الجمعة، 9 فبراير 2018

أميركا بانتظار تركيا... في منبج

واشنطن - من حسين عبدالحسين

«هذه الإدارة لا تمزح»... بهذه العبارة افتتح أحد المسؤولين الأميركيين واحدة من الجلسات المغلقة المخصصة للتعليق على قصف مقاتلات ومدافع أميركية قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد حاولت التقدم نحو مناطق النفوذ الأميركية في سورية شرق الفرات، حيث أعلنت القوات الاميركية مقتل 100 من أصل 500 مقاتل من القوات الموالية للأسد.
ثم يعدد المسؤول المرات التي «حاولت فيها روسيا وإيران والأسد» امتحان جدية الحكومة الاميركية الحالية، فأرسلت ايران قوات ارضية لم تتوان القوة الاميركية الجوية عن تدميرها. بعد ذلك ارسل الأسد مقاتلة «سوخوي»، فاسقطتها أميركا... فطائرة ايرانية من دون طيار، ثم مقاتلتي «سوخوي» روسيتين قامت مقاتلتان اميركيتان بطردهما من أجواء منطقة شرق الفرات. 
وفي الفترة الاخيرة، دأب مسؤولون اتراك على تكرار تحذيراتهم للقوات الاميركية من مغبة بقائها في منبج ومناطق سورية اخرى حيث تنتشر مجموعات مسلحة كردية. وحذر المسؤولون الاتراك، بمن فيهم الرئيس رجب طيب اردوغان، من اندلاع مواجهة عسكرية بين الطرفين الحليفين في حال عدم انسحاب الاميركيين.
ويقول المسؤولون الاميركيون ان على اردوغان ان ينظر الى تجارب روسيا وايران والأسد حتى يفهم مدى جدية واشنطن في تصديها لاي محاولات اختراق للمناطق التي ينتشر فيها حلفاؤها... «اذا كان الاتراك يحذرون من بقائنا في منبج تحت طائلة المواجهة العسكرية، فنحن بانتظارهم».
وحسب المسؤولين، فان «سورية تعاني من انهيار سلطتها المركزية، وهو ما يدفع القوى العالمية الى حماية مصالحها داخل سورية بنفسها، ولا افضلية لاحدها على الاخرى، ولا صلاحية للمسؤولين الاتراك في توجيه انذارات للقوات الاميركية المتواجدة في اي بقعة من الارض السورية».
المسؤولون شددوا على جدية هذه الادارة في المواقف التي تتخذها، وغمز احدهم من قناة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي حذر الأسد في العام 2012 من مغبة استخدام الاسلحة الكيماوية تحت طائلة توجيه ضربة له، ثم تراجع أوباما عن الضربة... «خطوطنا الحمراء لا تراجع عنها»، قال احد المسؤولين. 
يضيف المسؤولون ان «لا عودة لشمال سورية شرق الفرات الى سيادة دمشق ما لم يخرج الأسد من الحكم، وتتوصل الاطراف المتنازعة الى تسوية ترضي الجميع». هذا الموقف الذي دأب المسؤولون الاميركيون على تكراره، واوردته وزارة الدفاع في نص استراتيجيتها الدفاعية للعام 2017. 
لم تحرر الولايات المتحدة مناطق شرق سورية من «داعش» لتهديها للأسد وحلفائه، او هذا على الأقل ما يستنتجه اي مشارك في الجلسات المغلقة.
يقول المسؤولون الاميركيون ان ادارة الرئيس دونالد ترامب لا ترغب في مواجهات عسكرية مع اي من الاطراف المنتشرة في الاراضي السورية، «لكن أميركا لن تسمح في الوقت نفسه لهذه القوات في تحديد اين يمكن لاميركا ان تنشر قواتها وحلفائها واين لا يمكنها ذلك».
وكان المسؤولون الروس حاولوا الايحاء بوجود فارق بين انتشار قوات روسيا في سورية، بدعوة من «الحكومة السورية»، وانتشار الاميركيين، رغم ارادة حكومة الأسد. 
وفي هذا السياق، يقول المسؤولون الاميركيون ان «شرعية الأسد وحكومته انتهت منذ زمن بعيد، وان عضوية حكومته تم تعليقها في الجامعة العربية ومعظم المحافل الدولية، ولا عودة لأي حكومة سورية الى عضوية هذه الجمعيات الدولية، وتاليا لا سيادة، من دون خروج الأسد من الحكم».

ليست هناك تعليقات:


Since December 2008