الأربعاء، 31 أغسطس 2011

أحزابٌ في شارع الحمراء

مقال جميل جدا من الصديقة والزميلة سحر مندورفي جريدة السفير يوم الاثنين.

سحر مندور

في محيط منتصف ليل أمس الأول، ركنت سيارةٌ تبث أغنيات دينية وعقائدية وخطابية حماسية، عند زاوية في شارع الحمراء، وترجّل منها شبّان، علّقوا لافتاتهم فوق أعمدة الكهرباء.

في الشارع الذي يحتفل يومياً بالتجارة، وليلياً بالسُكر، تحكي اللافتات عن جهوزية شباب «حركة أمل» للاستشهاد، وعشقهم له، واعتيادهم عليهم كاعتياد الديك على الصياح.

أما الصور فهي للرئيس نبيه برّي، وللإمام موسى الصدر. علّقوها، بحيث تشاركت أعمدة الشارع مع لافتات اختارها «حزب الله»، ومهرها بتوقيعه منذ شهر تقريباً، تنقل لرواد الحمراء عبارةً هي: «شهر الولاية». وقد استدعت تلك العبارة استغراب العديد من رواد الشارع، فلا الشهر المُشار إليه بديهيٌّ بالنسبة إلى مرتادي الحمراء (رمضان)، ولا «الولاية» واضحة الدلالات.

وفوق لافتات «الحزب» و«الحركة»، على أعمدة الكهرباء في شارع الحمراء، انتشرت أعلام الحزبين، الصفراء بسلاحها المشهور ضد العدو الإسرائيلي، والخضراء بتخطيطها المميّز لثلاثة أحرف تختصر «أفواج المقاومة اللبنانية».

وقبل «الحزب» و«الحركة» بأيام قليلة، أو كثيرة، اختار «الحزب السوري القومي الاجتماعي» الحمراء أيضاً، للتوجّه إلى الأمة بتصريح، علماً أن أفراده يتعاملون مع تلك المنطقة بصفتها فناء بيتهم الخلفي، كونها شهدت بعضاً من يوميات حزبهم منذ عشرات السنين. فعلّقوا صور زعيمهم الراحل أنطون سعادة، وعبارات إما هو قالها تضع ليلة إعدامه ظلماً برسم التاريخ، أو هم يقولونها واعدين إياه بالانتقام من ليلة الإعدام الظالم، علماً أنها حلّت في 8 تموز العام 1949.

وفوق اللافتات، رفرف علم «القوميين السوريين».. علماً أن تلك الرفرفة عادت بضراوة إلى فضاء الحمراء منذ مدة، وتحديداً منذ أحداث 7 أيار.

من هنا، بات العبور في شارع الحمراء انحناءةً أمام مجموعة من الأعلام والإعلانات الهامة، وباقات الوعيد والتهديد، بنكهات ايديولوجية مختلفة.

صحيح أن أي حزب لبناني، عندما «يفوز» بمنطقة، أو يكون فيها لا أكثر، يطلي وجهها بألوانه وصوره.. وتلك لأحزاب لبنان عادةٌ، تماماً كما الحقيقة والشهادة. ولكن، واحدة من مزايا الحمراء تكمن في إحجام أي من الأحزاب على تسميتها بكنيته. فأكثر الأحزاب شعوراً بالسيطرة عليها، وبانتمائها إليه، هو «القومي» القديم الحضور في ربوعها، وهو يواجَه يومياً بما يشبه غليان «التمرّد» على «سلطته»، ليس بسبب أداء شبابه في الشارع فحسب، بل رفضاً لسيطرة أيّ كان على منطقة يحتاجها روادها وسكانها «محرّرة» من الأحزاب اللبنانية الباهرة. وهي منطقة متنوعة، تبعاً لكل الأوصاف التي يعتمدها اللبناني في التفرقة بين أفراد شعبه: طائفياً، وطبقياً، وفكرياً، وسياسياً، ومناطقياً، وجنسياً، ودولياً... علماً أن المنطقة المتنوعة في لبنان، تشبه في ندرتها وعجائبية ظهورها كوكب الماس الذي اكتشف مؤخراً في فضائنا.

ولكن، ما الذي دفع بالحزبين الآخرين إلى الشعور بثقة عارمة بالنفس، تسمح لهما بطلي وجوهنا بألوانهم؟! لا الكأس المرفوعة دوماً في شارع الحمراء تتناسب مع أجواء «ولاية حزب الله». ولا حركة البيع والشراء، والمقهى واللقاء، تتلاءم واحتفاء «أمل» بالشهادة وبالإمام وبالأستاذ.

ربما هي حكومة اللون الواحد التي تتيح لقويّ اللحظة، أن يزرع صوره على كل جدار، غير آبهٍ بتفادي الاحتكاك مع «أولاد الحيّ التاني»، أي «المستقبل» مثلاً، و«الاشتراكيين» في عهد سابق... إذ باتوا خارج قاعدة «إما تشارك الجدران، أو تفاديها».

وربما هو وجود السفارة السورية في المنطقة، دفع بمؤيدي النظام الذي تمثّله إلى الرغبة بإشهار الهوية وإظهار الأنياب، لكي لا يتوهمن أحدٌ أن الرأي حرّ. فقد بات مدخل السفارة، خلال أشهر الثورة السورية، ساحة كرّ وفرّ، بين المتضامنين مع ثورة الناس من أجل الحرية، ودعاة مؤامرة اسمها الشعب يريد النيل من ممانعة اسمها الرئيس. علماً أن الاختلاف بالرأي انتهى بتكسير محبّي بشار لعظام محبّي الثوار، وبنقل التظاهرات إلى ساحة الشهداء. تتعدد الأسباب، لكن تبقى الصورة واحدة: ستارة مطرّزة بألوان الطوائف والعقائد تُسدل على أحد آخر حصون «المدنية» في لبنان، وتمنع عنه النور.

ففي لبنان، لو تفادى شارعٌ الخضوع لحكم الجماعة، يتهدد ذاك الحكم بالنسبة إلى الجماعة، ويضحي الشارع مصدر هوس لها.

وقد سبق لهم أن زرعوا صورهم هنا، وأدّى الخلاف مع «المستقبل» إلى إزالتها. وربما يأتي مدّ «مهرجان الحمراء» اليوم ليزيلها، ناشراً زينته مكانها. وربما يعود «الحزبيون» إلى التربّع أعلى أعمدة الكهرباء بعد انتهاء المهرجان، وربما...

تلك اللافتات والأعلام منفرة للمواطن المدنيّ، صحيح.. لكن تعدّد صور الزعماء والآلهة، يشبه تعدّد صور السراويل والوجبات الغذائية في الإعلانات التجارية. لها مستهلكوها، لها ولسواها أيضاً. وجميعها تتجاور، جميعها تتشابه، وجميعها تزول، وتُستبدل.

ولقد حصل أن زال كثرٌ، واستُبدل كثرٌ.

ومهما حاولت «أحزاب الشخص» أن تصادر وجوه المختلفين عنها، وعنه، فهي تبقى أكثر هشاشة من الاختلاف.. لأن الاختلاف يصنع الحياة، وهو شرط وجودها.

الخميس، 25 أغسطس 2011

مصادر في وزارة الخزانة الأميركية لـ «الراي»: مواصفات العقوبات على مخلوف تنطبق على ميقاتي

