الخميس، 5 أكتوبر 2017

واشنطن نصحت أنقرة وبغداد بتفادي الخيار العسكري ضد كردستان

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

علمت «الراي» أن واشنطن حرصت على إبلاغ حليفتيها أنقرة وبغداد بضرورة تخليهما عن أي خطط عسكرية تعدانها تحسباً لإمكانية إعلان الأكراد استقلال إقليم كردستان عن العراق.

وتناقلت الأوساط الأميركية تقارير مفادها أنه للمرة الثانية في أشهر قليلة، تجد الولايات المتحدة نفسها وسط صراع مرير بين حلفائها، هو الثاني من نوعه منذ اندلاع الأزمة الخليجية المستمرة منذ أشهر. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن هذه الصراعات داخل المعسكر الذي تقوده الولايات المتحدة لا يفيد إلا خصومها، وعلى رأسهم إيران.

وكانت العاصمة الأميركية راقبت عن كثب المحادثات التركية - الإيرانية، خصوصاً لناحية قيام رئيس الاركان التركي الجنرال خلوصي أكار بزيارة طهران ولقائه مع نظرائه العسكريين الايرانيين، تلتها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ايران، أول من امس، ولقائه مرشد الثورة علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.

وجاءت زيارات المسؤولين الأتراك في أعقاب زيارة نادرة قام بها رئيس الاركان الايراني محمد باقري إلى تركيا. كما يأتي تبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين أنقرة وطهران وسط تنسيق، هو الأول من نوعه، بين حكومتي تركيا والعراق. وتسعى الدول الثلاث إلى تنسيق مواقفها لمواجهة أي محاولة كردية لاعلان الاستقلال.

وكانت الولايات المتحدة بذلت قصارى جهدها للتنسيق بين أنقرة وبغداد على مدى السنوات الماضية في سياق الحرب الدولية على تنظيم «داعش»، لكن بغداد رفضت مراراً الحديث مع الأتراك بسبب انتشار قوات تركية في بلدة بعشيقة العراقية الشمالية.

على أن من فشلت في جمعهم واشنطن نجح في جمعهم استفتاء الاستقلال الكردي، فتناسى العراقيون والأتراك الخلافات بينهم، وانخرطوا مع الإيرانيين في محادثات، «تناولت إمكانية القيام بعملية عسكرية مشتركة داخل اقليم كردستان العراق»، في حال مضى رئيس الاقليم مسعود بارزاني في اعلان الاستقلال، حسب معلومات لبعض الديبلوماسيين الأوروبيين في العاصمة الأميركية.

ومع أن الولايات المتحدة تعارض الاستقلال الكردي، إلا أنها لا تعتقد أن ما يقوم به أكراد العراق يتطلب عملية عسكرية داخل الاقليم. وينقل البعض عن مسؤولين في الادارة الأميركية قولهم إن اقليم كردستان في وضع ضعيف، إذ ان إغلاق حدوده من كل الجهات سيكلف الأكراد كثيراً، وقد يجبرهم على التراجع عن خطوتهم الاستقلالية.

على أن ما يهم واشنطن، في الدرجة الأولى، هو حرمان طهران من توسيع نفوذها ليشمل الاقليم الكردي العراقي، بعدما تواترت أنباء أن إيران أوعزت لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية الموالية لها بالاتجاه شمالاً، استعداداً لعملية عسكرية داخل كردستان.

وللولايات المتحدة حساسية خاصة في الموضوع الكردي، إذ ان القوة الرئيسية المقاتلة إلى جانب الأميركيين ضد «داعش» في سورية، هم من الأكراد. صحيح أن أكراد سورية ليسوا نفسهم أكراد العراق، إلا أن أي سيطرة ايرانية على كردستان العراق تعني حُكماً تقويضاً واسعاً لقدرات الأكراد السوريين، الذين يخوضون معارك عنيفة ضد «داعش».

من ناحيتهم، اعتبر معنيون في السياسة الخارجية من «الحزب الديموقراطي» المعارض أن مشكلة توسع دائرة المواجهات بين حلفاء الولايات المتحدة سببها ضعف قيادة الرئيس دونالد ترامب العالمية. ويعتقد هؤلاء انه عندما يبدو الرئيس الأميركي ضعيفاً ومنشغلاً في أموره الداخلية، يبتعد حلفاء أميركا عنها ويمضي كل منهم في محاولة إثبات نفوذه على حساب حلفاء أميركا الآخرين.

ويضرب المسؤولون الديموقراطيون تركيا مثالاً، ويلفتون إلى أنها تكاد تخرج تماماً من الفلك الأميركي، بعد إعلانها عن شراء منظومة صواريخ «إس 400» للدفاع الجوي الروسية، وبعد التحسن الكبير الذي طرأ على علاقات تركيا مع ايران.

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008