الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

بوادر تقدم أميركي في المواجهة مع النظام الإيراني

| واشنطن - من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

انهت عطلتا الميلاد ورأس السنة الميلادية النشاط السياسي في العاصمة الاميركية لهذا العام. لكن قبل ذهابهم الى الاحتفال مع عائلاتهم، عقد مسؤولون وخبراء معنيون بالسياسة الخارجية جلسات تقيمية، كان لافتا في عدد منها قيام بعض المسؤولين بالتربيت على اكتاف بعضهم البعض احتفالا بما يرونه «بوادر تقدم اميركي في المواجهة مع النظام الايراني في منطقة الشرق الادنى».

المواجهة لا شك صامتة، وجلسات التقييم تعقد في الخفاء. ويشير مشاركون في اللقاءات الى انجاز الرئيس باراك اوباما في السياسة الخارجية والذي يكاد ان يكون يتيما حتى الان في التعاطي مع ايران. «ما عدا ارسال وزيري الخارجية والدفاع للقاء نظيريهما في طهران، التزم الرئيس (اوباما) كل وعوده الانتخابية لكيفية التعاطي مع ايران»، يقول احد المشاركين.

ويضيف: «بدأت المواجهة مع الايرانيين بمد اوباما يده، علنا عن طريق المعايدات برأس السنة الايرانية وما شابه، وسرا عن طريق ارسال وسطاء الى (مرشد الجمهورية علي) خامنئي، خصوصا اثناء الاضطرابات التي رافقت فترة الانتخابات الرئاسية في منتصف 2009».

وحسب احد الخبراء الاميركيين من اصل ايراني، «اعتقد خامنئي مبادرة اوباما على انها ضعف اميركا، ورأى ان الاستمرار في المواجهة ستحسن الشروط الايرانية اكثر».

وتابع: «الا ان هذه الخطوة اظهرت اميركا في موقف الاعتدال، وايران في موقف التطرف، فتمكنت واشنطن من المباشرة ببناء تحالف دولي واسع ضد طهران».

ويقول الخبير ان بين 2008 و2010، «انقلبت الصورة الدولية تماما، واستمالت اميركا من كان يقف الى جانب ايران، مثل روسيا والصين، ونجحت في تمرير قرار العقوبات الاقتصادية في مجلس الامن رقم 1929، واليوم نرى الحكومة الايرانية تتوقف عن المساهمة في دعم المواد المعيشية لمواطنيها، وتمنع خروج العملات الاجنبية من البلاد».

الا ان ابرز النجاحات الغربية تمثلت بـ «عملية فيروس ستكسنت»، التي نجحت خلالها اجهزة الاستخبارات في بيع القيمين على البرنامج النووي الايراني اجهزة كمبيوتر فيها فيروس، وعندما قام الايرانيون بتشغيل هذه الاجهزة، عمل الفيروس على خطين.

الخط الاول، حسب خبير اميركي ممن شاركوا في اللقاءات عن ايران، «كان افساد عملية تخصيب اليورانيوم، في الوقت نفسه الذي تشير فيه العدادات والكمبيوترات الى تقدم طبيعي للتخصيب». اما «المهمة الثانية والاهم»، يقول الخبير، «فهي قيام الفيروس بارسال معظم المعلومات المخزنة لدى الايرانيين، والمتعلقة بالبرنامج النووي، الى الغرب عن طريق البريد الالكتروني».

اليوم، يقول الخبير الاميركي، «يتمثل الانجاز الابرز للغرب في ان ستكسنت نجح في كشف تفاصيل البرنامج النووي الايراني، ومعلومات عن القيمين عليه، ومن يعمل على تزويده المواد التي يحتاجها في السوق السوداء، وهو اظهر ان البرنامج يعاني من مصاعب هائلة، وبعيد جدا عن انتاج قنبلة».

وحسب الخبير فانه صار معلوما ان «البرنامج النووي الايراني تم تصميمه على شكل مشابه لمفاعل الخمسينات، وهو يواجه مصاعب معقدة، اذ غالبا ما تنفجر الانابيب المخصصة للتخصيب وتعوق العملية برمتها».

اذاً ادى الخرق الاستخباراتي الى كشف المكابرة الايرانية، واظهر تعثرا في البرنامج النووي الايراني، واقترن هذا بنجاح فريد للديبلوماسية الاميركية، وهذان العنصران، اي الاستخبارات والديبلوماسية، «هما ما يبقيان حاملات الطائرات الاميركية في قاعدة نورفولك (في ولاية فيرجينيا) البحرية، وبعيدا عن المياه الاقليمية الايرانية في الخليج». اما اولى دلائل النجاح الاميركي فيتجلى في العراق، حيث تم تشكيل حكومة ضمت كل الاطراف، حتى التي وضعت عليها ايران «الفيتو».

واثنى الباحث في «مؤسسة اميركا الجديدة» ستيف كليمونز على النجاح الاميركي في العراق، وعزا السبب الى نجاح نائب الرئيس جو بيدن وممثل الامم المتحدة اد ملكرت «في التوصل الى حل عراقي».

في وسط التراجع الايراني، يستبعد المسؤولون الاميركيون اندلاع اي مواجهات عسكرية في المنطقة، ويعتبرون انه «بين 2006 و2008، كانت الولايات المتحدة تلجأ الى العمل العسكري في محاولة غير موفقة للتأثير في مسار الامور في الشرق الاوسط، اما اليوم، فقد غيرت واشنطن من اسلوبها، واصبحت ايران في موقف الدفاع».

وخلص احدهم الى القول: « تعرف طهران ان اثارتها مواجهات مسلحة في الوقت الحالي لن ينفع، في وقت انتقلت المواجهة الى الاقتصاد، والديبلوماسية، والعمل الاستخباراتي».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008