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
عندما اصدرت وزارة الخزانة الاميركية اول بياناتها الذي فرضت بموجبه حظرا وعقوبات على رجل الاعمال رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد، في 21 فبراير 2008، ورد فيه ان مخلوف «يستفيد بطريقة غير صحيحة من مسؤولي النظام ويساهم في افسادهم».
واضاف البيان في حينه انه تم اتخاذ القرار «بناء على الامر التنفيذي رقم 13460، الذي يستهدف الاشخاص والكيانات التي يثبت انها مسؤولة عن او مستفيدة من الفساد» في سورية.
ومما ورد في البيان ايضا ان الدور الذي تمارسه «عائلة الاسد، ودائرتهم المصغرة، واجهزة الامن في الاقتصاد، مقرون بغياب نظام قضائي حر وانعدام الشفافية، يحصر الثروة في ايدي شرائح واشخاص معينين».
وعندما اضافت وزارة الخزانة شركة «سيرياتل» للهاتف الخلوي التي يملكها مخلوف الى لائحة العقوبات هذا الشهر، كانت تهدف الى محاصرة اكثر من ملياري ليرة سورية (نحو 42 مليون دولار) سنويا، او ما يقارب ثلاثة ونصف مليون دولار شهريا، تسددها هذه الشركة الى الخزينة السورية.
واشنطن تحاول اقناع حلفائها الاوروبيين كذلك بوقف استيراد 150 الف برميل نفط يوميا من سورية، وهو ما يحرم النظام السوري من مدخول يبلغ نحو 400 مليون شهريا.
بيد ان المواصفات التي تنطبق على مخلوف، اي الاثراء غير المشروع عن طريق علاقته بعائلة الاسد، وقيامه بالمساهمة باجمالي الايرادات التي يستخدمها نظام الاسد لتمويل ماكينة اجهزته الامنية التي تعمل على قمع الثورة الشعبية المندلعة ضد حكمه منذ منتصف مارس الماضي، تنطبق ايضا على رجال اعمال سوريين وغير سوريين ممن يتمتعون بعلاقة مع آل الاسد ادت الى اثرائهم.
من رجال الاعمال غير السوريين المستفيدين من آل الاسد يبرز طه ميقاتي، شقيق رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي، والصديق الشخصي للرئيس السوري، والذي سبق ان اوردت «الراي» احتمال قيام الولايات المتحدة اضافته واخيه الى لائحة العقوبات المفروضة على الاشخاص المحسوبين على النظام السوري.
«الراي» سألت مجددا مسؤولين رفيعين في «مكتب مراقبة الاصول الاجنبية» عن «وضع» رجال الاعمال غير مخلوف، وشركات الخليوي العاملة في سورية غير «سيرياتل»، وان كانت العقوبات الاميركية الحالية تشملها، فاجاب هؤلاء: «ان فرض عقوبات على سيرياتل، بتاريخ 10 اغسطس وبموجب الامر التنفيذي رقم 13572، لا ينطبق على اي اشخاص او كيانات غير الواردة في نص المرسوم».
ويبدو ان في الامر الكثير من التشعبات والتفاصيل، فالعقوبات على مخلوف فرضتها ادارة بوش بموجب الامر التنفيذي رقم 13460 واستنادا لقانون «محاسبة سورية وسيادة لبنان»، الذي اقره الكونغرس في العام 2004. اما العقوبات على «سيرياتل» فجاءت بموجب الامر التنفيذي رقم 13572، الذي حددته مصادر وزارة الخزانة على انه «يستهدف مسؤولين سوريين، واشخاصا آخرين، مسؤولين عن تجاوزات لحقوق الانسان في سورية».
حتى ان العقوبات التي صدرت في اليوم نفسه وشملت «مصرف سورية التجاري»، اي المصرف المركزي، و«المصرف التجاري السوري اللبناني» المتفرع عنه، جاءت بموجب امر تنفيذي ثالث حمل رقم 13382، معللا استهداف «داعمي نشر اسلحة الدمار الشامل» في سورية.
يذكر ان واشنطن تتهم دمشق بمحاولة بناء مفاعل نووي في شمالي شرق البلاد دمرته المقاتلات الاسرائيلية في العام 2007.
وتقول مصادر وزارة الخزانة ان لكل امر تنفيذي حيثياته، ولكنها تقول ايضا ان فرق العمل في الوزارة تعلم ان المواصفات التي استندت اليها الادارة لفرض عقوبات على مخلوف في العام 2008، تنطبق ايضا على طه ونجيب ميقاتي واعمالهما في سورية.
وتقول المصادر ان «آل ميقاتي يملكون اكثرية الاسهم في شركة ام تي ان للخليوي في سورية، وان هذه الشركة تابعة لشركة آل ميقاتي للخليوي «ام تي ان» في جنوب افريقيا، وان الاخيرة مملوكة من الشركة الام «ام وان»، ومقرها بيروت ويجلس على مجلس ادارتها عدد من عائلة ميقاتي.
وتتساءل المصادر: «هل استخدم آل ميقاتي نفوذهم السياسي وعلاقتهم بآل الاسد للاثراء غير المشروع في سورية؟» لتجيب: «اكثر الخبراء في الوزارة يعتقدون ذلك».
وتضيف: «هل تساهم اموال آل ميقاتي في تمويل ماكينة اجهزة الامن السورية التابعة للأسد والتي تقوم بقتل مدنيين سوريين يتظاهرون ضد حكومتهم؟» وتجيب: «حسب الارقام المتوافرة لدينا، تسدد شركة ام تي ان سورية، التي يملكها آل ميقاتي، نحو مليون ونصف المليون دولار شهريا كضريبة للنظام السوري».
وحسب المصادر، «قد تكون مساهمة آل ميقاتي رسميا من خلال الضرائب التي تدفعها شركتهم، وبطريقة غير رسمية على شكل هدايا للمسؤولين السوريين لتأمين استمرار اعمالهم داخل البلاد، محدودة نسبيا مقارنة بمدخول دمشق الشهري من تصدير النفط على سبيل المثال».
الا ان المصادر اوضحت انه في حال فرضت العواصم الاوروبية حظرا على استيراد النفط السوري واوقفت المدفوعات اليه، فان المدفوعات الاصغر قد تصبح ذات قيمة كبيرة، «وفي ذلك الوقت قد تقرر واشنطن توسيع العقوبات لتشمل اشخاصا وكيانات اكثر، سورية وغير سورية».

الأحد، 21 أغسطس 2011

عبد الحسين لفضائية "روسيا اليوم": لو كنت مستشارا للأسد لنصحته بالتنحي

في مقابلة على قناة "روسيا اليوم"، اعتبر الباحث حسين عبد الحسين ان مقابلة الاسد كانت عبارة عن تهويل، وانه لو كان مستشارا للأسد لنصحه بالتنحي. 21 آب اغسطس 2011.

الجمعة، 19 أغسطس 2011

البيت الأبيض: أيام الأسد أصبحت معدودة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
قال مسؤول رفيع في البيت الابيض ان «ايام (الرئيس السوري) بشار الاسد اصبحت معدودة بقرار من الشعب السوري»، وانه «لم يبق للأسد الكثير من الاصدقاء حول العالم، حتى انه لم يعد يتلق اي دعم من صديقيه التقليديين روسيا او الصين»، وان «لا احد يراهن على بقاء بشار» في الحكم.

كلام المسؤول الاميركي جاء اثناء جلسة مغلقة مع اعلاميين وناشطين في المجتمع المدني في واشنطن، امس، قال فيها ان الرئيس باراك اوباما «قاد شخصيا عملية تنسيق رد الفعل الدولي ضد العنف الذي يستخدمه نظام الاسد بحق شعبه». واضاف المسؤول ان اوباما «اراد ان يقرن مطالبته للأسد بالرحيل بأفعال، حتى لا تكون المطالبة عبارة عن كلمات فحسب».

واعتبر ان «للولايات المتحدة ثقلها في توجيهها طلب الرحيل للأسد، ولكن الرسالة تصبح اقوى بكثير عندما تكون دولية شاملة، فقد رأينا المملكة المتحدة وفرنسا والمانيا وكندا تطالب الاسد ايضا بالتنحي، وهذه رسالة لا مواربة فيها على ان المجتمع الدولي يدعم حرية وقرار الشعب السوري».

وقالت مسؤولة شاركت ايضا في الحوار ان «90 في المئة من صادرات سورية النفطية تذهب الى اوروبا، وان الدول الاوروبية ستفرض عقوبات على خمس شركات نفط تملكها الحكومة السورية». هذه الخطوة، حسب المسؤولة الاميركية، «من شأنها ان توقف التمويل الذي يستخدمه الاسد في عملية القمع التي يقودها».

ومعلوم ان سورية تصدر 150 الف برميل نفط يوميا الى اوروبا، وان عائداتها تشكل ثلث عائدات الحكومة السورية، بالاضافة الى السياحة والتجارة والزراعة. ومع توقف القطاعات الاخرى، تتوقع المصادر الغربية ان يؤدي فرض الحظر على القطاع النفطي السوري الى شل مقدرة الاسد على تمويل قواته الامنية التي تمارس العنف ضد السوريين.

ولا تتوقع المصادر الاميركية ان تهب اي من دول العالم لشراء النفط السوري وتمويل عمليات الاسد الامنية، اذ ان «الكمية المعروضة صغيرة ولا تستأهل وجع الرأس السياسي الذي سيرافقها». ثم ان ابرام عقود نفطية جديدة، حسب المصادر، «يأخذ بعض الوقت، ولن يتسنى للأسد الوقت لتوقيع عقودا جديدة».

المسؤولة الاميركية اعتبرت ان هدف المجتمع الدولي «عزل النظام السوري ماليا كي ينصاع الاسد لمطالب شعبه ويتنحى». وقال المسؤول الاميركي ان المعارضة السورية «قطعت اشواطا كبيرة في طريقها للتوصل الى انشاء مجلس مشترك لادارة سورية في مرحلة ما بعد الاسد». واضاف ان «عدد المجموعات التي تنضم الى المعارضة تكبر، وهي تضم علويين ودروز ومسيحيين وسنة، زعماء قبائل ومثقفين وتجار».

