الخميس، 11 أغسطس 2011

معارضون وباحثون في ندوة بمعهد الشرق الأوسط: خروج علي حبيب بادرة انقسام في الطائفة العلوية

الصورة: زيادة متحدثا

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

اجمع معارضون سوريون وباحثون اميركيون على القول إن خروج وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب من النظام يشير الى بوادر انقسام داخل المجموعة العلوية الموالية للرئيس السوري بشار الاسد. واعتبروا ان مهلة الاسبوعين التي اعطاها رئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان للأسد للاصلاح، اول من امس، هي مهلة غير واقعية، وتحاول شراء الوقت للنظام السوري.

واشار المعارض رضوان زيادة الى الرسالة التي وقعها علويون سوريون تصدرهم وزير الاعلام السابق محمد سلمان. وقال ان ابن سلمان هو صهر رجل الامن الشهير علي دوبا، معتبرا ان مطالبة سلمان بأن يقوم الاسد بقيادة الاصلاح تقع ادنى بكثير من سقف مطالب الشعب السوري والمتظاهرين.

كلام المعارض السوري جاء اثناء ندوة نظمها «معهد الشرق الاوسط» وحضرها حشد غفير لم تتسع له القاعة، وتضمن المعنيين بالملف السوري من اميركيين وعرب، وموالين حاليين او سابقين للأسد تصدرهم ابراهيم سليمان، رجل الاعمال السوري الاميركي الذي ارسله الاسد الى الكنيست في العام 2007 للدعوة الى اتفاقية سلام بين سورية واسرائيل. كذلك كان من بين الحاضرين المدير السابق للوبي الاسرائيلي «ايباك» توم داين، وهو من ابرز الداعمين للأسد في السنوات القليلة الماضية.

زيادة اعتبر ان خروج حبيب ورسالة سلمان تشيران الى تململ داخل الطائفة العلوية في سورية، خصوصا ان «العلويين لا يشعرون بأي خطر اسلامي ضدهم، في وقت يحاول النظام بث الفرقة عبر خطاب تخويف طائفي»، ويتساءلون «الى اين تأخذهم عائلة الاسد في المواجهة العنيفة مع بقية اطياف الشعب السوري»، خصوصا ان هذه الثورة لا تنذر بخطر من مجموعات مثل «الاخوان المسلمين، فالثورة اندلعت في درعا، لا في حماة، وهي امتدت الى مناطق ذات طابع عشائري مثل دير الزور».

واضاف ان شهر رمضان اثبت اهميته في التأثير في احداث الثورة، التي انطلقت من الجوامع نظرا لقيام النظام باغلاق كل المساحات العامة في سورية. في رمضان، حسب زيادة، تزداد اعداد التجمعات وتكبر، وهو ما دفع نظام الاسد الى استباق رمضان بشن هجوم ضد عدد كبير من المدن والقرى، تصدرتها مدينة حماة ودير الزور وادلب.

وتابع ان موقف السعودية ضد العنف الذي يمارسه النظام موقف مهم وفتح الباب امام عواصم العالم للقيام بتحرك ضد النظام، «وهذا ما ذهب (وزير خارجية تركيا داوود) اوغلو ليقوله للنظام، وهي زيارته رقم 60 منذ تعيينه وزيرا للخارجية التركية، واستمر لقاؤه الاخير ثلاث ساعات مع الاسد، واكثر من ثلاث ساعات مع مساعديه». الا ان موقف اردوغان واعطاء الاسد مهلة اسبوعين، حسب زيادة، هو موقف غير موفق. وقال: «نحن نعتقد ان اسبوعين هو وقت طويل جدا».

الا ان استخدام العنف من قبل الاسد، حسب الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى اندرو تابلر، يشي بأنه «ليس لدى بشار الاسد فكرة عن كيفية الخروج من الورطة»، وان «استخدامه العنف من ناحية والمساعي السياسية من ناحية ثانية اثبت عدم جدواه».

وقال تابلر انه عاد من جولة على العواصم الاوروبية وانقرة، وان انطباعه هو ان هذه العواصم «تجمع على ان بشار لا يعرف كيف يخرج من هذا الوضع»، ولكن في الوقت نفسه «هناك اجماع على عجز العالم عن كيفية التعامل مع سورية بعد الاسد».

وتحدث تابلر عن العقوبات التي فرضتها واشنطن، اول من امس، على البنك التجاري السوري، وقال انها «ستفتح المجال للاوروبيين للسير قدما بعقوبات مشابهة تتضمن خصوصا قطاعي النفط والغاز في سورية».

تابلر اعتبر ان العقوبات على هذين القطاعين السوريين سيرهقان خزينة النظام من دون «ابادة» السوريين كما حصل اثناء العقوبات الدولية على نظاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتابع ان الفرق هو في ان «ربع الى ثلث مدخول النظام السوري يأتي من قطاعي النفط والغاز، فيما في الحالة العراقية، كان مجمل الاقتصاد يعتمد على النفط».

وحسب تابلر، فان سورية تأتي في المرتبة العشرين في العالم من حيث النمو السكاني، وهو ما يرتب اعباء اقتصادية على النظام السوري. «لقد رأى النظام هذه الازمة، منذ زمن، وهي تأتي صوبه».

وقال ان موقف السعودية مهم نظرا لنفوذها في المنطقة الشرقية السورية بين العشائر، و»كثير من هؤلاء يحملون الجواز السعودي، وهم يعيشون في مناطق النفط السوري».

ووافق تابلر زيادة في ان اعطاء اردوغان الاسد اسبوعين هو مهلة طويلة اكثر من المعقول. وقال: «في غضون اسبوعين، لن يبقى اي احد حي في سورية».

ولم يستبعد تابلر حدوث انقلاب عسكري من داخل النظام، ويقود بعد ذلك العسكر سورية في فترة انتقالية نحو الديموقراطية.

بدوره، قال المعارض السوري اسامة منجد ان سيطرة النظام على دمشق وحلب كانت جلية في الاشهر الاولى لاندلاع الثورة اذ عمد الى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات، اما اليوم، خسرت دمشق وحلب هذا الامتياز وصار ابناؤهما، كباقي السوريين، يتعرضون للرصاص الحي، في وقت تكبر رقعة التظاهرات في هاتين المدينتين وتزداد اعداد المتظاهرين.

اما سفير الولايات المتحدة السابق في دمشق تيد قطوف فاعتبر ان «نجاة بشار الاسد من الازمة التي اعقبت اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في العام 2005 جعلته يتمتع بثقة بنفسه اكثر من اللازم». وقال قطوف ان «الاسد بقي في منصبه ورأى حكومات العالم في واشنطن وباريس تتغير، وهو ما منحه ثقة كانت جلية في تلك المقابلة التي اجراها مع صحيفة وال ستريت جورنال وكان معتدا فيها بنفسه كثيرا».

وقال قطوف ان تركيا ليست مستعدة للتخلي عن الاسد بعد فهي «استثمرت فيه كثيرا». ولكنه اعتبر ان ادارة الرئيس باراك اوباما مستعدة للطلب من الاسد التنحي، متوقعا ألا يتنحى الرئيس السوري «بعدما شاهد على التلفزيون (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك على فراش مستشفى ممدا في قفص داخل غرفة محكمة».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008