الأربعاء، 13 يناير 2016

أوباما: أميركا أقوى دولة على وجه الأرض

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

لا شك ان ابرز مفارقات خطاب «حال الاتحاد» الذي القاه الرئيس باراك أوباما امام الكونغرس تجلت عندما راح الرئيس الاميركي يكرر ان الولايات المتحدة «هي أقوى دولة على وجه الارض» في الوقت نفسه الذي كانت ايران تحتجز عشرة بحارة اميركيين كانت سيطرت على سفينتيهم العسكريتين واعتقلتهم قبل ساعات من الخطاب.

وعلى جاري عادة الخطابات من هذا النوع، ركز أوباما في خطابه امام الكونغرس بمجلسيه، على الشؤون الداخلية في «خطاب حال الاتحاد» الاخير لرئاسته، وافرد عبارات مقتضبة لشؤون السياسة الخارجية. وبدت عبارات أوباما حول الشؤون الدولية وكأنها «نقاط الكلام» نفسها التي دأب الرئيس وافراد ادارته على تكرارها على مدى السنوات الماضية.

فحول الموضوع السوري، على سبيل المثال، رفض اوباما ارسال قوات برية الى سورية وقال ان مقاربة بلاده «لصراعات مثل في سورية (يكمن في) الشراكة مع قوات محلية وقيادة جهود دولية لمساعدة ذلك المجتمع المكسور السعي الى سلام دائم». واثارت اشارة أوباما الى الشراكة مع قوات محلية سورية انتقادات المعلقين، الذين استعادوا تصريحات لمسؤولي ادارته افادت ان «برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة» لم يخرّج اكثر من ٤ او ٥ مقاتلين.

والغالب ان أوباما كان يلمح الى شراكة واشنطن مع قوات كردية تقاتل تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، في العراق وسورية، وتشرف على تدريب وتسليح قوة عربية في سورية، شرقي الفرات، تطلق على نفسها اسم «قوات سورية الديموقراطية».

كذلك، هاجم أوباما سياسات الجمهوريين الخارجية، وخصوصا سياسة سلفه جورج بوش، وقال ان سياسة أميركا في العالم لا يجب ان تكون «خيارا بين قتل الاعداء او بناء الأمم»، ملوحا الى صوابية سياسته بالقول انها تستند الى الحكمة في استخدام القوة العسكرية، وفي حسن تقدير استخدام هذه القوة.

واعتبر أوباما ان «داعش» لا يشكل خطرا وجوديا على الولايات المتحدة، وان التنظيم يحاول تسويق رواية من هذا النوع بهدف استقطاب المقاتلين.

وقال ان «جموعا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة واشخاصا نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق او مرائب سيارات، يشكلون خطرا هائلا على المدنيين وعلينا وقفهم، لكنهم لا يشكلون خطرا وجوديا على وطننا». وتابع: «هذه القصة التي يريد داعش أن يرويها... نوع الدعاية التي يستخدمونها للتجنيد. نحن لا نريد أن نعطيهم حجما أكبر لنظهر جديتنا ولا نريد أن نبعد حلفاء حيويين في هذا القتال بترديد أكذوبة أن تنظيم داعش ممثل لأحد أكبر الديانات في العالم.»

وتوجه الرئيس الديموقراطي الى خصومه الجمهوريين الذي يدينون غياب استراتيجية حقيقية في مواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية» في سورية، ليحذر من على منبر الكونغرس من «التصريحات المبالغ فيها» التي تفيد انها «حرب عالمية ثالثة».

الا ان واشنطن، حسب الرئيس الاميركي، ستعاقب كل من يعتدي على اميركيين، ان كان زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن الذي قتلته قوات اميركية خاصة في باكستان، ام زعيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» أنور العولقي الذي اغتالته طائرات اميركية من دون طيار في اليمن، ام مخطط ومنفذ هجوم بنغازي احمد ابو ختالة الذي اعتقلته في ليبيا قوات اميركية خاصة وقدمته الى المحاكمة في نيويورك.

وفي هذا السياق، حذر أوباما كل من يسعى للاعتداء على اميركيين بالقول: «ذاكرتنا طويلة الأمد وامكانتنا في الوصول اليكم غير محدودة».

وانتقد أوباما مرشحي الرئاسة الجمهوريين لخطابهم المعادي للمسلمين واتهم منتقديه باعطاء ميزة لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وفي ضربة مباشرة لمرشح الرئاسة الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، قال أوباما إن «إهانة المسلمين أضرت بالولايات المتحدة وخانت هويتها (...) عندما يهين الساسة المسلمين... هذا لا يجعلنا أكثر أمنا»، ما أثار موجة تصفيق من الحاضرين في قاعة مجلس النواب. أضاف أوباما «هذا خطأ تماما. هذا يقلل من شأننا في عيون العالم. هذا يجعل من الصعب علينا أن نحقق أهدافنا».

وتطرق أوباما الى موضوع ايران في شكل عابر، وقال ان بلاده بنت تحالفا دوليا استطاعت عبره من خلال العقوبات والديبلوماسية المنضبطة منع قيام «ايران مسلحة نوويا». وقال: «فيما نتحدث، تقوم ايران بطوي برنامجها النووي، حيث شحنت مخزونها من اليورانيوم (الى روسيا)، وتفادى العالم حربا اخرى».

على ان ما لم يقله أوباما هو انه اثناء حديثه ايضا، كانت ايران تحتجز عشرة اميركيين.

وايران لم تدع أوباما، احد اكثر الرؤساء الاميركيين الذين توددوا لها، يلقي خطاب «حال الاتحاد» الاخير له من دون ان تتسبب له بحرج كبير، اذ قبل ساعات من الخطاب، انتشرت انباء قيام البحرية الايرانية بالسيطرة على سفينتين بحريتين صغيرتين اميركيتين واعتقال طاقميها المؤلفين من عشرة عسكريين، تسعة رجال وامرأة.

وانتقد المرشح الجمهوري للرئاسة السناتور ماركو روبيو ردة الفعل المتهاونة التي أبدتها الادارة الاميركية، ووعد انه في حال انتخابه رئيسا، فان اول ما سيسعى للقيام به هو الغاء الاتفاقية النووية مع ايران.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008