واوضح ان «النظام السوري، كما نحن، صار يرى ان التغيير مقبل محالة، ولذلك باشرت الحكومة السورية بهجوم لتصفية المعارضين السوريين في الداخل، ولكن الجميع يعلم ان الشعب السوري قد طفح كيله مع الاسد وحكومته، وانه يريد ان يرى الاسد يرحل».

الخميس، 18 أغسطس 2011

عقوبات أميركية محتملة على ميقاتي لعلاقته المالية بالأسد

| واشنطن من حسين عبد الحسين |
ذكرت مصادر وزارة الخزانة الاميركية ان فرقها المكلفة ملاحقة النشاطات المالية لعائلة الرئيس السوري بشار الاسد والمقربين منه وكبار المسؤولين السوريين تعتقد انها اقتربت من التوصل الى ربط مصالح الرئيس السوري بشار الاسد المالية برئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي وشقيقه رجل الاعمال طه.
وفي مجموعة العقوبات التي شملت شركة الخلوي السورية «سيرياتل»، التي يملكها ابن خال الاسد رامي مخلوف، كان متوقعا ان تتوسع اكثر العقوبات الاميركية لتشمل اما ميقاتي وإما شقيقه لدورهما في تأسيسها وادخال تقنية الخلوي الى السوق السوري قبل اكثر من عقد. وقالت مصادر وزارة الخزانة ايضا انها تعتقد ان دمشق استخدمت لبنان منذ عقود «لتبييض واخفاء ثروات المسؤولين السوريين في حسابات داخل البنوك اللبنانية».
ومع ان هذه المصادر وصفت «تعاون لبنان مع فرق مكافحة تمويل الارهاب الاميركية»
على انه «مرضٍ بشكل عام»، الا انها لفتت الى انه «داخل دولاب ثياب لبنان عدد من الهياكل العظمية» وهو تعبير اميركي للدلالة على ان شخصا ما يخفي بعض الامور.
واعتبرت المصادر ان «مصرف لبنان يخفي في قبوه بعض الوثائق التي تتعلق بحالات تبييض وافلاس يرتبط فيها مسؤولون لبنانيون وسوريون وعراقيون من زمن صدام حسين».
وقالت المصادر ان العقوبات الاميركية الاخيرة، التي شملت البنك التجاري السوري، تطول تلقائيا مصرفا لبنانيا هو «البنك التجاري السوري اللبناني». ومعلوم ان البنك السوري هو اكبر مالك للأسهم في البنك اللبناني المذكور.
واشارت المصادر الى ان «هناك ارتباطا ماليا كبيرا بين سورية ولبنان، وهناك عدد كبير من المسؤولين من البلدين بمن فيهم مسؤولون سوريون طالتهم العقوبات الاميركية حتى الآن ممن لديهم شركاء في لبنان، وعائلة ميقاتي مرتبطة بعائلة الاسد، ونحن نعمل على توثيق هذه المعلومات ودعمها».
وعندما اثارت «الراي» مع المسؤولين امكانية ان ينظر اللبنانيون والمجتمع الدولي الى اي عقوبات محتملة على عائلة ميقاتي او ضد مسؤولين لبنانيين آخرين على انها «كيدية» متعلقة بمواضيع اخرى مثل المحكمة الخاصة بلبنان، اعتبرت المصادر الاميركية انه «بخصوص المحكمة الدولية، لا يبدو ان هذه تواجه مشاكل مع حكومة ميقاتي المتعاونة، ولا سبب لاي تحرك ضد الحكومة اللبنانية في هذا السياق».
واضافت المصادر «كذلك في السياسة... لا توجد مشاكل معينة بيننا وبين ميقاتي».
لكن في الموضوع المالي، تلفت دوائر القرار الاميركية الى ان «العقوبات تأخذ شكلا تلقائيا». وتختم انه «في الماضي القريب» سبق ان «وضعت الولايات المتحدة احد السياسيين اللبنانيين من اصدقائها على لائحة ممولي الارهاب بسبب تبرعه لجمعية خيرية تعتبرها واشنطن تابعة لمنظمة حزب الله الارهابية».
وبعد الاخذ والرد، استغرق المسؤولون السياسيون الاميركيون بعض الوقت «لرفع المسؤول اللبناني عن لائحة ممولي الارهاب لثبوت عدم ارتباطه». ولكن في حالة ميقاتي «قد يكون من الصعب اثبات عدم ارتباطه بالاسد، الذي تحول بدوره الى كيان ارهابي يحظر على اي من يتعامل معه التعامل مع الولايات المتحدة في الوقت نفسه».

كلينتون: حان الوقت للأسد للرحيل

وقائع مؤتمر صحافي دعت اثناءه كلينتون الاسد الى الرحيل 18 آب (اغسطس) 2011

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

دليل المتظاهر السوري

عن صفحة احرار

مقدمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد...

تشهد سوريا منذ خمسة أشهر أعظم حراك شعبي لاعنفي في تاريخها المعاصر لإستعادة حرية الشعب السوري وكرامته المهدرة من قبل عصابات البعث وآل الأسد ومن حام في حماهم. والان وقد تجاوز عدد الشهداء الألف، وأثبت النظام أنه ماض في القتل والإعتقال والتعذيب والكذب، فلم يعد بوسع أحد أن يبقى صامتا أو مراقبا وإخوانه في الانسانية يقتلون ويعذبون وتنتهك أعراضهم بهذا الشكل البربري الذي لم نشهد له مثيل في جميع دول المنطقة، فمهما استبد الحاكم العربي لكن يبقى لديه (أو لدى أجهزته) حد أدنى من المروءة والضمير الإنساني يمنعه من استهداف النساء والأطفال إلا في نظام البعث السوري الذي لم يتوانى عن هتك الأعراض وقتل وتعذيب الأطفال منذ بدء هذه الانتفاضة المباركة. وبرغم كل المخاطر، ما زالت شجاعة الشعب السوري منقطعة النظير تدق المسامير في نعش النظام المتهالك وقد أعلنوها على الملأ: الموت ولا المذلة. وقد علمنا التاريخ أن الحرية لا توهب من أحد، بل تؤخذ باليد وأن ثمنها غالي وأن سلاحها الصبر. وها نحن نراها تقترب على الأبواب مع اتساع رقعة التظاهرات في أنحاء الوطن الحبيب. ومع هذا التوسع كان لا بد من توجيه المتظاهرين الى أفضل الطرق والوسائل لحماية أنفسهم ولتفعيل أثر التظاهرات ودفعها لتحقيق اهداف الانتفاضة السلمية. وهنا يأتي هذا الدليل المبسط. نضع بين أيديكم مجموعة من النصائح والتوجيهات لإخواننا المتظاهرين في سوريا. جمعناها من مصادر عديدة من الكتب والشبكة العنكبوتية ومن ملاحظات الشباب السوري على الأرض. أهم المصادر المعتمدة في هذا الدليل هي دليل الثورة المصرية (كيف تتظاهر بحداءة) ومدونة الزلزال السوري لمجاهد ديرانية وبعض إصدارات أكاديمية التغيير بالإضافة الى العديد من النصائح والتوجيهات من شباب الانتفاضة المباركة كانت منثورة هنا وهناك. نرجو أن نكون وفقنا في وضع هذا الدليل وأن تساهم هذه النصائح في إعطاء المظاهرات الزخم المطلوب لحماية مطالب الشعب. كما يسعدنا استقبال ملاحظاتكم على الدليل على البريد الالكتروني info@ahrar-syria.com

والنصر لشعبنا شباب أحرار بالتعاون مع المندسة

قبل المظاهرات

• أحضر معك كمامة ونظارة بحر عند الخروج إلى المظاهرات لارتدائها عند تكثيف الضرب بالغاز المسيل للدموع، أو قم بتحضير القناع المبين بالشكل التالي :

• أحضر زجاجات كولا أو بيبسي لإسعاف من يصاب بالغاز المسيل للدموع وذلك بغسيل الوجه بهم. أو ربطات مغمسة بالخل أو عصير الليمون موضوعة بأكياس بلاستيكية.
• لا تحضر أي شيء به معلومات عن معارفك وأصدقائك.

