمواجهات سياسية حادة ينوي عيسى خوضها في مواجهة الادارة.

عيسى هو حفيد مهاجرين من لبنان، وما زال يعتنق مذهب الروم الاورثوذوكس، وهو ثاني اغني عضو كونغرس بثروة تقدر بمئتين مليون دولار، بعد السناتور عن ولاية ماساشوستس جون كيري، وهو الاغنى في الكونغرس.

اما في حال اظهرت النتائج النهائية، فوز الجمهوريين بالاكثرية في مجلس الشيوخ كذلك، فان الديموقراطيين سيصبحون في وضع اصعب، وسيجبر الجمهوريون ادارة اوباما على التراجع عن عدد اكبر من المواضيع، خصوصا في السياسة الخارجية، مثل سياسة الانفتاح تجاه بعض الدول مثل سورية وايران، اذ في حال خسر كيري مقعده في رئاسة لجنة الشؤون الخارجية لمصلحة الجمهوريين، فان جلسات مسائلة مسؤولي وزراة الخارجية من المتوقع ان يزداد عددها، وكذلك ترتفع وتيرة حدتها.

الولايات المتحدة ستحتاج الى ما يقارب الاسبوع حتى تنتهي تماما عملية الفرز، فيهدأ غبار المعركة الانتخابية، الاكثر انفاقا وتكلفة في التاريخ الاميركي، وينجلي حجم الخسائر الديموقراطية.

وفي اثر ذلك، سيجمع اوباما اركان ادارته وكبار حزبه للخروج باستراتيجية جديدة لادارة البلاد، في وقت يجمع المراقبون ان الخسارة الديموقراطية ستجبر اوباما على ممارسة الحكم «من الوسط»، بعدما امضى عامين مرر في اثنائهما كل التشريعات التي يعتبرها الاميركيون من الاجندة «اليسارية في البلاد».


Since December 2008