الأحد، 11 ديسمبر 2011

غليون قدّم إلى كلينتون تصوراً للتدخل العسكري الدولي في سورية


واشنطن - من حسين عبدالحسين |

علمت «الراي» ان وفد المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة برهان غليون قدم الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، اثناء اجتماعهما الاسبوع الماضي، خطة اعدها المجلس وحددت تصوره لشكل وكيفية التدخل العسكري الخارجي في سورية للاطاحة بالرئيس بشار الاسد ونظامه.
وكان غليون قال في مقابلة اجرتها معه وكالة «رويترز» الجمعة الماضي ان «التدخل الاجنبي في سورية قد يكون حتميا اذا استمرت اراقة الدماء»، لكنه اوضح ان «الاسد سيتحمل المسؤولية اذا حدث ذلك».
تصريح غليون جاء بعد ايام على ترؤسه وفدا من سبعة اعضاء من المجلس، التقوا كلينتون في جنيف، واستمر اللقاء ساعة وثلاثة ارباع، ثم انتقل الوفد على اثره لتناول العشاء في احد المطاعم مع كبار مساعدي الوزيرة الاميركية المكلفين متابعة الوضع السوري.
ورغم ان اوساط الادارة الاميركية والمجلس الوطني السوري ما زالت تحيط تفاصيل خطة المجلس بالكتمان، وهي من خمس صفحات فولسكاب، الا ان مصادر رفيعة في العاصمة الاميركية قالت لـ «الراي» ان مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين اعربوا عن «اعجابهم بالدقة والالمام بالتفاصيل التي تضمنتها الخطة السورية (المعارضة)»، واضافت ان معلومات اعضاء المجلس الوطني السوري، التي رجحت انهم حصلوا عليها من الضباط منشقين عن الجيش السوري ومن ضباط في الاجهزة الاستخبارية لنظام الاسد مازالوا في مواقعهم ويمررون المعلومات من الداخل «تتطابق الى حد كبير مع المعلومات التي بحوزة الاستخبارات الاميركية».
وتابعت المصادر ان الخطة شملت ايضا عرضا تفصيليا لعلاقة الاسد بايران وبـ «حزب الله» اللبناني وبعض التنظيمات الفلسطينية الصغيرة. على سبيل المثال، تقول المصادر الاميركية، «ورد في الخطة عدد صواريخ سكود التي حاول الاسد تمريرها في الماضي الى حزب الله، وحددت بدقة مكان المخازن التي خرجت منها الصواريخ، وفي اي وقت عادت». وكانت دمشق حاولت في ابريل 2009 تزويد الحزب اللبناني بعدد من صواريخ سكود، الا انها تراجعت بعد نشوب ازمة دولية انذرت بتصعيد شامل مع اسرائيل في المنطقة.
ومما ورد في خطة المجلس الوطني السوري عرض مفصل لهيكلية القيادة السياسية والامنية لنظام الاسد، وتحديد هوية المسؤولين السوريين ومسؤولياتهم وارتباطاتهم المالية والعائلية ببعضهم البعض. كما تطرقت الخطة، حسب المصادر الاميركية، الى «العواقب الممكن ان تنتج عن توجيه ضربة عسكرية لقوات الاسد وردود الفعل المحتمل».
واضافت المصادر الاميركية الى ان واشنطن قالت صراحة للمجلس، المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد، انها «اوكلت اليه مهمة اختيار الخطوات المقبلة في كيفية التعامل مع الاسد، بما فيها توقيت التدخل العسكري»، وابدت كذلك قلقها من «امور معينة قد تنجم عن انهيار نظام الاسد».
ومن ابرز النقاط التي تثير قلق واشنطن مصير صواريخ بحوزة قوات الاسد، روسية الصنع، من طراز «ستريلا 3» و«ايغلا»، وهي صواريخ ارض جو مضادة للطائرات.
وكان مسؤولون اسرائيليون ابدوا، في العلن، خوفهم من قيام الاسد باطلاق صواريخ سكود مزودة رؤوسا كيماوية موجودة بحوزة الجيش السوري ضد اسرائيل. وفي وقت لاحق، عبر الاسرائيليون عن خوفهم من وقوع هذه الصواريخ بأيدي مجموعات غير منضبطة على اثر انهيار الاسد.