• رذاذ الفلفل يساعدك على الهروب من الامن اذا حاولوا اعتقالك. لتحضير رذاذ الفلفل: ضع 2 ملعقة كبيرة فلفل أحمر حار مع انش ونصف من الكحول الطبي. حرك جيدا لدقيقة او دقيقتين حتى يذوب الفلفل. اضف ملعقتين زيت أطفال. اخلط المكونات جيداً في علبة رذاذ فارغة. • أحضر بوية أو بخاخ رذاذ أسود لاستخدامه في الدفاع عن النفس كما سيتم توضيحه لاحقا. • جهز حقيبة اسعافات أولية: 1- شاش طبي (مربع) 2- رباط شاشي كرار 3- شاش طبي مشبع بالفازلين 4- قفازات طبية 5- مقص 6- لاصق طبي 7- قطن طبي. • أحضر معك أجهزة للتصوير (هاتف أو كاميرا). ويفضل أن تكون ذات جودة عالية. • ارتدي ملابس ثقيله وتحتها ألواح من البلاستيك أو الكرتون المقوى، خاصة منطقة الصدر والساقين، لتقليل حجم الإصابات مع الحرص على عدم اعاقة الحركة. • حاول بكل الوسائل خفض نسبة بشرتك المكشوفة (ملابس بأكمام طويلة مثلا). • ارتدي أحذية رياضية مريحة استعدادا للركض إذا اضطررت. • احمل كمية كبيرة من ماء الشرب للحفاظ على طاقتك ومنع التجفف.

• لا تحضر أدوية محظورة أو أسلحة (تذكر، سلمية). • لا تحضر عدسات لاصقة، أقراط أذن. • لا تدهن جسمك بالفازلين أو كريم زيتي التركيب قبل النزول الى المظاهرات، لأن هذه المواد تمتص المواد الكيماوية (استخدم المائية أو كحولية التركيب).

وسائل وأدوات التظاهر: لوحات، ورود، يافطات، أعلام، تلوين الوجه،…

يمكنكم استخدام الطبول أثناء التظاهر، فهي تسهم في بث الذعر في قلب الخصم.

بدء المظاهرات

• ادعو جميع من تعرفهم من أقرباء وأصدقاء للخروج معك. • ابدأوا التجمعات من الحواري والأماكن الضيقة (العدد قليل هنا) واتجهوا إلى الأماكن الأكبر والساحات فقط عندما يكبر العدد بشكل جيد فهذا يحميكم من هجمات الشرطة.

• إذا لم يتجمع في المظاهرة عدد كبير (ألف متظاهر مثلاً) خلال 10-15 دقيقة من انطلاقها فحولوها إلى مظاهرة طيارة وتفرقوا بعد تصويرها للاستفادة منها إعلامياً ولا تصطدموا مع الأمن ان جاء. أما إذا بلغ العدد الألف فلتجوب الشوارع وتسمع الناس الهتافات لتحميسهم وضمهم للمظاهرة. • تواجد فى تجمعات مترابطة ولا تسمح لضباط الأمن باعتقال أي متظاهر حتى لو اضطررتم للاشتباك مع الأمن (أنتم رجال سوريا). • مكانك في التظاهرة مهم جدا. أهم المواضع وأخطرها هو الطليعة ومن ثم الأجنحة. لذلك على كل متظاهر بأن يفحص نفسه، فإذا وجد أنه من أن أصحاب القلوب القوية فليتقدم إلى الأمام أو يساند أحد الجناحين، وإذا أحس من نفسه ببعض التردد أو الخوف فليبقَ في الوسط. وليس التردد والخوف عيباً، فإن مجرد المشاركة في التظاهر يحتاج إلى شجاعة كبيرة لكن الأمور نسبية والشجعان يتفاوتون في قوة قلوبهم وقدرتهم على الاحتمال.

• لا يتقدم إلى الطليعة إلا من بايع على الموت، لأن احتمال الإصابة بين رجالها هو الأعلى، ولأن الدور المطلوب منهم هو الأهم. إذا ثبتت الطليعة ثبتت الصفوف الممتدة وراءها، وإذا انهارت وتفرقت تنهار المظاهرة. وبعد الطليعة تأتي الأجنحة في الأهمية، فلينتشر على جناحَي المظاهرة جماعة من الأبطال الشجعان ليحموها من اختراق العملاء والشبيحة وليحولوا دون اختطاف أي من المشاركين فيها. • في حال مشاركة بعض الاطفال أو النساء أو الشيوخ في المظاهرة فيجب أن يكونوا في الوسط (وليس في المؤخرة) ليكونوا محاطين بحماية الشباب من كل الجهات فيصعب اعتقالهم. • إياكم وأن تعتقل الحرائر، وأعلموا أنهم أمانة في أعناقكم، وليبايع الواحد منكم على الموت ولا يسلم حرة. • على الصفوف الأولى من المظاهرة أن تتقدم بثبات ولا تبطئ ولو كان أمامها حواجز أمن وشبيحة، فإن احتمال خوف كل فريق من الآخر يكاد يكون متساوياً، ولو أنكم مضيتم بثبات وهتاف مجلجل فإن ميزان الخوف سيميل لصالحكم وسيدب الرعب في قلوبهم ويبدؤوا بالتراجع. • إن اعتدي الأمن عليكم فدافعوا عن أنفسكم بالحجارة. ولتكن حرب شوارع بالحجارة ضدهم حتى تنهار قوتهم ولن يصمدوا سوى ساعات. • تحركوا على شكل كتل ولا تتحركوا كأفراد ولا تتواجد بصورة منفردة على أطراف التظاهرات مطلقاً. لكي لا يسهل اعتداؤهم عليكم أو اعتقالكم. • إذا بدأ إطلاق النار على المظاهرة بشكل مباشر فلا تتراجعوا إلى الوراء لأن ظهوركم ستكون في مرمى النار، بل انشقّوا من الوسط واقسموا المظاهرة إلى قسمين طوليين عن يمين وشمال بحيث تفرّغون وسط الطريق، وإذا كان على جانبي الطريق حارات فاحتموا فيها فوراً، أو التصقوا بالحيطان. وإذا كان في الطريق حواجز من أي نوع (كتل إسمنيتة أو حاويات قمامة كبيرة مثلاً) فاستعملوها واقيات. أهم نصيحة هي أن تخفضوا الرؤوس لأن أكثر الإصابات القاتلة تكون في الرأس، وأن يلف كل واحد جسمه ربعَ لفّة بحيث يصبح جنبه مواجهاً لمصدر النيران وليس صفحة جسمه، وهذا العمل البسيط يقلل احتمال الإصابة القاتلة إلى أقل من النصف.

• صور كل ما تراه من انتهاكات واعتقالات أو ضرب المتظاهرين بالرصاص. حرصا على تجميع أدلة موثقة لإدانة كل من تورط فى الاعتداء على المتظاهرين.

• تناوب بالتصوير بينك وبين أصدقائك حتى لا يفرغ الشحن. • يجب على السكان الذين يقطنون بالقرب من الأماكن الرئيسية للتظاهرات تصوير ما يحدث من النوافذ.

الشعارات: • أكثروا من التكبير والتوحيد والدعاء على الظلم والطغاة في المظاهرات فهذا يرعب السلطان الجائر ويطمئن نفوس المتظاهرين ويجلب توفيق الله ورعايته ان شاء الله. • ارفعوا شعارات تمنع تدخل أمريكا أو فرنسا أو ألمانيا أو أى بلد غربية. • ارفعوا شعارات نجاح الثورات فى تونس ومصر لتشجيع الناس و زيادة إصرارهم على النجاح. • كرسوا مبدأ اللاطائفية في الشعارات. حتى لا يختلف الأحزاب وينشقوا عن القضية ويعم الحقد والكره داخليا وخارجيا تجاه الثورة. • لا تقبلوا بأن يتبنى أي حزب سياسي الثورة، وارفضوا ذلك رفضا قاطعا، وأكدوا بان هذه الثورة ما هى الا بإرادة الشعب. • غنوا النشيد الوطني. • وفروا طاقتكم ولكن لا تخمدوا فاحرصوا علي التظاهر ولو بأعداد صغيرة. • شعارات مقترحة :  يا درعا نحنا معاكي للموت يا درعا (وبقية المحافظات السورية)  تحيا سوريا ويسقط بشار الأسد  الموت ولا المذلة  عالجنة رايحين شهداء بالملايين  الشعب يريد اسقاط النظام

تجنب: • أن تعبث بالممتلكات العامة حتى لو أخذتك الحماسة. أوقف أيضا من تراه يفعل ذلك. • لا تحملوا أو تستخدموا أي نوع من السلاح مطلقا. • تجنب رمي الحجارة من باب الانفعال على الشرطة قبل أن تبدأ الشرطة بالأذية. فإن ذلك سيعطيها سببا لقمع “الشغب” كما ستعلن عنه في قنوات إعلامها الفاسد. • بادر بترديد (سلمية..سلمية) لتذكير المتظاهرين بضرورة سلمية المظاهرات.

