الأحد، 6 يناير 2019

واشنطن تُراهن على «ضمانة» الكويت لأي تسوية خليجية

واشنطن - من حسين عبدالحسين

منتصف الشهر الماضي، وعلى اثر الانفراج في مفاوضات اليمن التي جرت في السويد، وفي خضم الديبلوماسية التي تقودها واشنطن في أفغانستان لرعاية مصالحة بين كابول وحركة «طالبان»، وهي ديبلوماسية تتضمن زيارات مكوكية تجريها وفود أميركية إلى عواصم خليجية، أوعز وزير الخارجية مايك بومبيو إلى الديبلوماسيين الأميركيين بمفاتحة نظرائهم الخليجيين بشأن إمكانية توسيع التوافق بينهم في أفغانستان ليشمل التوصل إلى تسوية للأزمة الخليجية المستمرة منذ سنة ونصف السنة، بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من ناحية، وقطر من ناحية ثانية.
ومنذ ذلك التاريخ، أطلّ عدد من المسؤولين الخليجيين ليستبعدوا الحوار والتسوية، في تصريحات بدت وكأنها رد ضمني على المجهود الديبلوماسي الأميركي.
لكن بومبيو لم يتراجع، وأبلغ الديبلوماسيين الأميركيين المعنيين أن التسوية الخليجية «هي في صلب المصالح القومية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط». 
ويقول العارفون إنه من وجهة نظر وزير الخارجية «من شبه المستحيل مواجهة إيران، والتوصل إلى تصفير صادراتها النفطية، وعزلها ديبلوماسياً في المنطقة، من دون إعادة اللُّحمة الخليجية».
وتؤكد المصادر الأميركية أن بومبيو «لا يهتم إنْ عادت الكيمياء بين زعماء الدول الحليفة أم لم تعد، وأن ما يهم واشنطن هو أن ترتفع مصالح دول الخليج القومية فوق أي مصلحة أخرى».
وتضيف أن الوزير، الذي سيختتم جولته في المنطقة بزيارة الكويت منتصف الشهر الجاري، يعمل عن كثب مع السلطات الكويتية منذ وصول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض، مطلع العام 2017، وانه يعتقد أن «للكويت رصيداً كبيراً بين الأفرقاء الخليجيين المتنازعين»، وانه «بسبب رصيدها، يمكنها، ليس لعب دور الوساطة فحسب، بل ضمانة التزام الأفرقاء المتخاصمين ببنود أي تسوية يتم التوصل إليها».
ووفقاً للمصادر، فإن المصالحة الخليجية أساسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، لسببين رئيسيين: الأول هو «مكافحة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة»، والثاني التوصل إلى مصالحة أفغانية، وهي مصالحة لا تنفصل عن ملف إيران، إذ إن الجمهورية الاسلامية عملت على الإفادة من الحرب الافغانية على مدى العقدين الماضيين، ولا بد من التوصل إلى تسوية تغلق الباب في وجه الإيرانيين.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008