بيد ان المسؤولين الاميركيين قالوا لـ «الراي» ان الخوف العالمي عموما والاسرائيلي خصوصا من الصواريخ الكبيرة والاسلحة الكيماوية السورية تراجع، والسبب هو صعوبة تشغيل المجموعات الصغيرة لهذا النوع الضخم من الاسلحة، فيما يبدي المسؤولون الاميركيون ثقتهم بأن الاسد لن يأمر قواته بشن هجمات صاروخية ضد اسرائيل لعلمه ان ردة الفعل الاسرائيلية ستؤدي الى حرب كبرى لن ينجو هو او نظامه منها.
«نحن نعتقد ان الاسد قد يأمر المجموعات الموالية له بشن هجمات صاروخية من جنوب لبنان، مع ان هجمات كهذه تحرج حليفيه ايران وحزب الله»، حسب المصادر الاميركية التي تضيف ان «ايران وحزب الله يعلمان ان اندلاع حرب مع اسرائيل سيكون بمثابة المواجهة الاخيرة، وايران لا تريد استخدام هذه الورقة الاخيرة في محاولة غير مضمونة لانقاذ حليفها الاسد».
اذا بغياب الخطر الصاروخي السوري المباشر ضد اسرائيل، وبغياب الخطر الكيماوي، ومع الشعور بأن حزب الله لن يسمح باشعال جبهة الجنوب اللبناني كاملة ضد اسرائيل، «على الرغم من تلميح (امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله) الى عكس ذلك»، تبقى صواريخ «ستريلا 3» و«ايغلا»، هي الباعث الوحيد للقلق لدى الاميركيين والاسرائيليين في مرحلة ما بعد انهيار نظام الاسد.
«وجود هذه الصواريخ الروسية بيد الجيوش النظامية لا تقلقنا، ويمكن للمقاتلات الاميركية الصنع تفاديها»، حسب المصادر الاميركية. «الا ان ما يقلقنا هو وصولها الى ايدي مجموعات غير نظامية وميليشيات». وتضيف: «قد لا يقوم الاسد نفسه بتزويد المجموعات غير النظامية بهذه الصواريخ، ولكن قد يقوم هذا الضابط او ذاك ببيعها لتأمين ربح مالي بعد انهيار النظام».
على ان المسؤولين الاميركيين يعتقدون ان «المجلس الوطني السوري يتمتع بعلاقة وثيقة مع عدد كبير من الضباط والجنود السوريين، المنشقين والذين مازالو منضوين في صفوف الجيش وقوى الامن الموالية للاسد، وهو ما سيساهم بتأمين مخازن الاسلحة السورية، ويساهم في تثبيت الوضع الامني في مرحلة ما بعد العمل العسكري وانهيار الاسد ونظامه».
الى جانب ذلك، تعتقد واشنطن انه على «المجلس الوطني السوري» القيام بدور سياسي لمرحلة ما بعد الاسد بالتوازي مع نشاطه الحالي، السياسي والعسكري، الهادف للاطاحة بالرئيس السوري. هذا الدور السياسي مبني على قيام المجلس بالتواصل مع فئات الشعب السوري كافة، وخاصة الاقليات، وهو كان احد محاور اللقاء بين كلينتون والمجلس، وهو الجزء الذي تحدثت عنه الوزيرة الاميركية علنا قبل اللقاء.
وبعد اللقاء عقد مسؤولون في وزارة الخاجية لقاء مغلقا مع صحافيين لاطلاعهم على تفاصيل ما دار في اللقاء. وقال المسؤولون ان كلينتون استمعت من الوفد الى رؤيته، وتحدث الطرفان عن ضرورة قيام حكومة انتقالية تمنع اعمال رد الفعل الانتقامية بعد انهيار الاسد ونظامه، وتشرف على مرحلة الانتقال الى الديموقراطية في سورية، واجراء انتخابات.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ياريت تسلمولي عالمصادر اللي جبتوامنها هالخبر
للأنه الدكتور برهان معروف بوطنيته و رفضه لتجييش الثورة بيقوم بيطلب تدخل عسكري ًً؟؟؟؟
مو ظابطة ياريت الراي تتأكد من مصادرها قبل ما تطعن بأشراف العرب


Since December 2008