التعامل مع اعتداءات الأمن

الغاز المسيل للدموع : • ارتداء اقنعه طبية على الوجه. • في حال التعرض للغازات ابقى هادئا.. لا تخف، وتنفس بهدوء وتذكر أن الأثر مؤقت (الغاز المسيل للدموع يستمر مفعوله من ٥ – ٣٠ دقيقة. أما رذاذ الفلفل فيستمر من ٢٠ دقيقة الى ساعتين(. • لا تبلع لعابك واستمر بالبصق والسعال وبالغ بإخراج مافي الأنف. • لا تحك جلدك أو عينيك أبدا. • اغسلوا وجوهكم بالكوكاكولا أو الكولا السورية أو أي مشروب غازي لمنع مفعول الغاز المسيّل للدموع. • لا تستخدموا المياه العادية ابدا لازالة اثار الغاز المسيل للدموع. • قم بالتقاط القنبلة بقطعة قماش سميك وألقها بعيدا نحو ضباط الأمن ولا تخف فقنابل الغاز المسيل للدموع لا تنفجر بل تظل تبعث بالغاز فقط. الصعق بالعصا الكهربائية: • امسك أو المس حامل العصى الكهربائية من ذراعه أو ساقه بحيث تنتقل الصعقة من جسد المستهدف إلى جسد حامل العصى. • قم برش حامل الصاعق ومن معه بالماء، بحيث تبتل العصي الكهربائية التي يحملونها و تبتل أيضا أجسامهم مما يؤدي إلى صعقهم أنفسهم عند محاولتهم استخدام ذلك الجهاز.

الضرب والاعتقال:

• اذا هجم عليكم الامن اثبتوا في مكانكم وقاوموا، انتم رجال سوريا وتستطيعون الدفاع عن انفسكم. • دافعوا عن انفسكم بجميع الوسائل المتاحة بشرط ان تكون غير مؤذية (الضرب – الحجارة – العصي – بخاخ بويا – رذاذ الفلفل – …). لا تحملوا أو تستخدموا أي نوع من السلاح مطلقا. • الثورة سلمية وليست استسلامية. هذا يعني انه لا يجب أن نُضرب ونُعتقل “ببلاش”. الدفاع عن النفس بالوسائل الغير مؤذية لا يتعارض مع سلمية الثورة. • اذا قبض الامن على احد منكم لا تتركوهم، اهجموا على الامن وخلصوا المعتقل من ايديهن حتى لو اضطررتم لضرب الامن. • اذا كان المعتقل في سيارة او باص اهجموا عليها وعطلوها برش الزجاج بالبويا وادخال قطعة قماش مبللة في عادم السيارات لتعطيل حركتها لبضع دقائق ومن ثم الهجوم على السيارة وتجريدهم من أسلحتهم. في حالة إزالتها ستعود السيارة للعمل.

في حال نجاحهم في القبض عليك: • اصرخ بأعلى صوتك ما هو اسمك ومن أي مدينة أو قرية أنت حتى يستطيع الناس إبلاغ وسائل الإعلام وإبلاغ أهلك. • جهز رسالة نصية قصيرة بإسمك في حالة القبض عليك لترسلها إلى أرقام أناس تعرفهم إذا استطعت. • أكتب ملف نصي فيه معلوماتك الشخصية وأحفظه في كرت الذاكرة لموبايلك. في حال الإعتقال سارع بإخراج كرت الذاكرة من الموبايل وارمه على المتظاهرين لعل احد ياخذه ويستخرج المعلومات منها، ايضا يستطيع استخراج الفديوهات او الصور التي صورتها للمظاهرة إن استطعت.

الإسعافات الأولية:

لا تثني رأس أو صدر المصاب عند نقله. بل يجب أن يكون منبسطا على لوح من الخشب. تعاونوا فيما بينكم حتى لا يكون هناك مضاعفات. في حالة إصابة الصدر: 1- تأكد من أن المصاب ليس فاقدا للوعي عن طريق التأكد من التنفس. 2- نظف الجرح للتعرف على مكان الإصابة. 3- احضر (شاشاً طبيا مشبعاً بالفازلين) لتغطية الجرح لمنع دخول الهواء إلى الرئة وفي نفس الوقت للسماح بخروجه منها. 4- ضع شاشا عاديا فوق الشاش المشبع بالفازلين ومن ثم الصق الشاش من ثلاث جهات واترك زاوية واحدة مفتوحة حتى يتمكن الهواء من الخروج من الرئة. 5- انقله الى أقرب مشفى. في حالة إصابة البطن: 1- غط الجرح بشاش وفوقه مزيدا من القطن حتى يضغط برفق على الجرح ويمنع نزيفه. 2- استخدم الرباط الضاغط ولفه -بمساعدة من حولك- برفق حول خصره حتى يثبت الضماد على جرح المصاب. 3- تأكد من منطقة دخول الطلقة وخروجها، حتى يتم تضميد الجرح من المدخل والمخرج. في حالة إصابة الرأس: 1- تأكد من أن المريض ليس فاقدا للوعي وأنه لا توجد إصابات قرب عموده الفقري عند الرقبة. 2- كرر نفس عملية تضميد الجرح بالنسبة لإصابة البطن. مع مراعاة أن فروة الرأس ترويتها غزيرة جدا وممكن أن ينزف المصاب بشدة لذلك يجب ضغط الجرح حتى لا تزداد كمية الدم المفقود وتعويض الدم أو حجم السرير الوعائي بشكل جيد في الوقت المناسب (بتعليق سيروم ملحي مثلا أو نقل دم في حال كان الضياع شديدا) 3- في حال اصابة الجمجمة : ينبغي أن يكون الفاحص مدربا – يمكن تقصي كسور الجمجمة سواء كانت الاصابة بطلق ناري أو برض بعصا مثلا و ذلك اذا كان هنالك جرح فوق الجمجمة – يمكن ارتداء كف طبي معقم و جس الجمجمة (تكون بالعادة ملساء مثل حجر الصوان ) في حال كان هنالك حواف حادة أو غؤور بالعظم يجب اجراء طبقي للدماغ واخبار طبيب العصبية أو الجراحة العصبية. 4- في حال رض الاذن و نزول الدم من الاذن ينبغي عدم ادخال اي شيء في الاذن لان ذلك قد ينقل الجراثيم الى داخل الرأس عبر السائل الدماغي الشوكي. 5- في حال الرضوض على الرقبة – لا يجب أبدا نقل المصاب بدون تثبيت رقبته – أفضل خيار لتثبيت الرقبة هو قبة رقبية تسمى “فيلادلفيا” تكون من قطعتين أو بوضعه على نقالة مسطحة و ووضع كيسين رمل صغيرين أو كيسين سيروم أو أي شي من جانب كل أذن ثم تلصق الجبهة مع النقالة بشريط لاصق عرضة حوالي ٧ سم بحيث تصبح النقالة التي عليها المصاب و المصاب جزء واحد.

تذكر

استخدام العنف من قبل المتظاهرين هو أداة لإستمرار الدكتاتورية وليس ضدها. النظام ينتظر بشغف ان يبدأ المتظاهرون بالعنف لكي يبيدهم كما فعل في حماة في الثمانينيات، لكن السوريين تعلموا درس حماة وليس لنا طريق إلا الحركة السلمية. الإنتباه للشعارات المطلقة، قد يندس عناصر مخابرات ويهتفوا بهتافات بغيضة وتحريضية، لا تردد كل ما تسمع. لا تبتعد عن المجموعات المحيطة بك.. إبقوا بجانب بعضكم.

الشعب هو القائد الاستمرار حتى النصر

آخر اخبار سوريا في حصاد اليوم من قناة الجزيرة: قتلى في اللاذقية وعودة حماة للتظاهر

آخر اخبار سوريا في حصاد اليوم من قناة الجزيرة 16 آب (اغسطس) 2011

الجمعة، 12 أغسطس 2011

أردوغان طلب من أوباما... فرصة أخيرة للأسد

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

عندما أعلنت انقرة ان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو كان ينوي حمل رسالة حازمة الى الرئيس السوري بشار الاسد، كانت تغمز من قناة واشنطن التي اوفدت الديبلوماسي فرد هوف الى تركيا لابلاغها ان الرئيس باراك اوباما كان على وشك الطلب من الاسد التنحي، على غرار ما فعل في الحالتين المصرية ثم الليبية.

بيد ان انقرة استمهلت حليفتها واشنطن، وطلبت منها فرصة اخيرة تقنع فيها الاسد بضرورة الوقف الفوري للعنف واطلاق سراح جميع المعتقلين والمساجين السياسيين.

وتقول المصادر الاميركية انه عندما وصل وزير الخارجية التركي الى دمشق، حاول نقل الصورة الى الاسد، ومفادها ان ايا من عواصم العالم، لا حليفة الاسد ولا الأقل صداقة، تعتقد انه ونظامه قادران على الخروج من الانتفاضة الشعبية المندلعة بوجهه منذ منتصف مارس.

