الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

ترامب يعد بولتون ببحث استقالته... ويطرده بتغريدة

واشنطن - من حسين عبدالحسين

فاجأ الرئيس دونالد ترامب، الأوساط السياسية الأميركية بانحيازه للحمائم في إدارته، على حساب الصقور، وذلك بطرده مستشار الأمن القومي جون بولتون من البيت الأبيض.
وفي وقت كانت سلسلة من الاستقالات متوقعة بين كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية، على خلفية الفشل الذي أصاب ملفات متعددة في السياسة الخارجية، وفي طليعتها انهيار الاتفاقية التي كانت واشنطن تستعد لتوقيعها مع «طالبان» لإنهاء الحرب في أفغانستان، جاء إعلان ترامب المذّل بحق بولتون لينهي التكهنات، وليضع الرئيس الأميركي في «معسكر الحمائم».
وسبق لبولتون أن عمل مبعوثاً لحكومة الرئيس السابق جورج بوش الابن لدى الأمم المتحدة. أما الصداقة بين ترامب وبولتون، فقد نشأت بسبب المتابعة المتواصلة للرئيس لقناة «فوكس نيوز» اليمينية، التي كان بولتون متعاقداً معها ويطل عبرها بشكل منتظم بصفته احد خبرائها السياسيين في مواضيع السياسة الخارجية.
وتطورت الصداقة بين الرجلين على شكل اتصالات يومية مسائية عبر الخليوي الشخصي للرئيس، اي من خارج قنوات الاتصال الرسمية.
وبعد خروج مستشار ترامب للأمن القومي الأول مايكل فلين، تحت ضغط التحقيق في موضوع التورط مع روسيا، وبعد طرد ترامب مستشاره الثاني للأمن القومي الجنرال اتش آر ماكماستر، عين بولتون مستشاراً للأمن القومي في أبريل العام الماضي، ليطرده في تغريدة أمس، قال فيها الرئيس إنه لا يتفق مع بولتون في الكثير من اقتراحاته، وكذلك آخرون في الإدارة لا يتفقون مع بولتون. لذلك، كتب ترامب، «طلبت من جون بولتون استقالته، واستلمتها صباح اليوم (أمس)».
وتابع: «أشكر جون جزيل الشكر على خدمته. سأقوم بتعيين مستشار جديد للأمن القومي الأسبوع المقبل».
لكن بولتون قال في تغريدة أيضاً، إنه عرض «الاستقالة الليلة (قبل) الماضية وقال الرئيس ترامب دعونا نتحدث عنها غداً (الثلاثاء)».
وتشي نبرة تغريدة ترامب بخلاف قوي مع بولتون، إذ أن ترامب عادة ما يمنح الأصدقاء شرف إعلان استقالتهم، لكنه يشدد على طرد من تصل الأمور معهم الى طريق مسدود، وهو ما حصل مع بولتون.
وفي الكواليس، ان ترامب يعتقد أن بولتون يحب الحروب، ويورطه فيها. ويحمّل ترامب، بولتون مسؤولية التصعيد ضد ايران، تلاها اسقاط ايران لطائرة أميركية من دون طيار، ثم استعداد واشنطن لتوجيه ضربة ضد الإيرانيين، قبل ان يعدل ترامب عنها في اللحظة الأخيرة.
ويبدو أن أسلوب ترامب هو الحوار غير المشروط مع أي ممن تصنفهم الولايات المتحدة في صفّ الخصوم، مثل استماتته للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وتكرار استعداده للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني، على هامش الأعمال السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر.
كذلك، طلب ترامب من ادارته ان تعقد لقاء يجمعه مع الأفرقاء المتخاصمين في أفغانستان، أي حكومة كابول وممثلي «طالبان»، كل على حدة، تمهيدا لعقد لقاء مباشر بينهما برعايته.
ويعتقد بعض الخبراء أن ترامب «يرى القيمة السياسية لصور تظهره في مظهر صانع السلام التاريخي». ويعتقدون ان ترامب لا يهتم للنتائج الفعلية لديبلوماسيته المصورة، فهو يردد دائماً أن الإعلام يكذب، ما يعني انه يرى ان الثابت الوحيد هو التقاطه صورا مع فرقاء يخالهم العالم والأميركيون من أعداء واشنطن اللدودين.
ومع خروج بولتون من الإدارة، من المتوقع ان تضعف قوة الصقور، وفي طليعتهم وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي كان رفض توقيع الاتفاقية مع «طالبان»، غالباً بعد تنسيقه خطوته مع بولتون ونائب الرئيس مايك بنس، ما يعني أن بومبيو قد يبدي - من الآن وصاعداً - مرونة اكبر في الملفات الدولية عموما، إن في أفغانستان والسلام مع «طالبان»، ام في إيران والمحادثات معها.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008