لذلك، تقول المصادر الاميركية انها علمت من حليفتها التركية ان اوغلو قدم الى الاسد مجموعة حلول، تتضمن ضمانات لخروج الاسد وفريقه بسلام من سورية ولجوئهم إلى تركيا بعيدا عن اي محاسبة ممكنة من الحكومات السورية المقبلة. «جن جنون الاسد الذي كاد ان ينهي الاجتماع فورا ويطلب من ضيفه الخروج لولا تدخل مساعديه»، بحسب المصادر الاميركية المتابعة للموضوع. ثم وعد الاسد بانهاء الحملة الامنية والافراج عن المعتقلين، فذكره ضيفه التركي ان العالم سبق وسمع هذه الوعود التي لم تنفذ، فما كان من الاسد الا ان «اعطى كلمته هذه المرة» بأن الاعتداءات ستنتهي في وقت «قريب جدا».

هذا ما حمل اوغلو على التشديد في مؤتمره الصحافي ان اتفاقه والاسد مبني على فترة «ايام» لا اسابيع.

لكن يبدو ان رئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان اعرب عن اعتقاده ان من الصعب جدا ان تنتهي الامور في سورية في ايام، «فارتجل» في حديثه العلني ان «امام الاسد اسبوعين»، وهو ما أربك واشنطن التي كانت تعمل بمهلة الايام التي حددها اوغلو.

مهلة الايام هذه، تقول المصادر الاميركية، كانت مبنية على خروج السوريين في تظاهرات امس من دون ان تتعرض لهم قوات الأمن السورية بمكروه. الا ان فترة الاسبوعين التي حددها اردوغان نسفت ما كانت الولايات المتحدة تعمل على تنسيقه مع تركيا، وهو ما حدا مصادر الرئيس الاميركي الى العمل على تمرير عدد من التسريبات الى وكالات الانباء العالمية مفادها ان اوباما كان سيطلب من الاسد التنحي الخميس.

على ان جملة اتصالات جرت بين انقرة وواشنطن، توّجها اتصال بين اوباما واردوغان، طلب فيه الاخير عدم «الطلب من الاسد التنحي علنا» واعطاءه فرصة اخيرة. وافق اوباما، وصدر عن البيت الابيض البيان الذي جاء فيه ان «الزعيمين شددا على حساسية الوضع، وكررا قلقهما العميق حول استخدام الحكومة السورية للعنف ضد المدنيين واعتقادهما ان مطالب الشعب السوري المشروعة للانتقال الى الديموقراطية يجب ان تتحقق».

واضاف البيان ان الزعيمين «اتفقا على ضرورة الوقف الفوري لإراقة الدماء والعنف ضد الشعب السوري».

وفي اشارة الى ان المهلة التي تتوقعها واشنطن من الاسد لتنفيذ وعوده لأوغلو بالوقف الفوري للعنف هي «مهلة ايام»، وانه في حال النكوث بوعده، فان اوباما، بعلم والتنسيق مع اردوغان، سيطلب من الاسد التنحي، اورد البيان ان المسؤولين «اتفقا كذلك على مراقبة افعال الحكومة السورية بشكل لصيق، وان يتشاورا عن قرب في الايام القليلة المقبلة».

وقالت المصادر الاميركية ان تصور الادارة هو تعاون الاسد قبل يوم الخميس المقبل، «والا سيعلن الرئيس (اوباما) ان على الاسد التنحي، وهو ما ينهي علاقتنا به واعترافنا بشرعيته ورئاسته لسورية».

في الاثناء، استمرت فرق من ديبلوماسيي وزارة الخارجية في التنسيق مع شركات كندية واوروبية من اجل وقف تعاملها مع قطاع النفط والغاز السوري.

وتقول المصادر الاميركية ان «مخزون الحكومة السورية من النقد الاجنبي انتهى تماما، وان تضخما هائلا قد يصيب الليرة السورية، وقد لا يجد الاسد مالا ليسدد اتعاب القوات التي تمارس العنف باسمه ضد السوريين».

اما فرض الحصار على قطاعي النفط والغاز، فيعني ان «مقدرة الاسد على ادارة جهازه الامني ستنهار تماما»، تختم المصادر.

وكرر الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني سياسة ادارته نحو الازمة السورية، فقال على متن الطائرة التي نقلت الصحافيين المرافقين لأوباما في رحلته الى ولاية ميتشيغان، اول من امس، ان الادارة تعتقد ان «فرصة الرئيس الاسد لقيادة العملية الانتقالية قد مرت»، وان واشنطن تعتقد ان «سورية ستكون مكانا افضل من دونه»، وانها «تدعم في سورية من يطالبون بالانتقال السلمي الى ديموقراطية ومستقبل افضل» للبلاد.

وفي انقرة كشف الرئيس التركي عبد الله غول عن فحوى الرسالة التي بعث بها الى الاسد مع داوود اوغلو.

وذكرت وكالة أنباء (الأناضول) أن رسالة غول إلى الأسد جاء فيها إن «مطالب الشعب الشرعية من أجل الديموقراطية يجب أن تحقق بجدية وبسرعة، وأعتقد أن بإمكان ذلك تحسين الأوضاع الراهنة السلبية في سوريا بسرعة أيضاً».

وأكمل غول متوجهاً إلى الأسد «لا أرغب في رؤيتك في وضع حيث تنظر إلى الخلف وتندم لأن ما قمت به جاء متأخراً وليس كافياً».

وأضاف أن سورية تمر بأوقات دقيقة وتاريخية، وقال للأسد «حان الوقت لتظهر قيادتك بشجاعة وتقود الطريق إلى التغيير بدل أن تعلق في رياح التغيير».

ميدانيا في سورية أمس، حملت جمعة «لن نركع الا لله» التي خرج خلالها عشرات آلاف المتظاهرين دلالات عدة ابرزها خروج متظاهرين في مدينة حماة واطلاق قوات الأمن والشبيحة النار عليهم عشوائيا ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى، رغم الجهود التركية التي كانت اسفرت عن خروج الدبابات من المدينة بالتزامن مع زيارة أوغلو الى دمشق الاسبوع الماضي.

ومن الدلالات مشاركة حلب بتظاهرتين على الأقل إحداهما تعرضت لإطلاق نار في حي الصاخور والأخرى في عندان.

وكذلك كان من الدلالات البارزة تنظيم تظاهرات حاشدة في المدن التي تعرضت لأقسى عمليات القتل خلال الاسبوع الفائت، وتحديدا دير الزور وبلدتا سرمين وتفتناز في ادلب وبلدة القصير في حمص. وتميز تعامل عناصر الأمن مع المتظاهرين بشدة لافتة أمس، ما يؤكد عزم النظام السوري اعتماد خيار واحد لا غير هو المواجهة.

وأحصي سقوط اكثر من عشرة قتلى في دوما وسقبا وحلب وحماة وحمص وبنش.

الخميس، 11 أغسطس 2011

معارضون وباحثون في ندوة بمعهد الشرق الأوسط: خروج علي حبيب بادرة انقسام في الطائفة العلوية

الصورة: زيادة متحدثا

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

اجمع معارضون سوريون وباحثون اميركيون على القول إن خروج وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب من النظام يشير الى بوادر انقسام داخل المجموعة العلوية الموالية للرئيس السوري بشار الاسد. واعتبروا ان مهلة الاسبوعين التي اعطاها رئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان للأسد للاصلاح، اول من امس، هي مهلة غير واقعية، وتحاول شراء الوقت للنظام السوري.

واشار المعارض رضوان زيادة الى الرسالة التي وقعها علويون سوريون تصدرهم وزير الاعلام السابق محمد سلمان. وقال ان ابن سلمان هو صهر رجل الامن الشهير علي دوبا، معتبرا ان مطالبة سلمان بأن يقوم الاسد بقيادة الاصلاح تقع ادنى بكثير من سقف مطالب الشعب السوري والمتظاهرين.

كلام المعارض السوري جاء اثناء ندوة نظمها «معهد الشرق الاوسط» وحضرها حشد غفير لم تتسع له القاعة، وتضمن المعنيين بالملف السوري من اميركيين وعرب، وموالين حاليين او سابقين للأسد تصدرهم ابراهيم سليمان، رجل الاعمال السوري الاميركي الذي ارسله الاسد الى الكنيست في العام 2007 للدعوة الى اتفاقية سلام بين سورية واسرائيل. كذلك كان من بين الحاضرين المدير السابق للوبي الاسرائيلي «ايباك» توم داين، وهو من ابرز الداعمين للأسد في السنوات القليلة الماضية.

زيادة اعتبر ان خروج حبيب ورسالة سلمان تشيران الى تململ داخل الطائفة العلوية في سورية، خصوصا ان «العلويين لا يشعرون بأي خطر اسلامي ضدهم، في وقت يحاول النظام بث الفرقة عبر خطاب تخويف طائفي»، ويتساءلون «الى اين تأخذهم عائلة الاسد في المواجهة العنيفة مع بقية اطياف الشعب السوري»، خصوصا ان هذه الثورة لا تنذر بخطر من مجموعات مثل «الاخوان المسلمين، فالثورة اندلعت في درعا، لا في حماة، وهي امتدت الى مناطق ذات طابع عشائري مثل دير الزور».

واضاف ان شهر رمضان اثبت اهميته في التأثير في احداث الثورة، التي انطلقت من الجوامع نظرا لقيام النظام باغلاق كل المساحات العامة في سورية. في رمضان، حسب زيادة، تزداد اعداد التجمعات وتكبر، وهو ما دفع نظام الاسد الى استباق رمضان بشن هجوم ضد عدد كبير من المدن والقرى، تصدرتها مدينة حماة ودير الزور وادلب.

وتابع ان موقف السعودية ضد العنف الذي يمارسه النظام موقف مهم وفتح الباب امام عواصم العالم للقيام بتحرك ضد النظام، «وهذا ما ذهب (وزير خارجية تركيا داوود) اوغلو ليقوله للنظام، وهي زيارته رقم 60 منذ تعيينه وزيرا للخارجية التركية، واستمر لقاؤه الاخير ثلاث ساعات مع الاسد، واكثر من ثلاث ساعات مع مساعديه». الا ان موقف اردوغان واعطاء الاسد مهلة اسبوعين، حسب زيادة، هو موقف غير موفق. وقال: «نحن نعتقد ان اسبوعين هو وقت طويل جدا».

الا ان استخدام العنف من قبل الاسد، حسب الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى اندرو تابلر، يشي بأنه «ليس لدى بشار الاسد فكرة عن كيفية الخروج من الورطة»، وان «استخدامه العنف من ناحية والمساعي السياسية من ناحية ثانية اثبت عدم جدواه».

وقال تابلر انه عاد من جولة على العواصم الاوروبية وانقرة، وان انطباعه هو ان هذه العواصم «تجمع على ان بشار لا يعرف كيف يخرج من هذا الوضع»، ولكن في الوقت نفسه «هناك اجماع على عجز العالم عن كيفية التعامل مع سورية بعد الاسد».

وتحدث تابلر عن العقوبات التي فرضتها واشنطن، اول من امس، على البنك التجاري السوري، وقال انها «ستفتح المجال للاوروبيين للسير قدما بعقوبات مشابهة تتضمن خصوصا قطاعي النفط والغاز في سورية».

تابلر اعتبر ان العقوبات على هذين القطاعين السوريين سيرهقان خزينة النظام من دون «ابادة» السوريين كما حصل اثناء العقوبات الدولية على نظاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتابع ان الفرق هو في ان «ربع الى ثلث مدخول النظام السوري يأتي من قطاعي النفط والغاز، فيما في الحالة العراقية، كان مجمل الاقتصاد يعتمد على النفط».

وحسب تابلر، فان سورية تأتي في المرتبة العشرين في العالم من حيث النمو السكاني، وهو ما يرتب اعباء اقتصادية على النظام السوري. «لقد رأى النظام هذه الازمة، منذ زمن، وهي تأتي صوبه».

وقال ان موقف السعودية مهم نظرا لنفوذها في المنطقة الشرقية السورية بين العشائر، و»كثير من هؤلاء يحملون الجواز السعودي، وهم يعيشون في مناطق النفط السوري».

ووافق تابلر زيادة في ان اعطاء اردوغان الاسد اسبوعين هو مهلة طويلة اكثر من المعقول. وقال: «في غضون اسبوعين، لن يبقى اي احد حي في سورية».

ولم يستبعد تابلر حدوث انقلاب عسكري من داخل النظام، ويقود بعد ذلك العسكر سورية في فترة انتقالية نحو الديموقراطية.

بدوره، قال المعارض السوري اسامة منجد ان سيطرة النظام على دمشق وحلب كانت جلية في الاشهر الاولى لاندلاع الثورة اذ عمد الى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات، اما اليوم، خسرت دمشق وحلب هذا الامتياز وصار ابناؤهما، كباقي السوريين، يتعرضون للرصاص الحي، في وقت تكبر رقعة التظاهرات في هاتين المدينتين وتزداد اعداد المتظاهرين.

اما سفير الولايات المتحدة السابق في دمشق تيد قطوف فاعتبر ان «نجاة بشار الاسد من الازمة التي اعقبت اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في العام 2005 جعلته يتمتع بثقة بنفسه اكثر من اللازم». وقال قطوف ان «الاسد بقي في منصبه ورأى حكومات العالم في واشنطن وباريس تتغير، وهو ما منحه ثقة كانت جلية في تلك المقابلة التي اجراها مع صحيفة وال ستريت جورنال وكان معتدا فيها بنفسه كثيرا».

وقال قطوف ان تركيا ليست مستعدة للتخلي عن الاسد بعد فهي «استثمرت فيه كثيرا». ولكنه اعتبر ان ادارة الرئيس باراك اوباما مستعدة للطلب من الاسد التنحي، متوقعا ألا يتنحى الرئيس السوري «بعدما شاهد على التلفزيون (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك على فراش مستشفى ممدا في قفص داخل غرفة محكمة».

عبد الحسين لـ "روسيا اليوم": اردوغان طلب من اوباما اعطاء الاسد فرصة اخيرة قبل طلب التنحي

في مقابلة مع قناة روسيا اليوم، اعتبر الباحث حسين عبد الحسين ان كل الاساليب التي استخدمها الاسد في الاشهر الستة الماضية لم تنفع في قمع الثورة السورية، وان العالم صار يفكر بمرحلة ما بعد الاسد.

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

فورد: الوقت حان للتفكير بـ «يوم ما بعد الأسد» ...حتى «حزب الله» يحاول النأي بنفسه عنه

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

قال السفير الاميركي في سورية فورد ان الوقت حان للتفكير في «يوم ما بعد الاسد»، معتبرا ان «الاسد والحلقة المحيطة به لن يصمدوا الى الابد، ولكن من غير الجلي من او ماذا سيتبع». ولخص فورد في افادة ادلى بها امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ اول من امس سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية بالقول ان اوباما قدم علنا «تعليماتي اليه»، وهي تقضي «بالوقوف مع الشعب السوري، وزيادة الضغط على النظام السوري، والعمل مع الدول الاخرى من اجل عزل حكومة الاسد».

وكرر ما ورد في البيان الصادر عن البيت الابيض الاثنين بالقول ان «النظام السوري لا ينوي او غير قادر على قيادة عملية الانتقال الديموقراطي التي يطالب بها الشعب السوري».

وهذه المرة الثانية التي يمثل فيها فورد امام اللجنة من اجل المصادقة على تعيينه سفيرا لبلاده في سورية. وهو كان مثل للمرة الاولى في مارس 2010، الا ان عددا من اعضاء المجلس من الجمهوريين فرضوا حظرا على التعيين، ما دفع اوباما الى تعيينه، في مطلع العام، بموجب مرسوم صالح لمدة سنة واحدة. لكن بعد اندلاع الثورة في سورية منتصف مارس الماضي وتغير الظروف، من المتوقع ان يصادق المجلس على تثبيته في منصبه قريبا.

فورد قال ان الوضع في سورية «يتدهور» بسبب استخدام النظام للعنف. وقال انه ذهب الى حماة لتفقد الاحداث، وان «اخطر سلاح وجدته بيد المتظاهرين هو المقلاع (النقيفة)». كذلك تحدث عن انطباعه اثر مشاركته بالرحلة التي نظمتها الحكومة السورية الى جسر الشغور على اثر الهجوم الذي نفذته قواتها هناك، وقال: «قتلت قوات النظام متظاهرين سلميين، وفي اليوم التالي اثناء التشييع، قام بعض من فقد احباءهم بأخذ ثأرهم من قوات النظام، فرد النظام بالمزيد من العنف». ولكنه استدرك: «لكن العنف يبدأ دائما مع النظام ضد متظاهرين سلميين».

واعتبر ان ارتفاع عدد الضحايا في مدينتي حماة ودير الزور بسبب الحملة الامنية التي يشنها النظام، منذ يوم الاحد، اثرت في الدول اعضاء مجلس الأمن التي كانت تعارض اي تحرك ضد الاسد. وقال ان هذه الدول اصبحت الان ترحب «ببعض الحركة»، متوقعا صدور قرار عن المجلس في وقت لاحق من هذا الاسبوع. وتابع: «نعتقد انه من المهم ان يتخذ مجلس الأمن خطوات، ونعتقد انه من المهم ان يعترف المجتمع الدولي بشجاعة الشعب السوري».

وقام بمقارنة بين مصر وسورية، فقال ان في الاولى حيث يعيش 80 مليون نسمة، وصل عدد ضحايا الثورة الى 900 مصري، فيما في سورية التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، وصل عدد الضحايا الى نحو 2000، وهو «ما يظهر حجم القتل» الذي يمارسه النظام السوري، حسب السفير الاميركي.

وعن الوضع الاقتصادي، قال فورد ان سورية تخسر «عملتها الصعبة ببطء، انما بثبات»، وان «الطلب على السلع انخفض بين السوريين بسبب عدم الاستقرار»، وان «الشركات السورية والبنوك تعاني».

وشدد فورد على ان بلاده لا تريد فرض عقوبات اقتصادية على سورية تشبه تلك التي فرضها العالم على العراق في التسعينات، اذ من شأنها ان تؤذي الاقتصاد والشعب بشكل عام وتؤثر سلبا في تعافيه في مرحلة ما بعد الاسد. وقال ان بلاده تركز، بدلا من ذلك، على فرض العقوبات المالية على الاسد والمقربين منه.

وقال ان فرض العقوبات على الاسد شخصيا، بالاشتراك مع الدول الاوروبية، ازعج النظام كثيرا، كما ضرب امثلة للدلالة على فاعلية العقوبات بالاشارة الى ان شركة «شام القابضة»، التابعة لابن خال الاسد رجل الاعمال رامي مخلوف، لم يجتمع مجلس ادارتها بسبب خوف اعضائه من عقوبات دولية ضدهم منذ ابريل الماضي. واضاف ان النظام فرض عليهم الاجتماع في يوليو، فحضر نصفهم، واضطر نائب رئيس المجلس الى ادارة الجلسة.

مثال آخر على نجاح المحاصرة الدولية للنظام، على حد قول فورد، ظهر عندما تقدم مخلوف بطلب للحصول على الجنسية القبرصية، وبما ان قبرص عضو في الاتحاد الاوروبي، نجحت واشنطن في «تنسيق» رفضها منح مخلوف الجنسية.

واضاف فورد ان بامكان تركيا، اذا ما قررت يوما فرض عقوبات اقتصادية على نظام الاسد، التسبب في أكبر ضرر مالي للنظام.

واعتبر فورد ان حتى «حزب الله» اللبناني صار يحاول ان ينأى بنفسه عن حليفه نظام الاسد. وقال: «في البداية كانت قيادة حزب الله صريحة جدا في دعمها للنظام... الآن اصبحوا اكثر صمتا». وعزا فورد التغير في موقف «حزب الله» بقوله ان لعل قادة الحزب «رأوا عددا كافيا من اعلامهم يتم حرقها في التظاهرات في ارجاء سورية»، وان قادة الحزب «يدركون ان دعمهم للأسد (اليوم) لن يأتي عليهم بدعم الشعب السوري لهم على المدى البعيد».

ودعت اللجنة الادارة الى فرض عقوبات جديدة صارمة على قطاع الطاقة السوري.

وقال السناتور الجمهوري مارك كيرك وهو يقدم مشروع قانون لاستهداف الشركات التي تستثمر في قطاع الطاقة في سورية أو تشتري النفط منها او تبيعها البنزين «ينبغي للولايات المتحدة ان تفرض عقوبات مؤثرة ردا على قتل جنود الجيش المدنيين بأوامر من الرئيس الاسد».

وانضم الى كيرك في تبني مشروع القانون السناتور الديموقراطي كريستن جيليبراند والسناتور المستقل جوزيف ليبرمان الذي قال انه حان الوقت للحث على «انتقال ديموقراطي يعكس ارادة الشعب السوري».

واذ بدت الولايات المتحدة تعتقد ان نظام الرئيس بشار الاسد سينهار، فانها اوضحت ايضا انها لا تريد المشاركة في اسقاطه، بل ان تقف شاهدة على هذا السقوط، وان يشارك ديبلوماسيوها في صناعة مرحلة سورية ما بعد الاسد.

وهذا ما يجعل واشنطن متمسكة بضرورة بقاء سفيرها روبرت فورد في دمشق، وهو ما يملي على الرئيس باراك اوباما ألا يعلن ان الاسد فقد شرعيته او ان يطلب منه التنحي لان طلبا كهذا، من وجهة نظر الفريق الذي يدير الملف السوري في وزارة الخارجية، من شأنه ان يغضب الاسد ويدفعه الى قطع العلاقات مع واشنطن وطرد السفير.

لكن واشنطن مستعدة للقيام بخطوات سياسية لإظهار وقوفها الى جانب السوريين في مواجهة الاسد، وهو ما دفع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى طلب الاجتماع الى وفد من المعارضين السوريين المقيمين في العاصمة الاميركية. وشارك في الاجتماع فرد هوف، مدير الملف السوري، وفورد، وعاملون في الوزارة.

ولإظهارالاهتمام، منحت كلينتون الوفد اكثر من ساعة للقاء، واستمعت الى آرائهم واقتراحاتهم، واجابت عن تساؤلاتهم.

وقالت مصادر اميركية مطلعة على اجواء الاجتماع ان واشنطن ابلغت المعارضين ان معلوماتها لا تشير الى ان اي انقسامات تذكر ستحدث في الجيش السوري، وان الجيش سيستمر في دوره القمعي الحالي.

كذلك، عبّرت واشنطن عن صعوبات في مجلس الأمن، وقال المسؤولون الاميركيون انه بعد ما حصل في ليبيا، تتفهم واشنطن تحفظات الهند حليفة اميركا وجنوب افريقيا. بيد ان المسؤولين قالوا ان بعد احداث حماة ودير الزور الاخيرة، تراجعت الدول الاعضاء في مجلس الأمن، التي كانت تعارض صدور قرار بحق سورية. ويتوقع المسؤولون صدور قرار، او بيان رئاسي عن المجلس في اضعف تقدير، في الايام القليلة المقبلة.

يبقى ان باستطاعة واشنطن «لي احدى اذرع» النظام السوري بفرض عقوبات على قطاعه النفطي، والذي تشكل موارده ثلث مدخول النظام. هنا تقول واشنطن ان عقوباتها على القطاع النفطي السوري قديمة ولا يوجد شركات اميركية عاملة على الارض حاليا، بل هناك شركات اوروبية وكندية، لذا يصعب ان يكون هناك «حل اميركي» في هذا المجال، وهو ما ألمحت اليه كلينتون اثناء حديثها مع زوارها السوريين.

ولكن العاملين في الوزارة، والذي استمروا في اجتماعهم مع المعارضين السوريين حتى بعد خروج كلينتون، قالوا انهم يعملون لإقناع الاوروبيين والكنديين على ضرورة فرض عقوبات على القطاع النفطي السوري، ومن شأن ذلك، في حال حصوله، ان يعطل هذا القطاع تماما، وسيحرم الاسد من مداخيله ويفرض خناقا على السوق الداخلية.

ولن تنفع روسيا او الصين او ايران في الدخول كبديل للشركات الاوروبية او الكندية في السوق النفطية السورية، فللشركات الاوروبية والكندية وحدها القدرة على تكرير النفط الخام السوري، وهو من النوع الثقيل.

ختاما، دردشة في السياسة. يريد الأميركيون ان يروا مجلسا سوريا معارضا موحدا، على غرار المجلس الليبي، تجتمع فيه قيادات المؤتمرات المختلفة التي انعقدت في انطاليا وبروكسل واسطنبول كما في الداخل السوري.

اهمية المجلس السوري المعارض، من وجهة النظر الاميركية، لا تكمن في ضرورة ادارته للثورة السورية المندلعة منذ منتصف مارس الماضي، اذ ان هذه الثورة تبدو وكأنها تسير من تلقاء نفسها. اهمية المجلس السوري الموحد والانتقالي في ادارته للمرحلة الانتقالية، ما بعد انهيار نظام الاسد، اذ بعد تجاربها السابقة، تكره واشنطن التعامل مع الفراغ السياسي. في مصر كما في سورية، تسعى واشنطن لرؤية مجالس بديلة للحكام الذين سينهارون.

في مصر، تقول المصادر الاميركية، وجدت واشنطن المجلس العسكري، اما في سورية، فبدائل الاسد، على ضرورتها، مازالت منعدمة، وخلق هذه البدائل هي مطالبة سمعها المعارضون السوريون من مضيفيهم الاميركيين، ووعد السوريون بالعمل عليها وتحقيقها.

وقال محمد العبد الله وهو أحد الناشطين الذين التقوا كلينتون «نحتاج فعلا ان نرى الرئيس اوباما يتناول شجاعة الشعب السوري... نريد

ان نسمعه وهو يقول بصوت عال وواضح أن على الاسد أن يتنحى». وقالت الناشطة المعارضة مرح البقاعي «دخْل الغاز يجرى استخدامه لتمويل بعض المجموعات الارهابية ولقمع الشعب السوري. نريد وقف ذلك في أقرب وقت ممكن».


Since December 2008